زيلينسكي يلتقي نتنياهو للمرة الأولى.. هل تتغير سياسة الاحتلال تجاه حرب أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
في أول لقاء لرئيس وزراء إسرائيلي مع رئيس أوكرانيا منذ الحرب الروسية، اجتمع بنيامين نتنياهو مع فولوديمير زيلينسكي في مقر الأمم المتحدة بولاية نيويورك، في ظل غضب الأخير من رفض إسرائيل مساعدته في تقديم أنظمة عسكرية تسلحية.
وحين سئل زيلينسكي عما إذا كان راضيا من الاجتماع أجاب "سنرى بعد الاجتماع"، في حين قال نتنياهو عن توقعاته من اللقاء إن "الصمت يساوي وزنه ذهبا"، وعندما دخل الغرفة، اقترب زيلينسكي من رئيس الموساد قائلا "سعيد لرؤيتك".
وسئل #زيلينسكي: ماذا تتوقع من #إسرائيل؟
زيلينسكي: كثيرًا، لكنني لا أقول ذلك علنًا
سؤال: هل أنتم راضون عن الموقف الإسرائيلي؟
زيلينسكي: سنرى بعد اجتماعنا.
محدث: انتهى اللقاء بين زيلينسكي و #نتنياهو. وبناء على نتائجها، قال رئيس #أوكرانيا إنها “جيدة”. pic.twitter.com/erJNpMXJAW — الُـِـِِـِِِـِِـِـجـ,ـنـِِـِـرالُـِـِِـِِِـِِـِـ (@m54hm) September 20, 2023
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، كشف أن "نتنياهو اجتمع مع زيلينسكي الذي قال إنه "يتوقع الكثير من إسرائيل، لكن لا توجد مشاكل كثيرة في العلاقة"، مع العلم أن التوتر واليقظة ظهرا محسوسين لدى الجانبين عند اللقاء، خاصة أن زيلينسكي اقترب من رئيس الموساد ديفيد بارنياع الذي يرافق نتنياهو إلى اجتماعاته في نيويورك، واحتضنه، قائلا "أنا سعيد برؤيتك"، فيما عانق بارنياع، أندريه يرماك رئيس ديوان زيلينسكي، وقد وصل الوفد الأوكراني مرتديا الزي العسكري".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "زيلينسكي بدأ الاجتماع مازحا بأن وفد نتنياهو كان كبيرا، ضاحكا بأنه "ليس لدينا ميزانية لذلك"، فيما رد سفير الاحتلال لدى الأمم المتحدة غلعاد إردان بروح الدعابة أن "هناك أشخاص آخرون أرادوا المشاركة".
وفي ضوء رفض الاحتلال تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاعية وتقنيات لاعتراض الطائرات بدون طيار الإيرانية، سُئل زيلينسكي عما إذا كان راضيا عن المساعدة الإسرائيلية، فقد تمتم قائلا: "سنرى بعد اللقاء حين نتحدث في أمور مهمة".
وأوضح أن "زيلينسكي يأمل أن يسمع من نتنياهو بعض الأخبار بشأن طلب أوكرانيا الحصول على أنظمة دفاع واعتراض لتقنيات الطائرات بدون طيار الإيرانية، كما يأمل في الحصول على وعد منه بالقدوم إلى كييف في زيارة تعاطف، لأن نتنياهو يعتبر الزعيم الغربي الوحيد في العالم، باستثناء نظيره المجري فيكتور أوربان، الذي لم يأت إلى كييف".
وتابع آيخنر: "حتى الآن، تجنب مكتب رئيس الوزراء الحديث عن موعد وتفاصيل الزيارة لأسباب أمنية، لكن الأوكرانيين يقولون إنه إذا تمكن بايدن من الحضور، فلا يوجد سبب يمنع نتنياهو من الحضور، وقد نصحته وزارة الخارجية الإسرائيلية بشدة للقيام بالزيارة".
وكشف أنه "تمت دعوة رئيس الموساد بارنياع من قبل نتنياهو لمرافقته لاجتماعات الأمم المتحدة لتقديم مراجعة استخباراتية حول المساعدات الإيرانية الواسعة لجهود الحرب الروسية في موضوع الطائرات بدون طيار، والبرنامج النووي الإيراني، والمفاوضات بشأن اتفاق التطبيع مع السعودية".
صحيفة "يديعوت أحرونوت" قالت أيضا في تقرير ترجمته "عربي21"، إن "زيلينسكي هو الرئيس اليهودي الوحيد الذي يقود دولة أخرى غير إسرائيل، وبات في مواجهة آلة الحرب الروسية، وتم اختياره كرجل العام من مجلة تايم لعام 2022، ومنذ اندلاع الحرب، هاجم إسرائيل عدة مرات، وآخرها قبل أيام فقط عندما استضاف حاخامات يهود".
