الدخان الأسود الممزوج بألسنة اللهب بات هو الشكل المميز للعاصمة السودانية الخرطوم الآن، للأسف الشديد، بعد قيام قوات الدعم السريع بـ«التخندق» فى مبانى العاصمة، وشوارعها، ومدارسها، ومستشفياتها.

قوات الدعم السريع تلجأ إلى أسلوب حرب العصابات فى الكر، والفر، والنهب، والسلب، والاختباء وسط المساكن، واتخاذ المواطنين دروعا بشرية للاحتماء بهم، والقيام بالهجمات ثم العودة إلى الاختباء مرة أخرى وسط التجمعات البشرية بالأحياء السكنية فى العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث.

احترقت معظم المبانى، والمساكن، وتحولت إلى ركام، وهجر السكان منازلهم، وظل البعض منهم موجودا مضطرا لأنه لا يعرف وجهة يقصدها.

ألسنة اللهب التهمت مقر، ومكاتب شركة «النيل»، أكبر شركات النفط فى السودان، وكان مبنى الشركة من أبرز معالم العاصمة السودانية بواجهاته الزجاجية، وتصميمه الهرمى المميز.

تحول المبنى، مثل غيره، إلى أنقاض، بعد أن التهمته ألسنة النيران الناتجة عن القصف المدفعى العشوائى فى أثناء محاولات قوات الدعم السريع الاستيلاء على مقر القيادة العامة للجيش السودانى وسط العاصمة.

هناك محاولات شيطانية الآن لتقسيم السودان بعد تهديد قائد قوات الدعم السريع بإعلان «حكومة» فى المناطق التى يسيطر عليها، وبغض النظر عن مدى أهمية ذلك من عدمه فإنه مؤشر خطير على محاولة فرض أمر واقع، والادعاء بوجود حكومتين، ورأسين فى سيناريو قد يكون شبيها بالسيناريو الليبى الحالى، ووجود كيانين منفصلين، واحد فى الشرق وآخر فى الغرب.

المحزن هو حالة الشعب السودانى الشقيق، خاصة فى المناطق المتضررة بالخرطوم، ودارفور، والمعاناة الشديدة التى يعانيها السكان نتيجة انهيار الخدمات، وانتشار الأوبئة، والأمراض، والمجاعات.

عبدالمحسن سلامة – بوابة الأهرام
الخرطوم «تحترق»..!

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على مدينة رئيسية في السودان

أعلنت قوات الدعم السريع التي تحارب الجيش النظامي السوداني منذ أكثر من عام أنها سيطرت، السبت، على عاصمة ولاية رئيسية في جنوب شرق البلاد، ما دفع بالآلاف إلى الفرار بحسب ما أفاد شهود. 

وأعلنت قوات الدعم السريع على منصة اكس أن قواتها سيطرت على الفرقة 17 مشاة التابعة للجيش في مدينة سنجة بولاية سنار.

وأكد سكان لوكالة فرانس برس أن "قوات الدعم السريع انتشرت في شوارع سنجة"، فيما أفاد شهود عيان بأن طائرات تابعة للجيش تحلق في سماء المدينة إضافة إلى سماع إطلاق نيران مضادات أرضية.

وفي وقت سابق السبت، تحدث شهود آخرون عن اشتباكات تدور في الشوارع و"حالة من الهلع بين المواطنين الذين يحاولون الفرار". 

ويشهد السودان منذ 15 أبريل العام الماضي حربا دامية بين القوات المسلحة النظامية بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أعقبتها أزمة إنسانية عميقة.

وهذا الاختراق الأخير لقوات الدعم السريع يعني أنها ستشدد الخناق على بورتسودان الواقعة على البحر الأحمر، حيث يتمركز الآن الجيش والمؤسسات الحكومية ووكالات الأمم المتحدة. 

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد ومنطقة غرب دارفور الشاسعة إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.  وتؤوي ولاية سنار أكثر من مليون نازح سوداني، وهي تربط وسط السودان بجنوب شرقه الذي يسيطر عليه الجيش. 

وأظهرت منشورات على وسائل التواصل آلاف الأشخاص وهم يفرون بالسيارات وسيرا على الأقدام، بينما قال شهود لوكالة فرانس برس إن "آلاف الأشخاص لجأوا إلى الضفة الشرقية لنهر النيل الأزرق" شرق سنجة.

وتحاصر قوات الدعم السريع أيضا مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. 

ونقلت الأمم المتحدة عن تقرير الخميس أن قرابة 26 مليون شخص في السودان يواجهون مستويات عالية من "انعدام الأمن الغذائي الحاد".

مقالات مشابهة

  • قوات الدعم السريع تمارس النهب والسلب وسرقة السيارات والمنازل بمجرد دخولها إلى المدن
  • الانتحار السوداني ... متى يتوقف وكيف؟!
  • اتهامات متبادلة بين الجيش والدعم السريع بتفجير جسر في الخرطوم وقتلى بالفاشر
  • ولاية سنار.. معركة حاسمة في حرب السودان
  • حرب السودان.. تدمير جسر الحلفايا الرابط بين بحري وأم درمان
  • الجيش السوداني يتهم الدعم السريع بتدمير جزء من جسر رئيسي في الخرطوم   
  • سلِّحوا المقاومة الشعبية في السودان و(فُكُّوا) لجامها
  • الدعم السريع ترك خيبته هناك داخل الخرطوم
  • قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على مدينة رئيسية في السودان
  • الدعم السريع يعلن سيطرته على مدينة رئيسية في السودان