عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، لقاءً ثنائيًا مع جيم هواي نيو، مديرة مركز الطبيعة والمناخ بالمنتدى الاقتصادي العالمي.

 

وتم خلال اللقاء بحث أوجه التعاون المشترك لتعزيز جهود التنمية والاستفادة من المبادرات التي يطلقها المنتدى الاقتصادي العالمي، لاسيما مبادرة مبادرة تعظيم دور المنظمات غير الهادفة للربح GAEA، التي تستهدف تعظيم مشاركة المنظمات غير الهادفة للربح في تمويل العمل المناخي، والتكامل مع الحكومات والقطاع الخاص والأطراف ذات الصلة لتحفيز التحول إلى الاقتصاد الأخضر.

 

وبحثت وزيرة التعاون الدولي، التكامل بين المنصة الوطنية لبرنامج " نُوَفِّي" ومبادرة GAEA، وأهمية تطبيق المبادرة من خلال البرنامج الذي يستهدف حشد الاستثمارات المناخية لتحفيز التحول إلى الاقتصاد الأخضر وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية، من خلال التعاون المشترك بين القطاعين الحكومي والخاص وشركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، والمنظمات غير الهادفة للربح، لافتة إلى أن برنامج "نُوَفِّي" يعد نموذجًا للمنصات القطرية التي تقوم على ملكية الدولة وتتضمن مشروعات جاذبة للاستثمارات في مجالي التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية.

 

وفي ذات السياق نشر الموقع الإلكتروني للمنتدى الاقتصادي العالمي مقالًا للدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، حول فرص ومجالات التكامل بين المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج "نـــــُوَفِّي" والمبادرة، وأهمية مشاركة المنظمات غير الهادفة للربح في جهود تمويل العمل المناخي بما يسرع وتيرة التقدم نحو تحقيق الطموحات المناخية ويدعم جهود التحول إلى الاقتصاد الأخضر.

 

وتطرق المقال، إلى الرئاسة المصرية لمؤتمر المناخ COP27، والجهود التي تمت على مدار الفترة الماضية في إطار برنامج "نُوَفِّي" محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة، والذي يعد نموذجًا للمنصات القطرية الهادفة لدفع العمل المناخي وتوسيع نطاق الاستثمارات المناخية في الدول النامية والاقتصاديات الناشئة.

وأكدت وزيرة التعاون الدولي، أن بناء القدرة على الصمود والاستعداد للمستقبل أصبح ضرورة حتمية لحماية الأجيال القادمة، كما أن قطاعات المياه والغذاء والطاقة أصبحت من أكثر القطاعات أهمية وأكثرها تأثرًا بالتغيرات المناخية، لذا فقد أطلقت مصر في يوليو 2022 برنامج "نُوَفِّي"، الذي يستهدف حشد الاستثمارات المناخية لمشروعات التخفيف والتكيف، من خلال التمويل التنموي الميسر والتمويلات المختلطة لتحفيز استثمارات القطاع الخاص، ومبادلة الديون، وضمانات الاستثمار. ويتضمن البرنامج 9 مشروعات منتقاة من بين 26 مشروعًا رئيسيًا ذات أولوية تم تحديدها ضمن الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050 لتنفيذها بحلول 2030.

وتضمن المقال استعراضًا لأهم تفاصيل البرنامج والدور الذي قامت به مصر لتدشين هذه المنصة الرائدة التي تتضمن التمويل والدعم الفني لتنفيذ المساهمات المحددة وطنيًا NDCs وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، منوهة بأن الشهور الأخيرة شهدت عملًا مكثفًا بالشراكة بين شركاء التنمية والقطاع الخاص، ومؤسسات التمويل الدولية، من بينها تحالف جلاسجو المالي، وبنك اتش اس بي سي، وسيتي بنك، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والصندوق الدولي للتنمية لزراعية، وبنك التنمية الأفريقي، والبنك الدولي، وكذلك الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا.

وتناول المقال الجهود المستمرة لحشد التمويلات المناخية والاستثمارات المستهدفة في إطار برنامج "نُوَفِّـــي" في ضوء رئاسة مصر لمؤتمر المناخ COP27 واستعدادًا للنسخة المقبلة في الإمارات، حيث يقدم البرنامج نهجًا جديدًا للتعاون متعدد الأطراف يجمع بين الجهود الحكومية وتمويلات القطاع الخاص وشركاء التنمية والمنظمات غير الهادفة للربح.

واستعرض "المقال" فرص الشراكة لتعزيز التعاون والتكامل بين برنامج "نُوَفِّـــي" ومبادرة GAEA لابتكار شراكات مع المنظمات غير الهادفة للربح تحفز العمل المناخي وتقدم نموذجًا للدول الأخرى، في ظل الدور الذي يمكن أن تقوم به تلك المنظمات بما يسرع وتيرة التقدم نحو دفع جهود التنمية والعمل المناخي والتحول من التعهدات إلى التنفيذ، لإطلاق العنان لنحو 3 تريليونات دولار مطلوبة سنويًا للعمل المناخي وحلول التحول إلى الاقتصاد الأخضر.

