اليوم 24:
2025-01-30@12:41:34 GMT

إعادة إعمار مناطق "زلزال الحوز" : مشروع ضخم

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

مشروع إعادة الإعمار في المناطق التي ضربها زلزال الحوز مفتوح الآن. والاجتماع الذي ترأسه صاحب الجلالة يوم 14 شتنبر حدد خطوطه العريضة، خصوصا فيما يتعلق بإعادة إسكان المواطنين المتضررين. فعلى سبيل التذكير تم تقديم مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140.000 درهم للمساكن التي انهارت بشكل تام و80.000 درهم لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا.

وفي المجمل، ووفقا للتقديرات الأولية، فالأمر يتعلق ب 50 ألف منزل. ولكن قبل ذلك، سيكون من الضروري إجراء عمليات قبلية للخبرة وتثبيت الأراضي، كما أشار إلى ذلك البلاغ الصادر عن الديوان الملكي.

ومع ذلك، فإن إعادة الإيواء ليست سوى جزء من إعادة الإعمار الذي يشمل جوانب أخرى ضرورية للغاية لخلق بيئة مستدامة وإطار ملائم لحياة المواطنين بغية استئناف النشاط. وهذا يعني أنه مشروع عملاق، لن يجرؤ أحد على تقدير تكلفته في الوقت الحالي، حتى لو كانت تقريبية. إذ لاتزال البيانات المتاحة في الوقت الحاضر جزئية وغير دقيقة. وسوف يستغرق الأمر بعض الوقت لتقييم جميع الخسائر التي تم تكبدها، ولكن قبل كل شيء لتقييم احتياجات السكان المعنيين. ولا بد من التأكيد على مسألة أساسية: إعادة الإعمار لا تختزل في إعادة إنتاج مماثلة للوضعية السائدة قبل الزلزال. إنه عمل يندرج في إطار دينامية اجتماعية وتاريخية تهدف إلى تصحيح نقائص الماضي، واستدراك الوقت الضائع في مجال التنمية من أجل الارتقاء بهذه المناطق. وهذا أحد الدروس المستفادة من كل تجارب إعادة الإعمار أينما حدثت.

إلا أن هذه الاعتبارات المنهجية تم وضعها جانبًا تمامًا من قبل بعض وسائل الإعلام المعتمدة على اجترار المعلومات، وبعض المعلقين الذين نصبوا أنفسهم “كخبراء” في هذا الموضوع. وهكذا، سارعوا إلى تقدير تكلفة إعادة الإعمار كما وردت لدى معهد المسح الجيولوجي الأمريكي، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التحقق من المصدر لمعرفة بماذا يتعلق الأمر بالضبط! ماذا يقول معهد المسح الجيولوجي الأمريكي؟ لقد قدر تقريبياً الخسائر المادية الناجمة عن الزلزال بما يتراوح بين مليار دولار و10 مليارات دولار، أي ما يعادل 8% من الناتج الداخلي الإجمالي! وكما أعلن، فإن هذا التقدير ليس واقعيا ولا قيمة له. علاوة على ذلك، لا نرى كيف كان بإمكان هذا المعهد أن يقوم بتقدير حجم الأضرار في أعقاب الزلزال؟ (حيث تم نشر البيانات على الموقع في 9 شتنبر). ولو كان معلّقونا قد بذلوا عناء التحقق من المعلومات، لكانوا أدركوا ذلك مرة أخرى من خلال قراءة الإشارة التالية في أعلى الصفحة “البيانات أدناه لم تتم مراجعتها من قبل عالم”.  مما يعني أنه لم يتم التحقق من صحتها. على أية حال، لا نقوم أبدًا بإجراء تقدير بـ “هامش” يتراوح بين 1 و10!