وأضاف أن "أوكرانيا لديها ملاجئ تتسع لـ11 ألف يهودي فقط للوصول الى مدينة أومان التي يزورها آلاف المتدينين اليهود كل عام، وزعم أنه إذا أرسلت إسرائيل قبة حديدية فإنه سيساعد بحمايتهم".
وفي حزيران /يونيو، بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "زيلينسكي عار على الشعب اليهودي"، هاجم رئيس ديوانه صمت الحكومة الإسرائيلية قائلا إن "بوتين هاجم رئيسا يهوديا، تمهيدا لمهاجمة اليهود بشكل أكبر، ولا أفهم لماذا لا ترد إسرائيل، رغم أننا وإسرائيل لدينا نفس الأعداء، لكن الحكومة والسياسيين الإسرائيليين لا يفهمون ذلك"، وفقا للتقرير.
وفي شباط /فبراير الماضي خلال مؤتمر صحفي بمناسبة ذكرى الغزو الروسي، قال زيلينسكي إنه "يتوقع من إسرائيل أن تختار جانبا في الحرب، أريدهم حقا أن يكونوا أكثر من مجرد وسطاء، ولفترة طويلة في هذه الحرب، أتوقع الدعم الإسرائيلي، ليس فقط من الجمهور، ولكن أيضا من الحكومة، وقبل أسبوع، بعد يوم من زيارة وزير الخارجية إيلي كوهين إلى كييف، قارن زيلينسكي الحرب مع روسيا بمعركة بين داود وجالوت، قائلا إن أوكرانيا لم تتلق بعد مقلاع داوود من إسرائيل، في إشارة لأنظمة الدفاع".
ويتزامن اللقاء الأول بين نتنياهو وزيلينسكي مع اقتراب الحكومة الإسرائيلية من اتخاذ سياسة مختلفة عن سابقاتها فيما يتعلق بالحرب الدائرة في أوكرانيا، فلا هي منزاحة كليا للمنظومة الغربية كما دأبت حكومة يائير لابيد، ولا هي تحاول التقارب مع موسكو نسبيا كما فعلت حكومة نفتالي بينيت، ما يجعل الأمور منفتحة على كل السيناريوهات المتوقعة وغير المتوقعة في الفترة القادمة، بما في ذلك تزويد أوكرانيا بمنظومة القبة الحديدية رغم الغضب الروسي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة زيلينسكي روسيا روسيا الاحتلال الإسرائيلي اوكرانيا زيلينسكي صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
خيارات نتنياهو لمواصلة الحروب العدوانية
إدارة جو بايدن الرّاحلة قريباً في «حيص بيص» من أمرها، فبعد تبنّي سياسة تقديم كلّ الدعم اللازم، شاركت دولة الاحتلال أهداف حربها وتحمّلت ما حمّلته للولايات المتحدة من أعباء، وخسائر وفشل وعزلة، تحاول أن تستثمر ما تبقّى لها من وقتٍ للفوز بادّعاء أنّها صاحبة الفضل في إتمام صفقة تبادل الأسرى، ووقف الحرب.
لا بدّ أنّها رفعت في وجه بنيامين نتنياهو بطاقة خطيرة لم تخطر على بال الأخير، الذي كان يفضّل الاستمرار في الحرب العدوانية على قطاع إلى ما بعد دخول دونالد ترامب البيت الأبيض.
وتزداد أزمة نتنياهو مع اتفاق بايدن وترامب، على ضرورة إتمام الصفقة، ووقف الحرب، والتي وضع لها ترامب سقفاً زمنياً لا يتجاوز العشرين من كانون الثاني القادم.
تذكّرنا الورقة التي رفعها بايدن في وجه نتنياهو بما فعله الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما حين امتنع مندوب أميركا في مجلس الأمن عن التصويت على قرار عدم شرعية وضرورة وقف الاستيطان، ما سمح بتمرير القرار في سابقة غير معهودة.
بايدن يرفع ورقة تمرير الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الأمن ربّما بالطريقة ذاتها، إذ ثبت أنّ نتنياهو المسؤول عن تعطيل التوصّل إلى صفقة التبادل.
أيّام قليلة صعبة تواجه نتنياهو، الذي قد يقع في مصيدة بايدن وربّما إنّ تجاوزها، فقد لا يتمكن من تجاوز مصيره ترامب.
كلّ المصادر بما في ذلك الإسرائيلية تتحدّث عن أن حركة «حماس» أبدت مرونة كبيرة، وأنّها باتت مستعدّة بشهادة الوسطاء، بل وتتحدّث عن احتمال توقيع الصفقة قبل نهاية العام الجاري.
أميركا أكثر من يعلم أنّ نتنياهو هو الذي يشكّل العقبة أمام التقدّم نحو إتمام الصفقة وأنه يخترع المزيد من التفاصيل والشروط لتأخير ذلك، ويستغل كل دقيقة لإنجاز «خطة الجنرالات» في شمال القطاع، وتدفيع الفلسطينيين أكبر ثمن ممكن قبل التوقّف الاضطراري.
