يُعد منح الوصول إلى الأموال الجانب الأكثر إثارة للجدل في صفقة تبادل السجناء الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي أفرجت بموجبها واشنطن عن 6 مليارات دولار من الأموال التي كانت محتجزة لصالح طهران في كوريا الجنوبية، ولهذا يثير الاتفاق مخاوف أوسع نطاقاً حول الكيفية التي يمكن بموجبها لواشنطن أن تردع إيران وروسيا والصين ودول أخرى من اعتبار احتجاز الرهائن مشروعاً مربحاً، لا سيما أن للولايات المتحدة تاريخ طويل في ربط تحويل الأموال الإيرانية بإطلاق سراح طهران لرهائن.

ما سق كان خلاصة تحليل كتبه هنري روم، الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والمتخصص في العقوبات على إيران والقضايا الاقتصادية والنووية.

حالات سابقة

ويقول الكاتب إن واشنطن دفعت لإيران مقابل إطلاق سراح رهائن من قبل في أعوام 1981 و 1991 و 2016، مع تنفيذ الاتفاق النووي.

اقرأ أيضاً

أمريكا وإيران قبل موعد 2024.. هل تمهد صفقة السجناء لمناقشة النووي؟

وفي كل حالة، توصلت الولايات المتحدة إلى تسويات مالية مع إيران متعلقة بالنزاعات التي نشأت مع الثورة الإسلامية عام 1979، والتي كانت مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالإفراج عن الأمريكيين المحتجزين كرهائن في إيران أو لبنان.

ولكن في عدة حالات، تم إطلاق سراح الرهائن خلال إدارة ترامب دون الإفراج عن الأموال الإيرانية.

أما الأموال في كوريا الجنوبية فهي مختلفة. فبدلاً من الأموال المرتبطة بنزاعات تعود إلى أربعين عاماً، كانت هذه الأموال عبارة عن مدفوعات للمشتريات الأخيرة لكوريا الجنوبية من منتجات الطاقة الإيرانية، وخاصة المكثفات، وظلت قابعة في مصرفين من مصارف كوريا الجنوبية.

وفي عهد إدارة ترامب، حاولت سيول وواشنطن تنفيذ قناة دفع مقومة بالوون الكوري للتجارة الإنسانية، إلا أن هذه القناة لم تبصر النور قط. فأصبحت الأموال بمثابة حجر الرحى حول عنق كوريا الجنوبية، وتعرضت هذه الأخيرة لضغوط متزايدة من إيران، التي استولت على ناقلة تابعة كورية جنوبية في عام 2021، وانتقمت من الأصناف ذات العلامات التجارية الكورية، وهددت باتخاذ إجراءات قانونية ضد سيول.

رسالة إلى الصين وروسيا

ويرى الكاتب أنه حتى لو كان التوصل إلى اتفاق لإعادة الأمريكيين المحتجزين إلى وطنهم مبرراً، فإنه بلا شك يؤكد صحة وجهة نظر إيران بأن احتجاز الرهائن وسيلة مقبولة لتحقيق أهدافها، ويوجه الرسالة ذاتها إلى روسيا والصين.

ولذلك، ينبغي على واشنطن أن تسعى إلى التوصل إلى تفاهمات مع دول مستهدفة أخرى حول نهج مشترك لمنع احتجاز الرهائن الذي ترعاه الدول، بما في ذلك ما يتعلق بما يقارب ثلاثين سجيناً أوروبياً ما زالوا في إيران.

وقد يستلزم ذلك، الاتفاق على قواعد جماعية للمفاوضات أو العقوبات أو الامتيازات.

اقرأ أيضاً

بعد تنفيذ صفقة تبادل المحتجزين بين واشنطن وطهران.. اجتماع قطري إيراني في نيويورك

القناة القطرية

وفي إطار صفقة الرهائن، وافقت واشنطن على تسهيل حركة الأموال الإيرانية من كوريا الجنوبية إلى قطر عبر أوروبا.

وذكر المسؤولون الأمريكيون والإيرانيون أنه لن يُسمح لطهران بالوصول إلى الأموال إلا لأغراض غير خاضعة للعقوبات.

لكن روم يحذر هنا من خطرين أساسيين، الأول هو خطر سوء الاستخدام. وكما كان عليه الحال في الماضي، يمكن لإيران إيجاد طرق للإدّعاء الاحتيالي بأن معاملة معينة هي معاملة إنسانية أو تهريب سلع إنسانية إلى الخارج لتحقيق الأرباح.

ثانياً، حتى لو كانت الآلية تعمل بشكل مثالي، فإن الأموال قابلة للاستبدال في نهاية المطاف، أي أنه على الرغم من أن مبلغ الستة مليارات دولار المحوّل من كوريا الجنوبية سيقتصر على المشتريات الإنسانية، فإن الإفراج عنه سيحرر مبلغاً مساوياً من الأموال يمكن أن تستخدمه طهران لأغراض أخرى، من بينها قطاع الدفاع.

