كشف تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن الولايات المتحدة تضغط حاليا من أجل عقد اجتماع ثلاثي مع السعودية والإمارات، في محاولة منها لرأب الصدع بين البلدين الخليجيين، حيث تشعر واشنطن بالقلق من أن الخلافات بين الرياض وأبوظبي يمكن أن تؤثرسلبا على مساعيها الحالية لتعزيز نفوذها بالمنطقة، وتخرب جهودها لتأمين اتفاق سلام دائم في اليمن.

وقال أشخاص مطلعون على الأمر إن المبادرة، التي يقودها المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج، يمكن أن تؤدي إلى محادثات في وقت مبكر من هذا الأسبوع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وفقا للتقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد".

اقرأ أيضاً

يهدد جهود إنهاء الحرب.. الخلاف بين السعودية والإمارات في اليمن يتصاعد

الحوثيون في الرياض

وتأتي محاولات واشنطن لعقد هذا الاجتماع الثلاثي، بالتزامن مع زيارة علنية لوفد رفيع المستوى من الحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء واسعة من البلاد، إلى الرياض للمرة الأولى لإجراء محادثات حول إنهاء الحرب في اليمن، وهي المحادثات التي لا تشارك بها الإمارات وتشعر بالغضب من استبعادها منها.

وتقول "فايننشال تايمز" إن الخلافات تزايدت بين السعودية والإمارات، حيث تسعى الرياض إلى تأكيد نفسها كمركز مالي في المنطقة، وهو المكان الذي احتفظت به أبوظبي منذ فترة طويلة.

وقد امتدت خصوماتهما من حين لآخر إلى بلدان أخرى حيث لكل منهما مصالح، واختلفا حول نهجهما في الحرب في اليمن، حيث بادرت الإمارات بسحب قواتها منها في عام 2019 بشكل منفرد، بعد أن قاد البلدان تدخلاً عسكرياً في البلاد في عام 2015 لإسقاط الحوثيين المتحالفين مع إيران.

وقتلت الغارات الجوية للتحالف، الذي كان قائما في الأساس بين السعودية والإمارات، آلاف الأشخاص باليمن، ومات مئات الآلاف بسبب المرض وسوء التغذية، وبدورهم استخدم الحوثيون الصواريخ والطائرات بدون طيار لمهاجمة السعودية والإمارات.

اقرأ أيضاً

خلافات الإمارات-السعودية: تخطت السياسة والاقتصاد إلى الرياضة

تباين الرؤى حول اليمن

وتدعم السعودية الحكومة اليمنية الضعيفة ولكن المعترف بها دوليا، وتحاول تنسيق هذا الدعم مع التفاوض مع الحوثيين، ننظرا لرغبتها في إنهاء الحرب اليمنية لتستطيع التركيز على الإصلاحات الاقتصادية المحلية التي تشمل جذب الاستثمار الأجنبي والسياح، بينما تدعم الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يريد انفصال الجنوب عن بقية اليمن، وهي تتبنى بذلك مقاربة تهدف لدعم طرف قوي ضد الحوثيين، لتأكدها من تجدد الصراع باليمن، عاجلا أو آجلا.

لكن السعوديون يشعرون أن بإمكانهم الحصول على العلاقة التي يريدونها مع الحوثيين، والتي تكفل لهم الخروج من المستنقع اليمني، كما تقول الصحيفة.

وحسبما قال أحد الأشخاص المطلعين على موقف الإمارات، تخشى أبوظبي أن يؤدي التوصل إلى اتفاق بين السعودية والحوثيين إلى منح المتمردين السيطرة على كامل اليمن، ويؤدي حتماً إلى مزيد من الصراع.

وقال فارع المسلمي، من مؤسسة "تشاتام هاوس" البحثية، إن محادثات الحوثيين هذا الأسبوع في الرياض تبدو واعدة، ويمكن أن تؤدي إلى اتفاق على توسيع الهدنة والتمويل السعودي للرواتب في اليمن، وهي نقطة شائكة في المفاوضات السابقة

لكن الإمارات تشعر بأنها خارجة عن تلك المفاوضات، حيث يضيف المسلمي: "تشعر الإمارات العربية المتحدة وكأن المملكة العربية السعودية قد أهملتها".

المصدر | فاينشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العلاقات السعودية الإماراتية العلاقات الأمريكية السعودية الحرب في اليمن الحوثيين بین السعودیة والإمارات فی الیمن

إقرأ أيضاً:

معاريف: إسرائيل أمام فرصة تاريخية لإبرام اتفاق سلام مع السعودية

أكدت صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الجمعة، أن إسرائيل أمام فرصة تاريخية لإبرام اتفاق سلام مع السعودية، مشيرة إلى أن الرياض طرحت شروط لهذا التطبيع، منها الخروج من لبنان ووقف إطلاق النار في غزة.

وذكرت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب آفي أشكنازي، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام فرصة لتحويل إرثه من "كارثة" 7 أكتوبر، إلى "إنجاز دبلوماسي دراماتيكي".

