حين يجتمع الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأربعاء، من المرجح أن يتراجع الملف الإيراني مقابل هيمنة 3 محاور ذات صلة بصفقة ضخمة محتملة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وفقا لديفيد ماكوفسكي في تحليل بـ"معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني" (WINEP) ترجمه "الخليج الجديد".

ماكوفسكي أضاف أنه "في السابق، امتنع البيت الأبيض عن تحديد موعد لعقد اجتماع شخصي بين بايدن ونتنياهو منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي؛ مما خلق قدرا كبيرا من الترقب والتكهنات حول جوهر محادثاتهما، التي من المتوقع أن تركز على صفقة محتملة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل السعودية".

ومقابل صمت رسمي سعودي، تتواتر منذ أشهر تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية عن أن الرياض عرضت على واشنطن إمكانية التطبيع مع إسرائيل، مقابل توقيع السعودية معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة والحصول على أسلحة أكثر تطورا ودعم لبرنامج نووي مدني، بالإضافة إلى خطوات إسرائيلية على مسار إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وتابع ماكوفسكي: "ويشعر مسؤولو إدارة بايدن بعدم الارتياح الشديد إزاء مسار السياسة التوسعية التي تنتهجها حكومة نتنياهو في الضفة الغربية وإصلاحها القضائي الذي لا يحظى بشعبية ويعتبره البيت الأبيض تهديدا للطابع الديمقراطي لإسرائيل".

وزاد بأن "شخصيات معارضة وإعلامية إسرائيلية تحدثت عن فشل نتنياهو في تأمين لقاء مع بايدن كدليل على أن العلاقات الثنائية تعاني في ظل فترة ولايته. وستُعقد محادثات الأربعاء بعد 265 يوما من تولي نتنياهو منصبه، وهي أطول فجوة من نوعها منذ يونيو/ حزيران 1964، عندما آخر اغتيال (الرئيس الأمريكي جون) كينيدي اجتماعا مع الزعيم الإسرائيلي الجديد (آنذاك) لمدة عام تقريبا".

اقرأ أيضاً

نيويورك تايمز: أمريكا والسعودية تناقشان معاهدة دفاع مثل الآسيوية

عنصر فلسطيني

و"من غير المرجح أن تهيمن إيران على الاجتماع كما فعلت خلال المحادثات الأمريكية الإسرائيلية السابقة، ومع ذلك، يمكن أن تكون بمثابة سياق للمناقشة الرئيسية المفترضة حول السعودية"، كما تابع ماكوفسكي.

وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الإقليمي لها، وتمتلك تل أبيب ترسانة نووية لم تعلن عنها رسميا وغير خاضعة للرقابة الدولية، وكثيرا ما اتهمت إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة إيران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة، بينما تقول الأخيرة إنها تلتزم بمبادئ حُسن الجوار.

وأردف ماكوفسكي: "وسيكون محور الاجتماع هو جهود البيت الأبيض لصياغة معاهدة دفاع أمريكية سعودية والتطبيع الإسرائيلي السعودي، إذ تكثر أسئلة حول مدى جدوى هذه الصفقة الضخمة الناشئة، سواء كانت تتعلق بمطالب سعودية محددة، أو الواقع السياسي في إسرائيل، أو التحدي المتمثل في تمريرها في مجلس الشيوخ الأمريكي".

وفي 15 سبتمبر/ أيلول الجاري، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه "من الواضح من محادثاتي مع القيادة السعودية أن أي اتفاق قد يتم التوصل إليه بين إسرائيل والمملكة يجب أن يتضمن عنصرا مهما للفلسطينيين".

بينما "يقول المسؤولون الإسرائيليون في أحاديثهم الخاصة إن أي مطالبة بنقل ملكية الأراضي في الضفة الغربية (إلى الفلسطينيين) يمكن أن تؤدي إلى إسقاط الحكومة (يمينية متطرفة)، وبالتالي لا ينبغي النظر فيها. بل توجد شكوك جدية حول ما إذا كانت حكومة نتنياهو قادرة على تقديم التزامات صريحة بحل الدولتين"، بحسب ماكوفسكي.

