دور عمان العظيم يسجله التاريخ بأحرف من نور.. وكفى
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
عِنْدما تقوم سلطنة عُمان بأدوارها المحوريَّة في القضايا العربيَّة والدوليَّة فإنَّها على الدوام لا تنتظر أن تتصدَّرَ وسائل الإعلام، ولا تبحث عن معلَّقات المدائح من قِبل الأشقَّاء والأصدقاء، فهذه الأدوار والمواقف العُمانيَّة المُشرِّفة متلازمة عُمانيَّة نابعة من الأصول الثابتة الرصينة وعُمق التجربة العُمانيَّة التي تراكمت خلال تاريخها الطويل، وتستند إلى مبادئ الحقِّ والعدل ونَشْر الخير والسَّلام والأمان والاستقرار والازدهار، وهي قواعد مؤسَّسة على القِيَم وقواعد القانون الإنساني الدولي، وهو جوهر استقلاليَّة الموقف العُماني.
المواقف الإنسانيَّة العُمانيَّة التي عُرفت بها سلطنة عُمان عَبْرَ تاريخها والتي ترجمتها السِّياسات العُمانيَّة في العقود الخمسة الماضية خلال تَولِّي جلالة السُّلطان قابوس ـ رحمه الله ـ وتستكمل اليوم برعاية كريمة من جلالة السُّلطان هيثم ـ حفظه الله ورعاه ـ هي سياسات عُمانيَّة أصيلة تُعبِّر عن استقلاليَّة الموقف العُماني، وهي تتميَّز بخصوصيَّة عُمانيَّة لا يُمكِن أن تنحازَ لأيِّ طرفٍ أو لأيِّ موقف آثمٍ عقائديًّا مذموم فكريًّا مُخلٌّ سياسيًّا والتاريخ شاهد على ذلك. وعِنْدما نجد مَن يحاول التقليل من هذه الأدوار الكبيرة ويصفها بمحدوديَّة التأثير بعد جهود مضنية من أجْلِ نَشْرِ السَّلام والاستقرار، نوَدُّ هنا أن نلفتَ الانتباه ونؤكِّدَ أنَّ سلطنة عُمان رغم ما تعرَّضت له بسبب هذه الوساطة من إساءات واتِّهامات من قِبل الأشقَّاء نؤكِّد لَهُم أوَّلًا أنَّ عُمان صادقة مع نَفْسِها ومع الآخرين، وهي تمارس أدوارها بما يُملِيه عَلَيْها واجبها تجاه الأشقَّاء لرفع المأساة والمعاناة عن الأشقَّاء من أبناء الشَّعب اليمني، ولَمْ تجنِ السَّلطنة أيَّة مصالح مادِّيَّة، بل على العكس من ذلك فكُلُّ جهودها التي تقدِّمها في نَشْر الخير والسَّلام تحتسبها عِنْد الله ولا تقدِّم نَفْسَها على وسائل الإعلام، بل تتحرك بهدوء ورويَّة ومثابرة، وجهودها تبعث إضاءات لِتملأَ الآفاق، والحمد لله هي جهود موفَّقة دائمًا وذات تأثير كبير على المستوى الإقليمي والدولي .
وإذا عُدنا للملف اليمني فمن المُهمِّ هنا أن نشيرَ إلى أنَّ الوساطة العُمانيَّة كانت سببًا رئيسًا وعظيمًا في استمرار الهدنة ووقف إطلاق النار في الصراع الدَّائر في اليمن، ولولا استمرار هذه الهدنة لَمَا وصلت المفاوضات إلى هذه المرحلة المتقدِّمة اليوم، حيث اجتماع الرياض الذي يقدِّم نتائج مبشِّرة وكبيرة لإنهاء الأزمة بعون الله. كما أنَّ عُمان لا يُمكِن أن تفرضَ مواقفها على الآخرين في المباحثات، وتحاول بجهودها المستمرَّة تهيئة الظروف والوصول إلى نقطة النضج في المواقف لتحقيق النجاح، وهذا هو دَوْر الوسيط، وهنا تظلُّ عُمان هي بارقة الأمل والبلد الآمن لاحتواء الصراعات والخلافات بَيْنَ الأشقَّاء، والطرف الموثوق به والصَّادق دائمًا والذي لَنْ يتخلَّى عن دَوْره المحوري الكبير، وعلى الآخرين تقدير هذا الدَّوْر، سائلين الله الخير والسَّلام والازدهار لليمن الشَّقيق والوطن العربي عمومًا والعالَم أجمع والله من وراء القصد.
