أكد الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، إمكانية إحداث التغيير الإيجابي، وإيجاد الحلول لأزمات «الصحة المناخية» بالمعرفة والتكنولوجيا، والإرادة الجماعية، بشرط تكاتف الجميع من أجل خلق مستقبل تسير فيه صحة هذا الكوكب، وصحة المجتمعات، «جنبًا إلى جنب».

جاء ذلك في كلمة الدكتور خالد عبدالغفار، خلال مشاركته في الجلسة الأولى من اجتماع «التحديات والحلول لمعالجة أزمة الصحة المناخية» التي عقدت بالتعاون مع البنك الدولي، ومؤسسة كلينتون، ومعهد توني بلير للتغيير العالمي، على هامش الدورة الـ78 لـ«الجمعية العامة للأمم المتحدة» بولاية نيويورك الأمريكية.

على هامش الدورة الـ78 من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بـ«نيويورك»

في بداية كلمته، أعرب وزير الصحة والسكان، عن سعادته بالمشاركة في الجلسة المهمة التي تهدف إلى معالجة واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا في العصر الحالي، مؤكدا أنّ إدراك طبيعة العلاقة بين الصحة وتغير المناخ تمثل عاملا رئيسيا في مواجهة خطر تغير المناخ.

وأوضح أنّ ارتفاع درجات الحرارة، والظواهر الجوية المتطرفة، وتدهور النظم البيئية الطبيعية عالميا، تؤدي إلى مجموعة من المخاوف الصحية، لافتا إلى أنّ موجات الحر وحرائق الغابات والأعاصير أصبحت أكثر تواترا وشدة، ما أدى إلى خسائر في الأرواح والنزوح وانتشار الأمراض المعدية، علاوة على أن تلوث الهواء، وندرة المياه، وانعدام الأمن الغذائي يؤدي إلى تفاقم القضايا الصحية القائمة وخلق مشاكل جديدة.

الحد من المشاكل الصحية المرتبطة بالتلوث

ولفت الوزير إلى ضرورة إعطاء الأولوية لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، حيث إن التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة وتبني ممارسات مستدامة في قطاعات مثل النقل والزراعة والصناعة لن يخفف من تغير المناخ فحسب، بل سيؤدي أيضا إلى تحسين جودة الهواء والحد من المشاكل الصحية المرتبطة بالتلوث، مؤكدا أن الاستثمار في التكنولوجيات النظيفة ودعم الابتكار سيكون حاسما في تحقيق هذه الأهداف.

وأضاف الدكتور خالد عبدالغفار، أنّه من المهم تعزيز قدرات المجتمعات على الصمود في مواجهة التأثيرات الصحية المرتبطة بالمناخ، من خلال تعزيز أنظمة الصحة العامة، وتحسين أنظمة الإنذار المبكر، وتطوير آليات قوية للاستجابة لحالات الطوارئ، موضحا أنّ بناء قدرات التكيف على المستويات المحلية والوطنية والدولية، وضمان بقاء الخدمات الصحية في متناول الجميع في أوقات الأزمات يساعد في حماية الفئات الضعيفة من السكان بشكل أفضل.

وفي هذا الصدد، أشار وزير الصحة والسكان، إلى فخره واعتزازه بأنّ مصر أطلقت مبادرة «المستشفيات الخضراء» ما يعد خطوة نحو تعزيز التنمية المستدامة في قطاع الرعاية الصحية من خلال تحويل مرافق الرعاية الصحية إلى مباني صديقة للبيئة وموفرة للطاقة، مؤكدا أنّ المبادرة لن تقتصر على تقليل البصمة البيئية للمستشفيات فحسب، بل ستؤدي أيضًا إلى تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.

وشدد الدكتور خالد عبدالغفار، على أنّ التعليم والتوعية يلعبان دورًا حيويًا في معالجة أزمة الصحة المناخية، من خلال تعزيز فهم الروابط بين تغيير المناخ والصحة، بتوجيه الأفراد والمجتمعات لاتخاذ الإجراءات اللازمة، حيث أن تمكين السكان بالمعرفة حول أنماط الحياة المستدامة، وتعزيز الممارسات الصديقة للبيئة، وتعزيز الشعور بالمسؤولية من شأنه أن يخلق تأثيرًا مضاعفًا، مما يؤدي إلى تغييرات سلوكية إيجابية تعود بالنفع على الأفراد والكوكب.