وزاد بأنه "مع ذلك، يشعر المسؤولون السعوديون والأمريكيون أنهم لا يستطيعون ترك هذه الفرصة تمر؛ فجاذبية الصفقة مع الرياض تمنحهم نفوذا نادرا على القضية الفلسطينية لن يتكرر بسهولة".

واستطرد: "ويقر المسؤولون المقربون من نتنياهو بأن بلينكن على حق، فلا يمكن تجنب وجود مكون فلسطيني في الصفقة، إذ لا يمكن أن يُنظر إلى الرياض في العالمين العربي والإسلامي على أنها لا تهتم بالقضية الفلسطينية".

و"سيحتاج بايدن ونتنياهو إلى تحديد ما إذا كانت هناك أرضية وسطية قابلة للتطبيق أو، إذا لم يكن الأمر كذلك، ما إذا كان رئيس الوزراء بحاجة إلى النظر في التغيير السياسي في الداخل (على حكومته الائتلافية) لتحقيق انفراجة"، وفقا لماكوفسكي.

اقرأ أيضاً

قبل لقاء بايدن ونتنياهو.. الأمريكيون منقسمون حول اشتراك إسرائيل معهم في القيم

نووي سعودي

ماكوفكسي قال إنه "من بين الأجزاء الأخرى التي تم الإبلاغ عنها من الصفقة، قيام السعودية بتطوير برنامج نووي مدني، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم المحلي تحت إشراف الولايات المتحدة".

وأضاف أن "من شأن التنازل الأخير أن يشكل خطوة إلى الوراء عن الموقف الأمريكي التقليدي المتمثل في منع انتشار قدرات التخصيب، وستستشهد بلدان أخرى في الشرق الأوسط به كسابقة عندما تدعي حقوقها الخاصة في الإثراء المحلي (لليورانيوم)".

واستطرد: "كما يشعر العديد من الخبراء بالقلق من أن السعودية قد تطرد المراقبين الأجانب في المستقبل وتحول منشآتها النووية المدنية إلى منشآت عسكرية، ما قد يطلق سباق تسلح إقليمي، وهو ما تم تجنبه حتى الآن على الرغم من التخصيب الإيراني".

وشدد على أنه "بينما تبدو دائرة نتنياهو غير مهتمة نسبيا بهذا الأمر (البرنامج النووي السعودي)، فإن المتخصصين في مجتمع الأمن القومي الإسرائيلي دقوا ناقوس الخطر". وتنفي إيران صحة اتهامات لها بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، وتقول إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما فيها إنتاج الكهرباء.

اقرأ أيضاً

ستراتفور: السعودية تضغط بـ "نووي الصين" للحصول على تنازلات أمريكية

معاهدة دفاعية

"نتنياهو يعتقد أن (توقيع تل أبيب) معاهدة دفاع مع واشنطن من شأنها أن تردع إيران عن مهاجمة إسرائيل، ومن المتوقع أن يضع هذه الاتفاقية في إطار مصاحب لمعاهدة دفاع أمريكية سعودية محتملة"، كما زاد ماكوفسكي.

وقال إنه "تقليديا، عارضت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مثل هذه المعاهدة على أساس أنها قد تقيد أيدي إسرائيل فيما يتعلق بالدفاع عن النفس".

واستدرك: "لكن الاتفاق، الذي يركز بشكل ضيق على التهديدات غير التقليدية والوجودية، يمكن أن يشكل كيفية رد فعل المؤسسة (الأمنية الإسرائيلية)".

"لكن في واشنطن، أعرب مسؤولو إدارة بايدن عن قلقهم من أن محادثات المعاهدة (مع إسرائيل) ستصرف الانتباه عن العملية المعقدة بالفعل للتفاوض على الصفقة الضخمة (للتطبيع مع السعودية)"، كما أضاف ماكوفسكي.

ولا ترتبط السعودية بعلاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، وترهن ذلك علنا بقبول الأخيرة الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

اقرأ أيضاً

صفقة خداع.. تطبيع السعودية وإسرائيل لا يضمن قيام دولة فلسطين

المصدر | ديفيد ماكوفسكي/ معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: بايدن نتنياهو معاهدة دفاع تطبيع السعودية بایدن ونتنیاهو معاهدة دفاع اقرأ أیضا یمکن أن

إقرأ أيضاً:

داعم قوي لأمن إسرائيل.. من هو ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي الجديد؟

قرر مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع الموافقة على تعيين ماركو روبيو وزيرا للخارجية الأمريكية بعد قرار الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب اختياره وزيرا للخارجية في حكومته، ليصبح بذلك أول عضو رسمي في حكومة ترامب.

