من زيلينسكي إلى أردوغان ـ لقاءات مثيرة بأروقة الأمم المتحدة
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
فلودومير زيلينسكي وهو يترأس وفد بلاده في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة (نيويورك 19 سبتمبر 2023)
من بين اللقاءات الدبلوماسية المثيرة التي شهدتها الأمم المتحدة أمس (الثلاثاء 19 سبتمبر/ أيلول 25023) تلك التي جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرة الأولى، وذلك في ظل تحسن بطيء للعلاقات بين البلدين التي توترت بسبب الخلافات بشأن السياسات تجاه الفلسطينيين.
وطردت أنقرة السفير الإسرائيلي، وهي خطوة تم التراجع عنها في 2016 لكنها تكررت بعد ذلك بعامين بسبب مقتل عشرات الفلسطينيين الذين شاركوا في احتجاجات عنيفة على حدود غزة. وطردت إسرائيل، التي اشتكت من استضافة أنقرة لقادة من حماس، السفير التركي في 2018.
العلاقات التركية المصرية
وفي كلمته أمام الجمعية العامة أكد الرئيس التركي أن بلاده تعتزم تعزيز تعاونها مع مصر "على أساس المصالح المتبادلة". وأضاف "لقد دخلنا مرحلة جديدة بدأنا فيها بتحسين علاقاتنا مع مصر في جميع المجالات، والتي كانت راكدة منذ فترة. نحن عازمون على تعزيز تعاوننا على أساس المصالح المتبادلة في هذه الفترة الجديدة"، وفقا لوكالة الأناضول للأنباء. كما أكد الرئيس التركي أن السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه "إلا من خلال التوصل إلى حل نهائي في القضية الفلسطينية".
الأمم المتحدة تسعى لإنقاذ أهداف التنمية المستدامةكما من المتوقع أن يتأكد المناخ الإيجابي في المرحلة الحالية من العلاقات اليونانية التركية، التي تطورت خلال الأشهر السبعة الماضية، خلال الاجتماع بين رئيس وزراء اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس التركي اليوم الأربعاء.
زيلينسكي يطالب بالتصدي "للإبادة الجماعية"
موضوع أوكرانيا، خيم بظلاله على أشغال هذه الدورة، فقد دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه أمام الجمعية العامة للتصدّي "للإبادة الجماعية" الروسية في بلاده، مشدّداً على أنّ من مصلحة الدول النامية أن تنتصر كييف في هذه الحرب. وبالزي العسكري الذي أصبح علامته الفارقة منذ بدأ الغزو الروسي لبلاده قبل عام ونصف، اعتلى زيلينسكي منبر الأمم المتّحدة حيث جدد دعوة قادة العالم للمشاركة في "قمة للسلام" لوضع حدّ للحرب الدائرة في أوكرانيا. وفي خطابه الذي صفّق له ممثلو دول غربية وسط شغور عدد كبير من المقاعد، قال زيلينسكي "للمرة الأولى في التاريخ المعاصر لدينا الفرصة لوضع حدّ للعدوان بشروط البلد المهاجَم".
كما التقى زيلينسكي برئيس الوزراء الإسرائيلي. وقال عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس" "تركزت المحادثات مع بنيامين نتنياهو حول تعاوننا، بما يشمل مجال الدفاع المدني. ابلغته عن الهجمات الروسية على مدننا وموانئنا والبنية التحتية الحيوية باستخدام طائرات مسيرة إيرانية." وأضاف زيلينسكي أن البلدين لديهما نفس القلق إزاء تزايد التعاون العسكري بين روسيا وإيران. والتقى زيلينسكي في وقت سابق الرئيس الكيني ويليام روتو ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا.
من جهته، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن دعمه للجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام في أوكرانيا وقال شولتس "في الوقت نفسه، يجب أن نكون حذرين من الحلول الصورية التي تمثل السلام بالاسم فقط". وأضاف "لأن السلام بدون حرية يسمى قمعا. السلام بدون عدالة يسمى ديكتاتورية. يجب على موسكو أن تفهم ذلك في نهاية الأمر". ودعا شولتس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجددا إلى إنهاء الحرب. كما دعا في خطابه إلى إصلاح مجلس الأمن الدولي.
الملف النووي الإيراني
من جهة أخرى، دافع رئيسي عن البرنامج النووي وقال "الأسلحة النووية ليس لها مكان في العقيدة الدفاعية لجمهورية إيران الإسلامية". وأضاف أن العقوبات الدولية لم تمنع البلاد من التقدم. وفي عام 2015، وقعت طهران اتفاقا نوويا لتقييد تخصيب اليورانيوم بشكل كبير والسماح بعمليات تفتيش صارمة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأبلغت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم السبت بأنها جردت خبراء رئيسيين من اعتمادهم لتفتيش ترسانة البلاد النووية. وجاءت هذه الخطوة بعد إعلان ألمانيا وفرنسا وبريطانيا يوم الخميس أنها لن ترفع العقوبات الحالية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي.