وتابع الوزير أنّه يجب على الحكومات والشركات ومنظمات المجتمع المدني والأفراد العمل معًا لتطوير وتنفيذ سياسات واستراتيجيات ومبادرات فعالة، ومن خلال إقامة الشراكات، وتقاسم أفضل الممارسات، وتجميع الموارد، مما يؤدي لمضاعفة التأثير وتحقيق نتائج ذات معنى في مكافحة تغير المناخ وعواقبه الصحية.

واختتم الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، كلمته بالتأكيد على أنّه من خلال إدراك مدى إلحاح الوضع وتبني عقلية جماعية، يمكن إحداث التغييرات اللازمة لحماية كوكبنا وحماية رفاهية الأجيال القادمة، داعيا إلى اغتنام هذه الفرصة لتمهيد الطريق نحو مستقبل مستدام وصحي للجميع.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ارتفاع درجات الحرارة الأجيال القادمة الأمراض المعدية البنك الدولي التنمية المستدامة الجمعية العامة للأمم المتحدة الخدمات الصحية الرعاية الصحية الصحة العامة آليات وزير الصحة الدکتور خالد عبدالغفار وزیر الصحة والسکان من خلال

إقرأ أيضاً:

تحويل المستشفيات الصحية إلى منشآت صديقة للبيئة من أجل مستقبل مستدام

خلال كلمته الافتتاحية لورشة عمل: "نحو التميز الأخضر.. تحويل المستشفيات الصحية إلى منشآت صديقة للبيئة من أجل مستقبل مستدام" والتي نظمتها الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بالتعاون مع شركة أسترازينيكا..أكد د.أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة ..أنه وفقا لتوجيهات  الرئيس عبد الفتاح السيسي فإن التميز الأخضر هو أكثر من مجرد هدف بيئي بل رؤية شاملة تعيد صياغة دور المنشآت الصحية بالجمهورية الجديدة، مشيرا إلى أن التحول إلى ممارسات صديقة للبيئة في المنشآت الصحية ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو أيضًا استثمار ذكي من أجل مستقبل مستدام، حيث تشير الدراسات إلى أن المستشفيات التي تعتمد على الطاقة المتجددة وتقنيات الإضاءة الموفرة للطاقة يمكنها خفض استهلاك الكهرباء بنسبة تتراوح بين 20-30% سنويًا، وهو ما يعني توفير ملايين الدولارات، كما أن تطبيق أنظمة ذكية لإدارة النفايات يقلل من تكاليفها بنسبة 40%.

 

وأشار رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية إلى أن عنوان ورشة العمل يحمل في طياته تحديًا نبيلًا "نحو التميز الأخضر"، مشيدا بحرص القيادات من مختلف قطاعات مقدمي الخدمات الصحية على الحضور بما يعكس بوضوح عمق الالتزام والمسؤولية التي يتحلون بها تجاه بناء مستقبل مستدام، ليس فقط لمؤسساتهم، بل للمجتمع بأسره.

وخلال اجابته عن تساؤل طرحه: "أي عالمٍ نرغب في تركه للأجيال القادمة؟!"، لفت د.أحمد طه إلى أنه بالرغم من عمل المعنيين بقطاع الصحة بجد يوميا لإنقاذ الأرواح وحماية الإنسان، إلا أن الدراسات أثبتت أن قطاع الرعاية الصحية يتسبب بنحو  5% من إجمالي الانبعاثات الكربونية العالمية، وهو ما يعادل انبعاثات قطاع الطيران المدني بأكمله، فضلا عن أن 4.4% من النفايات الصلبة  تصدر عن منشآتنا الصحية.

وتابع طه أن التغير المناخي يؤدي إلى وفاة أكثر من 7 ملايين شخص سنويًا بسبب تلوث الهواء، وهو ما يكشف عن واقع صادم، إذ اصبحت المؤسسات المصممة لشفاء المرضى تسهم دون قصد في تفاقم الأزمات البيئية التي تعود بدورها لتؤثر بالسلب على صحة الإنسان من جديد.

