الإصلاح على نفقة الشعب
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
جرت السياقات السياسية الموروثة في البلدان النامية، ومنها البلدان العربية طبعاً، على تحميل الشعب أعباء الإصلاحات المزعومة، فالشعب هو الذي يدفع ثمنها بالعاجل أو الآجل، وهو الذي يتحمل نفقاتها. بينما يقتصر دور الحكومات على الإعلان عن نواياها (الاصلاحية) ومزاعمها البرّاقة في الارتقاء بمستوى البلدان نحو الافضل، وما إلى ذلك من شعارات ووعود وخطط وهمية.
مثال على ذلك نذكر ان الحكومة العراقية اتفقت مع رؤساء الكيانات السياسية على تمرير قانون التقاعد القسري رقم 26 لسنة 2019 بدعوى إصلاح الشأن الإداري وإفساح المجالات الوظيفية لتشغيل الشباب العاطلين عن العمل، فتمت احالة ثلاثة مواليد دفعة واحدة إلى التقاعد، من دون ان تلتزم الحكومة بوعودها في تفعيل الوظائف الشاغرة. فخسر المتقاعدون وظائفهم من جهة، وتبددت أحلام اللاهثين وراء سراب الإصلاح من جهة أخرى. .
أحيانا تسري حمى الاصلاح بين شرائح الناس، فتترك تداعياتها على الموظف البسيط، فيفقد مخصصاته، وتضيع حوافزه المهنية، وتتبخر ارباحه السنوية، ويخضع لضغوطات ومنغصات لا حصر لها مقابل تحقيق مشاريع الإصلاح المزعومة. واحيانا ترتفع مبالغ الرسوم الضريبية والجمركية، وترتفع معها أسعار السلع الاستهلاكية، وأجور الخدمات وأجور التعليم في رياض الاطفال، وفي المدارس والكليات الاهلية، وأجور المستشفيات والرعاية الطبية. .
وقد يُتهم الشعب في الافراط بالإنجاب، فيكون هو المسؤول الأول عن إرتفاع مؤشرات التعداد السكاني، وتنسحب هذه الاتهامات على إنخفاض الحصص التموينية، وشحة الغذاء والدواء، وارتفاع معدلات البطالة، وما إلى ذلك من اتهامات وردت مراراً وتكراراً على ألسنة رؤساء الحكومات كلما عصفت بهم الأزمات الخانقة. فالحكومات هي التي تقلب المفاهيم وتعكسها على المواطن، فتسوّق الشعب إلى الاعتقاد أنه متآمر على نفسه. وانه غير جدير بالإصلاح. وهذا ما تراه القيادات الثورية في بعض البلدان. من دون ان تدرك ان ثمن الاصلاح الحقيقي أقل بكثير من ثمن الثورات والانقلابات والمواجهات المسلحة. .
اما إذا واصلت السلطات الحاكمة اخفاقاتها المتعاقبة فان الشعب هو الطرف العاجز الذي تطالبه الحكومات بتحمل عواقب الفشل وتراكمات الديون الخارجية. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
العمل الدولية: المهاجرون يلعبون دورا حاسما في الاقتصاد العالمي
قالت منظمة العمل الدولية أن العمال المهاجرين الدوليين يلعبون دورا حاسما في الاقتصاد العالمي وقوة حيوية في سوق العمل العالمية حيث شكلوا 4.7% من إجمالي القوى العاملة العالمية في عام 2022 ويعمل معظمهم في البلدان ذات الدخل المرتفع وفي قطاعات رئيسية مثل الخدمات ولا سيما تقديم الرعاية.
وأوضحت المنظمة في أحدث تقاريرها عن القوى العاملة في العالم أصدرته اليوم في جنيف أن تقديراتها بشأن العمال المهاجرين الدوليين تشير إلى أن 167.7 مليون مهاجر كانوا جزءا من القوى العاملة في بلدان المقصد في عام 2022 ومن بين هؤلاء كان 102.7 مليون رجل و64.9 مليون امرأة وهو ما يمثل زيادة قدرها أكثر من 30 مليونا منذ عام 2013 وهي الزيادة التي لوحظت بشكل رئيسي بين عامي 2013 و 2019.
وحسب التقرير فإن غالبية المهاجرين تتركز في القوى العاملة في البلدان ذات الدخل المرتفع والتي شكلت 68.4% من الاجمالي “114.7 مليون شخص”، تليها 17.4% “29.2 مليون” في البلدان ذات الدخل المتوسط.
وأشار التقرير إلى أن غالبية المهاجرين في القوى العاملة تتركز في شمال وجنوب وغرب أوروبا وأمريكا الشمالية والدول العربية وأن حصة المهاجرين في القوى العاملة الذين يعيشون في شمال وجنوب وغرب أوروبا ارتفعت من 22.5% في عام 2013 إلى 23.3% عام 2022 وعلى النقيض من ذلك شهدت حصة المهاجرين في القوى العاملة في أمريكا الشمالية والدول العربية انخفاضات طفيفة.
وأكد جيلبرت هونغبو مدير عام منظمة العمل الدولية أن العمال المهاجرين لا غنى عنهم في معالجة نقص العمالة العالمي والمساهمة في النمو الاقتصادي مشيرا إلى أن ضمان حقوقهم ووصولهم إلى العمل اللائق ليس فقط ضرورة أخلاقية بل ضرورة اقتصادية أيضا.