عقد الجامع الأزهر، حلقة جديدة من ملتقى "شبهات وردود"، التي جاءت بعنوان "الإسلام والأمن الاقتصادي"، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبمتابعة من الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة العلمية بالجامع الأزهر ، ود. هاني عودة، مدير الجامع الأزهر.

 

وحاضر في ملتقى هذا الأسبوع، الدكتور فياض عبد المنعم، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة بنين جامعة الأزهر، والدكتور رمضان محمد أحمد الروبي، أستاذ الاقتصاد والمالية العامة بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، والدكتور محمود الصاوي، الوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام الديني بجامعة الأزهر، وأدار اللقاء الشيخ أحمد سنجق، رئيس قسم القرآن الكريم والتجويد بالجامع الأزهر.

وقال الدكتور فياض عبد المنعم، إن الإسلام هو النظام الكامل الذي ارتضاه الله - تبارك وتعالى - لإسعاد البشرية، فهو الذي يحل كل مشاكل البشرية، والإسلام له توجيهات وقيم اقتصادية ونظام اقتصادي، وقد شهدت الأمة الإسلامية على مدار نحو ثمانية قرون ازدهارًا عظيما في الاقتصاد، شهد به أعداء الإسلام.

وتابع أستاذ الاقتصاد: أن للإسلام قواعده المتميزة، وتشريعاته الناجحة في علاج المشكلة الاقتصادية، وقد وردت كلمة «الأمن» مصدرًا في القرآن في خمسة مواضع، كما وردت اشتقاقاتها في أكثر من موضع، وقد أسس النبي ﷺ العديد من المؤسسات الاقتصادية كمؤسسة الزكاة وغيرها ليعم الأمن الاقتصادي في الدولة الإسلامية.

من جانبه، أكد الدكتور محمود الصاوي، أن الأمن الاقتصادي من أهم مقاصد الإسلام، فهو المدخل للحياة المادية وسبيل الاستمرار فيها، ففيه المأكل والمشرب والملبس والدواء وغير ذلك، وتتجلى أهمية الاقتصاد أنه إذا أصابه خلل على مستوى الفرد أو الأسرة أو المجتمع تختل معه الحياة، ولذلك جاءت الأحكام الإسلامية المتنوعة التي تراعي الأمن الاقتصادي.

وأضاف الصاوي: إذا فُقد الأمن فقدت الحياة، لقد زخرت الآيات القرآنية بالعديد من المواضع التي وردت بها كلمة الأمن بمشتقاتها سواء أكانت مدنية أم مكية، مما يدل على اهتمام التشريع بالأمن اهتماما بالغا، كما اهتمت الشريعة الإسلامية بالاقتصاد والاعتدال في جميع أمور الحياة ومتطلباتها، قال تعالى "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ".

ولفت الدكتور رمضان الروبي، إلى أهمية الأمن بصفة عامة وأنه من ضروريات الحياة والتي لا يهنأ الإنسان في العيش بدونها، وكذلك الأمن الاقتصادي بصفة خاصة لأن الأمن الاقتصادي هو الذي تقوم عليه الحياة، فقد اهتم الإسلام اهتمامًا بليغًا بقضية الأمن وذلك في العديد من الآيات القرآنية، وكذلك وردت الآثار النبوية التي تبين أهمية الأمن؛ فحينما تحدث رسول الله ﷺ عن قضية الأمن قال" من أصبح آمنًا في سربه، معافًا في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"، فكلمة سِربه بكسر السين وسكون الراء تعني النفس، وبفتح السين والراء تعني الطريق، وبفتح السين وسكون الراء تعني البيت، وعليه فالإنسان الذي يملك الأمن في نفسه وبيته وطرقه معافًا في بدنه، ويملك قوت يومه فقد حاز الدنيا بتمامها، فالأمن والعافية هما قاعدتا النعم كلها، فلا فائدة بدونهما.

