كشف تحقيق نشرته شبكة "سي إن إن" الأميركية عن أن القوات الخاصة الأوكرانية على الأرجح نفذت سلسلة من الهجمات باستخدام طائرات مسيرة، إضافة إلى عملية برية، ضد قوات الدعم السريع في السودان المدعومة من قبل مجموعة فاغنر الروسية.

وقالت الشبكة إنها حصلت على مقاطع فيديو تكشف أن هجمات نفذت ضد قوات الدعم السريع تحمل بصمات الجيش الأوكراني.

فقد استُخدمت مسيّرتان متاحتان تجاريًا ويستخدمهما الأوكرانيون على نطاق واسع في 8 غارات على الأقل ضد قوات الدعم السريع، كما أظهرت مقاطع الفيديو كلمات بالأوكرانية على أجهزة التحكم التي تدار بها المسيرات التي استهدفت الدعم السريع.

ونقلت "سي إن إن" عن خبراء قولهم إن التكتيكات العسكرية المستخدمة في تلك الهجمات، ومن أبرزها انقضاض الطائرات المسيرة على أهدافها على نحو مباشر وسريع، غير مألوفة في السودان وأفريقيا بشكل عام.

كما نقلت عن مصدر عسكري أوكراني -لم تكشف عن هويته- قوله إن تلك الهجمات ليست من عمل الجيش السوداني، مرجحا أن تكون القوات الأوكرانية الخاصة تقف وراء هذه الهجمات.

وتعني تلك الهجمات، إذا ما ثبتت مسؤولية أوكرانيا عنها، أن المعارك الروسية الأوكرانية بدأت تخرج عن حيزها الجغرافي المحدود إلى ساحات وبلدان أخرى بعيدة.

وقالت الشبكة الأميركية إن الضربات السرية التي تشنها أوكرانيا في السودان تشكل توسعًا كبيرا ومستفزا في حربها مع روسيا.

#عاجل.. تحقيق حصري لـCNN بلحظات القصف.. هل استهدفت #أوكرانيا "#فاغنر" الروسية في #السودان؟https://t.co/EQNqeRNStE

— CNN بالعربية (@cnnarabic) September 19, 2023

وتشير "سي إن إن" إلى أن تحقيقها حدد 7 مواقع استهدفتها الضربات المذكورة في أم درمان (معقل الدعم السريع) كما حدد الموقع الجغرافي للقطات الغارة الليلية على هذه المدينة من خلال تحديد المباني التي تظهر في الصور.

ووفق التحقيق فإن الطائرات المسيرة التي تستخدمها القوات الأوكرانية لديها القدرة على الطيران لمسافة تصل 30 كيلومترًا كحد أقصى، والطيران 45 دقيقة، والتصوير على نطاق يصل 15 كيلومترا، مما يعني أن من يقوم بتشغيل هذه المسيّرات موجودون داخل السودان وربما قريبون من المدينة التي استهدفتها الضربات.

وفي الفيديو الذي يُظهر شاشة وحدة التحكم بالطائرة المسيرة، تظهر كلمة "إيقاف" بالأوكرانية والإنجليزية، كما يمكن أيضًا رؤية صورة الشخص الذي يشغل المسيّرة عن بعد في انعكاس صورة وحدة التحكم، والذي يبدو أجنبيًا، لكنه كان يرتدي قناعًا يحول دون التعرف عليه.

ولم تعلن أوكرانيا رسميًا مسؤوليتها عن الهجمات ضد الدعم السريع (الموثقة في لقطات الفيديو) والتي تم تداول بعضها في مواقع التواصل منذ الخميس الماضي.

ونقلت "سي إن إن" عن مصدر عسكري سوداني رفيع القول إنه ليس لديه علم بأي عملية أوكرانية بالبلاد، معربا عن اعتقاده أن المعلومات بهذا الشأن غير صحيحة.

وقالت إن العديد من المسؤولين الأميركيين لم يكونوا على علم بالهجمات المذكورة بالتحقيق، وأعربوا عن دهشتهم من الإشارة إلى احتمال مسؤولية القوات الأوكرانية عن الضربات الجوية والعملية البرية المذكورة في السودان.

