تقرير: زيلينسكي "العنيد" يواجه الفرصة الأخيرة
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
بالزي العسكري الذي أصبح علامته الفارقة منذ بدأ الهجوم الروسي على أوكرانيا قبل عام ونصف، اعتلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الثلاثاء، منبر الأمم المتّحدة، وألقى خطاباً موجهاً اتهامات لروسيا بارتكاب "إبادة جماعية" في بلاده.
فشل جهود السلاموفي تقرير لها بشأن التوقعات باستمرار الحرب الروسية الأوكرانية لأمد طويل، أفادت صحيفة "آسيا تايمز"، أن "واشنطن فشلت في إقناع الرئيس الأوكراني بالتفاوض مع روسيا لإنهاء الحرب الدائرة منذ فبراير (شباط) 2022، مضيفةً أن "صبر واشنطن نفد من دعم أوكرانيا"، حتى لو تمكن نظام كييف من الحصول على المزيد من الأموال من الكونغرس، فإنه من المحتمل أن تكون هذه المرة الأخيرة".
وقالت الصحيفة، إن "واشنطن وبعض شركاءها من حلف الناتو بذلوا جهوداً قوية لمعرفة ما إذا كان من الممكن وضع زيلينسكي على مسار السلام مع روسيا. ولكن هذه الجهود باءت بالفشل، في حين تهدف زيارة زيلينسكي للأمم المتحدة وواشنطن، إلى خلق الدعم لمواصلة الحرب والتأكد من التزام الكونغرس بالموافقة على 24.9 مليار دولار أخرى في هيئة مساعدات، وأسلحة جديدة لترسانة أوكرانيا".
US fails to get Zelensky to negotiate with Russia https://t.co/Qbwsgos02c via @asiatimesonline
— Nino Brodin (@Orgetorix) September 20, 2023وأضافت الصحيفة، أن "مجلس النواب الأمريكي، لا يزال يكافح من أجل التوصل إلى إجراء مؤقت يعرف باسم 'القرار المستمر' أو CR للحفاظ على استمرار التمويل الفيدرالي، مشيرةً إلى أنه حتى الآن لا يشمل أي اتفاقية مقترحة لـ"CR" على مبلغ الـ 24.9 مليار دولار لدعم أوكرانيا.
ويذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، طلب الشهر الماضي 24.1 مليار دولار من الكونغرس لمواصلة دعم أوكرانيا في المجالات العسكرية والاقتصادية والإنسانية، وحث الكونغرس على الموافقة على الفور على هذا الطلب للحصول على تمويل إضافي"، وفي هذا الصدد، يعارض عدد من أعضاء الكونغرس بشدة استمرار واشنطن في تقديم أي مساعدة عسكرية لأوكرانيا.
وجاء في رسالة موجهة من بايدن إلى الكونغرس ونشرها البيت الأبيض، أن الحزمة تتضمن "9.5 مليار دولار لإرسال معدات إلى أوكرانيا وتجديد مخزونات وزارة الدفاع، إضافة إلى 3.6 مليار دولار لمواصلة الدعم العسكري والاستخباراتي والدفاعي"، كما طلب بايدن من الكونغرس تخصيص مبلغ 7.3 مليار دولار كمساعدات اقتصادية وأمنية وإنسانية إلى أوكرانيا.
#بايدن يجتمع مع #زيلينسكي ومساعدات جديدة متوقعة لـ #أوكرانيا https://t.co/gfjduJqYhg
— 24.ae (@20fourMedia) September 16, 2023 إقالة وفسادوقبل توجهه إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعات الأمم المتحدة ولقاء بايدن، أقال زيلنيسكي، أمس الأول الإثنين، 6 نواب لوزير الدفاع الجديد، رستم أوميروف، بينهم هانا ماليار، التي كانت تقدّم إفادات متكررة للحرب مع روسيا، بدعوى الفساد. وكان الهدف من تصرفاته هو الحصول على دعم إدارة بايدن المتهمة بتقديم الأموال دون قيود إلى أوكرانيا، وفق "آسيا تايمز".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، استبدل زيلينسكي وزير الدفاع السابق أوليكسي ريزنيكوف بـ"رستم أوميروف" بسبب فضائح فساد.
