الحرس الوطني التونسي: إحباط 23 عملية اجتياز للحدود البحرية خلسة في ليلة واحدة
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
أعلنت إدارة الحرس الوطني التونسي إحباط 23 عملية اجتياز للحدود البحرية خلسة في ليلة واحدة من جانب وحدات إقليمي الحرس الوطني بصفاقس والحرس البحري بالوسط، وذلك في إطار التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية.
وأضافت إدارة الحرس - في بيان - أن الحملة الأمنية الكبرى تمكنت من نجدة وإنقاذ 463 مجتازا (349 من جنسيات إفريقيا جنوب الصحراء و114 تونسيا)، كما تم ضبط 53 فردا مفتش عنهم؛ من أجل تورطهم في قضايا مختلفة وحجز 7 مراكب حديدية، ومبلغ مالي من العملة التونسية.
وفي سياق متصل، تمكنت وحدات منطقة الحرس الوطني بالمهدية بمشاركة إدارة الاستعلامات والأبحاث إثر مداهمة منزلين من القاء القبض على 3 من منظمي عمليات اجتياز وحجز 13 مركبا حديديا و38 طوقا مطاطيا لاستغلالها في عمليات الإبحار خلسة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحرس الوطني التونسي تونس هجرة غير شرعية الحرس الوطنی
إقرأ أيضاً:
بعد توترات صحنايا.. هل تتمكن دمشق من اجتياز امتحان الدولة؟
توصلت الحكومة السورية إلى اتفاق مع وجهاء من الطائفة الدرزية وصفته بالمبدئي، لإنهاء الاشتباكات التي اندلعت في مناطق بريف دمشق بين قوات الأمن العام ومجموعات مسلحة وصفتها بـ"الخارجة عن القانون"، وهو ما أعاد إلى المشهد مخاوف تصاعد الانقسامات في الوقت الذي تعمل فيه الدولة الجديدة على بسط سيطرتها على كافة البلاد وتعزيز وحدة البلاد.
وتسعى الحكومة السورية الجديدة منذ وصولها إلى السلطة، إلى رأب الصدع المجتمعي الذي خلفه نظام الأسد المخلوع، وهو تحد تواجهه دمشق على العديد من المستويات، سواء في تعاملها مع ملف قوات سوريا الديمقراطية "قسد" شمال شرقي سوريا، أو الوضع في الساحل السوري، حسب مراقبين تحدثوا لـ"عربي21".
كما تبرز السويداء ذات الغالبية الدرزية في قائمة الملفات الضاغطة على الحكومة السورية، لاسيما مع تدخل الاحتلال الإسرائيلي وطرح نفسه في الشأن السوري الداخلي تحت ذريعة "حماية الدروز".
وخلال الأيام الماضية، شهدت المناطق ذات الغالبية الدرزية في ريف دمشق مثل جرمانا وأشرفية جرمانا اشتباكات حادة أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، وذلك على خلفية انتشار تسجيل صوتي يحمل إساءة بالغة بحق النبي محمد.
التوتر تصاعد انطلاقا من جرمانا الواقعة جنوبي دمشق، قبل أن تمتد الاشتباكات إلى أشرفية صحنايا التي شهدت مواجهات عنيفة بين الأمن السوري والمجموعات المسلحة.
في غضون ذلك، بعثت دولة الاحتلال الإسرائيلي رسالة "تحذيرية" إلى الحكومة السورية عبر عدد من الغارات الجوية التي استهدفت مواقع في أشرفية صحنايا مشارف دمشق، ما أسفر عن سقوط قتيل في صفوف قوات الأمن وإصابة آخرين.
ومساء الأربعاء، أعلنت السلطات السورية انتهاء الحملة الأمنية في منطقة أشرفية صحنايا بعد دخول قوات الأمن إلى المدينة وانتشارها من أجل تأمين الأحياء والسكان المحليين.
كما كشفت محافظة السويداء، عن التوصل إلى اتفاق وصفته بأنه "مبدئي" لوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا، وتشكيل لجنة مشتركة لحل أزمة التوترات الأمنية بالمنطقتين.
"امتحان مشروع الدولة"
يرى الباحث والمحلل السياسي محمود علوش إن "ما حصل في جرمانا وصحنايا هو اختبار من بين اختبارات متعددة تواجهها الدولة السورية"، مشيرا إلى أن "هذا الاختبار يمتحن عزيمتها في مشروع الدولة مقابل مشاريع الدويلات والفوضى والتقسيم".
وبحسب حديث علوش لـ"عربي21"، فإن "هذه الاختبارات لن تتوقف حتى تستقر الدولة الجديدة، لكن من المهم الاستفادة من كل اختبار من أجل معالجة أكبر قدر ممكن من المحركات العميقة لهذه التحديات، وليس الجوانب السطحية منها، حتى لا تتحول مع مرور الوقت إلى معضلة مزمنة تستنزف سوريا ووحدتها الوطنية وسلمها الأهلي".