وينتشر مسلحو مجموعة فاغنر الروسية الخاصة في مناطق بالسودان، ويلعبون دورا في الصراع العسكري بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية قالت -في مايو/أيار الماضي إن مجموعة فاغنر تزود الدعم السريع بصواريخ أرض جو لمواجهة الجيش السوداني، واتهمتها في بيان بزعزعة استقرار السودان وبلدان أفريقية أخرى والاستيلاء على مواردها الطبيعية.

وتشير تقارير إلى أن التعاون بين قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)  وفاغنر تعزَّزت بعد محاولة الانقلاب التي نفذها ضد الحكومة في أكتوبر/تشرين الأول 2021، حيث بدأت مجموعة المرتزقة الروسية تقديم المساعدات العسكرية لقواته.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ضد قوات الدعم السریع فی السودان سی إن إن

إقرأ أيضاً:

قائد الجيش: أوكرانيا تتصدى لأحد أقوى الهجمات الروسية منذ بداية الحرب

عواصم " وكالات ": قال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي اليوم الأحد إن القوات الأوكرانية تتصدى لأحد أقوى الهجمات الروسية منذ بداية الحرب.

ووفقا لبيانات مستمدة من مصادر علنية حققت القوات الروسية أسرع معدل تقدم لها في سبتمبر منذ مارس 2022، أي بعد شهر واحد من إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأمر بالتدخل العسكري. وخلال الحرب سيطرت أوكرانيا على منطقة كورسك الروسية في أغسطس.

وكتب سيرسكي على تطبيق تيليجرام "تتصدى القوات المسلحة الأوكرانية لأحد أقوى الهجمات الروسية منذ بداية التدخل واسع النطاق في اوكرانيا".

وبعد فشل محاولات بوتين للاستيلاء على العاصمة الأوكرانية كييف وتحقيق نصر حاسم في بداية الحرب، تقلصت طموحاته الحربية إلى السيطرة على منطقة دونباس التي تضم منطقتي دونيتسك ولوجانسك في شرق أوكرانيا.

ومنذ ذلك الحين أصبحت دونباس ساحة القتال الرئيسية ودارت بها معارك تعد الأعنف في أوروبا منذ أجيال وسقط فيها جنود قتلى بالآلاف من الجانبين.

ويرى محللون روس أن الحرب دخلت في أخطر مراحلها مع تقدم القوات الروسية وإرسال كوريا الشمالية قوات للقتال مع روسيا وتقكير الغرب في كيفية إنهاء الصراع.

يقوم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجولات في أنحاء العالم للضغط على دول حلف شمال الأطلسي للسماح لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى التي زودته بها ليتمكن من قصف أهداف في عمق روسيا.

وتستعد أوكرانيا لأعنف شتاء منذ بداية الحرب بعدما دمر القصف الروسي بعيد المدى ما قال مسؤولون إنه قرابة نصف قدرتها على توليد الطاقة.

وفي عضون استمرار الحرب بين روسيا واوكرانيا، ادلى الناخبون في مولدوفا بأصواتهم اليوم الأحد في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التي طغت عليها اتهامات بالتدخل الخارجي وقد تؤدي إلى استعادة روسيا لنفوذها في البلاد في وقت تحاول فيه كيشيناو التقرب من الاتحاد الأوروبي.

تواجه الرئيسة الحالية مايا ساندو، المؤيدة للغرب والتي كثفت جهود بلادها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والإفلات من فلك موسكو، منافسها ألكسندر ستويانوجلو المدعي العام السابق المدعوم من حزب الاشتراكيين الموالي لروسيا.

وسيتابع الاتحاد الأوروبي عن كثب ما سيؤول إليه مصير ساندو التي وضعت مولدوفا على مسار المحادثات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في يونيو. وتأتي انتخابات مولدوفا بعد أسبوع من انتخابات جورجيا التي أعيد فيها انتخاب الحزب الحاكم الذي يُنظر إليه على أنه مؤيد لروسيا بشكل كبير.

ودخل مستقبل مولدوفا في دائرة الضوء السياسية والدبلوماسية مع احتدام الحرب في أوكرانيا المجاورة الواقعة إلى الشرق.