معارضة عملية السلاموبحسب الصحيفة، فإن الولايات المتحدة، هي من كانت تعارض أي عملية سلام في البداية، لكن هذه المعارضة، كانت قبل تفريغ ترسانة أسلحتها، وقبيل فشل محاولة الإطاحة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفةً أن "واشنطن وحلف شمال الأطلسي (الناتو) حاولوا التعويض عن ذلك، بتسليح أوكرانيا لاختراق الدفاعات الروسية. ولكن لم يحدث اختراق حقيقي، واستهلكت أوكرانيا معظم احتياطياتها الاستراتيجية. فقد فقد لواءان مهمان، اللواء 25 المحمول جوًا ولواء الهجوم الجوي 82، الكثير من الجنود والكثير من المعدات على جبهة زافوريز".
ولا يزال الهجوم الأوكراني مستمراً، ويستهلك المزيد من المعدات والقوى البشرية، وتشير التقارير إلى أن أوكرانيا تخسر أكثر من ألف جندي يومياً.
وأعلنت الولايات المتحدة وبعض شركائها في الناتو أنهم لا يوافقون على التكتيكات العسكرية لأوكرانيا، على الرغم من أن التكتيكات في معظمها كانت مبنية على عمليات المحاكاة الحاسوبية لحلف شمال الأطلسي والدعم الاستخباراتي الهائل، في وقت لم تنجح جميع الدول التي قدمت خطة سلام لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، باستثناء تقدم أولي في المفاوضات التي قادتها تركيا وإسرائيل، وفق الصحيفة.
Achieving Peace in Ukraine Is More Complicated than Some Would Think https://t.co/w9qPHyx2cb
— OUANESA (@OUANESA) August 27, 2023 موقف أوكرانيا الرسميووفقاً لتقرير الصحيفة، فإن الموقف الرسمي لأوكرانيا يتضمن العناصر الأساسية الآتية:
1. أوكرانيا لن تتفاوض مع الرئيس الروسي، ولكن يبدو أنها ستتحدث مع الروس في بعض الأحيان. ويدعم ذلك مرسوم أوكراني وقعه زيلينسكي ليصبح قانوناً.
2. لن تقوم أوكرانيا بتسليم أي إقليم تحت أي ظرف من الظروف. وينطبق هذا على شبه جزيرة القرم ودونباس، على الرغم من أن شبه جزيرة القرم كانت مطروحة على الطاولة في المفاوضات السابقة.
3. تطالب أوكرانيا بمغادرة جميع القوات الروسية الأراضي الأوكرانية، ومحاكمة مجرمي الحرب، بما في ذلك بوتين.
4. تطالب أوكرانيا بضمانات أمنية من حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو العضوية في الحلف. كما أنها تطالب بعضوية الاتحاد الأوروبي، لكن عضوية الاتحاد الأوروبي واجهت عقبات، وتقول الولايات المتحدة إنها "تعمل على توفير الضمانات الأمنية"، ولكن يبدو أن الجهود متوقفة.
زيلينسكي يتهم #روسيا بارتكاب "إبادة جماعية" في #أوكرانيا https://t.co/nVEW4z8156
— 24.ae (@20fourMedia) September 19, 2023 أسلحةوفي الوقت نفسه، تطالب أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى لمهاجمة الأراضي الروسية، وكان الطلب الأخير ATACMS (MGM-140)، وهو صاروخ باليستي تكتيكي يُطلق من الأرض ويبلغ مداه 300 كيلومتر، وصاروخ كروز الألماني السويدي Taurus (KEPD-350) الذي يطلق من الجو، ويبلغ مداه 500 كيلومتر. ويعمل صاروخ توروس على تعزيز صواريخ ستورم شادو البريطانية والموجودة بالفعل في ترسانة أوكرانيا للأسلحة، بالإضافة إلى الطائرات المقاتلة من طراز سوخوي 24 (Su-24).
ولم توافق الولايات المتحدة على توريد صاروخ ATACMS، كما لم توافق ألمانيا على إرسال صاروخ Taurusحتى الآن.
ومع ذلك، لاتزال نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، مستمرة بالضغط الدولي من أجل إيصال الحرب إلى أهداف ذات قيمة عالية داخل روسيا، وفي حال إقناعها الكونغرس والجهات المختصة داخل أمريكا، سيتم إرسال صواريخ ATACMS إلى أوكرانيا، بحسب التقرير.