وذكرت وزيرة التعاون الدولي، أن البرنامج يتضمن مجموعة متنوع من المشروعات في إطار منهجي واضح من بينها استبدال محطات الكهرباء التي تعمل بالطاقة الحرارية بمحطات تعمل بالطاقة التقليدية، وتعزيز تكيف صغار المزارعين مع مخاطر التغيرات المناخية، وبناء القدرة على الصمود، وإنشاء أنظمة الإنذار المبكر، منوهة بأن البرنامج شهد زخمًا كبيرًا على المستوى الدولي خلال مؤتمر المناخ بمدينة شرم الشيخ COP27، وستشهد الفترة المقبلة المزيد من العمل للتوصل إلى النتائج المرجوة تزامنًا مع استضافة دولة الإمارات للنسخة المقبلة من المؤتمر.

وأضافت "المشاط"، أنه من أبرز أوجه الدعم الدولي للبرنامج الإعلان السياسي المشترك بين جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا الاتحادية، حيث شهد تعهد الدولتين بدعم تحول مصر نحو التنمية منخفضة الكربون من خلال تنفيذ محور الطاقة ضمن برنامج "نُوَفِّي"، ومن خلال هذا الالتزام عززت مصر وألمانيا تعاونهما للدخول في اتفاقية مبادلة ديون بقيمة تزيد عن 100 مليون دولار لصالح قطاع الطاقة في البرنامج، وهو ما يعزز جهود حشد التمويلات لتنفيذ محطات كهرباء تعمل بالطاقة المتجددة بقدرة 10 جيجاوات بحلول عام 2028، وهو ما يتماشى مع المساهمات المحددة وطنيًا NDC التي أعلنت عنها الحكومة بهدف زيادة مزيج الطاقة المتجددة ليشكل 42% من إجمالي الطاقة بحلول عام 2030.

وأكدت وزيرة التعاون الدولي، أن تلك الخطط في ضوء الاهتمام العالمي بالطاقة المتجددة، إلى جانب الموقع الجغرافي الفريد لمصر يعزز تحولها لتصبح مركزًا عالميًا للتحول الأخضر والطاقة المتجددة نظرًا لقربها من الأسواق الأوروبية والآسيوية، لافتة إلى أن برنامج "نُوَفِّي" يعكس دور الحكومات كمحرك قوي للعمل المناخي من خلال وضع المناهج والتشريعات والرؤية الواضحة وأطر الحوكمة التي تعزز جهود حشد التمويل المناخي.

وذكرت في مقالها، أن التعاون بين "نُوَفِّـــي" ومبادرة وGAEA تستهدف تدشين نوع من الشراكات الشاملة التي تطلق العنان للاستثمارات الخضراء، فضلا عن توفير نموذج للدول الأخير يمكن تطبيقه وتوسيع نطاقه لتعزيز التمويل المناخي لمشروعات التكيف والقدرة على الصمود، من أجل تشجيع منهجيات الانتقال من التعهدات إلى التنفيذ، والاستفادة من المعرفة وترسيخ الممارسات الناجحة من خلال الشراكات الشاملة.
للمزيد حول مقال وزيرة التعاون الدولي
https://www.weforum.org/agenda/2023/09/egypt-water-food-and-energy-nexus-programme-blueprint-fight-climate-change/

وشددت وزيرة التعاون الدولي، على أن الإمكانيات الكبرى المتاحة للمنظمات غير الهادفة للربح تعزز التقدم نحو تنفيذ المشروعات التنموية من أجل البشرية والكوكب، والشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص تعزز عملية هيكلة وإعداد مشروعات العمل المناخي الواقعية والقابلة للتنفيذ، منوهة بأن نجاح هذا المسعى يتوقع على حشد التمويلات المرتبطة بالمناخ وتيسير عملية تبادل الخبرات والأفكار المبتكرة لتحقيق الأهداف العالمية الطموحة؛ ولقد حققت مصر في هذا الإطار تقدمًا كبيرًا وقدمت نماذج ورؤى يمكن للدول الأخرى أن تقتدي بها.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المنتدى الاقتصادي العالمي رانيا المشاط وزیرة التعاون الدولی الطاقة المتجددة العمل المناخی من خلال

إقرأ أيضاً:

التقدّم المحرز في مواجهة التغيّر المناخي.. الذكاء الاصطناعي يساعد على التنبؤ بالكوارث البيئية

التغيّر المناخي.. يحتفل العالم يوم 23 أبريل من كل عام بـ يوم الأرض، لكن هذا العام كان مختلفا، خاصة مع الخطوات الجبارة التي اتخذتها شركة بحجم جوجل في مواجهة التغير المناخي، فلم تكتف الشركة بالشعارات، بل قدمت حلولا فعلية تعتمد على التكنولوجيا الحديثة لحماية كوكب الأرض.

