أعرب العاهل المغربي الملك محمد السادس في رسالة وجهها اليوم الأربعاء، إلى رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن شكره وتقديره، للمساعدات الإنسانية التي أمر بها رئيس الدولة إلى المغرب، بعد الزلزال الذي ضرب المملكة،  وتسيير جسر جوي من المساعدات، وفريق إغاثة وإنقاذ متكامل، للبحث عن الناجين والمفقودين، واستخراج ضحايا الزلزال الذي هز إقليم الحوز المغربي المنكوب.


وشدد العاهل المغربي اليوم في رسالته التي نشرتها وكالة الأنباء المغربية الرسمية على مشاعر التقدير والامتنان لردة الفعل السريعة للإمارات على الكارثة، قائلاً:  "يطيب لي أن أعرب لسموكم عن خالص عبارات شكري وعظيم عرفاني، لما أبديتموه من صادق مشاعر التعاطف والتضامن الفاعل، لمؤازرة ضحايا الزلزال المفجع الذي ضرب منطقة الحوز ببلادنا" مضيفاً "أود أن أعبر لسموكم، باسمي الخاص وباسم الشعب المغربي، عن أسمى عبارات التقدير والامتنان لمبادرتكم الإنسانية النبيلة النابعة من نبل شيمكم، ولحرصكم الكريم على تسخير فريق الإنقاذ والإغاثة الإماراتي الذي كان بحق سنداً قوياً لأشقائه المغاربة، وجسد متانة عرى المحبة الدائمة، والأخوة الصادقة التي تجمع شعبينا الشقيقين".
وتعكس هذه الرسالة، بكلماتها وبما تضمنته من مشاعر صادقة جياشة، تقدير وامتنان المغرب ملكاً، وحكومةً، وشعباً منذ الكارثة، لوقفة وهبة الإمارات الإغاثية، بعد أمر رئيس الدولة بتسيير جسر جوي لنقل المساعدات والمعدات فوراً نحو المغرب، وللمساعدة في البحث والإنقاذ، وذلك رغم أن المملكة لم تكن في حاجة فعلية للكثير من المتدخلين من خارجها للبحث والإنقاذ، وهو ما أكدته السلطات المغربية رسمياً بإعلان اكتفائها بقبول بعض المساعدات فقط، من دول بعينها لم يتجاوز عددها خمس، بينها الإمارات.
وفي هذا الإطار كان لافتاً أيضاً توجه العاهل المغربي شخصياً منذ يومين، برسالة شكر إلى فريق البحث والإنقاذ الذي تنقل من الإمارات إلى المغرب بعد الزلزال، شكر فيها جهود أعضائه وما بذلوه طيلة عملهم في المغرب من جهود مضنية وشاقة، وقال الملك في الرسالة التي وجهها إلى الفريق: " كان لمشاركة فريقكم الفعالة إلى جانب أشقائكم المغاربة في عمليات البحث والإنقاذ إثر الزلزال المفجع الذي ضرب منطقة الحوز ببلادنا، بالغ الأثر وأعمقه في نفسنا ولدى الشعب المغربي قاطبة"، قبل أن يضيف "وإننا لنعرب لكم عن بالغ اعتزازنا وتقديرنا لهذه المشاركة الإنسانية الكريمة التي تجسد عمق ما يجمع الشعبين الإماراتي والمغربي من أواصر الأخوة المتينة والتضامن الفاعل، معبرين لكم، باسمنا الخاص وباسم الشعب المغربي عن جزيل شكرنا وخالص امتناننا على ما بذلتموه من جهود سخية، وما أبنتم عنه من مهنية عالية وكفاءة مشهود لكم بها خلال هذه العمليات".
إن هذه الرسائل والتقدير والتثمين الملكي، لجهود الإمارات، وقيادتها، وحرصها على مساعدة المنكوبين في المغرب وإغاثتهم، تعكسها كلها قيم الأخوة الحقيقية، والراسخة بين البلدين الشقيقين، والتي عبر عنها الملك بكلماته في رسالته إلى رئيس الدولة اليوم إذ قال: "ولا يفوتني أن أؤكد لكم اعتزازي العميق بما يربطنا شخصيا وأسرتينا من عهود المودة والإخاء، وبما يجمع بلدينا من علاقات أخوية متينة قائمة على التعاون المثمر والتضامن الفاعل، والتي لا تزيدها الأيام إلا متانة ورسوخاً".
وتكشف هذه المشاعر الملكية في رسالة العاهل المغربي إلى رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وقبلها بيومين إلى الفريق الإماراتي للبحث والإنقاذ، تقدير وإكبار المغرب لما بذله هذا الفريق الذي وصل الليل بالنهار، من أجل إنقاذ الجرحى، وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، فضلاً عن الدعم اللوجستي، والمادي، والإنساني المتكامل، ما كان له أعمق أثر في نفوس المغاربة عموماً، والمنكوبين بشكل خاص.
وفي هذا السياق أيضاً قال سفير الدولة لدى الرباط  العصري سعيد الظاهري، اليوم الأربعاء، لوكالة الأنباء المغربية، إن الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، كانوا يواكبون على مدار الساعة تطور الأوضاع الميدانية في المغرب، مشدداً على "متابعتهم الحثيثة لهذه الأحداث، أولا بأول، وإصدار كافة التوجيهات اللازمة لمجموعة البحث والإنقاذ الإماراتية".
ومن جهة أخرى، أعرب الظاهري، وفق وكالة الأنباء المغربية أيضاً عن تقديره وامتنانه لرسالة العاهل المغربي لفريق الإنقاذ الإماراتي، مؤكداً "تأثره العميق ببرقية الشكر والامتنان التي بعث بها الملك إلى قائد مجموعة البحث والإنقاذ لدولة الإمارات العربية المتحدة، بمناسبة المشاركة في عمليات البحث والإنقاذ، مبرزاً أن جميع أفراد المجموعة الإماراتية للبحث والإنقاذ أعربوا عن ارتياحهم للعمل الذي قاموا به إلى جانب أشقائهم المغاربة، ومشيداً، في هذا الصدد، بالدور الذي اضطلعت به السلطات المغربية لتيسير مهام المجموعة خلال مشاركتها في جهود الإغاثة".
ورغم هول الكارثة، وفداحة الخسائر، لكن فريق البحث والإنقاذ، في المغرب وقبلها في مناطق ودول أخرى متضررة مثل سوريا، أو تركيا، خلف وراءه أطيب الانطباعات وأثار التقدير والإعجاب وعبارات الثناء والإشادة بجهوده، ومآثره، ما يجعله بطريقة عنصراً فاعلاً في جهود الإمارات الإنسانية والإغاثية والدبلوماسية أيضاً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني زلزال المغرب الإمارات العاهل المغربی البحث والإنقاذ للبحث والإنقاذ رئیس الدولة فی المغرب بن زاید محمد بن