وترى الصحيفة، أن كل هذا يؤثر على أهداف الحرب الروسية، إذ تتركز معظم المعارك على الأراضي التي تدافع عنها روسيا في منطقة دونباس وزافوريز ومنطقة خيرسون وشبه جزيرة القرم. لكن القادة الروس يتحدثون أكثر فأكثر عن استبدال الحكومة الأوكرانية وتوسيع نطاق الحرب لتشمل المدن الرئيسية مثل أوديسا. وللقيام بذلك، سيتعين على روسيا حشد المزيد من القوات، ودعمها بمزيد من المعدات، الأمر الذي قد يجهدها أكثر من اللازم.
ومن ناحية أخرى، فإن أي توسع في الحرب سوف يكون أيضاً أمراً مرهقاً بالنسبة لأوكرانيا، بعد أن أصبحت الآن تعاني من نقص في مقاتليها والإمدادات العسكرية، بحسب التقرير، كما لا يعلم أحد مدى مرونة الحكومة الحالية في أوكرانيا، وليس من الواضح عدد قوات الخطوط الأمامية، التي يمكن لأوكرانيا إرسالها إلى جبهة الحرب.
#بايدن يعتزم دعم #أوكرانيا بـ 24 مليار دولار https://t.co/SU1A2CScf1
— 24.ae (@20fourMedia) August 10, 2023 استياء متزايدوتقول الصحيفة، إن "هناك أيضاً استياءً متزايداً في الولايات المتحدة من استمرار الحرب"، حيث أنها عززت التحالف بين الصين وروسيا، واستنزفت الموارد العسكرية، مما ترك الولايات المتحدة في وضع حرج في أوروبا وآسيا. وخير مثال على ذلك، تأخر الولايات المتحدة في توريد منظومة “هيمارس” (HIMARS) الصاروخية إلى تايوان، وفي حال استمرت أوكرانيا باستخدام راجمة صواريخ سريعة التنقل "هيمارس"، فلن يكون هناك سوى القليل منها لترسله واشنطن إلى الدول الأخرى".
وفي الوقت نفسه، تأخرت العديد من شحنات الأسلحة الأخرى إلى تايوان بسبب أوكرانيا، وعلى سبيل المثال، تم تأجيل وصول مدافع الهاوتزر عيار 155 ملم لمدة عام على الأقل.
وفي ختام تقريرها، قالت الصحيفة، إن "زيلينسكي قد يتمكن من إقناع الكونغرس بتخصيص المزيد من الأموال للحرب. ولكن هذه الأموال ستكون فرصته الأخيرة، حيث من المحتمل أن يحصل على حزمة من المساعدات الأمريكية ولكنها لن تكون ضخمة، ولن يتمكن بعد ذلك من الحصول على أموال إضافية، حيث من غير المرجح أن يعود لطلب الأموال مرة أخرى، فصبر واشنطن قد نفد من دعم أوكرانيا ".
A Warning From Ukraine’s Gas Fields: Corruption is Making a Comebackhttps://t.co/2KNUD5GFqV
— Gilda Mundson (@GildaMundson) August 22, 2023المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية أوكرانيا أمريكا واشنطن الناتو زيلينسكي الولایات المتحدة دعم أوکرانیا ملیار دولار المزید من
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يتوجه إلى السعودية قبل محادثات بين كييف وواشنطن
كييف - رويترز
يتوجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى السعودية للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اليوم الاثنين قبل محادثات بين مسؤولين من أوكرانيا والولايات المتحدة بشأن إنهاء الحرب مع روسيا في مرحلة بالغة الخطورة بالنسبة لكييف.
وتبدلت سياسة الولايات المتحدة المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية في إطار سعيها إلى إنهاء الصراع سريعا، وتحولت واشنطن من حليف لكييف إلى الانخراط في محادثات مباشرة مع موسكو وقطع المساعدات العسكرية عن أوكرانيا ووقف تبادل معلومات المخابرات معها.
ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي مع ولي عهد السعودية التي اضطلعت بأدوار وساطة متعددة منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 2022 شملت التوسط في تبادل أسرى واستضافة محادثات بين موسكو وواشنطن الشهر الماضي.
