دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بدأ شهر سبتمبر/أيلول بإعصار اجتاح هونغ كونغ، ما أدى إلى اقتلاع الأشجار وإغراق المدينة. وقد كان هذا الحدث الأول في سلسلة من الأحداث المناخية القاسية التي ضربت 10 بلدان وأقاليم خلال 12 يومًا فقط.

وكانت الفيضانات في ليبيا الأكثر كارثية، إذ أودت بحياة أكثر من 11 ألف شخص وخلّفت عدة آلاف في عداد المفقودين، وفقًا للأمم المتحدة.

ويحذّر العلماء من أن هذه الأنواع من الظواهر الجوية المتطرفة، التي تؤثر على البلدان في جميع أنحاء العالم، قد تصبح شائعة بشكل متزايد مع تسارع أزمة المناخ، ما يفرض ضغوطات على الحكومات للاستعداد لمثل هذه الظروف المفاجئة.

من جهتها، قالت جونغ إيون تشو، وهي عالمة الغلاف الجوي والمناخ في جامعة "سيتي" في هونغ كونغ، إن "ظاهرة الاحتباس الحراري تغيّر خصائص هطول الأمطار من حيث التكرار، والشدة، والمدة".

رجل يحمل فتاة وكلبًا في قرية بالاماس التي غمرتها الفيضانات وسط اليونان في 8 سبتمبر/ أيلول 2023.Credit: Angelos Tzortzinis/AFP/Getty Images

وتسلّط الخسائر الفادحة لهذه الفيضانات الضوء على الحاجة الملحّة للحكومات للاستعداد لهذا الواقع الجديد، وكيفية إيجاد طرق لمكافحة البلدان الفقيرة والممزقة بالصراعات للكوارث المناخية.

وأوضحت تشو أن الحكومات "يجب أن تكون مستعدة، وعليها البدأ بالتفكير في الأمر، إذ أنها لم تشهد مثل هذه الأحداث المتطرفة من قبل".

وهذا الشهر، ضربت العاصفة "دانيال" مساحات واسعة من منطقة البحر الأبيض المتوسط، نتيجة لنظام الضغط المنخفض القوي للغاية الذي أصبح "إعصارًا متوسطيًا شبيها بالاستوائي" - وهو نوع نادر نسبيًا من العواصف له خصائص شبيهة بالأعاصير المدارية التي يمكن أن تؤدي إلى هطول أمطار غزيرة وفيضانات مفاجئة.

وأثرت العاصفة، التي تشكلت في الخامس من سبتمبر/أيلول الجاري، على اليونان أولاً، ما أدى إلى هطول أمطار أكثر مما تشهده البلاد عادة خلال عام كامل. وتحولت الشوارع إلى أنهار، وغرقت قرى بأكملها.

ولقي ما لا يقل عن 15 شخصًا حتفهم، وفقًا لرئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي وصف "دانيال" بأنها "إحدى أقوى العواصف التي ضربت أوروبا على الإطلاق".

صورة بتاريخ 14 سبتمبر/ أيلول لمناطق غمرتها الفيضانات في دلتا نهر بينيوس على ساحل لاريسا باليونان، بعد عشرة أيام من اجتياح العاصفة "دانيال" Credit: KONSTANTINOS TSAKALIDIS/SOOC/AFP via Getty Images

وقال وزير البيئة اليوناني ثيودوروس سكيلاكاكيس لـ CNN، الثلاثاء، إن الفيضانات، التي أعقبت حرائق الغابات المدمرة في البلاد "تحمل بصمات تغير المناخ".

وتابع: "لقد شهدنا الصيف الأكثر دفئًا على الإطلاق. والبحر كان دافئا للغاية، ما أدى إلى هذا الحدث الجوي الفريد".

وشعرت تركيا المجاورة بالتأثير أيضا، حيث سجلت 7 وفيات على الأقل، بينما شهدت أجزاء من إسطنبول، أكبر مدينة في البلاد، فيضانات مفاجئة مميتة أدت إلى مقتل شخصين على الأقل.

كما تعرضت بلغاريا لفيضانات شديدة، ما أسفر عن مقتل 4 اشخاص على الأقل.

وفي أماكن أخرى من أوروبا، شهدت عاصفة منفصلة - العاصفة "دانا" - هطول أمطار غزيرة في جميع أنحاء إسبانيا، ما أدى إلى إتلاف المنازل ومقتل 3 أشخاص على الأقل.

