ألقى الدكتور إبراهيم الهدهد - المستشار العلمي للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، محاضرة تحت عنوان "التعايش السلمي مع مجتمع متعدد الديانات" للطلاب الوافدين من جنسيات مختلفة.

تأتي المحاضرة ضمن سلسة المحاضرات التي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر للطلاب الوافدين؛ من أجل تنمية مهاراتهم وتأهيلهم لمرحلة ما بعد الدراسة الجامعية.

وقال الدكتور الهدهد: إن الاختلاف أصل من أصول الله في كونه حيث خلق الله المخلوقات مختلفة الخصائص وجعل الناس مختلفين في الشكل واللون والعقيدة وهذا ما يؤكد عليه القرآن الكريم (ولا يزالون مختلفين).

وأضاف الدكتور الهدهد، أن الإسلام نظم معاملة المسلم مع غير المسلم في السلم والحرب حيث أمر بمعاملة غير المسلمين معاملة حسنة مهما اختلفت عقائدهم أو ألوانهم ما دام إنسانا مسالما، مؤكدًا أن القرآن الكريم أمر بمعاملتهم معاملة حسنة، وذكر الدكتور الهدهد نماذج حياتية لمعاملة النبي صلى الله عليه وسلم لغير المسلمين. 

وأشار إلى أن الإسلام دين يقبل الاختلاف وأنه رسم للمسلم علاقته مع الآخرين؛ حيث أوصى بالإحسان للوالدين حتى ولو كانوا على غير دين الإسلام وأوصى كذلك بلجار المسلم وغير المسلم حتى جعل الجار في منزلة القريب، وهذا ما يؤكد للجميع عالمية الإسلام وضبطه لمعاملات البشر جميعا.

ونص القرآن الكريم على أن الإيمان بالرسل والكتب السماوية شرط كمال إيمان المسلم وأنه لا يجوز أن يفهم هذا التسامح الإنساني الذي جعله الإسلام أساسًا راسخا لعلاقة المسلم مع غير المسلم على أنه ذوبان في أي كيان من الكيانات التي لا تتفق مع دور هذا الدين، فهذا التسامح يؤسس للعلاقات الإنسانية التي يريد الإسلام أن تسود حياة الناس.

وذكر الدكتور الهدهد بعض الشبهات التي يستدل بها بعض الجماعات المتطرفة في أعمال العنف والتخريب منبها أن القرآن الكريم يبين بعضه بعضا ولا يوجد فيه أي تعارض.

ورد الدكتور الهدهد على هذه الشبهات ونبه على معرفة اللغة العربية ومعرفة سبب النزول والإيراد حتى يتم فهم الآيات في الإطار التي نزلت فيه تلك الآيات.

في نهاية المحاضرة، أجاب الدكتور الهدهد على أسئلة الحاضرين وأوصاهم بضرورة التعلم من المصادر الموثوق فيها حتى يفهموا النصوص الدينية فهما صحيحا، كما أوصاهم  بنشر الفكر الوسطي في بلادهم.

IMG-20230920-WA0021 IMG-20230920-WA0019 IMG-20230920-WA0020 IMG-20230920-WA0018 IMG-20230920-WA0017 IMG-20230920-WA0016

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدکتور الهدهد القرآن الکریم IMG 20230920

إقرأ أيضاً:

دور الأزهر والإفتاء في ثورة 25 يناير.. مواقف داعمة للشعب المصري

اليوم هو الذكرى السنوية لثورة 25 يناير التي حدثت في مصر 2011، وفي ذكراها كل عام، يتجدد الحديث عن دور الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية في تلك الفترة الحاسمة من تاريخ مصر.

 

موقف الأزهر الشريف:

خلال ثورة 25 يناير، اتخذ الأزهر الشريف موقفًا داعمًا لمطالب الشعب المصري في الحرية والعدالة الاجتماعية، في 31 أكتوبر 2011، أصدر الأزهر وثيقة بعنوان "إرادة الشعوب العربية"، أكد فيها على حق الشعوب في التعبير السلمي عن مطالبها، ونفى صفة "البغي" عن المعارضين السلميين، مشددًا على ضرورة الاستجابة لمطالبهم دون عناد.

كما أصدر الأزهر بيانًا في 8 أكتوبر 2011، دعا فيه إلى حل الخلافات والمشاكل عن طريق الحوار والمصارحة الرشيدة، محذرًا من خطر الفتن الطائفية والتدخلات الخارجية.

