تحدٍ جديد تواجهه مدينة درنة الليبية، بعد العاصفة دانيال التي خلّفت أضرارا كبيرة في المنطقة، فضلا عن آلاف الضحايا وارتفاع أعداد المفقودين، واختفاء معالم 25% من المدينة، وتدمير السدود التي جرفت الآلاف إلى البحر، تمثل في تحويل مدينة درنة إلى مقبرة لسكانها.

عداد ضحايا عاصفة دانيال لم يتوقف حتى الآن، فما زال آلاف الأشخاص مفقودين، فضلا عن الجثامين التي غطاها الطمي وركام البنايات المنهارة، ما يهدد البيئة والصحة العامة في ليبيا، فوجود الجثامين حتى الآن تحت الأنقاض، بيئة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة، خاصة في ظل وجود عوامل كثيرة تساعد على ذلك.

الدكتور شريف حتة، استشاري الطب الوقائي والصحة العامة، قال إنّ انتشار الأمراض والأوبئة يتطلب توافر عدّة عوامل بيئية وبيولوجية كتلك الموجودة في درنة، لنقل العدوى سواء فيروسات أو بكتيريا بشكل سريع إلى الجهاز التنفسي والهضمي والجلد، محذّرا من انتشار العدوى بين المنقذين والمسعفين في درنة، بسبب الجثث المنتشرة تحت الأنقاض للأشخاص والحيوانات: «الجثث التي لم تخرج بعد تحمل درجة تعفّن عالية للغاية، إلى جانب الطقس الحار الذي يساعد على تعفن الجثث بشكل أسرع مع تكون برك المياه الراكدة».

بحسب «حتة»، فالسلطات الليبية بدأت السيطرة على درنة وانتشال الجثث، ما يحد بدوره من نقل العدوى إلى مدن مجاورة، لافتا إلى أنّ ما يتردد بشأن تحول «درنة» إلى منطقى وباء عالمي أمر مبالغ فيه.

إجراءات ليبية لمواجهة تداعيات «دانيال»

الإجراءات الكبيرة التي تتم على مستوى ليبيا، والمساعدات الكبيرة التي تلقتها من دول العالم المختلفة وعلى رأسها مصر، ساعدتها بحسب استشاري الطب الوقائي على تكوين فرق طبية باستعدادات وتجهيزات كبيرة للغاية لانتشال الجثامين والانتقال بها إلى أماكن دفن بعيدة عن العمران والمواطنين، فضلا عن تنظيف المناطق التي كانت تحوي الجثامين مع رش مواد كيماوية معينة لتطهير الجو.

تزويد المسعفين والمنقذين بالمواد الكيماوية لتطهير الجو، إلى جانب استخدام كمامة قوية وغطاء للرأس وقفازات خاصة بالمهام الصعبة «Heavy Duty Gloves»، أشياء يرى «حتة» أنّها تحمي العاملين في الإنقاذ بدرنة من استنشاق هواء فاسد وملوث ومحمل بالبكتيريا والفيروسات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ليبيا درنة أوبئة فيروسات بكتيريا عاصفة دانيال العاصفة دانيال البحر المتوسط

إقرأ أيضاً:

"مبادرة 150 متر أمان" خطوة استراتيجية لحماية النشء من التدخين.. واستشاري أمراض صدرية: الربو وضعف اللياقة البدنية آثار مباشرة للتدخين في سن المدرسة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في ضوء سعي الدولة المصرية لحماية النشء والشباب من مخاطر التدخين ومكافحة انتشار التبغ بين طلاب المدارس، أطلقت مؤسسة "صحة مصر" مبادرة "150 متر أمان" التي تهدف إلى منع إنشاء نقاط بيع منتجات التبغ في محيط المدارس المصرية الحكومية والخاصة. وتأتي هذه المبادرة ضمن الجهود الوطنية لخفض معدلات التدخين بنسبة 20% بحلول عام 2030، حيث شملت الدراسة 102 مدرسة في خمس محافظات هي القاهرة والجيزة والقليوبية والشرقية وبني سويف. وتمثل هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية شاملة لمكافحة التدخين تتماشى مع الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ التي وقعت عليها مصر.