ح.ز/ ا.ف (رويترز / د.ب.أ / أ.ف.ب)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الجمعية العامة الدورة 78 اردوغان نتنياهو زيلينسكي مصر شولتس ألمانيا دويتشه فيله اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة العلاقات المصرية التركية العلاقات التركية الإسرائيلية الملف النووي الإيراني الأمم المتحدة الجمعية العامة الدورة 78 اردوغان نتنياهو زيلينسكي مصر شولتس ألمانيا دويتشه فيله اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة العلاقات المصرية التركية العلاقات التركية الإسرائيلية الملف النووي الإيراني الرئیس الترکی
إقرأ أيضاً:
الرئيس التركي ينعى صاحب "روح الروح"
نعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء، المواطن الفلسطيني خالد نبهان الذي اشتهر عبر منصات التواصل الاجتماعي بعبارة "روح الورح" التي وجهها لحفيدته بعد مقتلها.
وقال أردوغان خلال تصريح له "أمس تلقينا خبر استشهاد الجد الذي يقول روح الروح". مشيرا إلى أن "الاحتلال يستهدف المدنيين في قطاع غزة والمدارس التي تؤوي المدنيين"، وتابع "يجب وقف إطلاق النار بشكل فوري في غزة والضغط على إسرائيل لتحقيق السلام".
وأضاف: "بحثنا الظلم الإسرائيلي بغزة ووجوب إنهائه خاصة وأن الوضع الإنساني ازداد سوءا هناك بقدوم الشتاء".
ويوم أمس الإثنين لقي المواطن الفلسطيني خالد نبهان صاحب المقولة الشهيرة "روح الروح" مصرعه، جراء قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
واشتهر نبهان بمقولة "روح الروح" التي وجهها لحفيدته ريم خلال توديعها بعد مقتلها في غارة للجيش الإسرائيلي خلال شهر نوفمبر 2023.
وتداول رواد منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للجد نبهان وهو يحمل جثمان حفيدته ويلاطفها برفق قائلا كلماته المعهودة "روح الروح هذه.. روح الروح"، ويحتضنها في لحظات الوداع الأخير.
وقال الجد نبهان، آنذاك إن "حفيدتي ريم، روح الروح، كانت تعيش معي باستمرار، كنت ألعب معها كل يوم، ولكن لم أكن أقول لها روح الروح، كنت أقول لها: يا حبيبتي، يا قلبي، يا عيوني".
وأضاف أنه "كانت مفاجأة بعد يوم واحد من دفن حفيدتي، حيث انتشر مقطع الفيديو وأنا أداعب ريم وطارق، والناس تقول لي: هذه اللقطات أثرت في قلوبنا". وعن شوقه لها بعد مقتلها، قال الجد إن "ريم، روح الروح، ذبحت روحي، أستيقظ من النوم وأنام، والدموع تملأ عيني"، ولم ينس نبهان يوما ريم التي بثت الحياة والبراءة في قلبه قبل أن تغادر هذا العالم الذي لم ترَ منه شيئا بعد.
وهذا ما كرره الجد نبهان في مقابلات ومقاطع فيديو انتشرت له خلال عام بعد مقتل ريم، وفي يوليو الماضي رزق الجد بحفيدة جديدة أطلق عليها اسم روجاد.
وقال نبهان، في فيديو نشره آنذاك عبر منصة انستغرام: "الحمد لله رب العالمين ربنا أكرمنا بهذه الطفلة، في يوم مميز ميلاديا (7 يوليو) وهجريا (1 محرم)، وأسميناها روجاد، وللتسمية سبب وهي تعني وقت صلاة الفجر".
بعد مقتل حفيدته ريم، أفنى الجد نبهان ما تبقى من حياته بتقديم العمل الخيري للعائلات المكلومة من حرب الإبادة الجماعية. كما ساهم في تقديم الدعم المعنوي لهم من خلال تخفيف أهوال الحرب عليهم وحثهم على الصبر على ما أصابهم.
وشارك في عمل تكيات لتوزيع الطعام على الفلسطينيين في ظل الجوع المستفحل بالقطاع، حيث كانت آخر مشاركة معلنة له قبل نحو 5 أيام، وفق ما أظهره مقطع فيديو على فيسبوك.
كما ظهر له مقطع فيديو لاقى انتشارا واسعا في يونيو الماضي، وهو يطعم قططا ضالة جائعة في الشوارع على الرغم من حالة النزوح والجوع، وظهر نبهان، في المقطع، وهو يطرق الأرض بقطعة معدنية تجمّعت على إثر الصوت الصادر مجموعة من القطط التي وضع لها طعاما لتأكله.
وظهر يوم الإثنين، شيّع أقارب نبهان جثمانه وسط حالة من الحزن الشديد، على الرغم من خطورة الأوضاع الأمنية في مخيم النصيرات، ليتم مواراة حكاية "روح الروح" ثرى الوطن.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 151 ألف قتيلا وجريحا فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم