صفقة أمريكا وإيران والمليارات الستة.. هل يتحول احتجاز الرهائن إلى مشروع مربح لخصوم واشنطن؟
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
يُعد منح الوصول إلى الأموال الجانب الأكثر إثارة للجدل في صفقة تبادل السجناء الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي أفرجت بموجبها واشنطن عن 6 مليارات دولار من الأموال التي كانت محتجزة لصالح طهران في كوريا الجنوبية، ولهذا يثير الاتفاق مخاوف أوسع نطاقاً حول الكيفية التي يمكن بموجبها لواشنطن أن تردع إيران وروسيا والصين ودول أخرى من اعتبار احتجاز الرهائن مشروعاً مربحاً، لا سيما أن للولايات المتحدة تاريخ طويل في ربط تحويل الأموال الإيرانية بإطلاق سراح طهران لرهائن.
ما سق كان خلاصة تحليل كتبه هنري روم، الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والمتخصص في العقوبات على إيران والقضايا الاقتصادية والنووية.
حالات سابقةويقول الكاتب إن واشنطن دفعت لإيران مقابل إطلاق سراح رهائن من قبل في أعوام 1981 و 1991 و 2016، مع تنفيذ الاتفاق النووي.
اقرأ أيضاً
أمريكا وإيران قبل موعد 2024.. هل تمهد صفقة السجناء لمناقشة النووي؟
وفي كل حالة، توصلت الولايات المتحدة إلى تسويات مالية مع إيران متعلقة بالنزاعات التي نشأت مع الثورة الإسلامية عام 1979، والتي كانت مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالإفراج عن الأمريكيين المحتجزين كرهائن في إيران أو لبنان.
ولكن في عدة حالات، تم إطلاق سراح الرهائن خلال إدارة ترامب دون الإفراج عن الأموال الإيرانية.
أما الأموال في كوريا الجنوبية فهي مختلفة. فبدلاً من الأموال المرتبطة بنزاعات تعود إلى أربعين عاماً، كانت هذه الأموال عبارة عن مدفوعات للمشتريات الأخيرة لكوريا الجنوبية من منتجات الطاقة الإيرانية، وخاصة المكثفات، وظلت قابعة في مصرفين من مصارف كوريا الجنوبية.
وفي عهد إدارة ترامب، حاولت سيول وواشنطن تنفيذ قناة دفع مقومة بالوون الكوري للتجارة الإنسانية، إلا أن هذه القناة لم تبصر النور قط. فأصبحت الأموال بمثابة حجر الرحى حول عنق كوريا الجنوبية، وتعرضت هذه الأخيرة لضغوط متزايدة من إيران، التي استولت على ناقلة تابعة كورية جنوبية في عام 2021، وانتقمت من الأصناف ذات العلامات التجارية الكورية، وهددت باتخاذ إجراءات قانونية ضد سيول.
رسالة إلى الصين وروسياويرى الكاتب أنه حتى لو كان التوصل إلى اتفاق لإعادة الأمريكيين المحتجزين إلى وطنهم مبرراً، فإنه بلا شك يؤكد صحة وجهة نظر إيران بأن احتجاز الرهائن وسيلة مقبولة لتحقيق أهدافها، ويوجه الرسالة ذاتها إلى روسيا والصين.
ولذلك، ينبغي على واشنطن أن تسعى إلى التوصل إلى تفاهمات مع دول مستهدفة أخرى حول نهج مشترك لمنع احتجاز الرهائن الذي ترعاه الدول، بما في ذلك ما يتعلق بما يقارب ثلاثين سجيناً أوروبياً ما زالوا في إيران.
وقد يستلزم ذلك، الاتفاق على قواعد جماعية للمفاوضات أو العقوبات أو الامتيازات.
اقرأ أيضاً
بعد تنفيذ صفقة تبادل المحتجزين بين واشنطن وطهران.. اجتماع قطري إيراني في نيويورك
القناة القطريةوفي إطار صفقة الرهائن، وافقت واشنطن على تسهيل حركة الأموال الإيرانية من كوريا الجنوبية إلى قطر عبر أوروبا.
وذكر المسؤولون الأمريكيون والإيرانيون أنه لن يُسمح لطهران بالوصول إلى الأموال إلا لأغراض غير خاضعة للعقوبات.
لكن روم يحذر هنا من خطرين أساسيين، الأول هو خطر سوء الاستخدام. وكما كان عليه الحال في الماضي، يمكن لإيران إيجاد طرق للإدّعاء الاحتيالي بأن معاملة معينة هي معاملة إنسانية أو تهريب سلع إنسانية إلى الخارج لتحقيق الأرباح.
ثانياً، حتى لو كانت الآلية تعمل بشكل مثالي، فإن الأموال قابلة للاستبدال في نهاية المطاف، أي أنه على الرغم من أن مبلغ الستة مليارات دولار المحوّل من كوريا الجنوبية سيقتصر على المشتريات الإنسانية، فإن الإفراج عنه سيحرر مبلغاً مساوياً من الأموال يمكن أن تستخدمه طهران لأغراض أخرى، من بينها قطاع الدفاع.
اقرأ أيضاً
تتضمن تبادل سجناء وإفراج عن أموال مجمدة.. بدء تنفيذ صفقة إيران وأمريكا
وقد تكون الخطوة التالية هي استئناف المحادثات النووية، التي انهارت قبل عام بعد رفض إيران التوصل إلى اتفاق حل وسط.