من جانبه أوضح الشيخ أحمد سنجق، أن الأزمات الاقتصادية تجاوزت البلدان وأصبحت عابرة للقارات، فكان لزاما على الأزهر الشريف بيان المنهج الإسلامي في علاج المشكلة، ولقد حبا الله مصر بالأمن من الخوف فقال تعالى "وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ"، وبشرها بالأمن من الجوع فجعلها خزائن الأرض، قال تعالى "قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ"، لذا وجب علينا شكر هذه النعمة، كما أن الإسلام تناول قضية الكسب والإنفاق ووضع ضوابط لكل منهما ووضع الحدود التي تحفظهما من الخلل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأمن الاقتصادی

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر السابق: تواصل الأرحام أساس البركة في الحياة (فيديو)

أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، أن الدعوة لتواصل الأرحام هي من أهم المبادئ التي يجب أن يتحلى بها المسلمون، مشيرًا إلى أن هذه الدعوة كانت أحد الأسس التي ركز عليها الأنبياء في رسالاتهم.

تعزيز الروابط الأسرية

وأوضح رئيس جامعة الأزهر السابق، خلال حلقة برنامج «هدايات الأنبياء»، المذاع على قناة «الناس»، اليوم الجمعة، أن الله سبحانه وتعالى عندما أرسل سيدنا هود عليه السلام إلى قومه، قال «وإلى عاد أخاهم هودًا»، لافتًا إلى أن استخدام كلمة «أخاهم» في القرآن ليس محض صدفة، بل هي إشارة عظيمة لضرورة تعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية بين أفراد المجتمع، فقد كان الأنبياء الأقرب إلى قومهم، وأكثر الناس حبًا ورأفة بهم.

وأضاف أن في عصرنا الحالي، نلاحظ تزايد الدعوات إلى القطيعة وفك الروابط العائلية، وهو ما يعكس فسادًا كبيرًا في العلاقات بين الناس، مشيرًا إلى أن بعض الآباء قد ينصحون أبناءهم بعدم حضور جنازات أقاربهم، وهو أمر يمثل تهديدًا اجتماعيًا لهدم القيم والأخلاق في المجتمع.

وأكد أن تواصل الأرحام هو أساس البركة في الرزق والحياة، كما أنه من أهم عوامل قوة الأوطان، حيث أن المجتمع المتماسك قائم على روابط أسرية متينة، وهو ما يعزز من تماسك الدولة ويعطيها قوة واستقرارًا.

وأشار إلى أن الرسالة التي يحملها القرآن الكريم في هذا السياق هي دعوة للبشرية جمعاء للاهتمام بتوطيد العلاقات الأسرية والاجتماعية، وأن تواصل الأرحام هو السبيل إلى إصلاح المجتمعات ونهوضها.

مقالات مشابهة

  • بودكاست «أرجوك بلاش» يناقش كيفية اختيار شريك الحياة المناسب
  • رئيس الوزراء يناقش مع وزير الاقتصاد الاستعدادات لتعزيز الوضع التمويني لشهر رمضان
  • باحثة بمرصد الأزهر: الإسلام لا يدعو إلى بناء دولة دينية بل مدنية حديثة
  • بالفيديو.. باحثة بمرصد الأزهر: الإسلام لا يدعو إلى بناء دولة دينية بل مدنية حديثة
  • رئيس جامعة الأزهر السابق: تواصل الأرحام أساس البركة في الحياة (فيديو)
  • مجلس حكماء مصراتة يناقش مع الصديق الكبير تحديات الاقتصاد الوطني
  • المشرف على الأروقة يتفقد اختبارات العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر
  • عبد المنعم سعيد: القطاع الخاص محرك رئيسي للنمو الاقتصادي والتنمية
  • شيخ الأزهر يناقش مع وزير الأمن البوركيني سبل تعزيز الدعم العلمي والدعوي
  • الجامع الأزهر يعقد ملتقى السيرة النبوية حول سفراء الإسلام والهجرة المباركة