خميس بن عبيد القطيطي
khamisalqutaiti@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: فی الیمن الع مانی ع ن دما ع مانی ة التی
إقرأ أيضاً:
{أنصار الله}: اليمن سيظل ثابتاً في موقفه الداعم للمقاومة والشعب الفلسطيني
الثورة /
أدان المكتب السياسي لأنصار الله، العدوان الصهيوني على الضفة الغربية وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية إلى تهجير الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن مشاهد النصر التاريخي في غزة ولبنان أعلت مكانة المقاومة وحاضنتها الشعبية.
وقال المكتب السياسي في بيان له: ندين ونستنكر بأشد العبارات استمرار العدوان الصهيوني على الضفة الغربية ومخيم جنين في فلسطين المحتلة وما يصاحبه من قتل واعتقالات وتدمير للمباني وتهجير قسري.
كما أدان استمرار الخروقات التي يرتكبها العدو الصهيوني في جنوب لبنان بالمخالفة الصريحة لاتفاق وقف إطلاق النار على مرأى ومسمع الوسطاء الدوليين.
واستنكر المكتب السياسي لأنصارالله، التصريحات الأخيرة للإدارة الأمريكية التي تهدف إلى تهجير أبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، في محاولة لتحقيق الأهداف التي عجز جيش العدو عن تحقيقها بالقوة المفرطة.
وأشار سياسي أنصار الله، إلى أن الدور الأمريكي في لبنان وغزة يعد العامل الرئيس في تمادي الكيان الصهيوني وما هو عليه من عربدة وتجاوزات لكل القوانين، مؤكداً على الحق المشروع والمقدس للمقاومة في لبنان وفلسطين للتصدي لكل الاعتداءات والخروقات والانتهاكات التي يرتكبها هذا العدو المتغطرس.
وأضاف البيان: إن مواصلة الخروقات في جنوب لبنان وتصعيد العدو في الضفة الغربية يأتي كمحاولة مفضوحة للالتفاف على مشهدية الانتصارات الكبرى للمقاومة في جنوب لبنان وفي غزة..
لافتاً إلى أن طوفان العودة في غزة كان تجسيداً لإرادة الشعب الفلسطيني وتعبيراً عن قدرته على دحر الاحتلال وتحقيق حلم العودة رغم أنف الاحتلال.
وتابع سياسي أنصارالله: إن الهبة الشعبية في جنوب لبنان وعودة الآلاف إلى قراهم وبلداتهم وتحدي آلة القتل والإجرام الصهيونية كانت ترسيخا لمعادلة الشعب والجيش والمقاومة، موضحاً أن مشهد النصر التاريخي في غزة وفي جنوب لبنان قد أعلت من مكانة المقاومة وحاضنتها الشعبية، التي لم تبخل بعطاء الدم في سبيل الله.
وجدد البيان، المباركة للمقاومة في فلسطين ولبنان هذه العودة المظفرة وهذا الانتصار الأكبر على طريق القدس وتحرير الأقصى من دنس اليهود والصهاينة المغتصبين، مشيراً إلى أن اليمن سيبقى دائما إلى جانب المقاومة وإلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مضيفاً: «كلنا ثقة في صلابة الحاضنة الشعبية للمقاومة التي لن تسمح لمخططات ومشاريع التهجير والاحتلال، وأنها قادرة بعون الله على فرض معادلات وقواعد اشتباك جديدة».