في اليوم العالمي للسلام.. "أركو" تدعو لحوار يطرح آثار النزاعات والصراعات
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
"العمل من أجل السلام طموحنا لتحقيق الأهداف العالمية" تحت هذا العنوان تشارك المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "آركو" دول العالم للاحتفال باليوم العالمي للسلام الموافق21 سبتمبر، لنشر الوعي بأهمية المسؤولية الفردية والجماعية في نشر ثقافة السلام، والتأكيد على أنه لا سبيل إلى تحقيق التنمية المستدامة دون سلام.
وأكد الدكتور صالح بن حمد التويجري أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر (آركو)، أهمية السلام كركيزة أساسية للتنمية التي لا تزدهر في ظل أوضاع مضطربة.
موضحًا "أن السلام هو الهدف الأسمى الذي يسعى الإنسان إلى تحقيقه منذ بداية خلقه، لذا كان من الطبيعي أن تهتم المنظمات والهيئات المعنية بمضاعفة الجهود لتكريسه لتوفير الأرضية المناسبة لانفتاح كافة الشعوب على بعضها البعض في أجواء يسودها التعايش السلمي والوئام"، مشددًا على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات بالحوار الواعي واحترام الطرف الآخر.
مشيرًا إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للسلام يأتي في الوقت المناسب لبث روح الأمل بصناعته واقراراه وحفظه واستمرار بناءه لتخفيف التداعيات الإنسانية ولتنعم شعوب العالم أجمع بمستقبل مشرق يتحقّق بوضع حد للنزاعات والصراعات المسلحة.
مضيفا، لقد حان الوقت لوقف كافة أشكال الصراعات المسلحة وما ينتج عنها من أزمات لجوء ونزوح، نتطلع إلى أن تضع الصراعات أوزارها، وتكون الدبلوماسية الإنسانية هي النهج السائد للتعامل فيما بين الأطراف المتنازعة، من أجل تحقيق الاستقرار وعودة اللاجئين إلى بلدانهم، ونحتاج لوضع رؤية استشرافية مشتركة لدفع السلام قُدمًا إلى الأمام، وتعزيز الاستجابة لنداء الضمير العالمي بإرساء سلام عادل لاستتباب الأمن والاستقرار في ربوع العالم ولتنعم شعوب الأرض قاطبة بالخير والنماء، ما يتطلب نشر قيم التعايش السلمي والتسامح وتقبل الآخر دون تمييز عرقي أو ديني أو لغوي وثقافي بين الأمم والشعوب.
وبيّن د. التويجري، أن الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر تشجع على انتهاج الدبلوماسية الإنسانية لمنع وقوع النزاعات المسلحة من خلال عدة نقاط منها الإنذار بحدث أو أزمة وشيكة أو محتملة الحدوث، التأهب للعمل واجراء التدريبات، نشر القانون الدولي الإنساني والدعوة إلى تطبيقه والحيلولة دون انتهاكه، تقليل مخاطر النزاعات، تعزيز رؤية عالمية للحماية، وتفعيل جميع الأعمال المعزّزة لأمن المجتمعات وحمايتها من مخاطر وتداعيات العنف المسلح.
وأستطرد قائلًا: لن يتحقّق السلام ويُبنى إلا في ظل وجود حوار حقيقي يطرح التداعيات والآثار الخطيرة الناتجة من النزاعات والصراعات، والتذكير دائمًا بالمعاناة الإنسانية لضحاياها، واتباع رؤية شاملة لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاعات وتعزيز الالتزام بحماية حقوق الآمنين وفق القانون الدولي الإنساني، ودعم جهود تحقيق التنمية المستدامة لأهميتها في إرساء ثقافة السلام.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اتخذت في عام 2001 قرارًا بتخصيص يوم 21 سبتمبر من كل عام يومًا سنويًا عالميًا من أجل دعم السلام ووقف العنف؛ فيما اعتمدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة قرار التنمية المستدامة عام 2015م لتعزيز جهود اتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية لجميع الشعوب، حيث أنه دون تنمية مستدامة لن يتم تحقيق سلام عالمي.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
خطيب الجامع الأزهر: نحن أمة تسعى للسلام وعلى العالم أن يتعامل مع هذه الحقيقة
ألقي خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، ودار موضوعها حول فضل شهر رمضان المبارك وأنه شهر البركات والانتصارات.
وقال الدكتور عباس شومان، إننا نعيش الآن أيام تحتفل فيها الأمة الإسلامية بذكرى انتصارين عظيمين في تاريخها وهما انتصار قواتنا المسلحة على العدو في العاشر من رمضان لعام 1393 هجرية الموافق السادس من أكتوبر لعام 1973م. هذا اليوم المشهود حطم فيه جيشنا أسطورة الجيش الإسرائيلي، وانتصار المسلمين بقيادة رسول الله ﷺ على كفار قريش في غزوة بدر الكبرى 17 من رمضان في العام الثاني بعد الهجرة، ومع مرور الأزمنة بين الانتصارين 14 قرنا من الزمان تفصل بينهما إلا أن هناك رابط عظيم بين الانتصارين؛ الأول في صدر الإسلام والثاني حديث شهده الكثير منا، كما أن هناك شبه كبير بينهما وهما أنهما كانا بين الحق والباطل والنهاية كانت نصرا مظفرا للحق.
وأضاف أن المسلمين لم يخرجوا للحرب قبل غزوة بدر أصلا؛ وإنما بضعة نفر خرجوا مع رسول الله ﷺ في محاولة منهم للاستيلاء على قافلة للمشركين تعويضا عن بعض ما أخذوه من المسلمين حين هاجروا إلى المدينة، لكن شاءت إرادة الله أن تقع غزوة بدر الكبرى بين المسلمين حيث وجدوا أنفسهم في مواجهة جيش جرار بعدد وعتاد قليلين، ورغم هذا التباين في القوة والاستعداد ما كان من المؤمنين أبدا الفرار من ساحة القتال، ودارت المعركة غير المتكافئة والمسلمين واثقين من نصر الله لهم، قال تعالى: ﴿إن ينصركم الله فلا غالب لكم﴾، وفي العاشر من رمضان كانت الظروف مماثلة، فرق كبير بين جيشنا بما يمتلك من عدة وعتاد ضُيق عليه، في مواجهة جيش سخر الغرب له كل إمكاناتهم.
ودعا خطيب الجامع الأزهر إلى أن نأخذ العبرة من هاتين المعركتين، حيث يعلم الجميع أننا ما زلنا في دائرة المخاطر، ومن يتابع تصريحات الأعداء ومن يقف خلفهم يعلم ذلك، حيث يردد هؤلاء أحلام اليقظة بالتوغل في بلادنا، ورغم الدروس القاسية التي تلقوها ما زالت أحلام التوسع والتمدد في منطقتنا قائمة، فعليهم مراجعة التاريخ والنظر في كم المواجهات التي دارت بين المسلمين وبينهم، حينها سيدركون أن النصر كان حليفا لنا في أغلب المواجهات لأن قوتنا غير مرئية، فهي تكمن في إيماننا وتمسكنا بربنا محذرا إياهم بمجرد التفكير في ذلك، وإلا فعليهم انتظار نصر جديد.
واختتم خطيب الجامع الأزهر خطبة الجمعة بقوله: "إن أمة الإسلام تسعى للسلام والعيش في أمان والعالم كله يعلم ذلك، وعليه أن يتعامل مع هذه الحقيقة، فنحن ندعو للسلام ولسنا أمة استسلام، نعيش في سلام ونطالب بمنع الحروب، لكن من أجل الدفاع عن أرضنا وديننا على الأمة الإسلامية أن تعمل بجد وأن تستقيم على نهج الله في شتى المجالات وفي المعاملات، وأن تلتزم بأحكام شرعنا الحنيف، وفي الدفاع عن الوطن الذي يضرب من أجله أي شيء، فنحن نعمل لنبني وطننا بكل جد واجتهاد آملين أن نكون في معية الله، راجين عفوه وغفرانه.