الدمار في ليبيا منظر جوي للدمار الذي خلفته الفيضانات التي سببتها العاصفة "دانيال" بتاريخ 15 سبتمبر/ أيلول Credit: Muhammad J. Elalwany/Anadolu Agency/Getty Images

وكان التأثير الأكثر تدميراً على الإطلاق في ليبيا، حيث تحركت العاصفة "دانيال" عبر البحر الأبيض المتوسط، واكتسبت قوتها من مياه البحر الدافئة، قبل أن تتسبب في تساقط أمطار غزيرة على شمال شرق البلاد.

وتسببت الأمطار الغزيرة في انهيار سدين، ما أدى إلى موجة ارتفاعها 7 أمتار، وفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر.

واندفعت المياه نحو مدينة درنة الساحلية، فدمرت أحياء بأكملها وجرفت المنازل إلى المحيط.

ولقي أكثر من 11 ألف شخص حتفهم وما زال ما لا يقل عن 10 آلاف آخرين في عداد المفقودين، وفقا للأمم المتحدة، ويعتقد أن العديد منهم جرفتهم المياه أو دفنوا تحت الأنقاض.

مسجد يقف وسط المباني المتضررة بتاريخ 14 سبتمبر/ أيلولCredit: Abdullah Doma/AFP/Getty Images

ومع تزايد اليأس في عمليات البحث والإنقاذ، يقول الخبراء إن حجم الكارثة قد تضخم بشكل كبير بسبب مجموعة من العوامل بما في ذلك البنية التحتية المتداعية، والتحذيرات غير الكافية، وتأثيرات أزمة المناخ المتسارعة.

وقال مارتن غريفيث، مسؤول الإغاثة في الأمم المتحدة، الجمعة: “إنها مأساة تصادم فيها المناخ والقدرة على التسبب في هذه المأساة الرهيبة والمروعة".

الأعاصير في آسيا تسببت الأمطار القياسية في هونغ كونغ في فيضانات واسعة النطاق خلال الساعات الأولى من يوم 8 سبتمبر/ أيلول، ما أدى إلى تعطيل حركة المرور على الطرق والسكك الحديدية Credit: BERTHA WANG/AFP via Getty Images

ورغم أن حجم الدمار والخسائر في الأرواح البشرية كان أصغر في آسيا، إلا أنها شهدت أيضاً عواصف مميتة وغير مسبوقة.

ومر إعصاران - ساولا وهايكوي - عبر المنطقة في غضون أيام خلال الأسبوع الأول من سبتمبر/أيلول، ما تسبب في أضرار واسعة النطاق في جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي، ومدينة هونغ كونغ وأجزاء أخرى من جنوب الصين، بما في ذلك شنتشن.

ورغم أن إعصار ساولا أغلق المدارس والشركات في هونغ كونغ لمدة يومين، إلا أن الضرر الحقيقي جاء بعد أسبوع عندما تعرضت المدينة لعاصفة مفاجئة، حيث غمرت الفيضانات محطات المترو وحاصرت الأنهار الطرق.

وتسببت العاصفة في تساقط أعلى معدل لهطول الأمطار في الساعة منذ بدء تسجيلها في عام 1884، وفقًا لسلطات هونغ كونغ.

وفي تايوان، ترك إعصار "هايكوي" عشرات الآلاف من المنازل من دون كهرباء، وتم إجلاء أكثر من 7 آلاف شخص من مساكنهم.

ولفتت تشو إلى أن الأعاصير المزدوجة كانت "حالة استثنائية" خلقت الظروف لعاصفة شديدة في الأسبوع التالي. وجلبت الأعاصير كتلتين هوائيتين بطيئتين الحركة، مثقلتين بالرطوبة، وتسافران في اتجاهات مختلفة ، ما أدى إلى اصطدامهما وتساقط تلك الأمطار فوق هونغ كونغ.

أمطار غزيرة في الأمريكتين

وقد غمرت المياه أجزاء من الأمريكتين أيضًا، وسجلت البرازيل أكثر من 30 حالة وفاة الأسبوع الماضي بعد هطول أمطار غزيرة وفيضانات في ولاية ريو غراندي دو سول، ما يُعد أسوأ كارثة طبيعية تضرب الولاية منذ 40 عامًا.