لكن بالنسبة إلى البيت الأبيض، كانت إزالة عقبة الرهائن خطوة أساسية قبل استئناف المفاوضات، التي من المحتمل أن تُستأنف هذا الخريف وقد تتضمن مفاوضات مباشرة مع إيران.
ومع ذلك، لن تهدف هذه المحادثات إلى التوصل إلى اتفاق شامل قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، نظراً للقيود السياسية القائمة في واشنطن. ومن المرجح أيضاً أن تكون طهران مترددة بشأن التوصل إلى اتفاق قد يبطله رئيس جمهوري.
وبدلاً من ذلك، سيكون الهدف هو احتواء التوترات واتخاذ خطوات لاحقة لخفض التصعيد مع مناقشة ما يمكن أن يبدو عليه اتفاق نووي جديد.
المصدر | الخليج الجديد + متابعاتالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العلاقات الأمريكية الإيرانية احتجاز رهائن تبادل سجناء العقوبات الأمريكية الاتفاق النووي التوصل إلى اتفاق احتجاز الرهائن کوریا الجنوبیة
إقرأ أيضاً:
كوريا الجنوبية ومصر تحتفلان بمرور 30 عامًا على العلاقات الدبلوماسية
تُقام ندوة ثقافية وفنية في الأربعاء المقبل 30 أبريل 2025، في القاعة الشرقية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، تحت شعار "خمسة آلاف عام من الحوار الحضاري"، وتمتد الندوة من الساعة الثانية ظهرًا حتى الخامسة والنصف مساءً، وتهدف إلى تعزيز التفاهم المتبادل والتعاون الثقافي طويل الأمد بين الحضارتين العريقتين.
ويجري تنظيم هذه الفعالية تحت إشراف وزارة الثقافة والرياضة والسياحة الكورية، وبالتعاون مع المؤسسة الكورية للتبادل الثقافي الدولي (KOFICE) واتحاد المنظمات الفنية والثقافية الكورية، وسفارة جمهورية كوريا في مصر.
ومن المنتظر أن تسهم في تعميق التبادل الثقافي والفني بين البلدين، وإرساء أسس مستدامة للتعاون بين فناني كلا البلدين. وتتألف من ثلاثة أجزاء:
1- ندوة بعنوان "حوار خمسة آلاف عام من الحضارة".
2- "إعلان القاهرة للفنون".
3- عرض احتفالي بعنوان "كوريا الملونة".
ومن المقرر أن تغطي الندوة مجموعة متنوعة من القضايا المهمة، ومن بينها الدور الاجتماعي للفنون، والتعليم الفني في العصر الرقمي، ومستقبل المدن والفن، والتعاون الثقافي الحالي بين كوريا ومصر. كما سيجرى التأكيد على دور الفن في تعزيز التعاطف والتضامن، وفتح الباب أمام التعاون الإبداعي عبر الحدود.
وتجسيدًا للتضامن بين الفنانين الكوريين والمصريين، سيشهد الجزء الثاني من الندوة الإطلاق الرسمي لتحالف الفنانين الآسيويين والأفارقة (A3A)، وهو منصة مستدامة للتعاون بين الفنانين من آسيا وأفريقيا، والتي تسعى بشكل أساسي إلى تعزيز التبادل الثقافي والتفاهم المتبادل.
وفي الختام سيستمتع المشاركون باحتفالية فنية خاصة بعنوان "كوريا الملونة"، والتي ستُقام في قاعة إيوارت التذكارية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، من الساعة 7:00 مساءً إلى 9:00 مساءً.
وتستهدف الاحتفالية تعميق الفهم والوعي بالثقافة الكورية وتعزيز التبادلات الثقافية بين البلدين، وستتضمن عروض فنية نابضة بالحياة تبرز جوهر فنون كوريا التقليدية وثقافتها الشعبية المعاصرة.
ومن المنتظر أن تشكل هذه الفعاليات علامة فارقة في الشراكة بين كوريا الجنوبية ومصر، بما يؤكد التزامهما المشترك بالدبلوماسية الثقافية والتبادلات الشعبية.
وفي هذا الصدد قال كيم يونج هيون، سفير كوريا الجنوبية لدى مصر، إنه على مدار 30 عامًا، حوّلت كوريا الجنوبية ومصر التعاون الثنائي بينهما إلى حقائق ملموسة، وسيواصل البلدان التزامهما بتحالف يسير بخطى حثيثة نحو المستقبل، ويعزز الابتكار والقيم المشتركة.
وأضاف السفير كيم: "إن حدوث تكامل بين رؤية مصر للتنمية المستدامة والخبرة التكنولوجية الكورية من شأنه ان يضخ زخمًا قويًا في مسيرة علاقات البلدين على مدار العقد المقبل".
وقال أوه سونج هو، مدير المركز الثقافي الكوري في مصر إن احتفالات الذكرى الثلاثين بمثابة شهادةً على ثلاثة عقود من الصداقة، وقوة دافعة لتعاون مستقبلي أرحب في كافة المجالات.
وأضاف قائلاً: "نهدف إلى بناء نموذج مستدام للتبادل الثقافي الثنائي، يُعزز ازدهارنا المشترك".