باحث اقتصادي يكشف أبرز الشروط لإنقاذ الاقتصاد اليمني من الانهيار
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
شدد باحث اقتصادي على ضرورة تحييد السياسة الاقتصادية للمليشيات الحوقية، من أجل استعادة الوضع الطبيعي للاقتصاد المحلي.
وقال الباحث الاقتصادي وحيد الفودعي، إن الوضع الراهن في اليمن يتطلب سرعة إعادة تصدير النفط المتوقف منذ نهاية العام الماضي، ومن ثم العمل على إعداد استراتيجية شاملة للإصلاح الاقتصادي، بشقيه المالي والنقدي، وخطة مزمنة لاستعادة الموارد العامة من الضرائب والرسوم الجبائية وايرادات مؤسسات الدولة الاقتصادية التي تسيطر عليها جماعة الحوثي.
وأضاف الفودعي، في تصريح لصحيفة "العربي الجديد": "نحن بحاجة ماسة إلى قراءة ناضجة ومراجعة دقيقة للظروف المحيطة بالاقتصاد اليمني بعيداً عن التنظير والتسطيح، وإصلاح القرار الاقتصادي لدى السلطة الشرعية المتمثلة بالحكومة المعترف بها دولياً، وتحييد السياسة الاقتصادية للحوثيين المعيقة للحكومة الشرعية وبنكها المركزي".
ويعاني الاقتصاد اليمني من تدهور متواصل، نتيجة تعدد السلطات وفقدان الحكومة الشرعية تصدير الغاز والنفط، بسبب هجمات مليشيا الحوثي الإرهابية.
اقرأ أيضاً إعلان هام للسفارة اليمنية في الرياض لكل المقيمين اليمنيين في السعودية الحوثيون في الرياض… لكن ماذا يريد الحوثيون؟ المقاومة الوطنية تعرض اعترافات خلية حوثية خطيرة ومشاهد عمليات إرهابية في تعز والحديدة إعلان إماراتي عن رؤية مشتركة بشأن اليمن اندلاع معارك عنيفة في ثلاث جبهات .. وإعلان عسكري لقوات الشرعية تحرك أمريكي حاسم عقب خلاف بين السعودية والإمارات بشأن إنهاء الحرب في اليمن (فيديو) أين كان يقيم الوفد الحوثي في السعودية؟؟ وما هي الصفقة الخطيرة التي أبرمتها المليشيات مع المملكة مقابل مبلغ مالي كبير؟ عاجل: إعلان سعودي جديد بشأن اليمن عقب مباحثات ثلاثية في أمريكا الكشف عن نتائج المفاوضات الحوثية في السعودية والسبب الحقيقي لعودة وفد المليشيات إلى صنعاء والخطوة القادمة وباء خطير يفتك بالمواطنين في صعدة.. والمليشيات تتكتم وتحذيرات من كارثة اجراء مفاجئ لمحلات الصرافة عقب انهيار أسعار الصرف في عدن وتحسنها في صنعاء القلق ينتاب أسر الطيارين اليمنيين بعد اجبارهم على العرض بطائرات متهالكة بصنعاءالمصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
الانهيار العسكري الأمريكي أمام اليمن: ضربة استراتيجية تهز صورة واشنطن في المنطقة
يمانيون../
تشهد الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكثر لحظات الإحراج العسكري والسياسي حرجًا في تاريخها الحديث، وذلك بعد فشل حملتها العسكرية العدوانية على اليمن، والتي كانت تهدف أساسًا إلى دعم كيان الاحتلال الصهيوني الغارق في عدوانه على غزة، وتثبيت الهيمنة الأمريكية في البحر الأحمر.
تعددت اعترافات الإعلام الأمريكي ومراكز الدراسات خلال الأيام الماضية، مؤكدين أن العدوان على اليمن لم يحقق أهدافه، بل جاء بنتائج عكسية، منحت اليمن زخمًا استثنائيًا عزز قدراته الدفاعية والهجومية، ورسخ حضوره كقوة مقاومة متماسكة في الإقليم.