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع التقى بالعديد من وجهاء السويداء في قصر الشعب بالعاصمة دمشق بعد توليه مهام رئاسة الجمهورية، كما عقد اتفاق مع رئيس قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي لدمج مؤسسات الأخيرة المدنية والعسكرية في هيكلية الدولة الجديدة.
وشددت الحكومة السورية في أكثر من مناسبة على أن سوريا تضم تنوعات يشكل عامل إثراء وليس تناحر، مؤكدة أن لجميع المكونات في البلاد حقوق متساوية قائمة على حق المواطنة دون أي تمييز.
إلا أن المشاريع المختلفة التي تبتعد عن مسار الحكومة في دمشق، لا تزال تشكل تحديا ضاغطا على دمشق، ففي حين تمكنت السلطات الجديدة من التعامل مع هجوم الفلول الواسع في الساحل السوري في مطلع آذار /مارس الماضي، فإنها تواجه معضلة إرساء الاستقرار والتعامل مع الدعوات الداعية للحماية الدولية تارة والحكم اللامركزي تارة أخرى.
ويلفت علوش إلى أن "التحديات التي تواجه سوريا على الأطراف تتحرك في توازن مع بعضها البعض"، وأن "أي تحد يُحقق مكسبا على حساب المركز، يبعث برسالة تحفيز للتحديات الأخرى".
ولذلك، يقول الباحث إن "ما يجري في الجنوب يؤثر على ما يجري في الشمال، وما يجري في الشمال يؤثر على ما يجري في الجنوب والغرب، والعكس صحيح أيضا".
من جهته، يرى الباحث في مركز جسور للدراسات، وائل علوان، أنه "عندما تتحرك بعض المجموعات المسلحة، ويتم معالجة الأمر بعد ذلك من قبل الحكومة، وتفرض السيطرة المطلقة، فإن هذه المجموعات المسلحة لا تحصد إلا أنها كشفت نفسها".
ويوضح علوان في حديثه لـ"عربي21"، أن "سيطرة الحكومة اليوم ازدادت ولم تنقص. وهذه المناطق التي شهدت هذا النوع من التوتر، لم تكن أصلا تحت سيطرة تامة من الحكومة".
ويشير علوان إلى الاشتباكات التي شهدتها صحنايا وانتهت بدخول قوات العام وإحكام السيطرة على المدينة، قائلا "اليوم، كانت صحنايا غير منضبطة تمامًا، لكن جرت السيطرة بشكل كامل، ووقع الكثير من الفلول أو من أعداء الحكومة الجديدة في قبضة الحكومة".
ويرفض الباحث الحديث عن تراجع سيطرة دمشق على خلفية التحديات التي تواجهها في الأطراف، لافتا إلى أن "المناطق التي تشهد توترات، سلطة الحكومة السورية فيها غير تامة، ونتيجة التوترات التي تشهدها، يجري التدخل الحكومي وبشكل واسع".
و"بطبيعة الحال، تكون السيطرة بعد انتهاء المشكلة أكبر بكثير مما كانت عليه قبلها"، على حد قول علوان.
التوتر في جرمانا وصحنايا
أسفرت الاشتباكات التي شهدتها كل من جرمانا وأشرفية صحنايا عن مقتل ما يزيد على 20 شخصا من قوات الأمن السوري، في حين شهدت دمشق تدخلا عسكريا إسرائيليا في الاشتباك الداخلي لأول مرة.
ودأبت دولة الاحتلال الإسرائيلي على تهديد دمشق في حال تعرض الدروز للأذى، بالرغم من الرفض الذي أبدته شخصيات درزية سورية لأي وصاية إسرائيلية على شؤونهم.
والأربعاء، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عددا من الغارات الجوية على مناطق في أشرفية صحنايا بالتزامن مع اشتداد الاشتباكات بين قوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة.
وأعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان مشترك مع وزير الحرب يسرائيل كاتس، أن "الجيش الإسرائيلي نفذ ضربة تحذيرية ضد متطرفين كانوا يستعدون لمهاجمة الدروز في بلدة صحنايا السورية".
وأضاف "وجهنا رسالة إلى النظام السوري بأن إسرائيل تتوقع منه التحرك لمنع إلحاق الأذى بالدروز". كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إجلاء 3 سوريين من أبناء الطائفة الدرزية لتلقي العلاج الطبي داخل دولة الاحتلال.
ويرى علوش أن التدخل الإسرائيلي الأخير "أظهر نقاط ضعف أكثر مما أظهر من نقاط قوة، وأظهر ترددا أكثر من اندفاع"، موضحا أن "هذا ما نلاحظه كذلك في الخطاب الإسرائيلي؛ فللمرة الأولى تخاطب إسرائيل الحكم الجديد في سوريا بوصفه نظاما، وتقول إنها تتوقع منه أن يتحرك لرد الأذى عن الدروز".
وأضاف أن "هذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها إسرائيل عمليا بوجود نظام قائم، بعد أن كانت تعتبر أن جماعة إرهابية سيطرت على السلطة. أما الآن فهي تخاطب هذه الجماعة كنظام سياسي قائم في البلاد".