التدخين المبكر يهدد صحة المراهقين ويضاعف مخاطر الإدمان

وفي هذا السياق، قال الدكتور يوسف حسين ، استشاري أمراض الصدر والجهاز التنفسي، لـ(البوابة نيوز) أن التدخين في سن مبكرة يشكل خطراً مضاعفاً على صحة المراهقين والشباب، حيث يؤدي التدخين المبكر إلى تأثيرات سلبية على نمو الرئتين والجهاز التنفسي، مما قد يؤدي إلى ضعف وظائف الرئة بشكل دائم،  كما أن المدخنين في سن المراهقة يكونون أكثر عرضة للإدمان على النيكوتين مقارنة بالبالغين، نظراً لأن أدمغتهم لا تزال في مرحلة النمو والتطور، مشيرا إلى أن الدراسات العلمية أثبتت أن 90% من المدخنين البالغين بدأوا التدخين قبل سن الثامنة عشر، مما يؤكد أهمية التدخل في هذه المرحلة العمرية الحرجة.

وأضاف استشاري الامراض الصدرية أن التدخين في سن المدرسة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالربو وتفاقم نوبات الربو الموجودة مسبقاً، كما أنه يؤثر سلباً على الأداء الرياضي والقدرات البدنية للطلاب، حيث يقلل من قدرة الرئتين على نقل الأكسجين إلى العضلات والأنسجة، بالإضافة إلى ذلك، فإن التدخين المبكر يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل، وتشير الإحصائيات الطبية إلى أن المدخنين في سن المراهقة يعانون من انخفاض في مستوى اللياقة البدنية بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بأقرانهم غير المدخنين، كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي المتكررة.

فرص الإقلاع عن التدخين تقل 50% لمن بدأوا في سن مبكر

وفيما يتعلق بالآثار طويلة المدى، أوضح  الدكتور (يوسف حسين) أن الأشخاص الذين يبدأون التدخين في سن مبكرة يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة وأمراض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) في وقت مبكر من حياتهم. كما أن احتمالية نجاحهم في الإقلاع عن التدخين تكون أقل بنسبة 50% مقارنة بمن بدأوا التدخين في سن متأخرة، مما يجعلهم أكثر عرضة للمعاناة من المضاعفات الصحية الخطيرة على المدى الطويل، كما أن الدراسات الحديثة أظهرت أن المدخنين الذين بدأوا في سن المراهقة يفقدون في المتوسط 10-12 سنة من متوسط العمر المتوقع مقارنة بغير المدخنين.

مقالات مشابهة

  • عدن.. وقفة احتجاجية لنقابة النقل والمواصلات رفضًا للقرارات الصادرة بحقها والممارسات التي تستهدف حقوقها
  • محافظ الغربية: تشجير الطرق وتعزيز المسطحات الخضراء خطوة نحو بيئة مستدامة
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 2.416 سلة غذائية في مدينة درنة بليبيا
  • اكتشاف: مضاد للاكتئاب يعزّز علاجات المناعة
  • دورة تدريبية في مستشفى الثورة بالحديدة حول مكافحة العدوى
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 2.416 سلة غذائية في درنة بليبيا
  • صفقة مشبوهة تهدد مؤسسة النقل البري في عدن
  • ظاهرة غريبة ورائحة كريهة تهدد ولاية فلوريدا بأمراض خطيرة.. ما السبب؟
  • أوكرانيا تتسلم جثث 757 جندياً
  • "مبادرة 150 متر أمان" خطوة استراتيجية لحماية النشء من التدخين.. واستشاري أمراض صدرية: الربو وضعف اللياقة البدنية آثار مباشرة للتدخين في سن المدرسة