اقرأ أيضاً

تتضمن تبادل سجناء وإفراج عن أموال مجمدة.. بدء تنفيذ صفقة إيران وأمريكا

وقد تكون الخطوة التالية هي استئناف المحادثات النووية، التي انهارت قبل عام بعد رفض إيران التوصل إلى اتفاق حل وسط.

لكن بالنسبة إلى البيت الأبيض، كانت إزالة عقبة الرهائن خطوة أساسية قبل استئناف المفاوضات، التي من المحتمل أن تُستأنف هذا الخريف وقد تتضمن مفاوضات مباشرة مع إيران.

ومع ذلك، لن تهدف هذه المحادثات إلى التوصل إلى اتفاق شامل قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، نظراً للقيود السياسية القائمة في واشنطن. ومن المرجح أيضاً أن تكون طهران مترددة بشأن التوصل إلى اتفاق قد يبطله رئيس جمهوري.

وبدلاً من ذلك، سيكون الهدف هو احتواء التوترات واتخاذ خطوات لاحقة لخفض التصعيد مع مناقشة ما يمكن أن يبدو عليه اتفاق نووي جديد.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العلاقات الأمريكية الإيرانية احتجاز رهائن تبادل سجناء العقوبات الأمريكية الاتفاق النووي التوصل إلى اتفاق احتجاز الرهائن کوریا الجنوبیة

إقرأ أيضاً:

استقالة رئيس الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية

أعلن زعيم الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية استقالته الإثنين، بعد يومين على تمرير البرلمان اقتراحا لعزل الرئيس يون سوك يول بسبب فرضه الأحكام العرفية التي لم تدم طويلا.

وقال هان دونح-هون في مؤتمر صحفي: "أستقيل من منصب زعيم حزب سلطة الشعب" مقدما "اعتذاره الصادق لجميع الذين عانوا بسبب الأحكام العرفية" وفق تعبيره.

وفي وقت سابق فجر الاثنين أعلن محققون في كوريا الجنوبية أنهم يعتزمون استدعاء الرئيس يون سوك يول لاستجوابه، وفق ما ذكرت وكالة "يونهاب" للأنباء اليوم الاثنين.

يأتي ذلك بعد أن وافق البرلمان، السبت، على مساءلته تمهيداً لعزله بسبب محاولته قصيرة الأمد لفرض الأحكام العرفية.

وتم تعليق صلاحيات يون ومهامه الرئاسية إلى أن تقرر المحكمة الدستورية ما إذا كانت ستعزله من منصبه أم لا.

وكان هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية، تعهد السبت بتسيير شؤون الدولة "على الوجه الأكمل".

وأضاف في خطاب للأمة: بعد موافقة البرلمان على مساءلة الرئيس يون سوك يوم، تمهيدًا لعزله، أن الحكومة بكامل أعضائها ستعمل جاهدة للحفاظ على الثقة التي بُنيت مع الولايات المتحدة واليابان وغيرهما من الشركاء، وفق قوله.

وأصبح هان، رئيس الوزراء، قائما بأعمال الرئيس بعد موافقة البرلمان في تصويت ثان على مساءلة الرئيس يون سوك يول بهدف عزله بسبب محاولته قصيرة الأمد لفرض الأحكام العرفية.

وتم منع يون من ممارسة سلطاته الرئاسية وينص الدستور على أن يتولى رئيس الوزراء مهام الرئيس بصفة مؤقتة.
 

مقالات مشابهة

  • ‏إعلام فلسطيني: صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل في مراحلها النهائية وإبعاد أصحاب المحكوميات العالية إلى تركيا وإيران
  • الديمقراطية في كوريا الجنوبية
  • واشنطن تفرض عقوبات على فردين وكيان على صلة بغسيل الأموال مع كوريا الشمالية
  • ماذا يعرف المصريون عن أدب كوريا الجنوبية؟
  • تفاصيل اتفاق أمريكا وتركيا وإيران لإسقاط بشار الأسد.. تحذير من استخدام حقن التخسيس| أهم أخبار التوك شو
  • فريق إسرائيلي في الدوحة لمحادثات بشأن الهدنة في غزة
  • سمير فرج يكشف تفاصيل اتفاق أمريكا وتركيا وإيران لإسقاط بشار الأسد
  • إسرائيل: صفقة الرهائن "أقرب من أي وقت مضى"
  • مسؤولون إسرائيليون: اتفاق الرهائن أقرب من أي وقت.. هل نتنياهو مستعد لإبرامه؟
  • استقالة رئيس الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية