الموقع بوست:
2025-03-04@04:08:23 GMT

اليمن على مفترق طرق توحيد القطاع المصرفي

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

اليمن على مفترق طرق توحيد القطاع المصرفي

يدفع اليمن كلفة باهظة لاستمرار الانقسام النقدي والمالي نتيجة وجود بنكين مركزيين ونظامين مصرفيين في صنعاء وعدن، مع تعدد السياسات والإجراءات والمعاملات وتدهور العملة المحلية وسط تفاقم للأزمات المعيشية التي أنهكت غالبية السكان.

 

ويلخص الانقسام النقدي مأساة اليمنيين بسبب الصراع في البلاد منذ نحو تسعة أعوام مع تفاقم أزمة السيولة وانخفاض أسعار الصرف بالتوازي مع انقطاع وتوقف الدورة المالية من المصارف الرسمية إلى شبكات الأموال غير الرسمية ليتنامى نشاط السوق السوداء وسط تضخم كبير لشركات الصرافة وشبكات التحويلات المالية.

 

ويأمل اليمنيون بأن تتمكن الأطراف المتنازعة في حوار الرياض بين الحكومة اليمنية والحوثيين بوساطة عُمانية من تحقيق اختراق ملموس في حلحلة أهم ملفات الحرب المستعصية على الحل، بما يؤدي إلى إعادة توحيد المؤسسات والسياسة المالية والتداول النقدي كخطوة مهمة ورئيسية لصرف رواتب الموظفين المدنيين المتوقفة منذ نقل إدارة عمليات البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن التي اتخذت منها الحكومة المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة لها في سبتمبر/ أيلول من العام 2016.

 

وعلمت "العربي الجديد" من مصادر مطلعة أن المباحثات التي جرت برعاية سلطنة عمان منذ نحو عام تركزت بدرجة رئيسية في تضييق هوة الانقسام المالي بين طرفي الصراع في اليمن، بما يؤدي إلى إعادة توحيد المؤسسات المالية وصرف رواتب الموظفين المدنيين، حيث تخللت هذه المفاوضات جولات مكوكية بين مسقط وصنعاء قبل أن تحقق الوساطة العمانية نقله نوعية في الجهود المبذولة لإيقاف الحرب بوصول الوفد العماني الوسيط في المفاوضات مع مسؤولين وقيادات من الحوثيين لأول مرة إلى العاصمة السعودية الرياض يوم الخميس الماضي.

 

وحسب مصادر مسؤولة، فإن البنك الدولي أبدى استعداده للمساعدة في لعب دور مهم في تعزيز التنسيق والتشجيع على تبني أفضل الممارسات من قبل البنكين المركزيين، إذ يقترح خبراء المؤسسة المالية الدولية ضرورة استمرار شركاء اليمن في التنمية بتقديم الدعم مع الحذر من مخاطر ترسيخ انقسام المؤسسات العامة.

 

من جانبه، يؤكد الخبير الاقتصادي ونائب وزير التخطيط والتعاون الدولي السابق في الحكومة اليمنية مطهر العباسي لـ"العربي الجديد"، أن الأطراف اليمنية على المحك الآن في الاتفاق على حلحلة الملفات الاقتصادية المعقدة لتخفيف معاناة اليمنيين الذين يدفعون كلفة باهظة جراء الانقسام المصرفي وتعدد النظام المالي والتداول النقدي بحسب المناطق الجغرافية التي يحكمها.

 

وتوصل خبراء في صندوق النقد والبنك الدوليين أخيراً إلى أن التحديات الاقتصادية ذات التداعيات الأكبر من بين جميع التحديات التي يخلفها الصراع في اليمن هي انقسام السياسة النقدية وتدفقات النقد الأجنبي وتسييل العجز المالي.

 

ومع تحول السلطات بشكل متزايد إلى التمويل النقدي، ارتفعت استحقاقات البنك المركزي اليمني في عدن على الحكومة المعترف بها دولياً بمتوسط 36% سنوياً بين عامي 2015 و2021، في حين ارتفعت العملة المتداولة بنسبة 24% سنوياً، وفق بيانات رسمية.

 

كما استنفدت احتياطيات العملة الصعبة بسرعة، ما دفع البنك المركزي إلى التخلي عن الدولار كمرجعية، وتدهور استقرار الاقتصاد الكلي في ظل التضخم السريع وانخفاض قيمة العملة.

 

مع تقدم الصراع، تطور الاقتصاد اليمني بشكل متزايد إلى اقتصاد مزدوج بحكم الأمر الواقع، حيث تعمل المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً ومناطق الحوثيين كاقتصادات وطنية منفصلة. ويتجلى هذا الانقسام بشكل واضح في انقسام سعر الصرف في مناطق الحكومة المعترف بها دولياً ومناطق الحوثيين.

 

ووضع انهيار إنتاج النفط وصادراته في عام 2015 المركز المالي والنقدي لليمن تحت ضغط كبير، وتدهور الميزان المالي العام للبلاد، حيث اتسع العجز من متوسط -5.5% من الناتج المحلي قبل الحرب إلى -6.5% من الناتج المحلي الإجمالي بعد الحرب.

