إتش. إس. بي. سي يخطط لتقديم تمويلات بمليار دولار لشركات تكنولوجيا المناخ
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
أبوظبي في 20 سبتمبر / وام / أعلن بنك "إتش. إس. بي. سي - HSBC " العالمي اليوم عن خططه لتقديم تسهيلات تمويلية بقيمة مليار دولار أمريكي لشركات تكنولوجيا المناخ في مراحلها المبكرة حول العالم.
ومن المتوقع أن تساهم هذه التسهيلات التمويلية في توفير الدعم للشركات الناشئة لإنشاء مجموعة من الحلول الجديدة، بما في ذلك شحن المركبات الكهربائية، وتخزين البطاريات، والأغذية والزراعة المستدامة، وتقنيات إزالة غاز الكربون.
وقال باري أوبايرن، الرئيس التنفيذي للخدمات المصرفية التجارية العالمية لدى بنك HSBC: “يعتبر الوصول إلى التسهيلات التمويلية أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لشركات تكنولوجيا المناخ في مراحلها المبكرة لإنشاء حلول واقعية وتوسيع نطاقها. ونحن نعمل بالفعل مع بعض الشركات في مجال تكنولوجيا المناخ، منذ بداية تشغيلها وصولاً إلى توسع نطاق أعمالها على المستوى العالمي”.
ومن جانبها، قالت باتريشيا جوميز، الرئيس الإقليمي للخدمات المصرفية للشركات في HSBC الشرق الأوسط وشمال افريقيا وتركيا: "تلعب منطقة الشرق الأوسط دوراً رئيسياً في عملية تحول الاقتصاد العالمي إلى الحياد الكربوني، ومع انعقاد مؤتمر منظمة الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام، فإن التركيز على تمويل المشاريع المتعلقة بالمناخ في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا يعتبر إشارةً واضحة إلى الفرص الاستثمارية التحويلية المتاحة. وإننا نتطلع إلى إجراء مناقشات فاعلة حول كيفية تفعيل هذا التمويل".
يأتي ذلك في الوقت الذي تظهر فيه البيانات الأخيرة أنه بعد النمو السريع المتتالي على أساس سنوي، انخفض تمويل رأس المال الاستثماري للشركات الناشئة في مجال المناخ بنسبة 40 في المائة خلال النصف الأول من عام 2023.
وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من نصف مبادرات خفض الانبعاثات الكربونية اللازمة للوصول إلى الحياد الكربوني في عام 2050 سيأتي من التقنيات الموجودة حالياً في مرحلة العروض التجريبية أو النماذج الأولية.
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
إقرأ أيضاً:
غزة بين أنياب الجغرافيا والمصالح: حربُ الإبادة لُعبة “نتنياهو” و”ترامب” في معركة الشرق الأوسط الجديد
يمانيون../
لم تكن فلسطين يومًا سوى قلب جريح في خارطة الصراع الكبرى، إلا أن ما يشهده قطاع غزة اليوم من حرب إبادة جماعيةٍ يخرج عن حدود المألوف، في ظل تداخل معقد بين الهروب السياسي الداخلي لقادة الكيان، والترتيبات الأمريكية، مع تقاطع أجندات إقليمية ودولية لا مكان فيها للدم الفلسطيني؛ سوى أنه وقود لمعادلات النفوذ.
حرب الإبادة الجماعية هذه ليست مُجَـرّد عدوان عسكري، بل هي مشهد معقد تتحكم به خيوط السياسة العمياء التي نسجتها “تل أبيب وواشنطن” وعواصم إقليمية أُخرى، والتي تتجاهل التدبير والعدل الإلهي الذي يتفوق على كُـلّ مخطّط وظلم، فغزة ورغم احتضارها تحت وطأة القصف والحصار؛ تذكر العالم أجمع بأن العدالة لن تسقط أبدًا.
نتنياهو بين الملاحقة والدم: الهروب الكبير عبر غزة
في الداخل الإسرائيلي، يقف مجرم الحرب “نتنياهو” في زاوية حرجة، يطارده شبح المحاكمات بتهم الفساد والاختلاس وخيانة الثقة، فيما تتفاقم حدة الانقسام السياسي بين أقطاب اليمين الصهيوني المتطرف والعلمانيين.
حيث يرى كثير من المراقبين أن الحرب على غزة باتت أدَاة ناجعة بيد “نتنياهو” وبدعمٍ من “ترامب” للهروب من ورطته الداخلية، وتوحيد الرأي العام الإسرائيلي خلفه، مستغلًا مشاعر الخوف والتطرف، ويفتح عبر الدم الفلسطيني نافذة نجاة من أسوار السجن المحتملة.
