الرئيس والزعيم العربي المنسي في بوليفيا (صور)
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
بوليفيا – على خلفية هجرة عربية مبكرة من الشام إلى أمريكا اللاتينية برزت في العقود الأخيرة في أعلى المناصب شخصيات من أصول عربية في عدة دول بالمنطقة، لكن مانويل بيلسو يختلف عن الجميع.
مانويل إيسيدورو بيلسو لم يسبق زمنيا فقط نظراءه الشهيرين من أصول عربية مثل، خوليو سيزار طربيه وكارلوس منعم وجميل معوض، ولم تختلف بشكل كبير الظروف التي عاش فيها في القرن التاسع عشر، بل وكان شخصية ثورية كبيرة بمشروع إصلاحي ورؤى إنسانية واجتماعية وسياسية سبقت عصرها.
يمكن وصف مانويل بيلسو بأنه كان امتدادا لسيمون بوليفار، الثائر الفنزويلي الذي حرر الكثير من دول أمريكا اللاتينية من الاستعمار الإسباني، وهو أيضا من بعض النواحي بمثابة إرهاصات مبكرة لشخصية تشي غيفارا.
ولد بيلسو عام 1808 في بلدة صغيرة عند سفح جبال الأنديز، وفيما يُجهل تماما اسم والده، يعتقد على نطاق واسع أنه تاجر من أصول عربية مهاجرة.
والدته تدعى مانويلا أوميريس، وقد انتقلت مع ابنها إلى مدينة لاباز، وتكسبت هناك ببيع أعواد الثقاب، ولذلك كان خصومه السياسيون لاحقا يعبرون عن ازدرائهم له بلفظ عن أعواد الثقاب يُذكر بمهنة والدته.
ورث بيلسو عن والده تقاطيع عربية مميزة لا تخطئها العين، في حين أن والدته سرعان ما تزوجت من عامل منجم يدعى غاسبار بيلسو، فحمل الصبي اسمه، وخدم الرهبان خلال القداس، وارتاد مدرسة في الدير، وكانت الدلائل تشير إلى أنه سيصبح قسيسا، إلا أن الأمور جرت بشكل مختلف تماما.
حين بلغ من العمر 13 عاما أو أكثر من ذلك بعامين كما تقول رواية ثانية، غامر رغم صغر سنه وانضم للقتال في حرب الاستقلال عن إسبانيا.
شارك في قتال مشهود في منطقة مفتوحة في ذلك الوقت لا تخضع لحدود. قبض عليه لاحقا ولم يعاقب لصغر سنه وأرسل إلى الدته في لاباز. لم يهدأ وخرج مجددا وانضم إلى القتال إلى أن برز وأصبح قياديا مشهورا، وبدأ طريقه إلى السلطة.
وصل السلطة رئيسا مؤقتا لبوليفيا في عام 1848 نتيجة لانقلاب عسكري، وأصبح رئيسا للبلاد من عام 1850 إلى عام 1855.
كان بيلسو زعيما عسكريا وسياسيا غير عادي، حيث اتبع سياسات تختلف بشكل جذري عن أسلافه. فقد سن دستورا يحظر العبودية تم تبنيه في سبتمبر عام 1850، وكان معاديا شرسا لهيمنة الأرستقراطية الإقطاعية، ويتمتع بشعبية عريضة.
حاول هذا الرئيس والثوري العنيد إدخال إصلاحات اجتماعية واقتصادية جذرية، والتخلص من تركة الاستعمار الثقيلة بقوانينها وقيودها المجحفة. وعمل في نفس الوقت على تعزيز سلطة الدولة وسعى إلى إضفاء طابع الديمقراطية على الحياة السياسية وتوسيع الأسس الاجتماعية للدولة بإشراك الطبقات الوسطى والحرفيين والتجار.
بيلسو كان مثاليا يؤمن بـ”مملكة الأخوة العالمية” وبالعدالة والمساواة الكاملتين، وبأن بناء دولة عادلة وقوية مستحيل من دون تحويل العوام والبسطاء بالتعليم إلى مواطنين حقيقيين.
يئس بيلسو من محاولة التغيير الطوباوية المستحيلة، فترك السياسة، وحل مكانه في السلطة في بوليفيا عام 1855 خورخي كوردوفا، في حين ذهب هو سفيرا إلى أوروبا.
بعد غيابه تمكنت القوى التقليدية وأصحاب النفوذ من بقايا النظام الإقطاعي من استعادة مكانتهم وتقويض الإنجازات التي حققها بيلسو بما في ذلك المصادرة الكاملة للأراضي المشاع التي منحت للفلاحين، ما تسبب لاحقا في انتفاضات قام بها هؤلاء جرى بعضها تحت شعار يقول: “نعم، يعيش بيلسو!”.
بيلسو في ذلك الوقت عاد إلى بوليفيا التي انتقلت من دكتاتورية إلى أخرى، وقاد في عام 1864 انتفاضة في مدينة لاباز ضد الدكتاتور ميلغاريجو.
في العام التالي خلال معركة شوارع جرت في 23 مارس عام 1865، قتل بيلسو الرجل الذي حاول بكل الطرق أن يرفع المظالم ويقيم دولة مثالية. مشروعه لم ينجح لكنه ظل مخلصا لأفكاره حتى الرمق الأخير.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
وزيرة خارجية بوليفيا: نأمل في تصدير المعادن المهمة للطاقة المتجددة إلى مصر
قالت سيليندا سوسا، وزيرة خارجية بوليفيا، إن الزيارة التي تقوم بها اليوم إلى مصر هي بالفعل زيارة من أجل تعزيز التعاون المشترك في المسائل والنقاط التي تحدثنا عنها سواء في المجال الاقتصادي أو التجاري، وبوليفيا لديها موارد مهمة تهتم بها على مستوى التصنيع، وتأمل أن تصدر المعادن المهمة التي لديها لمصر.
وأضافت خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطي، عرضته قناة القاهرة الإخبارية، أن مصر يمكن أن تستثمر في بوليفيا بالعديد من الحقول مثل الليثيوم، وهو نوع من المعادن المهمة بالنسبة للطاقة المتجددة، ونتحدث عن البيئة الخضراء ونعاني من أزمة مناخية جسيمة بالتالي علينا أن نبحث على المعادن الصديقة للبيئة مثل الليثيوم.
وتابعت: «نحن دول تعاني من تداعيات تغير المناخ مثل درجات الحرارة المرتفعة والفيضانات والحرائق، بالتالي نحن علينا كدول أن ندافع عن استدامة البيئة واحترام البيئة والطبيعة، والأرض الأم، وندعو للدول الصديقة سواء مصر والدول الأخرى تنضم إلينا في ثقة متبادلة لكي نستثمر في مثل هذه المعادن».
وواصلت: «لدينا مجالات عديدة للاستثمار بالإضافة لهذا المجال مثل المجالات التعليمية والثقافية والتجارية والاقتصادية، وعلينا أن نستثمر في مجالات العدالة من أجل القضاء على العنف وبناء مستقبل أفضل ومنطقة آمنة سالمة في الشرق الأوسط».