الخليل - صفا

نصب مستوطنون يوم الأربعاء، خيمة وحظيرة أغنام على أراضي المواطنين في مسافر يطا جنوبي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

وأفاد منسق لجنة الحماية والصمود في مسافر يطا فؤاد العمور لوكالة "صفا"، بأن مستوطنين قاموا بنصب خيمة وحظيرة للماشية على أراضي "أم الهمان"، المطلة على تجمعي المفقرة وخلة الضبع في المسافر، تمهيداً لإقامة بؤرة استيطانية في المكان.

وأضاف أن الاستيطان الرعوي يتفشى في أراضي مسافر يطا وجبال جنوب الخليل كالسرطان.

في السياق ذاته، قام مستوطنون مساء أمس الثلاثاء، بطرد مواطن من أرضه في منطقة عين البيضا جنوبي الخليل تحت تهديد السلاح، وهدموا الخيمة التي كان يسكنها مع عائلته وحظيرة.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: استيطان مسافر يطا الخليل

إقرأ أيضاً:

“في خيمة واحدة”

تلتقي الجدران مع السقف، وتثبت الخشبة بجسدها النحيل تفزع العدو وتحمي قلوب النازحين، لكن ليس بوسعها دفع الغارات القادمة إلى هذا المكان، يتفاهم الجميع مع شظايا الحرب، ويعيشون ضمن المتاح. هناك ترقد جذور المعاناة في الأرض، بينما تتكرر المحاولات للوصول إلى مهد السماء.
ينبعث صوت من كل خيمة، ينادي الجثث الطاهرة بأن تقاتل معهم، ويطالب المركبات حولها بالالتفات نحوها لتحتضن بأذرعها المتربة عشرات الأسر الغزاوية، خيمة واحدة تولد شمسا صغيرة وتفرش طبيعة بلا ألوان. تطهو طعامًا غير مرئي يُنتظر بلا أمل. يتصاعد الدخان، لكنه يحمل دلالات ثقيلة على عبثية البقاء، تتقلص أمعاؤهم في صبر الانتظار، ولا مجال للهزيمة على أية حال.
تتنامى المأساة في عيونهم الغارقة، وأجسادهم البارزة. تتوسع قمصانهم وتتبدل ملامحهم، فيما تبقى أسماؤهم كما هي: أحمد هو أحمد، ياسين هو ياسين، وفاطمة هي فاطمة؛ لكن علامات النزوح استعمرت خلاياهم، فأصبحوا غرباء بين آلاف البشر. تأوي الخيام وحدها جميع النازحين، تشغلهم عن الموت، ولكنها لا تستطيع إطلاق أي رصاصة أو دك مستعمرات المحتل.
تمتلئ بالخدوش والدخان الأسود، وطسوتها المفتوحة تتشابه مع المغلقة، تشتركان في النظرة الفارغة إلى اللا شيء. لكنها لا تزال تستر جزءًا من معاناتهم، وتذكرهم بأنهم لا يزالون بين الأحياء المجاهدين.
حياتهم في تلك المساحة الضيقة لا تعترف بالشعور ولا بالتفكير، ولا حتى بالهروب، فكل الدول خائنة، وكل الوجوه تشارك شيطانًا أخرس يسبح في الصباح، ويشارك في قتلهم بالمساء. السواعد العربية مقطوعة الأصابع تجيد فقط الرقص على مرأى أحزانهم، بينما يبارك إعلامهم المعيب فسادهم السنوي.
تعيش قلوبهم في لحظة ممتدة، ولا علاقة للوقت بما هو قادم. يعرفون أن مصاصي الدماء سيهبون في أي غارة بلا شفقة، وليس هناك من يمنعهم. تلك القلوب مدهونة بالشقاء، تتأمل مصابيح معتمة بلا جدوى، لكنها تُبدع معجزة البقاء في خيمة واحدة. المسافات صغيرة لا تكفي لمرور شخص واحد، لكنها تكفي لتصنع صبرًا مقاومًا يغنيهم عن فقاعات العالم. لا مجال للمبيت أو حتى الاستلقاء بعد كل فاجعة، فالنار وحدها تشتعل، وتحاول العيش لأجلهم، وهم يحاولون ضم كل منهم الآخر دون أي صوت.
العالم كبيرٌ حولهم في غزة، والدول الأخرى تضج بالحياة وتنعم بالرخاء. الأذان يرتفع فوق كل مسجد، ويتعلم الناس حب الفضيلة كأنه الطريق الوحيد إلى الجنة. ولكن ماذا عن النازحين في غزة؟ أصبحت الخيمة مؤتمنة على كل روح، أكثر من أي دولة أخرى.

مقالات مشابهة

  • إصابة جنديين بعملية دهس جنوبي الخليل
  • 12 ألف دولار خسائر.. ذئاب مفترسة تقتل قطيع أغنام في تركيا
  • «الاتحاد للطيران» تنقل 21 مليون مسافر في 2025
  • حجز 5500 أورو بأمتعة مسافر قادم من فرنسا
  • مطار القاهرة الدولي يستقبل 76 ألف مسافر وسائح خلال 24 ساعة
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • “في خيمة واحدة”
  • مستوطنون يهاجمون تجمع العراعرة البدوي شرق دوما
  • الاحتلال يقتحم الخليل
  • مستوطنون يعتدون على مواطنين بمسافر يطا جنوب الخليل