لقد دأب “نتنياهو” تاريخيًّا على تصدير أزماته إلى الخارج، مستثمرًا في الحروب على غزة كرافعةٍ سياسية، لكنها هذه المرة تأتي في ظل صراع داخلي أكثر شراسة بين أحزاب اليمين ذاته، بين من يدفع نحو تصعيد مستدام ومن يرى في المفاوضات والتهدئة ورقة لتحقيق مكاسب انتخابية.
الظل الأمريكي: واشنطن تعيد رسم الخرائط بالنار
الولايات المتحدة الأمريكية ليست بعيدة عن هذا المشهد الدموي؛ فإدارة “ترامب” تجد نفسها أمام مفترق طرق بين الحفاظ على تفوق “إسرائيل” الإقليمي، وبين استرضاء حلفاءها في العالم العربي والإسلامي ضمن سياق إعادة ترتيب التحالفات بعد تراجع الدور الأمريكي في بعض مناطق العالم.
الحرب على غزة تمنح “واشنطن” فرصة لإعادة توجيه دفة المنطقة، من خلال تصعيد يبرّر المزيد من التدخل العسكري، ويُعيد تثبيت “إسرائيل” كعنصر حاسم في معادلات الشرق الأوسط، ويرجح كفة الدور الأمريكي وضرورته في خفض هذا التصعيد وتوجّـهات السياسة الأمريكية في إعادة ترتيب الأوليات في المنطقة.
كما أن مِلف التطبيع الإسرائيلي مع بعض الأنظمة العربية، والذي تعثر في الشهور الماضية، يجد في هذه الحرب أرضية جديدة لإعادة إحياء مشروعات “السلام” الأمريكي المزعوم، ولو على حساب تدمير غزة بالكامل، ولو على حساب الدم الفلسطيني المسفوك في شوارعها.
ولأن هذا الدم ليس مُجَـرّد ضحية لصراعٍ محلي، بل هو جزء من لعبةٍ جيوسياسية أكبر، فهناك دول وقوى تراقب عن كثب مسار الحرب، وتحاول دفع المشهد بكل الطرق والوسائل لتحقيق مكاسب ميدانية لصالح فصائل الجهاد والمقاومة والشعب الفلسطيني ككل، بالمقابل، تجد دول أُخرى في هذه الحرب مناسبة لتعزيز أوراق التفاوض والتحالف مع “واشنطن وتل أبيب”، بينما تبقى بعض العواصم العربية في موقع المتفرج أَو بالأصح المتواطئ من تحت الطاولة.
الرواية الصهيونية.. صناعة العدوّ واستثمار الدم:
في جوهر هذه الحرب، يتكرس مفهوم صناعة العدوّ، حَيثُ تُختزل غزة في خطاب المؤسّسة الأمنية الإسرائيلية ككيان مهدّد للوجود الصهيوني، رغم فارق القوة الهائل، وتسويق هذا العدوّ يخدم مصالح منظومة الحكم في الكيان الصهيوني داخليًّا وخارجيًّا، مع تحول سكان القطاع إلى ورقة مساومةٍ دمويةٍ في يد اللاعبين الدوليين والإقليميين.
اللافت أن حجم التدمير والقتل الممنهج يعكس استراتيجية واضحة لإخراج غزة من المشهد السياسي والجغرافي، وتحويلها إلى نموذجٍ مدمّـر لكل من يفكر في تحدي التفوق العسكري الإسرائيلي، أَو يخرج عن بيت الطاعة الأمريكية.
ما يحدث في غزة، هو انعكاس لمعادلاتٍ معقدة يتحكم بها ساسة يبحثون عن المصالح والمطامح على حساب الأبرياء، فغزة اليوم تُحرق تحت أقدام حسابات “تل أبيب وواشنطن” والعواصم الإقليمية والمنظمات الأممية المتواطئة، في معادلةٍ لم تعد ترى في الفلسطيني سوى ضحيةٍ دائمة.
غير أن التاريخ لطالما أثبت أن الدم لا يكتب إلا رواية الثبات والصمود، وغزة وأهلها ومقاومتها، رغم الكارثة، تبقى شوكةً في حلق هذه التحالفات، وجرحًا مفتوحًا يعري صفقات السلاح والدم في سوق السياسة العالمية، ويفضح صفقات التطبيع والعار في سوق النخاسة والخيانة العربية والإقليمية.
المسيرة | عبد القوي السباعي