انطلاق حوار التوثيق الرقمي لتعزيز مبادرة "الغوص في التراث" والحفاظ على المواقع التراثية العالمية للأجيال القادمة
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
عقدت المملكة العربية السعودية ولجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) فعالية جانبية على هامش الدورة الـ 45 الموسعة للجنة التراث العالمي التي عقدت في الرياض هذا الأسبوع.
وركزت الفعالية على مبادرة "الغوص في التراث" التي تستهدف تعزيز التوثيق الرقمي باستخدام تقنيات رقمية مبتكرة تستخدم في التعريف بالمواقع التراثية العالمية المدرجة على قائمة التراث العالمي التابعة لليونيسكو.
وانطلقت مبادرة "الغوص في التراث" بدعم من وزارة الثقافة السعودية، حيث انبثقت عنها منصة إلكترونية معنية بالمواقع التراثية العالمية، تقوم على أحدث ما توصلت إليه التقنية الرقمية؛ كالنماذج الثلاثية الأبعاد والواقع الافتراضي والواقع المضخم والخرائط التفاعلية القادرة على ابتكار مشاهد رقمية حقيقية ودقيقة.
وتم تأسيس صندوق التنمية الثقافي في العام 2021 بعد تعهد حكومة المملكة العربية السعودية بتقديم 25 مليون دولار أمريكي لتمويل مشاريع اليونسكو حول الاستراتيجيات والخطط الرامية للحفاظ على التراث العالمي.
وتمتد المرحلة (1) من مبادرة " الغوص في التراث " ما بين عامي 2022 - 2024. وسيتم خلالها إنشاء منصة رقمية تسمح للأفراد بالاطلاع على المواقع التراثية العالمية المنتشرة على امتداد العالم العربي. ومن المقرر إطلاق المنصة وإتاحتها للعموم في نهاية المرحلة (1) من عام 2024، وبعد أن تتمكن بقية المناطق الأخرى من الاستفادة من المبادرة.
ونوه إرنيستو أوتون، المدير العام المساعد للثقافة في منظمة اليونسكو بمبادرة "الغوص في التراث "، بقوله: "إننا ندخل عصراً رقمياً جديداً على صعيد اكتشاف التراث العالمي والحفاظ عليه".
وأضاف: "ستسمح التقنيات والإمكانات اللامحدودة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي بتغيير الطريقة التي يتعامل بها الناس مع التراث، وذلك عبر أمور عدة منها مبادرة "الغوص في التراث"، والتي أظهرت الاستعمال الرائع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي من خلال إسهامها في إدخال الحيوية في المواقع التاريخية بصورة تفاعلية لم يسبق لها مثيل. أيضاً، لعبت السرديات والقصص التي تتيحها تلك التطبيقات دوراً كبيراً في حفظ التراث للأجيال القادمة، وتمكين الجيل الحالي من أن يعيش "حالة من التاريخ الغابر".
وتضمنت الفعالية إقامة حلقة نقاشية شارك فيها عدد من الخبراء والمتخصصين، تم التركيز فيها على الطريقة التي يمكن للتقنية أن تسهم عبرها في الحفاظ على التراث وتوثيقه وإظهاره للمهتمين من خلال استعمال تقنيات السرد القصصي الرقمي.
وكان من المتحدثين في الفعالية، وبالتحديد حول مستقبل المنصة الرقمية كل من الأستاذ/ سهيل ميرا، مدير موقع جدة التاريخية (المملكة العربية السعودية)، والدكتورة/ هبة عزيز، رئيسة كرسي اليونسكو حول التراث العالمي والسياحة المستدامة في الجامعة الألمانية (سلطنة عمان)، والدكتور/ أونا فيليكيس، من اللجنة الدولية لتصوير المواقع الأثرية التابعة للمجلس العالمي للمواقع الأثرية، والأستاذ/ أوليفر فان دام، نائب مدير برنامج التطبيقات التشغيلية للأقمار الصناعية التابع لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث، والشيخ/ إبراهيم الخليفة، المدير بالإنابة للمركز العربي الإقليمي للتراث العالمي.
