جريدة الوطن:
2025-03-31@13:54:33 GMT

المرأة وتنامي دورها فـي الاقتصاد

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

المرأة وتنامي دورها فـي الاقتصاد

يقال إنَّه للخروج من ضبابيَّة «ما بعد الحداثة»، وتكسيرها للسياقات يجِبُ أن يفسحَ الطريق إلى المرأة، وأن يرفعَ الحاجز غير المرئي الذي يَحُول دُونَ وصولها إلى المناصب التي تُعبِّر عن طموحها وجلدها المعهود في تنمية الأُسرة، بالإضافة إلى إلغاء التمييز القانوني والتنظيمي والاجتماعي ضدَّها في بعض البُلدان، والذي لا يزال يمنعهن من البحث عن عمل يبتكرن فيه، وحينها تتوافر الإجابة عن السؤال المقصود: هل تتمكن المرأة من المساهمة بشكلٍ كامل في النُّمو الاقتصادي المحلِّي والدولي؟ خصوصًا إذا تمتَّعت بنَفْسِ الفرص التي يحصل عليها الرجُل للمشاركة في أسواق العمل، وذلك دُونَ الالتفات إلى الإشاعة الرائجة من أنَّها بالفعل أخذت كُلَّ الفرص لتتساوى مع الرجُل ولَمْ تستفِدْ مِنْها، ودليل عدم صحَّة هذه المقولة إذا قارنَّا بَيْنَ نصيب المرأة من التمثيل الوزاري أو تولِّيها للمناصب العُليا في أيٍّ من بُلدان العالَم، سواء المُدَّعي بتطبيق كُلِّ أشكال المساواة أو المحافِظ.

ويصادق هذا الكلام الدراسات المتعدِّدة التي تظهر أنَّ التقدُّم نَحْوَ تمهيد أرض الملعب للمرأة يسير بخطًى بطيئة تكاد لا تراها العَيْن، حتَّى أنَّها توضع في بعض الوظائف وهي تُمثِّل قطاعًا زائدًا عن العمل؛ أي أنَّها قوى عاملة غير مجدية وغير نافعة، فيتمُّ هدر طاقتها في وظائف غير ذات جدوى، ممَّا يسبب فجوة في الأجور بَيْنَها والرجُل، الذي يتمُّ الاعتماد علَيْه بشكلٍ أكبر في وظائف منتِجة لا تسنح فيها وظائف للمرأة.
فيما تضيف الدراسات المنصِفة للمرأة أنَّه إذا ارتفع عدد النساء العاملات وتساوى مع الرجال، خصوصًا في البُلدان الناشئة أو النامية فإنَّه سيؤدِّي إلى ارتفاع الناتج المحلِّي الإجمالي لتلك المُجتمعات التي تُعنى بذلك بنسب تتراوح ما بَيْنَ 4% إلى 9%، ممَّا يعني أنَّ المرأة العاملة يُمكِنها المساهمة بشكلٍ أكثر اكتمالًا في اقتصادات بُلدانها؛ لأنَّ زيادة مستوى مشاركة المرأة في سُوق العمل من شأنها أن تُعزِّزَ الأداء الاقتصادي بارتفاع مستوى الإنفاق الأُسري على التعليم خصوصًا للفتيات، ممَّا يزيد من الإبداع في الإنتاجيَّة. إلى جانب مواجهة التأثير المترتِّب على ارتفاع سنِّ العامل فيحدُّ من الشيخوخة السكَّانيَّة، خصوصًا وأنَّه من السَّائد أنَّ نسبة النساء في العديد من البُلدان يكُونُ أكثر من الرجال، ويصل إلى 60% من عدد السكَّان.
وتتعدَّد الحلول الناجزة لإفساح المجال أمام المُجتمعات التي تحلم بالمساهمة الفعَّالة للمرأة في التنمية ورفاهيَّة الأُسرة، وأوَّل هذه الحلول إصلاح السِّياسات الحكوميَّة في مجالَي الضرائب والإنفاق، إذ يُسهم فرض الضرائب على الدخل الفردي وليس دخل الأُسر، مع ربط فوائد الضمان الاجتماعي بالمشاركة في قوَّة العمل، أو التدريب، أو برامج سُوق العمل النشطة، مع توفير فرص للتدريب مَرِنة ترتكز على إدارة الوقت بشكلٍ أفضل لظروفهن، ثمَّ يأتي العنصر الأهم والذي بسببه تبتعد المرأة عن العمل هو عدم توافر أماكن لرعاية الأطفال خلال فترة العمل، ثمَّ النظر بصورة إنصاف أكبر حَوْلَ المساواة في الأجور، وإذا توافرت تلك الظروف ستُسهم بالفعل في ارتفاع نسبة مشاركة المرأة في قوَّة العمل بصورة إيجابيَّة.
إنَّ المرأة لدَيْها القدرة والاستعداد لِتُسهمَ مع أخيها الرجُل في تنمية المُجتمع وتنشيط اقتصاده، إنَّما ينقصها اعتماد المُجتمع والوقوف على قدراتها وإفساح المجال لها؛ لكَيْ تتبوَّأَ المناصب العُليا تساويًا مع الرجُل، في كُلِّ المجالات وليس مجالًا بعَيْنِه بحجَّة أنَّها امرأة ولا تقدر، والعالَم يمتلك أمثلة عديدة لنجاح المرأة في تولِّي أعلى المناصب في بُلدانها وقادة شعوب ودوَل للقمَّة اقتصاديًّا. بقي فقط أن نقولَ إنَّ هذه الأمثلة قليلة، وتريد أن يفسحَ المجال لِيزدادَ أعدادها، فهي تستحقُّ الوثوق بها من أجْل المساهمة في الاقتصاد المحلِّي والعالَمي.