وفي شان آخر، تقترب نهاية عقود من التعاون بين روسيا والمركز الأوروبي للأبحاث النووية والذي يشار إليه اختصارا بـ"سيرن" في جنيف، حيث أعلنت موسكو انسحابها من المشروع.

وقالت بيت هاينمان، رئيسة قسم فيزياء الجسيمات في مركز المسرع الإلكتروني الألماني (ديزي) الذي يتخذ من هامبورج مقرا له، لوكالة الأنباء الألمانية إن انسحاب روسيا قد يكون له عواقب سلبية كثيرة على المشروع.

وأضافت هاينمان أن "الأمر لا يعني أن بعض الأبحاث ستصبح مستحيلة الآن بسبب انتهاء التعاون، لكنه سيجعل الأمور أكثر صعوبة وقد يؤدي إلى حدوث تأخير".

ويعد مركز سيرن، الذي تأسس في ذروة الحرب الباردة في عام 1954، واحدا من أهم مراكز الأبحاث في فيزياء الجسيمات في العالم حيث يوجد أقوى مسرع للجسيمات في العالم. ويعمل آلاف العلماء من عشرات الدول في التجارب التي يجريها مركز سيرن.

وقال مدير الأبحاث في مركز سيرن، يواكيم منيش، لـ (د ب أ)، إن نحو ألف عالم روسي شاركوا في التجارب.

وأضاف منيش أن العلماء الروس قدموا الكثير من العون من خلال نقل خبراتهم قدر الإمكان قبل المغادرة.

وقال منيش " لن نتمكن من مواصلة تشغيل أحد مكونات أجهزة الكشف، لكننا نأمل ألا يؤدي ذلك إلى خسارة كبيرة في الإنتاج العلمي".

وفي سياق متصل بصفقات تبادل الاسرى بين الجانبين، دعت كييف موسكو اليوم الأحد إلى تقديم قائمة بأسماء أسرى الحرب الأوكرانيين الذين يمكن الإفراج عنهم في عملية لتبادل الأسرى وذلك بعد اتهام روسيا لكييف بإفساد العملية.

قال دميترو لوبينيتس مفوض حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني على تطبيق تيليجرام "نحن مستعدون دائما لتبادل أسرى الحرب".

وجرى تبادل للأسرى بين البلدين أكثر من مرة كان آخرها في منتصف أكتوبر حيث أعاد كل جانب 95 أسيرا إلى الوطن.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس السبت إن أوكرانيا تعرقل العملية بشكل أساسي وترفض استعادة مواطنيها.

وأضافت أن وزارة الدفاع الروسية عرضت تسليم 935 أسير حرب أوكراني لكن أوكرانيا لم تستقبل سوى 279.

وقال لوبينيتس بدوره إن أوكرانيا مستعدة دائما لقبول مواطنيها واتهم روسيا بإبطاء عملية التبادل.

وقالت مفوضة حقوق الإنسان في روسيا الاتحادية تاتيانا موسكالكوفا أمس إن أوكرانيا "سيّست" القضية.

وكتبت موسكالكوفا على تيليجرام "نعتبر أنه من الضروري العودة إلى حوار بناء وتسريع عملية تبادل الأسرى".

مقالات مشابهة

  • مقتل 18 مدنيا في هجوم لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة
  • مساجد السودان في بنك أهداف قوات الدعم السريع
  • قائد.. الجيش الأوكراني يواجه واحدة من أقوى الهجمات الروسية
  • اتهامات للدعم السريع بقتل 11 مدنيا داخل مسجد في السودان
  • انتهاكات الدعم السريع ضد الكوادر الطبية في السودان: قتل ونهب واسع
  • اتهامات للدعم السريع بقتل العشرات في ولاية الجزيرة وشمال دارفور
  • قائد الجيش: أوكرانيا تتصدى لأحد أقوى الهجمات الروسية منذ بداية الحرب
  • قائد القوات الأوكرانية: نكبح واحدة من أقوى الهجمات الروسية منذ بدء التدخل
  • مسؤول سوداني يكشف عن اتفاق بين جوبا و«الدعم السريع» لحماية أنابيب النفط
  • هجمات للدعم السريع غربي السودان تودي بحياة العشرات