ومن المتوقع أن تركز المحادثات بين أوكرانيا والولايات المتحدة غدا الثلاثاء على اتفاقية المعادن بين البلدين وسبل إنهاء الحرب، وذلك في أول اجتماع رسمي منذ لقاء في البيت الأبيض شهد مناوشات كلامية بين زيلينسكي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتحت ضغط هائل من ترامب الذي يريد إنهاء الحرب بسرعة، يبذل زيلينسكي جهدا هائلا لإظهار التوافق رغم عدم حصوله على ضمانات أمنية أمريكية تعتبرها كييف أساسية لأي اتفاق سلام.
وقال زيلينسكي إنه لن يحضر المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين وإن الوفد الأوكراني سيضم رئيس مكتبه ووزيري الخارجية والدفاع ومسؤول عسكري كبير من مؤسسة الرئاسة.
وقال زيلينسكي في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي "نحن ملتزمون تماما بالحوار البناء ونأمل في مناقشة القرارات والخطوات اللازمة والاتفاق عليها".
وأضاف "هناك مقترحات واقعية مطروحة. والمهم هنا هو التحرك بسرعة وفعالية".
وذكر مسؤولون أمريكيون أنهم يعتزمون استغلال الاجتماع مع الجانب الأوكراني بقدر ما لمعرفة هل كييف مستعدة لتقديم تنازلات ملموسة لروسيا لإنهاء الحرب.
وقال أحد المسؤولين عن المحادثات الوشيكة "لا يمكنك للمرء أن يقول أريد السلام بينما (في الوقت نفسه يقول) أرفض تقديم أي تنازل".
وقال مسؤول أمريكي ثان "نريد أن نرى ما إذا كان الأوكرانيون مهتمين ليس فقط بالسلام، بل بالسلام الواقعي".
وقال ترامب أمس الأحد إنه يتوقع نتائج جيدة من المحادثات المقبلة، مضيفا أن الولايات المتحدة أنهت "تقريبا" تعليق تبادل معلومات المخابرات مع كييف.
* إطار عمل لاتفاق
قال ستيف ويتكوف المبعوث الخاص لترامب والذي يعمل على الترتيب للمحادثات إن الفكرة هي "التوصل إلى إطار عمل لاتفاقية سلام فضلا عن وقف مبدئي لإطلاق النار".
ويدعو زيلينسكي إلى هدنة للعمليات الجوية والبحرية إلى جانب تبادل للأسرى، فيما يقول إنه قد يكون اختبارا لمدى التزام روسيا بإنهاء الحرب.
وترفض موسكو فكرة الهدنة المؤقتة، التي تقترحها أيضا بريطانيا وفرنسا، إذ تقول إنها محاولة لكسب وقت لكييف ومنع انهيارها العسكري.
ويقول الرئيس الأوكراني أيضا إن كييف مستعدة لتوقيع اتفاقية المعادن مع الولايات المتحدة والتي تتضمن إنشاء صندوق مشترك من عائدات بيع المعادن الأوكرانية، وهو أمر تقول واشنطن إنه ضروري لضمان استمرار الدعم الأمريكي.
وفي ظل تزايد الشكوك حول الدعم الأمريكي، يطالب زيلينسكي الحلفاء في أوروبا بزيادة الدعم في وقت تتراجع فيه كييف في ساحة المعركة وتواجه ضغوطا متزايدة للانسحاب من منطقة كورسك الروسية.
وتُظهر خرائط مفتوحة المصدر أن القوات الأوكرانية التي اجتاحت منطقة كورسك الروسية الصيف الماضي محاصرة تقريبا من جانب القوات الروسية.
وتسيطر روسيا على حوالي خمس أراضي أوكرانيا بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014، كما تواصل قواتها التقدم بمنطقة دونيتسك في الشرق بعد تكثيف الضربات بالطائرات المسيرة والصواريخ على المدن والبلدات البعيدة عن الجبهة.
ووفقا لزيلينسكي، أطلقت روسيا جوا 1200 قنبلة موجهة ونحو 870 طائرة مسيرة هجومية وأكثر من 80 صاروخا على أوكرانيا في الأسبوع الماضي وحده.