على أنّ التصريحات التي يدلي بها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تنطوي على اعترافات متناقضة، فهو يكرّر رفض بلاده احتلال الدولة العبرية لقطاع غزة، وكان بإمكان إدارته أن تمنع ذلك، وأن ترغمها على وقف الإبادة الجماعية والتجويع التي ألحقت بها وأميركا مخاطر وخسائر ذات أبعاد إستراتيجية.
حين يقول بلينكن إنّ احتلال القطاع سيؤدّي إلى استمرار «حماس» في القتال، فإنّه يعترف بفشل دولة الاحتلال في سحق المقاومة وإنهاء حكم «حماس»، كما جاء في تصريح سابق أعلن خلاله أنّ دولة الاحتلال تمكّنت من إنهاء «حماس» مقاومةً وحكماً.
هو اعتراف بالفشل، ومحاولة بيع نتنياهو وهم تحقيق الانتصار، وأنّ الاستمرار في الحرب واحتلال القطاع لأجلٍ غير مسمّى لا يخدمان مصلحة دولة الاحتلال.
من الواضح أنّ نتنياهو يحاول، قبل أن يقفل ملفّ القطاع، أن يفتح المجال أمام إمكانية متابعة حربه العدوانية في مناطق أخرى، والذرائع إن لم تكن متوفّرة، فهو قادر على اختلاقها.
في الطريق إلى فتح جبهة إيران، صعّدت دولة الاحتلال اعتداءاتها على اليمن، حيث قامت عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية بإلقاء أكثر من 60 قنبلة على منشآت مدنية وعسكرية يمنية.
وبالتزامن، قامت الطائرات الحربية الأميركية باستهداف منشآت يمنية تكمل ما قامت به الطائرات الحربية الإسرائيلية، وتتحدّث المصادر الأميركية عن مواصلة العمل، وتجنيد أطراف أخرى للمشاركة.
دولة الاحتلال الرسمية تتحدّث عن تنسيق مع أميركا لمواصلة استهداف منشآت حيوية عسكرية وأمنية في اليمن، ما يصل إلى حدّ فتح جبهة حرب جديدة على نحوٍ لا يشبه ما جرى خلال الأشهر السابقة من الحرب.
خلق هذا العدوان، الذي يتجّه نحو التصعيد، حالةً من ردّ الفعل القوي والعنيد لدى اليمنيين، الذين أكدّوا ثباتهم على موقف إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته، وبالتزامن مع وصول الطائرات المعتدية إلى اليمن أطلق «الحوثيون» صاروخاً على يافا، لم تتمكّن كلّ أنواع الدفاعات الجوّية الإسرائيلية من اعتراضه، بالإضافة إلى عديد المسيّرات التي وصلت إلى أهدافها.
ما تعرّض له اليمن من عدوان إسرائيلي ينطوي على أكثر من رسالة، فهو يحمل معنى «البروفة»، لما قد تتعرّض له إيران، ومحاولة رفع معنويات الإسرائيليين، الذين تدّعي حكومتهم الفاشية أن يدّ جيشها قادرة على الوصول إلى أبعد الأماكن دفاعاً عنهم.
وبالإضافة فإنّ الأمل يحدو نتنياهو بأن يواصل توجيه ضربات موجعة لليمن، لاستكمال فصل الجبهات بعد أن نجح في لبنان وسورية.
إن كان هذا الهدف واقعياً، فإنّ جبهة اليمن ستشهد تصعيداً كبيراً خلال الأيام المقبلة، وأكثر مع اقتراب التوصّل إلى صفقة التبادل، حتى لا تكون هناك فجوة بين وقف الحرب العدوانية على غزّة والحاجة لاستمرارها في المنطقة.
وهذا، أيضاً، يعني أنّ ثمّة ما بعد اليمن، فعلى الطريق إلى إيران باعتبارها الهدف الأسمى لنتنياهو، قد يدفع نحو تأجيج الصراع مع المقاومة في العراق.
إدارتا أميركا، الراحلة والقادمة، إن كانتا تركّزان على وقف الحرب العدوانية على القطاع، فإنّهما لا تريان ضرراً من التصعيد، مع اليمن أو العراق، وحتى مع إيران.
ترامب يحتاج إلى ذلك، فكلّما كانت النيران في المنطقة أكثر اشتعالاً، فإنّ إنجازه بوقف وإطفاء تلك النيران سيكون أكثر أهمية وأكثر استثماراً، لوقف الحروب كما يريد ترامب أثمان ينبغي أن يدفعها أحد، والمرشّح في هذه الحالة هم العرب، الذين قد تتعرّض مصالحهم لأضرار بليغة، في حال تصعيد الحرب ضدها من قبل دولة الاحتلال وأميركا.
المنطقة إذاً مرشّحة لتطوّرات خطيرة خلال الشهر المتبّقي على دخول ترامب البيت الأبيض.
الأيام الفلسطينية