حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، من التهديدات الوجودية التي يواجهها العالم من أزمة المناخ إلى التكنولوجيات المحدثة للاضطرابات.
وقال جوتيريش - في كلمته أمام الجمعية العامة - "إننا نتجه بشكل سريع نحو عالم متعدد الأقطاب، وفيما يعد هذا أمرا إيجابيا بشكل كبير لأنه يجلب فرصا جديدة للعدالة والتوازن في العلاقات الدولية"، مؤكدا أن تعددية الأقطاب وحدها ليست ضمانا للسلام.

 
وشدد على حاجة العالم متعدد الأقطاب إلى مؤسسات فعالة متعددة الأطراف، ولكنه قال إن الحوكمة الدولية ما زالت تعيش في زمن ولى ومضى. وساق مثالا على ذلك بمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ومؤسسات بريتون وودز المالية التي تشمل البنك الدولي.
وأشار إلى أن تلك المؤسسات تعكس الواقع السياسي والاقتصادي لعام 1945، عندما كانت العديد من الدول الحاضرة اليوم في الجمعية العامة، تحت سيطرة الاحتلال، "العالم تغير، ولكن مؤسساتنا لم تتغير".
كما شدد جوتيريش، على ضرورة إصلاح مجلس الأمن وإعادة تصميم الهيكل المالي الدولي، وقال "إن بديل الإصلاح ليس بقاء الحال كما هو عليه. البديل هو مزيد من التشرذم. إما الإصلاح أو التمزق".
وتطرق إلى الانقسامات داخل الدول، وبيَّن أن الديمقراطية تتعرض للتهديد فيما يتصاعد الاستبداد وعدم المساواة وخطاب الكراهية.
وفي وجه هذه التحديات، شدد على أهمية التسوية والحلول الوسط، مضيفا أن على القادة مسؤولية خاصة تحتم عليهم التوصل إلى حلول وسط لبناء المستقبل المشترك المتسم بالسلام والازدهار للصالح العام.
وفيما يمتلك العالم الأدوات والموارد لحل التحديات المشتركة، فإن ما يحتاجه هو العزم وفق الأمين العام: العزم على إنهاء الحروب وتعزيز حقوق الإنسان واحترام العدالة والقانون الدولي من بين أمور أخرى.
وتطرق جوتيريش، إلى غزو روسيا لأوكرانيا، مشيرا إلى الخسائر في الأرواح وانتهاكات حقوق الإنسان، نتيجة الحرب التي تنتهك الميثاق والقانون الدولي. وقال إن هناك عواقب وخيمة أخرى تؤثر على جميع الناس تتمثل في التهديدات النووية وتقويض الجهود الدبلوماسية وما يتبع ذلك من عرقلة تحقيق التقدم على كل الأصعدة.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة السعي لتخفيف معاناة المدنيين في أوكرانيا وخارجها. ومن هنا جاءت مبادرة البحر الأسود، كما قال جوتيريش إن العالم يحتاج بشدة للغذاء الأوكراني والمواد الغذائية والأسمدة الروسية من أجل ضمان استقرار الأسواق والأمن الغذائي. وأكد أنه سيواصل بذل جهوده لإنجاح هذا المسعى.
وفيما يتعرض هيكل السلام والأمن لضغوط غير مسبوقة، قال الأمين العام: "في سياق التحضير لقمة المستقبل، نقدم أفكارا لتنظر فيها الدول الأعضاء بشأن أجندة جديدة للسلام تقوم على ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".
ولفت إلى أن الأجندة تقدم رؤية موحدة للتعامل مع التهديدات القائمة والجديدة في عالم يمر بمرحلة انتقالية، وتدعو الدول إلى إعادة الالتزام بعالم خال من الأسلحة النووية وتعزيز منع نشوب الصراعات، ووضع قيادة ومشاركة المرأة في قلب صنع القرارات والتعهد بالقضاء على كل أشكال العنف ضد النساء.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جوتيريش أزمة المناخ التكنولوجيا الأمین العام

إقرأ أيضاً:

أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون تنسحب من اتفاقية المناخ

أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ، عقب تنصيبه أمس الاثنين، للمرة الثانية خلال عقد من الزمن.
ويعني انسحاب واشنطن من الاتفاقية غياب أكبر مصدر في العالم على الإطلاق لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون عن الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.

وتنضم الولايات المتحدة بذلك إلى إيران وليبيا واليمن في قائمة الدول خارج الاتفاقية، التي أُبرمت عام 2015، ووافقت الحكومات فيها على الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة لتجنب أسوأ تداعيات تغير المناخ.



ووقّع ترامب على الأمر التنفيذي بالانسحاب من اتفاق باريس أمام أنصاره في قاعة "كابيتال وان أرينا" في واشنطن. وقال قبيل التوقيع: "سأنسحب على الفور من خدعة اتفاق باريس للمناخ غير العادلة والمنحازة".

وذكر ترامب، "لن تخرب الولايات المتحدة صناعاتها بينما تطلق الصين العنان للتلوث مع الإفلات من العقاب"، بينما ردت بكين بالقول إنها تشعر بالقلق من إعلان ترامب، واصفة تغير المناخ بأنه تحد مشترك يواجه البشرية كلها.

ويتعين على الولايات المتحدة إخطار الأمين العام للأمم المتحدة رسميا بالانسحاب، على أن يدخل حيز التنفيذ بعد ذلك بعام بموجب شروط الاتفاقية.

وتعد الولايات المتحدة من أكبر منتجي النفط والغاز الطبيعي في العالم؛ بفضل طفرة تنقيب مستمرة منذ سنوات في تكساس ونيو مكسيكو وأماكن أخرى، بدعم من تكنولوجيا التكسير الهيدروليكي والأسعار العالمية المغرية منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا.



وخلال ولايته الأولى، أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس، لكن العملية في ذلك الوقت استغرقت سنوات، وتم التراجع عنها على الفور بمجرد بداية رئاسة جو بايدن في عام 2021.

ومن المرجح أن يستغرق الانسحاب هذه المرة وقتا أقل، قد لا يتجاوز العام، لأن ترامب لن يكون مقيدا بالالتزام الأولي للاتفاقية بالبقاء فيها لمدة 3 سنوات بعد الانضمام.

والولايات المتحدة حاليا هي ثاني أكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم بعد الصين، وخروجها من الاتفاق يقوّض الطموح العالمي لخفض هذه الانبعاثات.

مقالات مشابهة

  • مسؤول أممي لمجلس الأمن الدولي: التزام الأمم المتحدة بشراكتها مع جامعة الدول العربية لتعزيز الجهود المشتركة لتحسين حياة الناس
  • حرائق الغابات والكوارث الطبيعية تدفع الأمريكيين إلى مواجهة أعباء تأمينية متزايدة
  • وزير الشؤون الخارجية يلتقي الأمين التنفيذي لاتفاقية تغيّر المناخ
  • الصحة العالمية تحذر من 42 أزمة صحية تهدد حياة 305 ملايين شخص
  • رويترز: ستغطي بلومبرج الرسوم الأمريكية لعمل الأمم المتحدة للمناخ
  • الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إيران إلى التخلي عن الأسلحة النووية
  • أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون تنسحب من اتفاقية المناخ
  • «بلوغ الميل الأخير» تطلق تقريرها عن الدعم الدولي لمعالجة قضايا المناخ والصحة
  • «الباعور» يلتقي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية
  • بعد انسحاب ترامب.. ماذا تعرف عن اتفاق باريس للمناخ؟