جريدة الوطن:
2024-10-05@18:00:05 GMT

دور عمان العظيم يسجله التاريخ بأحرف من نور.. وكفى

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

دور عمان العظيم يسجله التاريخ بأحرف من نور.. وكفى

عِنْدما تقوم سلطنة عُمان بأدوارها المحوريَّة في القضايا العربيَّة والدوليَّة فإنَّها على الدوام لا تنتظر أن تتصدَّرَ وسائل الإعلام، ولا تبحث عن معلَّقات المدائح من قِبل الأشقَّاء والأصدقاء، فهذه الأدوار والمواقف العُمانيَّة المُشرِّفة متلازمة عُمانيَّة نابعة من الأصول الثابتة الرصينة وعُمق التجربة العُمانيَّة التي تراكمت خلال تاريخها الطويل، وتستند إلى مبادئ الحقِّ والعدل ونَشْر الخير والسَّلام والأمان والاستقرار والازدهار، وهي قواعد مؤسَّسة على القِيَم وقواعد القانون الإنساني الدولي، وهو جوهر استقلاليَّة الموقف العُماني.

وبالمقابل فإنَّ هذه الأدوار العُمانيَّة المُشرِّفة تفترض عدم التقليل من شأنها أو انتقاصها أو الاستخفاف بها. ولكن عِنْدما نرصد بعض التصريحات حيال الجهود العُمانيَّة في الوساطة والدَّوْر العُماني منذ بداية الأزمة في اليمن الشَّقيق، فنحن نتطلع من الأشقَّاء عدم اللمز والتقليل من تلك الجهود التي يعْلَمها الأشقاء في اليمن أوَّلًا، ولا نوَدُّ ذكرها فهي واجب إنساني عروبي أخلاقي يفترض على بلد مِثل عُمان أن يقومَ به كما قال عَنْه الرسول (صلَّى الله عليه وسلَّم) قَبل أكثر من 14 قرنًا: «لو أنَّ أهلَ عُمان أتيتَ، ما سبُّوك ولا ضربوك» فذلك الأساس المتين والوصف الدقيق الذي وصَف به رسولنا الكريم يتجلَّى اليوم فيما تقدِّمه عُمان من سياسات قائمة على القِيَم الإنسانيَّة في جهودها الصَّادقة والتي تتطلب التقدير فقط. ولا شكَّ أنَّ عُمان عِنْدما ذهبت إلى اليمن كان بتوافق بَيْنَ الأشقَّاء اليمنيِّين وللثِّقة التي تحظى بها سلطنة عُمان، وهي ـ بلا شك ـ تبحث عن نَشْر السَّلام والأمن والاستقرار باليمن، ولا تبحث عن أيَّة مصالح عابرة. وذهب الوفد العُماني في جهود الوساطة أكثر من (4) مرَّات سابقة بعد أن كانت مسقط هي الحاضن لتلك المفاوضات لسنوات، وكان وفد أنصار الله يتَّخذ من مسقط قاعدة للتفاوض، وهي ـ بلا شك ـ أرضه وبلده في ظلِّ تلك الظروف التي يعيشها اليمن والحصار والصراع اللذين يضيِّقان الخناق على الأشقَّاء في اليمن، فكانت السَّلطنة هي النافذة والرئة التي يتنفَّس من خلالها إخوتنا في اليمن، وهذا بالتأكيد من صميم الواجب العروبي والإنساني والأخلاقي.
المواقف الإنسانيَّة العُمانيَّة التي عُرفت بها سلطنة عُمان عَبْرَ تاريخها والتي ترجمتها السِّياسات العُمانيَّة في العقود الخمسة الماضية خلال تَولِّي جلالة السُّلطان قابوس ـ رحمه الله ـ وتستكمل اليوم برعاية كريمة من جلالة السُّلطان هيثم ـ حفظه الله ورعاه ـ هي سياسات عُمانيَّة أصيلة تُعبِّر عن استقلاليَّة الموقف العُماني، وهي تتميَّز بخصوصيَّة عُمانيَّة لا يُمكِن أن تنحازَ لأيِّ طرفٍ أو لأيِّ موقف آثمٍ عقائديًّا مذموم فكريًّا مُخلٌّ سياسيًّا والتاريخ شاهد على ذلك. وعِنْدما نجد مَن يحاول التقليل من هذه الأدوار الكبيرة ويصفها بمحدوديَّة التأثير بعد جهود مضنية من أجْلِ نَشْرِ السَّلام والاستقرار، نوَدُّ هنا أن نلفتَ الانتباه ونؤكِّدَ أنَّ سلطنة عُمان رغم ما تعرَّضت له بسبب هذه الوساطة من إساءات واتِّهامات من قِبل الأشقَّاء نؤكِّد لَهُم أوَّلًا أنَّ عُمان صادقة مع نَفْسِها ومع الآخرين، وهي تمارس أدوارها بما يُملِيه عَلَيْها واجبها تجاه الأشقَّاء لرفع المأساة والمعاناة عن الأشقَّاء من أبناء الشَّعب اليمني، ولَمْ تجنِ السَّلطنة أيَّة مصالح مادِّيَّة، بل على العكس من ذلك فكُلُّ جهودها التي تقدِّمها في نَشْر الخير والسَّلام تحتسبها عِنْد الله ولا تقدِّم نَفْسَها على وسائل الإعلام، بل تتحرك بهدوء ورويَّة ومثابرة، وجهودها تبعث إضاءات لِتملأَ الآفاق، والحمد لله هي جهود موفَّقة دائمًا وذات تأثير كبير على المستوى الإقليمي والدولي .
وإذا عُدنا للملف اليمني فمن المُهمِّ هنا أن نشيرَ إلى أنَّ الوساطة العُمانيَّة كانت سببًا رئيسًا وعظيمًا في استمرار الهدنة ووقف إطلاق النار في الصراع الدَّائر في اليمن، ولولا استمرار هذه الهدنة لَمَا وصلت المفاوضات إلى هذه المرحلة المتقدِّمة اليوم، حيث اجتماع الرياض الذي يقدِّم نتائج مبشِّرة وكبيرة لإنهاء الأزمة بعون الله. كما أنَّ عُمان لا يُمكِن أن تفرضَ مواقفها على الآخرين في المباحثات، وتحاول بجهودها المستمرَّة تهيئة الظروف والوصول إلى نقطة النضج في المواقف لتحقيق النجاح، وهذا هو دَوْر الوسيط، وهنا تظلُّ عُمان هي بارقة الأمل والبلد الآمن لاحتواء الصراعات والخلافات بَيْنَ الأشقَّاء، والطرف الموثوق به والصَّادق دائمًا والذي لَنْ يتخلَّى عن دَوْره المحوري الكبير، وعلى الآخرين تقدير هذا الدَّوْر، سائلين الله الخير والسَّلام والازدهار لليمن الشَّقيق والوطن العربي عمومًا والعالَم أجمع والله من وراء القصد.