ويجري الآن العمل على تقدير الخسائر وتكاليف إعادة الإعمار. وسنحصل على النتائج في الأيام المقبلة. وإذا كان من السهل تحديد الخسائر، فإن تكاليف إعادة الإعمار تتطلب، من ناحية أخرى، دراسات مسبقة وتحكيمات أساسية تتعلق بنوع السكن الذي سيتم بناؤه، والبنية التحتية التي سيتم تشييدها، والنشاط الذي سيتم تطويره. ويجب أن تستند مثل هذه القرارات إلى معايير موضوعية وأن تكون موضوع مشاورات ديمقراطية مع الأشخاص المعنيين. وكما أشرنا إلى ذلك سابقاً، فإن تكاليف إعادة الإعمار ستكون بحكم طبيعتها أكبر من الأضرار والخسائر المتكبدة، باستثناء الخسائر البشرية التي لا تقدر بثمن. إن إعادة إعمار هذه المنطقة، التي تعد من بين أفقر المناطق في البلاد من حيث نصيب الفرد من الناتج الداخلي الإجمالي ومؤشر التنمية البشرية، هي فرصة لتعويض الأضرار الملحقة بالساكنة على مدى عقود. وهذه فرصة أيضا لدمجها في الدينامية التي تعيشها بلادنا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. هذه هي اللحظة المناسبة لجعل هذه المحنة التي أصابتنا جميعا كمغاربة، فرصة للنظر بجدية في وضعية السكان الفقراء والمهمشين، وإشراكهم في تنمية البلاد والسماح لهم بالاستفادة من ثرواته. إن موجة التضامن التي تشهدها بلادنا لمساعدة مواطنينا في مناطق الكوارث يجب ألا تتوقف. ويجب مأسستها من خلال وضع سياسات عمومية ملائمة.

والآن، دعونا نسجل بارتياح التقدم الذي أحرزته عملية التضامن، لا سيما من خلال التبرعات إلى “الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال”. وبنفس الارتياح، تلقينا الخبر السار المتمثل في استئناف الدراسة في هذه المناطق المتضررة من الزلزال من خلال نصب الخيام كقاعات دراسية، ونقل عدد معين من تلاميذ المدارس إلى مراكش. إنها أفضل طريقة لمواصلة الحياة، حتى في ظل المعاناة! في انتظار أيام أجمل.

ترجمه للعربية عبد العزيز بودرة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: إعادة الإعمار من خلال

إقرأ أيضاً:

زلزال هز أميركا شعر به سكان على بعد مئات الأميال

هز زلزال، مركزه بالقرب من ساحل ولاية مين الواقعة شمال شرقي الولايات المتحدة، منازل في شمال نيو إنجلاند اليوم الاثنين وشعر به سكان ولايات تبعد مئات الأميال.
وذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن الزلزال، الذي بلغت شدته 3,8 درجة على مقياس ريختر، وقع في حوالي الساعة 22:10 صباح اليوم الاثنين، وكان مركزه على بعد حوالي ستة أميال (10 كيلومترات) جنوب شرق ميناء يورك في جنوب ولاية مين.
وأضافت الهيئة أن الزلزال كان على عمق حوالي ثمانية أميال (13 كيلومترا). ودفع السكان والمسؤولين في ولاية مين ونيو هامبشاير إلى تقييم أي أضرار محتملة. 
وشارك كثيرون قصصا على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأنهم شعروا في بداية الزلزال كما لو كان حادث سيارة أو ربما انفجارا قد وقع بالقرب منهم.
وطلبت إدارة الطوارئ في ولاية مين من السكان الاتصال برقم 911 فقط في حالة الطوارئ. وقالت فانيسا كورسون، المتحدثة باسم الإدارة إنه يبدو أن الزلزال لم يتسبب في حدوث أضرار بالغة، مضيفة أن إدارة الطوارئ المحلية لم تسجل أي أضرار.

أخبار ذات صلة أميركا تكشف عن أول تفش لسلالة من إنفلونزا الطيور الكرملين: ننتظر "إشارات" بشأن لقاء محتمل بين ترامب وبوتين المصدر: د ب أ

مقالات مشابهة

  • زلزال بقوة 5.8 درجات يضرب “ألاسكا”
  • زلزال قوي يضرب ألاسكا الأميركية
  • زلزال بقوة 5.6 درجات يضرب بحيرة البايكال الروسية
  • زلزال بقوة 5 درجات يضرب شرق إندونيسيا
  • زلزال عنيف بقوة 5 درجات يضرب شرق إندونيسيا
  • زلزال عنيف بقوة 4.2 درجة يضرب شرق إندونيسيا
  • زلزال هز أميركا شعر به سكان على بعد مئات الأميال
  • زلزال بقوة 3.8 درجة يضرب ولاية أمريكية
  • زلزال بقوة 3.8 درجات قرب سواحل ولاية مين الأمريكية
  • تحذير مرعب من بروفيسور تركي بعد زلزال بورصة