وأشارت إلى أنه "في 26 مارس 1979، وقف الرئيس الأمريكي جيمي كارتر على العشب أمام البيت الأبيض، إلى جانبه الرئيس المصري أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغين. بعد 46 عامًا، قد يحدث حدث مشابه قريبًا على عشب البيت الأبيض، حيث يقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مركز الاحتفال إلى جانب سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، لتوقيع اتفاق التطبيع - السلام بين الدولتين، وهو اتفاق من المفترض أن يغير وجه منطقة الشرق الأوسط".

مستقبل الشرق الأوسط
وتابعت: "في الليل، ناقش المجلس الأمني الوزاري التصديق على الجزء الأخير من اتفاق وقف إطلاق النار في القتال بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. إسرائيل مطالبة في بداية الأسبوع بسحب آخر جنودها من أراضي لبنان. في الأيام الأخيرة، يعمل الجنود حول الساعة لكشف وجمع المزيد من أسلحة حزب الله، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية التي تركتها منظمة الإرهاب في جنوب البلاد. كل ذلك قبل مغادرة المنطقة".

وأردفت: "هذا الأسبوع، في نصفه الثاني، من المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة. من المتوقع أن يحدث ذلك في اليوم السادس عشر من وقف إطلاق النار. هذان الحدثان دراماتيكيان. من المفترض أن يؤثرا على مستقبل منطقة الشرق الأوسط ولكن أيضًا على القيمة في ويكيبيديا لبنيامين نتنياهو"، وفق تعبير الصحيفة.



وتساءلت: "هل سيُسجل في كتب التاريخ كـ "رئيس وزراء فاشل" حدثت تحت قيادته أكبر كارثة لشعب إسرائيل بعد الهولوكوست: مذبحة 7 أكتوبر؟ أم سيُسجل بجانب مناحيم بيغين، إسحاق رابين، وشمعون بيرس الراحلين كـ"من وقع وأحضر السلام الهام بين إسرائيل ودولة عربية كبيرة وهامة في الدول العربية"؟".

ونوهت إلى أن "رئيس الموساد ديدي برنياع، ورئيس الشاباك رونين بار، والجنرال نيتسان ألون يديرون المفاوضات بين إسرائيل وحماس. في الوقت نفسه، يتم إجراء المفاوضات الكبيرة والمهمة في الظلال. الرئيس دونالد ترامب يريد أكثر من أي شيء آخر في العالم أن يقف في قاعة مدينة أوسلو في النرويج ويأخذ جائزة نوبل للسلام".

مطالب السعودية للتطبيع
وتابعت: "يفضل أن يكون ذلك في العام المقبل. ترامب يعرف أن اتفاق التطبيع بين إسرائيل والسعودية سيجعله يصل إلى ذلك. كما أنه يعرف أن الشروط السعودية هي: خروج الجيش الإسرائيلي من لبنان. السعودية تريد إعادة الأمور إلى نصابها في لبنان وجعلها دولة تابعة للسعودية، ولديها مصالح اقتصادية في لبنان".

وأكدت "معاريف" أن "المطلب الثاني للسعودية هو وقف القتال في غزة. كما هو الحال مع ترامب، يريد السعوديون إغلاق قضية القتال في غزة. من وجهة نظرهم، يريدون اتفاقًا هنا والآن. من هنا، القصة هي مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. هو الآن يكتب سيرته الذاتية. هو يدرك أنه يريد أن يكون الفصل الذي يختم سجله هو الوقوف بجانب دونالد ترامب في قاعة المدينة في أوسلو بينما الميدالية الذهبية حول عنقه".

واستدركت: "المشكلة الوحيدة لنتنياهو هي التكوين الائتلافي، الذي يريد بعض أعضائه العكس تمامًا. ربما لهذا السبب يدور رجال نتنياهو في دائرة من البحث مع بيني غانتس ورئيس المعارضة يائير لابيد".

وختمت الصحيفة بقولها: "اتفاق الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة هما الطريق المعبد لتثبيت إرث نتنياهو، تمامًا كما أدت الضربة لحزب الله إلى اختفاء نظام الأسد في سوريا. هذا الأسبوع سنعرف كيف سيُسجل بنيامين نتنياهو في كتب التاريخ".

مقالات مشابهة

  • غوتيريش يدعو الحوثيين إلى إطلاق سراح موظفي المنظمة العاملين في اليمن
  • روبيو يبحث مع رئيس وزراء اليمن التعاون لوقف هجمات الحوثيين
  • حكومة اليمن تدعو الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لتصنيف الحوثيين إرهابيين
  • مدير المكتبه الوطنية والأرشيف بالأمارات: مصر والإمارات ترتبطان بعلاقات تاريخية متميزة
  • مشرعان أمريكيان يخلصان إلى أن الإمارات قدمت أسلحة للدعم السريع بالسودان والإمارات تنفي
  • أمين الرياض يتفقد مشروع حدائق الملك عبدالله “كاقا”
  • معاريف: إسرائيل أمام فرصة تاريخية لإبرام اتفاق سلام مع السعودية
  • من هي الدول التي أصدرت حتى الآن قرارات عقابية بحق الحوثيين في اليمن؟
  • اليمن ترحب بقرار البيت الأبيض لتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية
  • أبرزها مصر والإمارات.. كيف تستغل القوى الإقليمية الحرب السودانية لتحقيق مكاسبها؟