وقالت عالمة الأرصاد الجوية البرازيلية ماريا كلارا ساساكي لـCNN إنه في غضون أسبوع، تلقت الولاية متوسط كمية الأمطار المتوقعة طوال شهر سبتمبر/ أيلول بأكمله.

وفي الولايات المتحدة، تصدّر مهرجان "الرجل المحترق" عناوين الأخبار الدولية بعد أن ضربت عاصفة ممطرة غزيرة المنطقة، حيث طلب من عشرات الآلاف من الحاضرين الحفاظ على الطعام والماء بينما تقطعت بهم السبل في صحراء نيفادا.

وعلى الجانب الآخر من البلاد، دمرت الفيضانات في ولاية ماساتشوستس الأمريكية مئات المنازل والشركات والبنية التحتية بما في ذلك الجسور، والسدود، والسكك الحديدية.

وأشار الخبراء إلى أن درجات حرارة المحيط الدافئة القياسية قد غذّت موسم الأعاصير مفرط النشاط في المحيط الأطلسي.

وبحسب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، فإن أكثر من 90% من ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم على مدار الخمسين عامًا الماضية، حدث في المحيطات.

وقال فيل كلوتزباخ، عالم الأبحاث في قسم علوم الغلاف الجوي بجامعة ولاية كولورادو، لـ CNN، إن هذا يعني أن المزيد من العواصف قادرة على التشكل أكثر مما كان ممكناً في عام نموذجي لظاهرة "إل نينيو".

البرازيلاليونانبلغارياليبياتايوانهونغ كونغنشر الأربعاء، 20 سبتمبر / ايلول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: تايوان هونغ كونغ أمطار غزیرة هطول أمطار ما أدى إلى هونغ کونغ على الأقل أکثر من Getty Images

إقرأ أيضاً:

تراجع واردات الهند من الغاز المسال في أغسطس.. و3 بلدان خليجية بالقائمة

انخفضت واردات الهند من الغاز المسال، خلال أغسطس/آب (2024)، وفق أحدث البيانات الشهرية التي ترصدها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

وبلغ حجم واردات الدولة الآسيوية في الشهر الماضي 2.06 مليون طن غاز مسال، بانخفاض عن 2.54 مليون طن في يوليو/تموز (2024) السابق له.

وعلى أساس سنوي، يمثل الرقم انخفاصًا عن 1.95 مليون طن استوردتها الهند (رابع أكبر مستوردي الغاز المسال في العالم) خلال شهر أغسطس/آب من العام الماضي (2023).

ويشهد قطاع الغاز المسال تحركات إيجابية؛ إذ تسعى صاحبة أكبر تعداد سكاني في العالم لخفض الانبعاثات الناتجة عن استعمال الوقود الأحفوري في قطاعي النقل والكهرباء.

وفي هذا الصدد، أبرمت شركتان هنديتان اتفاقيتين مع شركة أدنوك الإماراتية لتوريد ما إجماليه 2.4 مليون طن من الغاز المسال سنويًا على مدار 15 عامًا.

واردات الهند من الغاز المسال في أغسطس

قفزت واردات الهند من الغاز المسال خلال المدة بين يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب (2024) إلى 18.17 مليون طن بزيادة عن 14.22 مليون خلال المدة نفسها من العام الماضي (2023).

وخلال النصف الأول وحده، بلغ حجم الواردات 13.57 مليون طن من الغاز المسال، بزيادة عن 10.43 مليون طن خلال المدة نفسها من العام الماضي.

وتصدّرت قطر قائمة أكبر مصدري الغاز المسال إلى الهند خلال شهر أغسطس/آب (2024) بإجمالي 557 ألف طن من الغاز المسال.

وحلّت الولايات المتحدة في المركز الثاني بـ489 ألف طن، ثم أنغولا بـ274 ألف طن، والإمارات العربية المتحدة بـ247 ألف طن ونيجيريا بـ137 ألف طن.

وجاء على القائمة أيضًا كل من سلطنة عمان وموزمبيق والكاميرون وغينيا الاستوائية وأستراليا، وفق بيانات شركة كبلر.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- واردات الهند من الغاز المسال في 2023 و2024:

أحدث عقود الغاز المسال في الهند

تترقّب واردات الهند من الغاز المسال زيادة في ضوء إبرام اتفاقيات جديدة، كان آخرها مع شركة بترول أبوظبي الوطنية الإماراتية “أدنوك” ومؤسسة النفط الهندية المحدودة بتاريخ 10 سبتمبر/أيلول (2024).