وأضاف أن الاستدامة تؤثر أيضًا على العنصر البشري حيث يرتبط تحسين جودة الهواء والإضاءة في بيئة العمل بزيادة الإنتاجية وتقليل معدلات الإجهاد، مشيرا إلى أن 81% من العاملين في منشآت خضراء يشعرون بتحسن في راحتهم النفسية والجسدية وفقا لنتائج احدى الدراسات الحديثة.

وأوضح أن “التميز الأخضر” هو أكثر من مجرد هدف بيئي بل رؤية شاملة تعيد صياغة دور المنشآت الصحية في المجتمع حيث يعني مستشفيات تعالج المرضى وتحمي البيئة، وأنظمة للتعامل مع النفايات بدقة وحذر كأيدي الجراح الماهر، مؤكدا أن التحول إلى منشأة صحية خضراء ومستدامة لا يعتمد فقط على التكنولوجيا أو السياسات، بل هو ثقافة تستنهض كل فرد ويتطلب شجاعة، وإبداع، وعمل جماعي لإحداث التغيير.

وأعرب د. احمد طه عن فخره بحصول مستشفى شفا الأورمان بالأقصر ومستشفى الدكتور مجدي يعقوب للقلب بأسوان على اعتماد GAHAR في التميز الأخضر، معلقا: "هاتان المؤسستان الأهليتان، في قلب جنوب صعيد مصر، أثبتتا أن تحقيق التوازن بين الرعاية الصحية عالية الجودة وحماية البيئة يمكن تحقيقه بالعمل الجاد والرؤية الواضحة."

وتوجه رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بالشكر لفريق العمل بشركة أسترازينيكا مصر برئاسة الدكتور حاتم الورداني، الذين ضربوا مثالًا رائدًا في الالتزام بالاستدامة، مرحبا بالمتدربين المنشآت الصحية المعتمدة من مختلف القطاعات الصحية.

شارك بحضور ورشة العمل، التي استمرت فعالياتها على مدار يومين بمشاركة ٥٠ متدرب من ١٦ منشأة صحية معتمدة، د. آية نصار، نائب رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، وكل من: د. وائل الدرندلي، د.ميهي التحيوي، د.ولاء عبد اللطيف، د. ايمان الشحات، أعضاء مجلس ادارة الهيئة.

ومن جانبه، أكد الدكتور حاتم ورداني، رئيس مجلس إدارة شركة أسترازينيكا مصر، أن إطلاق المرحلة الثانية من تدريب الاطباء بالشراكة مع الهيئة العامة للاعتماد والرقابةGAHAR، خطوة هامة نحو تطوير النظام الصحي المصري بما يتماشى مع الأهداف الوطنية للتنمية المستدامة، وتوفير خدمة صحية خضراء وعالية الجودة للمواطن المصري، في إطار التزام

 أسترازينيكا مصر بتعزيز استدامة القطاع الصحي في مصر، من خلال تدريب مقدمي الرعاية الصحية على أفضل الممارسات البيئية في إدارة المستشفيات الخضراء."

وأضاف أن الشراكة مع الهيئة تستهدف تدريب 3000 مقدم رعاية صحية، بالإضافة إلى استمرار جهود نشر ثقافة المستشفيات الخضراء في جميع أنحاء مصر، وتنظيم حملات توعية للمجتمع بأهمية الالتزام البيئي في القطاع الطبي لتصل الي 2 مليون مواطن.

وفي ذات السياق، أشاد د. علي أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، بالتعاون مع هيئة الاعتماد والرقابة الصحية في اطار التحول الأخضر للمنشآت الصحية، مشيرا إلى اطلاق برنامج وطني لاستكمال البنية التحتية لادارة المخلفات وزيادة عدد المنشآت التي تقوم بعمليه التدوير حتي التجميع وعمليات التخلص من المخلفات التي لا يمكن التعامل معها بشكل آمن.

وأضاف أبو سنة أنه جاري إنشاء اكبر مجمع لإدارة المخلفات في الشرق الأوسط في مدينه العاشر من رمضان على اكثر من ٣٠٠ الف فدان ويتضمن جزء كبير من  معالجة المخلفات الطبية مما يتيح فرصة كبيرة لجذب استثمارات القطاع الخاص في مجال التكنولوجيا الحديثة في ادارة المخلفات الخطرة.