إقرأ أيضاً:

كلام عن المغرب.. ما الذي قاله صنصال وأغضب الجزائر؟

مرت 10 أيام على اعتقال الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال  أسبوعه الثاني دون تقديم السلطات الجزائرية توضيحات بشأن أسباب توقيفه والتهم التي يواجهها، باستثناء تأكيد وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية الخبر، الجمعة.

وأوقفت الشرطة الجزائرية صنصال (75 سنة) يوم 16 نوفمبر الجاري، بالمطار الدولي هواري بومدين، بينما أشارت وكالة الأنباء إلى أن تصريحاته الأخيرة حول تاريخ الجزائر "كانت تجاوزا للخطوط الحمر".

ودعا المحامي فرانسوا زيمراي، المكلف من دار "غاليمار" الفرنسية للنشر بالدفاع عن صنصال، الاثنين، إلى "الحرص على احترام حقه بمحاكمة عادلة طبقا للالتزامات الدولية التي تعهدت بها الجزائر".

وصنصال كاتب جزائري يحمل الجنسية الفرنسية، وسبق له العمل في وزارة الصناعة الجزائرية. اشتهر بمواقفه المعارضة والناقدة للنظام، كما عُرف بمناهضته للإسلاميين المتشددين. وهو حاصل على الجائزة الكبرى للرواية مناصفة مع الكاتب الفرنسي التونسي، الهادي قدور، في 29 أكتوبر 2015.

وتفاعلا مع اعتقاله، طالب فائزون بجائزة نوبل للآداب، وهم آنّي إرنو وجان ماري لو كليزيو وأورهان باموك ووول سوينكا، وكتاب آخرون بينهم سلمان رشدي، الكاتب البريطاني المعروف برواية "آيات شيطانية"، السبت، بالإفراج عن صنصال.

بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن بوعلام صنصال تستمر النقاشات بشأن توقيف الجزائر للكاتب الفرانكو- جزائري بوعلام صنصال، وسط جدل بشأن الاتهامات التي يمكن أن يواجهها أمام محاكم هذا البلد المغاربي.

بينما أطلق سياسيون فرنسيون ووسائل إعلام حملة لدفع السلطات الجزائرية إلى الإفراج عنه، بينهم القيادية البارزة بحزب "التجمع الوطني اليميني" مارين لوبان، ومثقفون وأدباء، إلا أن رد الجزائر، عبر وكالة أنبائها الرسمية، كان شديد اللهجة في في هجومه على صنصال وانتقاد مواقفه، واستنكار تضامن الطبقة السياسية والنخب الفرنسية معه.