ولفت الباحث إلى أن "الاندفاعة الإسرائيلية في سوريا، التي بدأت قبل لقاء نتنياهو ـ ترامب في 5 نيسان /أبريل الماضي، تراجعت بشكل كبير”، حيث “لم يُسجَّل منذ ذلك الحين أي نشاط جوي إسرائيلي في سوريا".
وبيّن أن "ما نشهده يبدو تحولا جزئيا في الاستراتيجية الإسرائيلية، نتيجة الضغط الأمريكي من جهة، وأيضا نتيجة السياق التفاوضي الإسرائيلي ـ التركي الذي بدأ مؤخرًا، وكذلك التفاوض الأمريكي ـ السوري".
وبحسب الباحث، فإن كل هذه العوامل تضغط على السياسة الإسرائيلية في سوريا، لكن مع ذلك يعتقد علوش أن دولة الاحتلال ستبقى مصمّمة على محاولة فرض أقصى ما يمكن من تصوراتها لسوريا الجديدة، وستواصل الاستثمار إلى حد كبير في "الحالة الدرزية".
بدوره، يرى علوان أن التدخل الإسرائيلي هدف إلى بعث رسالة مفادها أنه "موجود، وأنه يشاهد ويراقب" لأن مصلحة إسرائيل تمكن في "إبقاء حالة من الفوضى بشكل عام في سوريا، ومنع انتقال الحكومة السورية من طور إلى طور في الانفتاح، سواء على القوى الإقليمية أو الدولية".
وتابع قائلا "فعليًا، لم يكن هناك تدخل إسرائيلي حقيقي مؤثر في ديناميكيات الصراع. حتى القصف الذي قامت به إسرائيل، ومن حيث دراسة الهدف وطبيعة التأثير، هو رسالة أكثر من كونه بالفعل تدخلًا لتغيير مسار أمني أو عسكري".
دمشق ترفض التدخل الخارجي
بعد احتواء التصعيد، وجه الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في سوريا، حكمت الهجري، اتهامات لاذعة للحكومة السورية في دمشق بـ"قتل شعبها بواسطة عصابات تكفيرية"، مطالبا بالحماية الدولية "والعون السريع والمباشر".
وقال الهجري، في بيان، إنه "من موقعنا في الرئاسة الروحية، وبتوحد الأفكار بيننا وبين باقي إخوتنا في النسيج السوري، كلنا متفقون ونجمع على نفس الآراء تجاه هذه الإدارة بفصائلها الإرهابية التكفيرية".
في المقابل، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، إن "أي دعوة للتدخل الخارجي، تحت أي ذريعة أو شعار، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والانقسام"، لافتا إلى أن "تجارب المنطقة والعالم شاهدة على الكلفة الباهظة التي دفعتها الشعوب جراء التدخلات الخارجية".
وأضاف في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، أن "من يدعو إلى مثل هذا التدخل يتحمل مسؤولية تاريخية وأخلاقية وسياسية أمام السوريين والتاريخ، لأن نتائج هذه الدعوات لا تنتهي عند حدود الخراب الآني، بل تمتد لعقود من التفكك والضعف والانقسام".
وأثارت تصريحات الهجري مخاوف لدى معتقلين سوريين من تجدد تصاعد التوترات التي شهدتها البلاد على مدى الأيام الثلاثة الماضية، خاصة في ظل عمل الاحتلال الإسرائيلي على إضعاف السلطة الجديدة في دمشق من خلال "ورقة الأقليات".
وبحسب علوش، فإن "المعضلة التي تمثلها الحالة الدرزية للحكم الجديد في سوريا تتضاعف بسبب العامل الإسرائيلي بشكل أساسي"، لكنه يوضح في الوقت ذاته أن سوريا "لا تمتلك في هذه المرحلة خيارا سوى إظهار التصميم على مشروع الدولة".
ويؤكد الباحث أن "التردد في أي اختبار لن يؤدي فقط إلى إضعاف موقف الحكم الجديد أمام الحالة الدرزية والتحدي الإسرائيلي، بل سيرسل أيضا رسائل ضعف إلى الأطراف التي تشكل تهديدا لوحدة سوريا، لا سيما الأطراف الواقعة على أطراف البلاد، مثل الوحدات الكردية في الشمال، والطائفة العلوية في الغرب".
في السياق ذاته، يوضح علوا أن الحكومة السورية في دمشق "تتعامل مع الملفات الأمنية بحذر، وفي الوقت نفسه بشيء من الحسم إن استطاعت".
وأكد علوان أن "البلاد اليوم فعليا بحاجة إلى مشروع وطني جامع، وبحاجة إلى ضبط أمني، وكلاهما من مسؤولية الحكومة"، مشددا على أن "هناك فرصة كبيرة، لأن المجتمع الدولي لا يتفاعل بشكل حقيقي مع التحركات التي قد تؤثر سلبا على الاستقرار".