اجتماع ثلاثي.. أمريكا تضغط لحل الخلافات بين السعودية والإمارات منعا لتخريب سلام اليمن
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
كشف تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن الولايات المتحدة تضغط حاليا من أجل عقد اجتماع ثلاثي مع السعودية والإمارات، في محاولة منها لرأب الصدع بين البلدين الخليجيين، حيث تشعر واشنطن بالقلق من أن الخلافات بين الرياض وأبوظبي يمكن أن تؤثرسلبا على مساعيها الحالية لتعزيز نفوذها بالمنطقة، وتخرب جهودها لتأمين اتفاق سلام دائم في اليمن.
وقال أشخاص مطلعون على الأمر إن المبادرة، التي يقودها المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج، يمكن أن تؤدي إلى محادثات في وقت مبكر من هذا الأسبوع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وفقا للتقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد".
اقرأ أيضاً
يهدد جهود إنهاء الحرب.. الخلاف بين السعودية والإمارات في اليمن يتصاعد
الحوثيون في الرياضوتأتي محاولات واشنطن لعقد هذا الاجتماع الثلاثي، بالتزامن مع زيارة علنية لوفد رفيع المستوى من الحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء واسعة من البلاد، إلى الرياض للمرة الأولى لإجراء محادثات حول إنهاء الحرب في اليمن، وهي المحادثات التي لا تشارك بها الإمارات وتشعر بالغضب من استبعادها منها.
وتقول "فايننشال تايمز" إن الخلافات تزايدت بين السعودية والإمارات، حيث تسعى الرياض إلى تأكيد نفسها كمركز مالي في المنطقة، وهو المكان الذي احتفظت به أبوظبي منذ فترة طويلة.
وقد امتدت خصوماتهما من حين لآخر إلى بلدان أخرى حيث لكل منهما مصالح، واختلفا حول نهجهما في الحرب في اليمن، حيث بادرت الإمارات بسحب قواتها منها في عام 2019 بشكل منفرد، بعد أن قاد البلدان تدخلاً عسكرياً في البلاد في عام 2015 لإسقاط الحوثيين المتحالفين مع إيران.
وقتلت الغارات الجوية للتحالف، الذي كان قائما في الأساس بين السعودية والإمارات، آلاف الأشخاص باليمن، ومات مئات الآلاف بسبب المرض وسوء التغذية، وبدورهم استخدم الحوثيون الصواريخ والطائرات بدون طيار لمهاجمة السعودية والإمارات.
اقرأ أيضاً
خلافات الإمارات-السعودية: تخطت السياسة والاقتصاد إلى الرياضة
تباين الرؤى حول اليمنوتدعم السعودية الحكومة اليمنية الضعيفة ولكن المعترف بها دوليا، وتحاول تنسيق هذا الدعم مع التفاوض مع الحوثيين، ننظرا لرغبتها في إنهاء الحرب اليمنية لتستطيع التركيز على الإصلاحات الاقتصادية المحلية التي تشمل جذب الاستثمار الأجنبي والسياح، بينما تدعم الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يريد انفصال الجنوب عن بقية اليمن، وهي تتبنى بذلك مقاربة تهدف لدعم طرف قوي ضد الحوثيين، لتأكدها من تجدد الصراع باليمن، عاجلا أو آجلا.
لكن السعوديون يشعرون أن بإمكانهم الحصول على العلاقة التي يريدونها مع الحوثيين، والتي تكفل لهم الخروج من المستنقع اليمني، كما تقول الصحيفة.
وحسبما قال أحد الأشخاص المطلعين على موقف الإمارات، تخشى أبوظبي أن يؤدي التوصل إلى اتفاق بين السعودية والحوثيين إلى منح المتمردين السيطرة على كامل اليمن، ويؤدي حتماً إلى مزيد من الصراع.
وقال فارع المسلمي، من مؤسسة "تشاتام هاوس" البحثية، إن محادثات الحوثيين هذا الأسبوع في الرياض تبدو واعدة، ويمكن أن تؤدي إلى اتفاق على توسيع الهدنة والتمويل السعودي للرواتب في اليمن، وهي نقطة شائكة في المفاوضات السابقة
لكن الإمارات تشعر بأنها خارجة عن تلك المفاوضات، حيث يضيف المسلمي: "تشعر الإمارات العربية المتحدة وكأن المملكة العربية السعودية قد أهملتها".