 

ويكشف الخبير المالي والاقتصادي أحمد شماخ، في تصريح لـ"العربي الجديد"، عن أزمة كبيرة يواجهها اليمن ناتجة عن الانقسام النقدي والمؤسسي والمالي وسيطرة الاقتصاد الموازي والسوق السوداء، إذ إن إجمالي الأموال المتداولة خارج البنوك والدورة المصرفية يتجاوز 90%، وهو ما يحتم التوصل إلى اتفاق عاجل لإعادة توحيد المؤسسات النقدية والنظام المصرفي في اليمن.

 

واشتعل الصراع النقدي والمالي بشكل كبير في نهاية العام 2019 بعد رفض الحوثيين العملة الوطنية الجديدة المطبوعة من قبل الحكومة المعترف بها دولياً بالتزامن مع قرب نفاد الوديعة السعودية الأولى التي قدمتها للبنك المركزي اليمني في العام 2018 والمقدرة بنحو ملياري دولار.

 

ويرى الباحث المصرفي علي بشير في حديث لـ"العربي الجديد"، أن رفض الحوثيين العملة الورقية الجديدة أدى إلى قطع روابط السياسة النقدية بين مناطق طرفي الصراع وبروز نظامين مصرفيين وسعرين مختلفين للتداول النقدي.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن اقتصاد العملة الحكومة الحوثي العربی الجدید

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء الياباني: سنسعى لمنع الانقسام بين الولايات المتحدة وأوكرانيا ومجموعة السبع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد رئيس الوزراء الياباني، شينجيرو إيشيبا، اليوم السبت، التزام بلاده ببذل كل الجهود الممكنة لمنع حدوث انقسام بين الولايات المتحدة وأوكرانيا ودول مجموعة السبع، وذلك في أعقاب المواجهة العلنية التي جرت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعهما في واشنطن.

ووصف إيشيبا المواجهة التي وقعت يوم أمس الجمعة بأنها "تطور غير متوقع إلى حد كبير"، مشيرًا إلى أن اليابان ستعمل على تعزيز التماسك بين الدول المعنية، وذلك وفق ما نقلته وكالة أنباء كيودو اليابانية.

وكان زيلينسكي قد طالب بضمانات أمنية ملموسة من الولايات المتحدة، ما أدى إلى توتر الأجواء خلال الاجتماع، حيث أظهر ترامب ونائبه جي دي فانس استياءهما من تصريحات الرئيس الأوكراني حول الحرب وموقفه المتشكك تجاه أي مفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي هذا السياق، شدد إيشيبا على ضرورة تجنب الصدام العاطفي، مؤكدًا أن "الدبلوماسية القائمة على التعاطف والمثابرة يجب أن تُستخدم لتحقيق السلام".

من جانبه، صرح وزير الخارجية الياباني، تاكيشي إيوايا، بأن بلاده تراقب الوضع عن كثب، معربة عن "قلقها البالغ" بشأن التوصل إلى سلام عادل ودائم في أسرع وقت ممكن.

وأثار هذا التوتر الدبلوماسي مخاوف بشأن مستقبل جهود إنهاء الحرب، حيث أبدى مصدر في الحكومة اليابانية قلقه من أن "هذا المشهد في البيت الأبيض، الذي خرج عن الأعراف الدبلوماسية، قد يؤدي إلى تأخير عملية وقف إطلاق النار".

وأكد مسؤول بارز في وزارة الخارجية اليابانية أن "مثل هذه المشاهد ليست شائعة في الدبلوماسية"، مضيفًا أن "رغم وضوح الخلافات بين الأطراف، إلا أن الهدف الأساسي المتمثل في تحقيق وقف إطلاق النار لا يزال كما هو".

يُذكر أن اليابان، إلى جانب باقي أعضاء مجموعة السبع، تواصل سياستها في فرض العقوبات على موسكو، مع دعم كييف منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

وتضم مجموعة السبع كلًا من بريطانيا وكندا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

مقالات مشابهة

  • رئيس الحكومة يدشن التوجه الاستراتيجي لوزارة الاتصالات نحو قيادة التحول الرقمي في اليمن
  • البنك المركزي: نمو حجم القروض والسلف للقطاع المصرفي العراقي بنسبة (5.4) بالمئة
  • البنك المركزي: نمو حجم القروض والسلف للقطاع المصرفي العراقي بنسبة (5.4%)
  • رئيس الوزراء البريطاني: هدفنا توحيد جهود الشركاء بشأن تعزيز دفاع أوكرانيا
  • 3 حالات تتسبب في وقف الدعم النقدي عن المستفيدين .. احذرها
  • نائب: الحكومة تسعى لوضع سياسات عديدة لزيادة الصادرات بكل قطاعات الإنتاج
  • رئيس الوزراء الياباني: سنسعى لمنع الانقسام بين الولايات المتحدة وأوكرانيا ومجموعة السبع
  • إيقاف الدعم النقدي حال عدم تقديم الإقرار السنوي.. تفاصيل
  • زهيو: إجراء انتخابات تشريعية فقط يعزز الانقسام السياسي
  • غرفة الصناعات النسيجية تناقش تحديات القطاع وتطالب الحكومة بحلول عاجلة