وفي تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” نشرته الاثنين الماضي، أكدت الصحيفة أن الحملة الأمريكية فشلت فشلًا ذريعًا في تحقيق أهداف الردع، بل إن العمليات اليمنية تصاعدت بوتيرة غير مسبوقة، وأصبح من المؤكد أن الغارات الأمريكية ساهمت في تعزيز صمود صنعاء أكثر من إضعافها. وذكرت الصحيفة أن “الباحثين حذروا مرارًا من أن الغارات قد تخدم اليمنيين بدلًا من ردعهم”.
أما مجلة “فورين بوليسي”، فقد ذهبت أبعد، حين أكدت في تقرير موسع لها أن الحملة الأمريكية المكلفة، التي تجاوزت نفقاتها مليار دولار خلال خمسة أسابيع فقط، لم تحقق لا حرية الملاحة للصهاينة في البحر الأحمر، ولا إعادة فرض الردع المفقود.
وفي تأكيد إضافي على عمق الفشل الأمريكي، أشارت شبكة “CNN” إلى أن اليمنيين يواصلون إطلاق الصواريخ والمسيرات باتجاه كيان الاحتلال، وأن السفن الأمريكية المتمركزة لحماية الكيان أصبحت نفسها هدفًا يوميًا للهجمات، في مشهد يُحرج البنتاغون ويكشف وهن القدرات الأمريكية رغم تفوقها العددي والتقني.
موقع “ذا وور زون” المتخصص في الشؤون العسكرية، أكد أن الدفاعات الجوية اليمنية باتت تشكل تهديدًا حقيقيًا، مشيرًا إلى استمرار إسقاط الطائرات الأمريكية المتطورة (MQ-9)، وهو ما دفع واشنطن إلى الاستعانة بقاذفات استراتيجية مثل (B-2) لمحاولة تقليل خسائرها الجوية، في اعتراف ضمني بفشل الحملات الجوية الاعتيادية.
الجانب الصهيوني نفسه لم يُخفِ خيبة أمله من الأداء الأمريكي، فقد كتب رئيس تحرير موقع “سنترال إنترست” أن “الجيش الأمريكي العظيم يعاني فشلًا مذهلًا”، وأن القوات المسلحة اليمنية تواصل ضرب السفن التجارية، وتوسيع ساحة المواجهة في البحر الأحمر وفي العمق الصهيوني.
الضربات اليمنية أدت كذلك إلى اختناق الإمدادات العسكرية الأمريكية، كما أشار تقرير مركز واشنطن للدراسات، حيث أصبح الحظر البحري الذي تفرضه القوات اليمنية يهدد نقل 80% من مواد الدفاع الأمريكية، مما اضطر السفن إلى سلوك طرق أطول وأكثر كلفة عبر رأس الرجاء الصالح، وهو ما يكبد واشنطن خسائر إضافية تقدر بمليون دولار إضافي لكل رحلة شحن.
كل هذه المعطيات تكشف أن الولايات المتحدة لا تواجه مجرد تحدٍ عسكري في اليمن، بل مأزقًا استراتيجيًا بنيويًا، إذ تجد نفسها عاجزة عن إيقاف تمدد المقاومة، وعاجزة عن حماية جنودها وسفنها، ومحرجة أمام الداخل الأمريكي والرأي العام العالمي الذي يرى في استمرار العدوان على اليمن انتهاكًا فجًا لكل القوانين الدولية.
لقد تحولت الحملة العسكرية الأمريكية من محاولة لاستعراض القوة إلى إعلان فاضح عن تآكلها، مما يفتح الباب واسعًا أمام تسريع التحولات الكبرى في ميزان القوى العالمي، حيث تفقد واشنطن تدريجيًا قدرتها على فرض إرادتها بالقوة، خصوصًا أمام إرادة الشعوب الحرة المقاومة.
وإزاء هذا الفشل الذريع، باتت واشنطن أمام مفترق طرق خطير: إما أن تعترف بفشل مشروعها العدواني وتبدأ بمراجعة استراتيجياتها، أو أن تغرق أكثر في مستنقعات الحروب الخاسرة التي تعجل بسقوط الإمبراطورية الأمريكية كما حدث لأسلافها في التاريخ.