المصدر | فاينشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العلاقات السعودية الإماراتية العلاقات الأمريكية السعودية الحرب في اليمن الحوثيين بین السعودیة والإمارات فی الیمن
إقرأ أيضاً:
أمنيات أمريكا لا تتحقق في اليمن
يمانيون../
“استئناف العدوان الأمريكي على اليمن مغامرة مفرطة في الواقع اليمني غير القابل للكسر”، في نظر الكاتب الروسي فيتالي أورلوف.
وقال في مقال تحليلي بعنوان “تدمير قدرات قوات صنعاء أمنيات أمريكية؟”، في صحيفة “سفبودنيا بريسا الروسية: “إن تصنيف الإعلام الغربي اليمنيين بالإرهاب يخفي فشلاً حقيقياً بعد أن باتوا يفرضون معادلات القوة على قوى التحالف الغربي، ويسيطرون على أهم بوابات التجارة العالمية في البحر الأحمر”.
وأضاف متسائلاً بلهجة ساخرة، واصفاً ترامب كمن يلهو بلعبة فيديو، لا سياسي إدارة جيو-سياسية واقعية: “كيف يمكن أن تُهزم قوة لم تتمكن تحالفات عربية وغربية من كسرها في حروب عدوانية على مدى عشر سنوات!؟ وكيف يقنع الإعلام جمهوره بأن مجرد ضربات جوية عشوائية كفيلة بإسقاط قوة مثل قوة صنعاء!؟”.
الحقيقة المؤكدة في نظر أورلوف، التي تحاول ماكنات الإعلام الغربي طمسها، هي أن اليمنيين لم يكونوا يوما وكلاء لإيران، أو أي دولة أخرى، بل واقع يمني صلب، قائم بذاته، ومقاوم بشراسة، واليمن لم يطلب الدعم من أحد، وبات اليوم يقدّم الدعم للآخرين.
والأمر المحسوم، في خلاصة كلامه بلغته الحادة: “إن من يراهن على انتهاء قدرات القوات اليمنية في صنعاء فهو يبني حساباته على أمانٍ إعلامية، لا على معطيات ميدانية”.
مؤشر الانحدار
وكان موقع “سوهو” الصيني قد أكد، يوم الأربعاء، فشل العدوان الأمريكي على اليمن في تحقيق أي نتائج ملموسة، رغم الإنفاق العسكري الضخم الذي تجاوز المليارات من الدولارات، والذي خُصص لإطلاق مئات الصواريخ.
وقال: “إن صمود اليمن أمام العدوان الأمريكي بات مؤشراً لانحدار الهيمنة الأمريكية، وتحول دورها إلى مُجَـرد مموّل وموجه عن بُعد في ساحة حرب تتطلَّب تواجدا فعليا لا قتالا بالوكالة”، في تلويح باعتزامِ واشنطن تحريكَ أدواتها في اليمن لخوض معركة برية نيابةً عنها مع قوات صنعاء.
وأضاف: “انتصارات اليمنيين في المواجهات البرية ضد تحالفات العدوان الأمريكي – السعودي – الإماراتي، ومليشيات المرتزقة المحليين، وتكبيدهم خسائر فادحة، جعل نظام الرياض أُضحوكة أمام العالم”.
.. ورثاء عصر الهيمنة
ونشرت مِنصة “باى جيا هاو” الصينية تقريرا، أكد تعرّض حاملة الطائرات الأمريكية “كارل فينسون” لهجوم صاروخي من قِبل قوات صنعاء في اليوم الأول من دخولها خط المواجهة البحرية، معتبرة الهجوم على “فينسون” بمثابة رثاء لعصر الهيمنة الأحادية القطبية.
وأشارت إلى أن الهجوم خلف أضراراً كبيرة في سطح الحاملة “كارل فينسون”.. واصفة العمليات اليمنية في البحر الأحمر بـ”حرب استخباراتية مفاجئة”، وذلك بتمكّن قوات صنعاء من الحصول على معلومات دقيقة عن تحرّكات الأساطيل الحربية الأمريكية.
وتواصل القوات المسلحة اليمنية استهداف الحاملات الأمريكية “هاري تورمان” و”كارل فينسون”، في المواجهات البحرية في البحرين الأحمر والعربي في إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدَّس” المساندة لغزة، في ظل استمرار العدوان الأمريكي على اليمن، مُنذ 15 مارس الفائت، على المحافظات الحُرة التابعة لحكومة صنعاء، الذي خلَّف حتى الآن حصيلة دموية تجاوزت 235 شهيدا و500 جريح من المدنيين، من خلال غارات جوية؛ انتقاما من موقف اليمن المساند لمقاومة غزة.
السياســـية – صادق سريع