جودة مرسي
godamorsi4@yahoo.com
من أسرة تحرير «الوطن»

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التی ت خصوص ا

إقرأ أيضاً:

«مالية عجمان» تواصل دورها الإنساني والمجتمعي في رمضان المبارك

عجمان: «الخليج»
أطلقت دائرة المالية في عجمان سلسلة من المبادرات الخيرية بالتعاون مع جمعية الإحسان الخيرية، تضمنت توزيع وجبات الإفطار على الصائمين من السائقين والعمال والأسر ذات الدخل المحدود في الإمارة.
جسّدت هذه المبادرات حضور الدائرة الفاعل في المشهد المجتمعي خلال الشهر الفضيل، مؤكدةً على دورها المحوري في ترسيخ ثقافة العمل التطوعي وتعزيز روح المشاركة المجتمعية بين موظفيها.
وشهدت هذه المبادرات مشاركة واسعة من موظفي الدائرة، الذين أظهروا حماساً وتفانياً في عمليات تعبئة وتوزيع الوجبات، تأكيداً على التزامهم بدعم مجتمع عجمان.
وشهدت هذه الجهود الخيرية ثلاث مشاركات للدائرة في فعاليات حملة «رمضان أمان 11» التي نظّمتها جمعية الإحسان الخيرية تحت شعار «معاً.. رمضان بلا حوادث» بهدف الحد من الحوادث المرورية والسرعة الزائدة خلال وقت الإفطار.
وفي بادرة تعكس روح القيادة والإلهام، شارك مروان أحمد آل علي، مدير عام دائرة المالية في عجمان، في هذه المبادرة، حيث انضم إلى الأيادي المعطاءة لفريق العمل في الميدان وأثمرت هذه المشاركات عن تعبئة وتوزيع 1400 وجبة إفطار خفيفة على السائقين.
كما أسهمت الدائرة بالتعاون مع الجمعية في مبادرة «لقمة خير7» بتوزيع 800 وجبة إفطار على العمال الصائمين، تكريماً لجهودهم.
وامتداداً لعطاءاتها واصلت الدائرة شراكتها مع مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية في مبادرة توزيع وجبات الإفطار على الأسر المتعفّفة، فضلاً عن مساهمتها في برنامج «المير الرمضاني» «بالتعاون مع جمعية الإحسان الخيرية.
وحول هذه المبادرات، قال مروان أحمد آل علي: «في دائرة المالية بعجمان، نؤمن أن العطاء هو أحد أعمدة استدامة المجتمعات وشهر رمضان المبارك يمثّل فرصة عظيمة لتعزيز هذا المفهوم وترجمته إلى مبادرات ملموسة تمس حياة الناس.
وتشكّل هذه المبادرات محطة من محطات العمل التطوُّعي المجتمعي التي تواصل دائرة المالية في عجمان تنفيذه على مدار العام، لترسيخ المسؤولية المجتمعية ممارسةً مؤسسية مستدامة تسهم في بناء مجتمع مترابط تسوده روح المحبة والتعاون وترسيخ مكانة عجمان كبيئة حاضنة للخير والإنسانية.

مقالات مشابهة

  • المجلس الأعلى للشباب: قريباً إطلاق مبادرة أفكار الرقمية
  • الخارجية الروسية: لن ننسى ولن نغفر كل شيء بسرعة للشركات الأوروبية التي انسحبت من سوقنا
  • السعودية.. تكهنات حول جنسية المرأة التي صفعت رجل أمن في الحرم مع استمرار التفاعل
  • بعثة الأمم المتحدة تطلق “منصة المرأة الليبية” لتعزيز مشاركتها في الشأن العام
  • إيمان السيد تعلق على انتقادات دورها في وتقابل حبيب
  • بدرية طلبة عن دورها في «وتقابل حبيب»: المؤلف جه عليا علشان يرضيكم
  • «مالية عجمان» تواصل دورها الإنساني والمجتمعي في رمضان المبارك
  • «مالية عجمان» تواصل دورها الإنساني والمجتمعي خلال رمضان
  • السفير حاتم رسلان: مصر لديها أثر كبير في قلوب الأفارقة لم نستغله جيدًا
  • اعلان تطهير عاصمة السودان بالكامل من فلول المليشيات التي هربت بشكل مخزي