ووفق بيان صحفي نشرته أدنوك عبر موقعها الإلكتروني، ستزود الشركة الإماراتية الجانب الهندي بمليون طن متري سنويًا من الغاز المسال من مشروع الرويس قيد التطوير على مدار 15 عامًا.

ومن المتوقّع أن تصبح المؤسسة الهندية أكبر عملاء “أدنوك” بحلول عام 2029، بإجمالي مشتريات 2.2 مليون طن متري سنويًا مقسمة بين 1.2 مليون طن متري سنويًا من جزيرة داس ومليون طن متري سنويًا من مشروع الرويس منخفض الانبعاثات.

وفي 9 سبتمبر/أيلول، أبرمت أدنوك وشركة إنديان أويل الهندية (Indian Oil) اتفاقًا آخر لتصدير الغاز المسال من مشروع الرويس أيضًا.

وبموجب الصفقة، ستزود أدنوك شركة إنديان أويل بمليون طن متري سنويًا من الغاز المسال على مدار 15 عامًا.

ومن المتوقع أن يدخل المشروع الإماراتي العملاق حيز الإنتاج في أواخر عام 2028، وتحمل شركات شل متعددة الجنسيات وشركة النفط البريطانية بي بي وتوتال إنرجي الفرنسية وميتسوي اليابانية حصة 10% لكل منها بالمشروع.

وسيعمل المشروع بالكهرباء النظيفة، ويتألّف من خطي إنتاج بقدرة 4.8 مليون طن سنويًا لكل منهما، وهو ما سيرفع قدرات إنتاج أدنوك من الغاز المسال إلى 15 مليون طن سنويًا.

مشروع الرويس للغاز المسال – الصورة من موقع شركة أدنوك شاحنات الغاز المسال في الهند

كشفت الهند في 9 سبتمبر/أيلول (2024) النقاب عن مخطط لتحويل ثُلث الشاحنات الثقيلة ذات المسافات الطويلة للعمل بالغاز المسال بدلًا من الديزل الأحفوري الملوث.

وتستهدف الخطوة المتوقع تحويلها إلى واقع خلال ما يتراوح بين 5 و7 سنوات، خفض الانبعاثات في إطار خطة تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2070 وزيادة حصة الغاز في مزيج الطاقة من 6% إلى 15% بحلول عام 2030، وفق تقرير لوكالة رويترز.

وترى الحكومة أن تحول الشاحنات للعمل بالغاز المسال سيقلل استهلاك الديزل في أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم، كما أن الغاز المسال أفضل لشاحنات المسافات الطويلة؛ إذ يوفر مدى قيادة أفضل.

وتمهيدًا للتحول الكبير، أقامت شركات بيع النفط والغاز بالتجزئة 49 محطة غاز مسال ضمن المرحلة الأولى، كما تعمل الحكومة على تحقيق الاستقرار بأسعار الغاز المسال، وكذا تخصيص نصف مليون طن متري من الغاز يوميًا لتلبية احتياجات قرابة 50 ألف شاحنة خلال عامين أو ثلاثة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

مقالات مشابهة

  • تراجع واردات الهند من الغاز المسال في أغسطس.. و3 بلدان خليجية بالقائمة
  • هروب أكثر من 200 سجين من سجن نيجيري في أعقاب الفيضانات
  • عاصفة مغناطيسية قوية تضرب الأرض
  • عاصفة شمسية قوية تضرب الأرض.. خطرها لم ينته بعد
  • أسوأ موجة فيضانات تضرب وسط أوروبا منذ عقود تخلف قتلى وإجلاء الآلاف (فيديو)
  • السعودية توافق على أول ETFs تتبع أسهم هونغ كونغ
  • وما أدراك ما أيلول!
  • الوضع مأساوي.. الفيضانات تضرب ملايين الأشخاص في أفريقيا
  • 100 يوم صحة: تقديم أكثر من 72 مليون و478 ألف خدمات مجانية خلال 46 يوما
  • فيضانات مدمرة تضرب دولا أوروبية وأفريقية.. المتضررون بالملايين