بقلم/ عباس غالب
عنـدما قامت ثورة 26 سبتمبر عام 1962م برزت تحديات كان أشدها وقعاً على الثورة الحرب عليها طيلة 7 أعوام ومن ثم محاصرة العاصمة صنعاء طوال 70 يوماً حتى تمكن أبناء اليمن داخل العاصمة من دحر الحصار والانتصار في يوم ناصع لا يزال ماثلاً في الذاكرة الوطنية حتى الآن.
وفي الحقيقة لم تطل قيادة المشير عبدالله السلال طويلاً حتى سقط من الداخل في ظروف بالغة التعقيد، كان للصراع الإقليمي أثره البالغ في تلك الأزمة التي عاشها اليمن في تلك الفترة.
ولقـد جاءت حركة 5 نوفمبر 1967م التي أوصلت القاضي عبد الرحمن الارياني إلى سدة السلطة إثر توافق المكونات الحزبية والقبلية في تلك الفترة..وهي فترة لم تخل من الصراع الداخلي بين الصف الجمهوري الذي وصل ذروته في تلك التباينات والتصفيات الجسدية بين رفاق الدرب في شوارع صنعاء مع الأسف الشديد.
وعلى إثر تلك الحالة المزرية للأوضاع في اليمن، تدخلت المؤسسة العسكرية للفصل في الخصام وإيقاف حمام الدم حيث جاء الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي حاملاً مشروعاً تصحيحاً أطلق خلاله ثورة التصحيح، بل واتسمت فترة حكم الرئيس الحمدي بحالة من الاستقرار والتوازن الداخلي..
وبدأت سلسلة من مشاريع البناء، حيث انطلقت حركة التعاون وجذب الاستثمارات والتأسيس لمشروعات البنى التحتية والمؤسسات التشريعية والتنفيذية، فضلاً عن الحضور الخارجي الفاعل لليمن وتمكن اليمنيون خلال تلك الفترة من إحراق المراحل –كما يقال– وذلك في إنجاز عديد الخيارات اليمنية وشروعه في تجاوز الخطوط الحمراء وبخاصة تجاه إعادة توحيد شطري الوطن وقت ذاك، فكان أعـداء تطور واستقرار اليمن بالمرصاد لهذه التحولات إذ تـم اغتيال الرئيس الحمدي قبل توجهه إلى عدن لإعلان الوحدة بعدة أيام.
ومن المعروف أن تلك المؤامرة التي أطاحت بالحمدي قد أوصلت الرئيس السابق أحمد حسين الغشمي إلى القصر الجمهوري.. وبعدها تسارعت الأحداث حيث لقي الغشمي مصرعه داخل مكتبه بالقيادة.. وفي نفس الوقت تم إعدام الرئيس سالم رُبيع علي«سالمين» في عدن مما خلط الأوراق وكاد الشطران قاب قوسين أو أدنى من حرب مدمرة.
ومن المعروف أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح قد اقتحم المشهد إثر تلك الأحداث والذي لا ينكر عليه أحد شجاعته في ذلك الموقف، فضلاً عن حنكته في قيادة اليمن التي قال عنها يوماً إنها كالرقص على رؤوس الثعابين!
ورغم سجله الحافل بالمنجزات، إلا أن طحالب الفساد ومراكز النفوذ حدت من قدرته على التغيير حتى استسلم فكانت فرصة انسل منها أعداؤه إلى الميادين وأسقطوه في مطلع عام 2011م وذلك بالمبادرة الخليجية التي ضمنت عدم ذهاب اليمن إلى المجهول وبقاء صالح حاضراً في المشهد...
غداً حلقة جديدة..
مقالة نشرت للفقيد منذ 9 سنوات
المصدر: سام برس
كلمات دلالية: فی تلک
إقرأ أيضاً:
رئيس الدولة يستقبل مساعدة الرئيس الإيراني التي تقوم بزيارة عمل إلى الدولة
استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" اليوم معالي الدكتورة شينا أنصاري مساعدة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية رئيسة منظمة حماية البيئة التي تقوم بزيارة عمل إلى الدولة.. وذلك بحضور سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة.
أخبار ذات صلة "المركزي" يصدر مسكوكة تذكارية بمناسبة 50 عاماً على تأسيسه "الصحة" تعزز الوعي حول أهمية التبرع بالأعضاءورحب سموه ــ خلال اللقاء الذي جرى في قصر الروضة في مدينة العين ــ بزيارة الدكتورة شينا أنصاري التي نقلت إلى سموه تحيات فخامة الدكتور مسعود بزشكيان رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتمنياته لدولة الإمارات مزيداً من التقدم والازدهار.. فيما حمل سموه معاليها تحياته إلى الرئيس مسعود بزشكيان وتمنياته لبلده وشعبه دوام التطور والنماء.
وبحث الجانبان خلال اللقاء علاقات البلدين وسبل تعزيز التعاون المشترك بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين وشعبيهما خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والتنموية وغيرها من أوجه التعاون التي تعزز التنمية المستدامة وتدعم ازدهار الاقتصاد في البلدين.
كما تناول اللقاء إمكانات التعاون بين المؤسسات المعنية بالبيئة في دولة الإمارات ومنظمة حماية البيئة في إيران بما يخدم أهداف البلدين في مجالات الحفاظ البيئة ومكوناتها وضمان استدامتها للأجيال.
وتطرق اللقاء إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وتبادل الجانبان وجهات النظر بشأنها.