اليوم 24:
2025-02-01@13:55:47 GMT

إعادة إعمار مناطق "زلزال الحوز" : مشروع ضخم

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

مشروع إعادة الإعمار في المناطق التي ضربها زلزال الحوز مفتوح الآن. والاجتماع الذي ترأسه صاحب الجلالة يوم 14 شتنبر حدد خطوطه العريضة، خصوصا فيما يتعلق بإعادة إسكان المواطنين المتضررين. فعلى سبيل التذكير تم تقديم مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140.000 درهم للمساكن التي انهارت بشكل تام و80.000 درهم لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا.

وفي المجمل، ووفقا للتقديرات الأولية، فالأمر يتعلق ب 50 ألف منزل. ولكن قبل ذلك، سيكون من الضروري إجراء عمليات قبلية للخبرة وتثبيت الأراضي، كما أشار إلى ذلك البلاغ الصادر عن الديوان الملكي.

ومع ذلك، فإن إعادة الإيواء ليست سوى جزء من إعادة الإعمار الذي يشمل جوانب أخرى ضرورية للغاية لخلق بيئة مستدامة وإطار ملائم لحياة المواطنين بغية استئناف النشاط. وهذا يعني أنه مشروع عملاق، لن يجرؤ أحد على تقدير تكلفته في الوقت الحالي، حتى لو كانت تقريبية. إذ لاتزال البيانات المتاحة في الوقت الحاضر جزئية وغير دقيقة. وسوف يستغرق الأمر بعض الوقت لتقييم جميع الخسائر التي تم تكبدها، ولكن قبل كل شيء لتقييم احتياجات السكان المعنيين. ولا بد من التأكيد على مسألة أساسية: إعادة الإعمار لا تختزل في إعادة إنتاج مماثلة للوضعية السائدة قبل الزلزال. إنه عمل يندرج في إطار دينامية اجتماعية وتاريخية تهدف إلى تصحيح نقائص الماضي، واستدراك الوقت الضائع في مجال التنمية من أجل الارتقاء بهذه المناطق. وهذا أحد الدروس المستفادة من كل تجارب إعادة الإعمار أينما حدثت.

إلا أن هذه الاعتبارات المنهجية تم وضعها جانبًا تمامًا من قبل بعض وسائل الإعلام المعتمدة على اجترار المعلومات، وبعض المعلقين الذين نصبوا أنفسهم “كخبراء” في هذا الموضوع. وهكذا، سارعوا إلى تقدير تكلفة إعادة الإعمار كما وردت لدى معهد المسح الجيولوجي الأمريكي، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التحقق من المصدر لمعرفة بماذا يتعلق الأمر بالضبط! ماذا يقول معهد المسح الجيولوجي الأمريكي؟ لقد قدر تقريبياً الخسائر المادية الناجمة عن الزلزال بما يتراوح بين مليار دولار و10 مليارات دولار، أي ما يعادل 8% من الناتج الداخلي الإجمالي! وكما أعلن، فإن هذا التقدير ليس واقعيا ولا قيمة له. علاوة على ذلك، لا نرى كيف كان بإمكان هذا المعهد أن يقوم بتقدير حجم الأضرار في أعقاب الزلزال؟ (حيث تم نشر البيانات على الموقع في 9 شتنبر). ولو كان معلّقونا قد بذلوا عناء التحقق من المعلومات، لكانوا أدركوا ذلك مرة أخرى من خلال قراءة الإشارة التالية في أعلى الصفحة “البيانات أدناه لم تتم مراجعتها من قبل عالم”.  مما يعني أنه لم يتم التحقق من صحتها. على أية حال، لا نقوم أبدًا بإجراء تقدير بـ “هامش” يتراوح بين 1 و10!

ويجري الآن العمل على تقدير الخسائر وتكاليف إعادة الإعمار. وسنحصل على النتائج في الأيام المقبلة. وإذا كان من السهل تحديد الخسائر، فإن تكاليف إعادة الإعمار تتطلب، من ناحية أخرى، دراسات مسبقة وتحكيمات أساسية تتعلق بنوع السكن الذي سيتم بناؤه، والبنية التحتية التي سيتم تشييدها، والنشاط الذي سيتم تطويره. ويجب أن تستند مثل هذه القرارات إلى معايير موضوعية وأن تكون موضوع مشاورات ديمقراطية مع الأشخاص المعنيين. وكما أشرنا إلى ذلك سابقاً، فإن تكاليف إعادة الإعمار ستكون بحكم طبيعتها أكبر من الأضرار والخسائر المتكبدة، باستثناء الخسائر البشرية التي لا تقدر بثمن. إن إعادة إعمار هذه المنطقة، التي تعد من بين أفقر المناطق في البلاد من حيث نصيب الفرد من الناتج الداخلي الإجمالي ومؤشر التنمية البشرية، هي فرصة لتعويض الأضرار الملحقة بالساكنة على مدى عقود. وهذه فرصة أيضا لدمجها في الدينامية التي تعيشها بلادنا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. هذه هي اللحظة المناسبة لجعل هذه المحنة التي أصابتنا جميعا كمغاربة، فرصة للنظر بجدية في وضعية السكان الفقراء والمهمشين، وإشراكهم في تنمية البلاد والسماح لهم بالاستفادة من ثرواته. إن موجة التضامن التي تشهدها بلادنا لمساعدة مواطنينا في مناطق الكوارث يجب ألا تتوقف. ويجب مأسستها من خلال وضع سياسات عمومية ملائمة.

والآن، دعونا نسجل بارتياح التقدم الذي أحرزته عملية التضامن، لا سيما من خلال التبرعات إلى “الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال”. وبنفس الارتياح، تلقينا الخبر السار المتمثل في استئناف الدراسة في هذه المناطق المتضررة من الزلزال من خلال نصب الخيام كقاعات دراسية، ونقل عدد معين من تلاميذ المدارس إلى مراكش. إنها أفضل طريقة لمواصلة الحياة، حتى في ظل المعاناة! في انتظار أيام أجمل.

ترجمه للعربية عبد العزيز بودرة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: إعادة الإعمار من خلال

إقرأ أيضاً:

انتشال 520 جثماناً لشُهداء من تحت رُكام غزة

نجحت قوات الدفاع المدني الفسلطينية في انتشال 520 جثماناً لشُهداء ارتقوا أثناء العدوان الإسرائيلي على القطاع. 

اقرأ أيضاً: صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى

وأشار بيانٍ للدفاع المدني صادر اليوم الجمعة إلى أن طواقمه تكثف جهود الوصول إلى أماكن آلاف الجثامين، وذلك في ظِل نقص المُعدات الضرورية لهذه المهمة. 

وذكرت السلطات الفلسطينية أن هُناك 14 ألف جثمان لشهيدٍ لم يتم التوصل إليهم بعد تحت الأنقاض. 

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت يوم الثلاثاء الماضي عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان على غزة إلى 47354 شهيدا و111563 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023.

وفي هذا السياق، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بالشروع الفوري في ترتيبات دولية وملزمة لإنهاء احتلال أرض دولة فلسطين تنفيذا للقرارات الأممية.

وتُكثف السلطات الفلسطينية في غزة جهودها من أجل إعادة القطاع ليكون مكاناً قابلاً للحياة من جديد. 

ونقلت شبكة القاهرة الإخبارية تأكيد مسئولين في فلسطين عن تكثيف الجهود لإزالة الذخائر والصواريخ غير المنفجرة.

وأكد المسئولون في هذا السياق على تحييد العشرات من مخلفات الاحتلال في جميع محافظات قطاع غزة

كما يتم تكثيف الجهود لتأمين المناطق السكنية وتقليل المخاطر على المدنيين

وفي وقتٍ سابق، ذكرت وكالة مُنضوية تحت لواء الأمم المتحدة أن الحرب الوحشية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة تسببت في استشهاد ما يزيد عن 13 ألف طفل فلسطيني. 

تُعد جهود الإعمار بعد الحروب من أهم المراحل التي تمر بها الدول المتضررة، حيث تهدف إلى إعادة بناء البنية التحتية، وإصلاح المؤسسات، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. تبدأ هذه الجهود عادة بإزالة الأنقاض وإعادة تأهيل المرافق الأساسية مثل الكهرباء، المياه، والطرق، لضمان عودة الحياة إلى طبيعتها. كما تعمل الحكومات والمنظمات الدولية على إعادة بناء المدارس والمستشفيات، مما يساهم في تحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين. تلعب الدول المانحة والمؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي دورًا رئيسيًا في تمويل مشاريع الإعمار، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص الموارد.

رغم أهمية جهود الإعمار، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة مثل نقص التمويل، الفساد، والتوترات السياسية التي قد تعرقل تنفيذ المشاريع. لضمان نجاح عمليات الإعمار، يجب التركيز على التنمية المستدامة، بما في ذلك توفير فرص عمل ودعم القطاعات الاقتصادية المحلية. كما أن تحقيق المصالحة الوطنية وبناء مؤسسات قوية يُعدان عنصرين أساسيين لضمان استقرار طويل الأمد.

مقالات مشابهة

  • مصر تشارك العرب في إعادة إعمار قطاع غزة.. تفاصيل
  • زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب الإكوادور
  • والي مراكش يترأس اجتماعًا لتسريع إعادة إعمار منازل متضرري زلزال الحوز
  • انتشال 520 جثماناً لشُهداء من تحت رُكام غزة
  • زلزال بقوة 6.2 ريختر يضرب ساحل «آتشيه» بإندونيسيا
  • زلزال بقوة 6.2 ريختر يضرب ساحل "آتشيه" بإندونيسيا
  • زلزال بقوة 6.2 ريختر يضرب ساحل آتشيه بإندونيسيا
  • وزير الخارجية من بيروت: مصر مستعدة للمساهمة في إعادة إعمار لبنان
  • زلزال بقوة 5.8 درجات يضرب “ألاسكا”
  • زلزال قوي يضرب ألاسكا الأميركية