وأثار صنصال جدلا أعقب مقابلة مع "فرانتيير ميديا" الفرنسية، قال فيها إن "مدنا بالغرب الجزائري كانت تاريخيا جزءا من المغرب مثل تلمسان ووهران ومعسكر"، وردا على ذلك وصفت الجزائر صنصال بـ "محترف التزييف".

كما أثارت زيارته لإسرائيل ومشاركته في مهرجان الأدباء العالمي، الذي نظمته مؤسسة "مشكانوت شأنانيم" في القدس سنة 2012، جدلا في الجزائر وفرنسا.

فلماذا أزعج صنصال السلطات الجزائرية هذه المرة؟

"استفزاز" الحكومة

وتعليقا على هذا السؤال يرى المحامي الجزائري، فاروق قسنطيني، أن صنصال "أثار الكثير من النقاش بآرائه الأخيرة التي مست الوحدة الوطنية"، مشيرا إلى أنه "لم يزعج السلطات وفقط، بل استفزها بتلك التصريحات غير المؤسسة في جانبها التاريخي".

وأشار قسنطيني لـ "الحرة" إلى أن صنصال "أزعج واستفز الجزائر لافتقاد آرائه للمصداقية والبعد الأكاديمي المبني على أسس تاريخية حقيقية"، معتبرا أن ذلك "جعله تحت طائلة قانون العقوبات في شقه الخاص بجريمة المس بسلامة التراب الوطني".

الآراء "المستفزة" على حد وصف قسنطيني العام، يوضحها الإعلامي عبد الوكيل بلام بشكل صريح، حيث يقول إن "المزعج للسلطات الجزائرية في آراء وتصريحات بوعلام صنصال هو الجزء الخاص بعلاقة المغرب ببعض الأجزاء من التراب الجزائري، والخلط الذي تعمده في تقديم ذلك للرأي العام".

وكان صنصال قد أثار جدلاً بسبب تصريحاته لمجلة "فرونتيير ميديا" الفرنسية، حينما تحدث عن أن فرنسا، خلال فترة الاستعمار، "قامت بضم أجزاء من المغرب إلى الجزائر، مما أدى إلى توسيع حدود الجزائر الحالية". 

كما انتقد النظام الجزائري، مشيراً إلى أن قادته "اخترعوا جبهة البوليساريو لضرب استقرار المغرب". وانتقدت أوساط سياسية وجزائرية هذه التصريحات واعتبرتها "مجانبة للصواب"

هذه التصريحات المثيرة للجدل التي أزعجت الجزائر، بحسب المتحدث، "لم يسبق لكاتب أو سياسي جزائري أن أدلى بها".

ولا يستبعد بلام، في حديثه لـ"الحرة"، أن تكون الاتهامات الموجهة لصنصال "ثقيلة جدا" بحكم "السياق الذي جاءت فيه وفسرته وكالة الأنباء الرسمية".

توتر الجزائر وباريس

في المقابل، يعتقد الحقوقي يوسف بن كعبة أن ملف بوعلام صنصال "ما هو إلا وسيلة للضغط السياسي بين البلدين، بعدما وصلت العلاقات بينهما إلى طريق مسدود"، مضيفا أن "التوتر الذي يطبع هذه العلاقات جعل صنصال وسيلة لمعركة سياسية وإعلامية جديدة بينهما".

ويضيف بن كعبة في حديثه لـ"الحرة" أن السلطات الجزائرية "رفضت لحد الآن تأسيس محامين عنه، ما يشي باستغلال أطول فترة ممكنة يسمح بها القانون للتحقيق فيما قد ينسب له من اتهامات".

وأضاف أن المعلومات المتوفرة لفريق المحامين في باريس هو أن السلطات "تستعد لإصدار بيان عن النيابة العامة لمجلس قضاء العاصمة".

مقالات مشابهة

  • وفاة علي نجاب الطيار العسكري المغربي الذي أسرته البوليساريو 25 سنة
  • المركزي المغربي يسعى لتنظيم استعمال العملات المشفرة
  • القوات البحرية تشارك فى إنقاذ عدد من الأفراد بنطاق البحر الأحمر
  • القوات البحرية تشارك فى إنقاذ عدد من الأفراد بنطاق البحر الأحمر.. صور
  • القوات البحرية تشارك في إنقاذ عدد من الأفراد بنطاق البحر الأحمر.. صور
  • كلام عن المغرب.. ما الذي قاله صنصال وأغضب الجزائر؟
  • عاجل.. جهود مكثفة للبحث عن مفقودي حادث غرق لانش سياحي جنوب مرسى علم
  • جهود مكثفة للبحث عن مفقودي حادث غرق لانش سياحي شمال مرسى علم
  • رئيس جامعة المنصورة يفتتح الملتقى الطلابي الأول للبحث العلمى والابتكار
  • رئيس جامعة المنصورة يفتتح الملتقى الطلابي الأول للبحث العلمي والابتكار بكلية العلوم