خميس بن عبيد القطيطي
khamisalqutaiti@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: فی الیمن الع مانی ع ن دما ع مانی ة التی

إقرأ أيضاً:

3 مليارات ريال عُماني دخل "تنمية طاقة عُمان" بنهاية يونيو

مسقط-العُمانية

قامت وكالة "ستاندرد آند بورز" العالمية برفع التصنيف الائتماني السيادي طويل الأجل لسلطنة عُمان للعملتين المحلية والأجنبية من "BB+" إلى "BBB-"، مع منحها نظرة مستقبلية مستقرة؛ وبناءً عليه، تم تعديل التصنيف الائتماني المستقل لشركة تنمية طاقة عُمان ليتماشى مع التصنيف السيادي، ما يؤكد دور الشركة في دعم وتعزيز الاستقرار المالي.

ووضح المهندس سلطان بن علي المعمري الرئيس المالي لشركة تنمية طاقة عُمان أن التعديل في التصنيف الائتماني إلى "BBB-" سيمكن الشركة من الحصول على تمويل لبرنامجها الاستثماري بمعدلات تنافسية أفضل، إلى جانب توسيع قاعدة المستثمرين عند إصدار الصكوك والسندات، خاصة وأن الشركات ذات الجدارة الائتمانية الاستثمارية تشكل عامل جذب لكبار المستثمرين ما يسهم في تسهيل عملية جذب الاستثمار لمشروعات النفط والغاز.