ومثلت الفعالية فرصة لإظهار بعض النتائج الأولية لمشروع "الغوص في التراث"، مع عرض صور ونماذج فيديو ثلاثية الأبعاد بدقة عالية لمواقع تراثية عالمية، بالإضافة إلى نسخ مطبوعة ثلاثية الأبعاد مكنت الحضور من الاطلاع على العمليات الرقمية التي أجريت أثناء إنشاء منصة " الغوص في التراث".
https://whc.unesco.org/en/dive-into-heritage/
وكانت المملكة العربية السعودية استضافت الدورة الـ45 الموسَّعة للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، بدهم لامحدود من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين ورئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وقد عقدت الدورة في العاصمة السعودية الرياض ما بين 10 – 25 سبتمبر 2023، سلطت خلالها الضوء على جملة من المسائل، من أهمها التزام المملكة بدعم الجهود الدولية المعنية بالحفاظ على التراث العالمي وحمايته، وبما يتفق مع أهداف منظمة اليونسكو في هذا الشأن.
يذكر أنَّ صندوق التنمية الثقافي في السعودية تأسَّس بموجب المرسوم الملكي رقم M/45 الصادر في 6 يناير 2021. والصندوق مرتبط تنظيمياً بصندوق التنمية الوطني. وقد جاء تأسيسه بهدف تطوير القطاع الثقافي وتحقيق الاستدامة فيما يتعلق بدعم الأنشطة والمشاريع الثقافية، وتسهيل الاستثمار الثقافي، وتعزيز ربحية القطاع، وتمكين المواطنين المهتمين من المشاركة في الأنشطة الثقافية، والإسهام في تحقيق أهداف استراتيجية الثقافة الوطنية ورؤية السعودية 2030.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: اليونسكو الرياض المملکة العربیة السعودیة التراث العالمی
إقرأ أيضاً:
انطلاق مبادرة "مودة الدامجة" للطلاب ذوي الإعاقة بالجامعات المصرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أطلق برنامج مودة التابع لوزارة التضامن الاجتماعي مبادرة "مودة الدامجة" للطلاب ذوي الإعاقة في الجامعات المصرية، وذلك تحت رعاية وزارتي التضامن الاجتماعي والتعليم العالي والبحث العلمي وبالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي "جي اي زد" مصر، بدعم مشترك من الاتحاد الأوروبي من خلال مشروع تكافؤ الفرص والتنمية الاجتماعية.
وتأتى مبادرة "مودة الدامجة" كانطلاقة جديدة تهدف إلى تعزيز المهارات والمعارف المتعلقة بالعلاقات الأسرية، وذلك في إطار العمل على تعزيز تفعيل مبدأ الدمج الكامل للطلاب ذوي الإعاقة في التعليم الجامعي والمجتمع.
وصرحت راندة فارس مستشارة وزيرة التضامن الاجتماعي لشئون صحة وتنمية الأسرة والمرأة والطفل ومديرة برنامج مودة، بأنه تم إطلاق المبادرة في 9 جامعات مصرية وهي: "جامعة سوهاج، جامعة أسيوط، جامعة أسوان، جامعة حلوان، جامعة بورسعيد، جامعة الإسكندرية، جامعة المنصورة، وجامعة جنوب الوادي، بالإضافة إلى جامعة الأقصر"، وتستهدف خلال المرحلة الأولي تنفيذ 80 تدريبا.
وأوضحت فارس أن المبادرة تستهدف تنمية مهارات ومعارف المشاركين في عدد من المحاور التي تتعلق بالعلاقات الأسرية، و ترتكز على أن يكون 50٪ من الطلاب المشاركين من ذوي الإعاقة، مما يعزز من قدرة هؤلاء الطلاب على التفاعل والمشاركة الفعالة ودعم دمجهم داخل جامعاتهم.
وشمل التدريب موضوعات، منها الأبعاد الاجتماعية والنفسية في العلاقات الأسرية، بالإضافة إلى الأبعاد الطبية والدينية المرتبطة بذلك.
كما يعمل التدريب على توضيح مفهوم النوع الاجتماعي وأثر العنف القائم على النوع الاجتماعي في الأسرة والمجتمع، فضلاً عن كيفية التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة وتصحيح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالإعاقة لدى الطلاب.
وأشارت مديرة برنامج مودة إلى أن التدريب يشهد مشاركة مدربين من ذوي الإعاقة ممن تم تأهيلهم لهذا الدور، من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات المشاركة.
ويشرف على تنفيذ هذه المبادرة اللجنة التنفيذية العليا المشتركة لبرنامج "مودة" بين وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
ويأتي هذا التعاون بهدف تعزيز الشمولية في الجامعات المصرية، وتحقيق تكافؤ الفرص للطلاب ذوي الإعاقة، بما يسهم في بناء مجتمع أكاديمي متنوع وشامل.