فيما استعرض أ.د. السيد العقدة، عضو مجلس ادارة الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، الطرق العملية لإدارة الكيماويات الضارة وانبعاثات الغازات الدفيئة بمنشآت الرعاية الصحية للتحول الأخضر، إلى جانب أبعاد وحسابات البصمة الكربونية بالقطاع الصحي.

وأشار د.العقدة، إلى أهمية تعزيز مفهوم "الشراء الأخضر" في القطاع الطبي باختيار المواد والمعدات الطبية التي تُنتج بطرق صديقة للبيئة، وتقلل من النفايات، وهي متوفرة في السوق المصري وبأسعار مناسبة، موضحا أن ذلك يتم من خلال التعاون مع الموردين الذين يلتزمون بمبادئ الاستدامة وتوعية العاملين في القطاع الطبي بالبدائل المتاحة.

أشرف على تنظيم ورشة العمل مركز التدريب المعتمد بالهيئة بقيادة د. الشيماء عبد الفتاح، والادارة العامة للتسويق وتنمية الأعمال، وشملت الورشة عروض تقديمية ومحاضرات متخصصة وتدريب عملي حول عدة موضوعات.. على رأسها: متطلبات الهيئة للمنشآت الصحية الخضراء والمستدامة، ووسائل التأقلم والتخفيف للحد من آثار التغيرات المناخية على القطاع الصحي وترشيد استهلاك المياة بالمنشآت الصحية صديقة البيئة، مع عرض لقصة نجاح مؤسسة مركز مجدي يعقوب العالمي للقلب، وشارك بعروض تقديمية كل من: د. محمد زكريا، مدير مركز مجدي يعقوب لأمراض القلب، د.رشا سالم، مدير تنمية الأعمال بالهيئة، ا.دعاء الشريف، مدير مكتب رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية.

 

حضر اللقاء اللواء الدكتور سعيد النجار، مساعد وزير الداخلية لقطاع الخدمات الطبية، واللواء طبيب/ أسامة صبحي، نائب مدير إدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة، و د.م. أنور إسماعيل، مساعد وزير الصحة والسكان للمشروعات القومية، ود.أمير التلواني، المدير التنفيذي لهيئة الرعاية الصحية، ود.علاء عبد المجيد، رئيس غرفة مقدمي الخدمات الصحية من القطاع الخاص، د.أحمد عز، رئيس مجلس ادارة مجموعة مستشفيات كيلوباترا، ود. محمد حبلص، المدير التنفيذي لمستشفي السعودي الألماني، ود.ممدوح العربي، رئيس مجلس إدارة مستشفى العربي، ود. أحمد قشطة رئيس قطاع العلاقات المؤسسية بشركة أسترازينيكا مصر ود. محمد أمين رئيس قطاع التسعير والوصول للاسواق بشركة أسترازينيكا مصر وممثلي منظمة الصحة العالمية.

مقالات مشابهة

  • الصحة: مستشفيات القليوبية قدمت 2 مليون و487 ألف و745 خدمة طبية خلال 10 أشهر
  • وزير الصحة: مصر أول دولة تحقق أهداف مكافحة فيروس «بي» في إقليم شرق المتوسط
  • تحويل المستشفيات الصحية إلى منشآت صديقة للبيئة من أجل مستقبل مستدام
  • وزير الصحة يشيد بكفاءة المستشفى ويوجه بتجديد وحدة الرمد ومناظير المسالك البولية
  • وزير الصحة يشيد بمستشفى الشيخ زايد التخصصي ويوجه بتوسعاتها لتصبح مجمعا طبيا
  • إطلاق أول دفعة من الأنسولين المحلي.. وزير الصحة: خطوة نحو الاكتفاء الذاتي
  • وزير الصحة: تمكين المرأة ركيزة أساسية لمواجهة القضية السكانية وتحسين صحة الأم والطفل
  • وزير الصحة يعقد اجتماعاً موسعاً لمتابعة تنفيذ محور التمكين الاقتصادي للمرأة
  • وزير الصحة: إطلاق برامج شبابية للتوعية بالمواطنة
  • جوميز: "تركت أكثر من 40 مليون مصري من أجل مشروع الفتح"