مدرب منتخب مصر للسيدات: لدينا محترفات في أوروبا.. والبطولات قادمة (حوار)

المنقذ والجندي المجهول وصاحب الرؤية الثاقبة، ألقاب تصف حال محمد كمال المدير الفني لمنتخب مصر للسيدات، الذي يعمل في صمت وبكل إخلاص، فخلال بضع أشهر لا تتخطى العامين، استطاع أن يضع كرة القدم النسائية في مصر على القمة، ليقود مشروعًا يناطح الكبار في القارة السمراء وخارجها.

«الوطن» التقت بمحمد كمال في معسكر المنتخب، للحديث عن آخر استعدادات سيدات الفراعنة لتمثيل مصر في تصفيات كأس أمم أفريقيا، إلى نص الحوار.

كيف استعد منتخب السيدات لانطلاق تصفيات كأس أمم أفريقيا؟

منتخب مصر للسيدات يستعد للمحافل الدولية بالكامل منذ ما يقرب من عامين، من خلال الدخول في معسكرات مفتوحة بشكل دائم ومتواصل؛ لتحقيق الانسجام بين اللاعبات، والوقوف على العناصر الأفضل للاعتماد عليها، إلى جانب متابعة جميع اللاعبات مع أنديتهن بشكل دوري.

أسس اختيار اللاعبات لتمثيل مصر في المحافل الدولية؟

نتابع جميع اللاعبات في الدوريات مع أنديتهن، إلى جانب المحترفات، لا نفوت مباراة للوقوف على نقاط القوة والضغط، ومدى تأثير وجودهن في المنتخب على مدار سنوات، نعمل منذ عامين على اختيار الأفضل، لبناء جيل جديد من السيدات، قادر على الذهاب بعيدًا وتحقيق الانتصارات، ما سبق كان التجهيز والإعداد، والمقبل سيكون جني لثمار ما فعلناه على مدار تلك الفترة.

ماذا عن توقعاتك لطريق سيدات مصر في تصفيات أمم أفريقيا؟

منتخب مصر قادر على عبور الدور الأول، خاصة أن المنتخب المصري للسيدات قدم فترة إعداد استثنائية، وانتصر على المغرب مرتين، لذلك أؤكد أن الفروق بدأت تتلاشي بشكل كبير، وما يحدد المكسب في الوقت الحالي، هو الفريق والأداء داخل الملعب، لا يوجد صدفة في كرة القدم، من يريد المكسب ويعمل من أجل الوصول إليه، سيفعل ذلك لا محالة، وعلينا احترام المنافس من أجل تخطي عقبته.

هل تظهر وجوه جديدة في تصفيات أفريقيا؟

بالفعل نعمل على ذلك بشكل كامل، من خلال النزول بمعدل الأعمار، ما ظهر جليًا في اختيارنا لأكثر من 8 لاعبات من منتخب الناشئات تحت 20 عامًا، من أجل الانضمام إلينا، وبالفعل أثبتن جدارتهن في المباريات الودية، بينهن محترفات في الدوريات الأوروبية والعربية.

رأيك حول رفض ممارسة السيدات لكرة القدم؟

نحن في عصر تمكين المرأة، التي أثبتت جدارتها على فعل جميع الأشياء والتفوق بها، ليس فقط على مستوى كرة القدم، لكن في مجالات الثقافة والفن والسياسية وغيرها، أما عن كرة القدم، فرأينا منتخب المغرب يتفوق على منتخبات أوروبا ويتخطى الدور الأول في كأس العالم، إلى جانب الأداء المذهل للمنتخبات الأخرى في البطولة، لدينا في الوقت الحالي حالة غيرة للوصول مثل المغرب أو أبعد، وسنفعل ذلك باستغلال دعم الدولة للمرأة، وفي المقدمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، من أجل الذهاب بعيدًا وتقديم أفضل أداء، وننتظر دعم الإعلام والمسؤولين بشكل دائم.

ما الأزمات التي عكرت صفو المنتخب في الفترة الماضية؟

عانينا من أزمة على مستوى التجمعات، واجهنا أزمة في إمكانية الحصول على خدمات اللاعبات خلال فترات طويلة، بسبب التزامهن بالمشاركة مع أنديتهن في البطولات المحلية والقارية أيضًا، وخارج الأجندة الدولية، إذ تمكنا من إقناع بعض الأندية على إرسال اللاعبات يومين في الأسبوع على الأقل، لاعبنا الأردن ولبنان وعديد من الدول، وذلك جعلنا نتقدم في تصنيف المنتخبات، لنحتل المركز الـ88 على مستوى العالم، نعتبرها خطوة كبيرة نحو الصفوف الأولى، لكن مصر تستحق تصنيف أفضل من ذلك بالتأكيد.

ما الفرق بين التعامل مع السيدات والرجال داخل ملاعب كرة القدم؟

شئنا أم أبينا، سيظل التعامل بين الجنسين مختلف في جميع المجالات، سيكولوجيًا السيدات تحتاج إلى طريقة تعامل مختلف، فالتعامل يكون على العامل النفسي بشكل أكبر، يمكن أن أضرب مثالًأ على ذلك، فاللاعبة داخل الملعب لا تتحمل النقد أمام زميلاتها، ويجب أن تخبريها بأي خطأ بعيدًا على زميلاتها، لكن هناك أيضًا فروق كبيرة بين الاثنين، على المستوى البدني يتفوق الرجل عن السيدة، الأمر كذلك على مستوى السرعة والركض داخل الملعب، لدينا مخطط أحمال ومحلل أداء يعملان على ذلك من الناحية الفنية والرقمية والعلمية لتحسين كل ما سبق.

متى يرفع منتخب مصر للسيدات أول بطولة في تاريخه؟

الأحلام مشروعة والحلم ليس بعيد، يجب أن نتمنى ونحقق ما نحلم به في القريب العاجل، ولا تعرف طموحاتنا أي سقف، خاصة أننا نضع طموحات طويلة المدى وبعيدة وكبيرة، فيجب ألا ننظر تحت أقدامنا، المشوار ما يزال طويلًا والأحلام ستحقق، لكننا في الوقت الحالي ننظر إلى الإمكانيات التي نملكها وقدرتها على تحقيق ذلك، لدينا مواهب جديدة أعتبرها المخزون الاستراتيجي لمنتخب مصر، وعلينا أن نقول أن كرة القدم النسائية أمر واقع، ما ظهر جليًأ في قرار الاتحاد الأفريقي، الذي أجبر الأندية على إنشاء فريقًا للسيدات، من أجل المشاركة في البطولات القارية.

ما رسالتك للمسؤولين عن كرة القدم في مصر؟

«محتاجينكوا، محتاجين دعكم واهتمامكم»، أعلم جيدًا اهتمام الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، بالرياضة بكل أشكالها وأنواعها، إلى جانب دعمه للمرأة بشكل خاص ورياضة المرأة، نتمنى أن يدعم الفريق ويأتي في زيارة، الأمر الذي سيضع المنتخب معنويًا في مكان أفضل، اتحاد الكرة ودكتورة دينا الرفاعي يبذلان قصارى جهدهما من أجل النهوض برياضة كرة القدم النسائية، على حسب الإمكانيات المتاحة، لذلك أخاطب الإعلام المصري بتسليط الضوء على السيدات مثلما يحدث مع الرجال، لأن من حقهن أن يظهرن إلى النور

هل يفكر محمد كمال في الانتقال إلى تدريب منتخبات مصر للرجال؟

بالفعل دربت فرق رجال لمدة 15 عامًا في نادي الشمس، لكنني تخصصت في السيدات لإيماني واقتناعي بقدرة تلك الرياضة على الذهاب بعيدًا، وكان لدي الرؤية بالفعل على يحدث لها من تطور في الوقت الحالي، أنا احترم التخصص بشكل كبير، لذلك أفضل البقاء هنا مع مشروعي الذي بدأته مع منتخب السيدات.

المصدر: الوطن