موقف دار الإفتاء المصرية:

أثناء الثورة، أصدرت دار الإفتاء المصرية عدة بيانات تدعو فيها الشعب إلى التمسك بالسلمية والابتعاد عن العنف، أكدت هذه البيانات على حرمة الدماء والأموال، ودعت إلى الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.

كما أكدت دار الإفتاء على ضرورة التكاتف الوطني والعمل المشترك من أجل مصلحة الوطن، مشددة على أن الإسلام يحث على الوحدة والتعاون بين أبناء الوطن.

 

كان لكل من الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية دور بارز في توجيه المجتمع خلال ثورة 25 يناير، حيث دعوا إلى السلمية والحوار الوطني، مؤكدين على قيم الإسلام في العدالة والحرية والتعاون.


الثورة في الإسلام

والجدير بالذكر أن الثورة في الإسلام ليست مجرد فعل عنيف ضد الحاكم أو النظام، بل هي مفهوم يرتبط بتغيير الظلم والفساد وإرساء العدالة والمساواة. في الإسلام، يُعتبر التغيير مشروعًا طالما أنه يتم وفقًا للمبادئ الإسلامية، مثل السعي لتحقيق العدالة، رفع الظلم، والدفاع عن حقوق الناس. 

وقد تحدث القرآن الكريم عن أهمية محاربة الظلم والفساد، وأشاد بالمجاهدين الذين يناضلون من أجل الحق. كما أن السنة النبوية مليئة بالدروس حول التغيير الإيجابي، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يقاوم الظلم الاجتماعي والاقتصادي ويحارب الفساد من خلال تعاليمه وأفعاله. 

ومع ذلك، يظل الإسلام يعزز فكرة السلمية والحفاظ على الأرواح والممتلكات، ويشدد على أهمية الحوار والتشاور في تحقيق الإصلاحات الحقيقية، مما يجعل الثورة في السياق الإسلامي، عملية نبيلة تهدف إلى الإصلاح لا الفتنة.
 


أدعية لأمن واستقرار البلد 

من بين الأدعية التي يمكن أن تُرفع من أجل البلد، طلبًا للخير والبركة والاستقرار، نجد العديد من الأدعية التي وردت في الكتاب والسنة، والتي تعكس روح الإيمان والرجاء في الله:

1. دعاء الاستقرار والأمان:
اللهم اجعل بلدنا آمناً مستقراً، وارزقنا فيه من كل خير، واحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.


2. دعاء للسلام:
اللهم احفظ بلادنا من كل سوء، وبارك لنا في أمننا، ووفقنا لما فيه صلاحنا، وأبعد عنا كل شر.


3. دعاء للوحدة والتعاون:
اللهم وحد صفوفنا، واجعلنا من أهل التعاون على البر والتقوى، واجعلنا سببًا في رفعة بلادنا وخدمتها.


4. دعاء لنجاح البلاد وتحقيق التقدم:
اللهم وفق حكامنا لما فيه خير البلاد، وارزقهم البصيرة في اتخاذ القرارات التي تحقق رفاهية الشعب، وادفع عنهم كل ما يعكر صفو عملهم.


5. دعاء لرفع البلاء:
اللهم اكشف عنا البلاء والوباء، ونجنا من كل محنة، وارزقنا الصحة والعافية، وأحفظ بلادنا من كل مكروه.


6. دعاء للنماء والازدهار:
اللهم اجعل هذا البلد من بلاد الخير والبركة، وبارك لنا في زروعنا، وثرواتنا، ومصادر قوتنا.

مقالات مشابهة

  • صيني يعتنق الإسلام ويتزوج من حبيبته التركية
  • مفتي الجمهورية: الفتوى تُعزز من الإخاء الإنساني بين المسلمين وغيرهم
  • طلاب الأزهر الوافدين يحتفون بذكرى الإسراء والمعراج في جناح الأزهر بمعرض الكتاب
  • طلاب الأزهر الوافدون يحتفون بذكرى الإسراء والمعراج في معرض الكتاب
  • المفتي: التشريع الإسلامي يعزز الإخاء الإنساني بين المسلمين وغيرهم
  • وكيل الأزهر: الإسلام أولى الأسرة اهتمامًا بالغًا فجعلها أساس بناء المجتمع
  • دور الأزهر والإفتاء في ثورة 25 يناير.. مواقف داعمة للشعب المصري
  • 70 عام من العطاء: رحلة الدكتور حسن جبر في خدمة العلم والتفسير
  • الدكتور عبد الله دراز.. شخصية جناح معرض الكتاب 2025: مدرسة فكرية فريدة
  • تايلاند.. وزير الشؤون الإسلامية يتوج بوشاح الشخصية العالمية المؤثرة