شهدت قضية التغير المناخي اهتمامًا كبيرا منذ انطلاق يوم الأرض، وأُدرجت على جداول أعمال المؤتمرات الدولية. من اتفاق باريس إلى قمم المناخ الأخيرة، وبدأ العالم يتجه نحو خطوات عملية للحد من الانبعاثات وحماية التنوع البيئي.

التغير المناخي

ولم يكن يوم الأرض مجرد مناسبة بل كان منصة للإلهام والعمل، خاصة بعد المبادرات الرائدة التي أطلقتها جوجل. وبات من الواضح أن التكنولوجيا تستطيع أن تكون حليفًا قويًا في مواجهة التغير المناخي، وإذا توحدت الجهود، يمكننا إنقاذ كوكبنا قبل فوات الأوان.

مبادرات جوجل في يوم الأرض 2025 الذكاء الاصطناعي في خدمة البيئة

ومن هنا أعلنت جوجل عن أدوات ذكاء اصطناعي متطورة تساعد الحكومات والمؤسسات على التنبؤ بالكوارث البيئية مثل الفيضانات وحرائق الغابات، من خلال تحليل بيانات الطقس وصور الأقمار الصناعية.

التغير المناخي خرائط جوجل الخضراء Green Maps

أطلقت الشركة ميزة تجريبية تظهر المسارات الأقل انبعاثا للكربون، وتشجع على المشي والدراجات والمواصلات الصديقة للبيئة، مع إظهار المساحات الخضراء والمشروعات البيئية.

مراكز بيانات تعتمد على الطاقة المتجددة

وكشفت جوجل أنها تعتمد بنسبة 90% على الطاقة المتجددة في مراكز بياناتها، وتخطط للوصول إلى 100% بحلول 2030، مع استخدام تقنيات تبريد ذكية لتقليل استهلاك المياه.

دعم المشاريع البيئية الناشئة

من خلال صندوق Google for Earth، تم تمويل مشاريع في مجالات الزراعة المستدامة، إعادة التدوير، والحد من البلاستيك، إذ بدأت فكرة يوم الأرض في 1970 إثر كارثة بيئية سببها تسرّب نفطي في كاليفورنيا، وقاد السيناتور جايلورد نيلسون والناشط دينيس هايز جهود إعلان يوم للبيئة، وكانت الاستجابة ساحقة، بمشاركة أكثر من 20 مليون شخص في أول نسخة.

التغير المناخي انتشار يوم الأرض عالميا

أصبح يوم الأرض حدثا عالميا، منذ عام 1990، إذ يُحتفل به في أكثر من 184 دولة، بمشاركة مليار شخص سنويًا، وتُقام فعاليات توعوية ومسيرات لدعم البيئة.

شعار 2025: قوتنا كوكبنا

يحمل يوم الأرض لعام 2025 شعار قوتنا كوكبنا، ويركز على التحول للطاقة النظيفة من خلال مضاعفة إنتاج الكهرباء المتجددة ثلاث مرات بحلول 2030. يُعد الشعار نداءً عالميًا لتوحيد الجهود.

التغير المناخي

اقرأ أيضاًيوم الأرض 2025.. جوجل يحتفل بـ التقدّم المحرز في مجال التغيّر المناخي

اليوم العالمي للأرض.. تفاصيل التقدّم المحرز في مجال التغيّر المناخي 2024

التغيّر المناخي يفجّر غضب الكوكب

مقالات مشابهة

  • التخطيط: نحث البنك الدولي على تعزيز أجندة التوظيف عبر التنمية
  • «المشاط»: معدلات التشغيل وتنمية مهارات الشباب أحد أكبر التحديات التي تواجه قارة أفريقيا
  • المشاط: 1.4 مليار دولار تمويل من البنك الدولي لــ"تكافل وكرامة" في 10 سنوات
  • المشاط تستعرض تجربة مصر في تنفيذ برنامج تكافل وكرامة
  • الرئيس السيسي يدعو الوفد الكويتي لاستكشاف فرص الاستثمار المتاحة في مصر
  • الرئيس السيسي يوجه الدعوة للمستثمرين الكويتيين لاستكشاف الفرص المتاحة في مصر
  • التخطيط تُشارك في فعالية رئيسية لصندوق النقد الدولي حول تحفيز الاستثمارات المناخية
  • 4 مليارات دولار تمويلات ميسرة للقطاع الخاص ضمن برنامج «نُوفّي»
  • المشاط: البنك الدولي شريك المعرفة للحكومة في إعداد السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية
  • التقدّم المحرز في مواجهة التغيّر المناخي.. الذكاء الاصطناعي يساعد على التنبؤ بالكوارث البيئية