وقال في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن شركة تنمية طاقة عُمان تقوم بدور محوري في الاستراتيجية الحكومية لسلطنة عُمان لتعزيز الاستقرار المالي ما يعزز الجهود المبذولة في تحسين التصنيف الائتماني، مضيفًا أن إجمالي الدخل السنوي للشركة يبلغ 6.3 مليار ريال عُماني أي ما يعادل 16.4 مليار دولار أمريكي ووصلت نسبة إسهام الشركة في الناتج المحلي بنهاية عام 2023م إلى 22 بالمائة.

وأشار إلى أن النتائج المالية المدققة لشركة تنمية طاقة عُمان خلال النصف الأول من عام 2024 كانت إيجابية حيث بلغ اجمالي دخل الشركة بنهاية يونيو 2024م نحو 3.2 مليار ريال عُماني أي ما يعادل 8.2 مليار دولار أمريكي.

وأضاف أن الشركة تتوقع الحفاظ على برنامجها الاستثماري خلال العام الجاري الذي يبلغ 1.5 مليار ريال عُماني حيث يتم تخصيص هذه الاستثمارات لحصة الشركة في المربع 6 بنسبة 60 بالمائة في مجال النفط و100 بالمائة في مجال الغاز.

وأشار إلى أن الإنتاج اليومي من منطقة الامتياز للمربع 6 يبلغ 674 ألف برميل مقارنة بـ 651 ألف برميل خلال الفترة نفسها من العام الماضي ونحو 83 ألف برميل من المكثفات النفطية.

ووضح الرئيس المالي لشركة تنمية طاقة عُمان أن الصكوك التي أصدرتها الشركة في شهري سبتمبر 2023 ويوليو 2024 لاقت إقبالًا كبيرًا من المستثمرين ما مكّن الشركة من إصدار صكوك بقيمة 750 مليون ريال عُماني.

من جانبه قال المهندس أزهر بن أحمد الكندي الرئيس التنفيذي للعمليات بشركة تنمية طاقة عُمان إن الشركة تقوم بعدة مبادرات لرفع كفاءة التشغيل من حيث تخفيض تكلفة الإنتاج مع المحافظة على سعة الإنتاج وزيادتها.

وأكد في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية على أن الشركة من خلال شركة تنمية نفط عُمان تقوم بدور فعال في تنفيذ العديد من المبادرات المجتمعية الهادفة إلى دعم المجتمعات المحلية وتعزيز المبادرات الوطنية، ما يعكس التزام الشركة بتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق تأثير إيجابي مستدام.

وفيما يتعلق بالتعمين أشار المهندس أزهر بن أحمد الكندي إلى أن شركة تنمية طاقة عُمان تفخر بقيادة كفاءات عُمانية لمسيرة الشركة حيث تجاوزت نسبة التعمين 80 بالمائة حتى الآن، ما يؤكد على التزام الشركة بدعم وتطوير المواهب المحلية وتعزيز دورها في قيادة القطاع وتحقيق رؤيته المستقبلية.

يُذكر أن شركة تنمية طاقة عُمان مملوكة لحكومة سلطنة عُمان، وتملك حصة قدرها 60 بالمائة من منطقة الامتياز النفطية (مربع 6)، بالإضافة إلى حصة 100 بالمائة من منطقة الامتياز للغاز غير المصاحب (مربع 6)، وحصة 100 بالمائة من شركة هيدروجين عُمان.

مقالات مشابهة

  • 3 مليارات ريال عُماني دخل "تنمية طاقة عُمان" بنهاية يونيو
  • القيادة المركزية الأمريكية: نفذنا ضربات ضد 15 هدفا في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن
  • صحف عالمية: التاريخ يوحي بأن إسرائيل ربما تتورط في لبنان
  • مفتي الجمهورية: جيش مصر العظيم درع الوطن وحصنه المنيع
  • أكتوبر العظيم
  • اليمن يثبت حضوره في معركة تحرير فلسطين: طوفان الأقصى يكتب التاريخ
  • وفد عُماني يبحث في اليمن تعزيز العلاقات التجارية
  • المعهد الديمقراطي: ندوب الحرب التي دامت عقد من الزمان لا تزال تلازم كل جوانب الحياة في اليمن
  • اليمن تشارك في أعمال الدورة الثالثة لمؤتمر الايسيسكو لوزراء التربية والتعليم
  • التراث العُماني غير المادي ودوره في تعزيز الهوية لدى الناشئة