ويعد روبيو، السيناتور الجمهوري من فلوريدا، من بين أقل مرشحي ترامب إثارة للجدل، وكان التصويت لصالحه حاسما بنسبة 99 مقابل لا شيء.

من هو ماركو روبيو 

ماركو أنطونيو روبيو  هو سياسي ونائب ومحامٍ أمريكي ولد في يوم 28 مايو 1971 في مدينة ميامي في ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة، هو عضو في مجلس النواب الأمريكي من الحزب الجمهوري منذ سنة 2011 ومرشح للرئاسة الأمريكية في الإنتخابات الأمريكية 2016.

وكان  السيناتور ماركو روبيو رحب باختيار ترامب له ليكون وزيرا لخارجيته، واصفا هذا الاختيار بأنه "مسئولية هائلة"، وقال إنه "يتشرف بالثقة التي وضعها الرئيس ترامب بي"، وفقًا لتدوينة نشرها على صفحته بمنصة "إكس".

وقال روبيو: "تحت قيادة الرئيس ترامب، سنحقق السلام من خلال القوة ونضع دائمًا مصالح الأمريكيين وأمريكا فوق كل شيء آخر".

صقر تقليدي في السياسة الخارجية

ويوصف روبيو، العضو في مجلس الشيوخ منذ عام 2011، بأنه "صقر تقليدي في السياسة الخارجية"، حسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إذ "بنى هويته السياسية حول دعم إطاحة الحكومات المتشددة، من أميركا اللاتينية إلى الشرق الأوسط إلى آسيا".

روبيو هو ابن مهاجرين كوبيين قدما إلى الولايات المتحدة في عام 1956، واستعدادًا لولايته كرئيس لمجلس النواب في الهيئة التشريعية لفلوريدا، كتب كتابًا بعنوان "100 فكرة مبتكرة لمستقبل فلوريدا"، وقام بتدريس دروس العلوم السياسية في جامعة فلوريدا الدولية، وفاز بإعادة انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي لولاية ثالثة في العام 2022.

ويعتبر روبيو من معارضي سياسة الرئيس باراك أوباما وهو من أبرز معارضي الاتفاقية النووية مع إيران وحريص على أمن إسرائيل كما أنه معارض لإرجاع علاقات الولايات المتحدة مع بلده الأم كوبا.

حليف قوي لإسرائيل 

وعلى صعيد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية فإن وزير الخارجية الأمريكي الجديد من الداعمين لسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأعرب روبيو مرارا وتكرارا عن دعمه لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ولعمله العسكري ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان، واتهم إدارة الرئيس جو بايدن بـ"عدم بذل ما يكفي لدعم حليفها".

كما أدان قرارات بعض الحلفاء الغربيين بتعليق أو تقييد صادرات الأسلحة إلى إسرائيل بسبب الانتهاكات المحتملة للقانون الإنساني الدولي، باعتبارها "تقوض قدرتها على الدفاع عن نفسها".
 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل فشلت.. سمير فرج: نتنياهو لم يكن لديه رغبة بوقف إطلاق النار
  • داعم قوي لأمن إسرائيل.. من هو ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي الجديد؟
  • سخرية وحزن في إسرائيل من وعد نتنياهو بالنصر المطلق في غزة
  • ترامب: السعودية ستطبع العلاقات مع إسرائيل
  • محلل سياسي: بنيامين نتنياهو حصل على دعم كبير من الرئيس جو بايدن
  • نتنياهو يهنئ ترامب: تدمير حماس وضمان أمن إسرائيل أولويتنا المشتركة
  • باحث سياسي: إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن هشة وضعيفة
  • تنصيب ترامب.. بايدن وهاريس ينتظران الرئيس الأمريكي الجديد على باب البيت الأبيض
  • مصر تهيمن على التصنيف العالمى للإسكواش
  • نتنياهو عن عودة المحتجزات إلى إسرائيل: هذا يوم كبير