لجريدة عمان:
2024-12-26@16:31:21 GMT

هـل بـات بالإمكـان التخاطـر مـع الآلات ؟

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

هـل بـات بالإمكـان التخاطـر مـع الآلات ؟

يبدو أن حلم التواصل المباشر مع الآلات بواسطة الفكر أصبح في متناول البشر، وهو ما أثبتته مختلف التجارب، لكنّ «نقطة التحوّل» تكمن في وضعه موضع التنفيذ وإتاحته على نطاق واسع، وهو ما لا يزال بعيد المنال.

وأثبتت مختبرات وشركات عدة أن التحكم ببرامج الكمبيوتر ممكن بواسطة التفكير بفضل غرسات في الدماغ، وأن العكس صحيح أيضا، إذ يمكن تحفيز الدماغ مما يُحدث استجابة جسدية.

وأحدث الإنجازات في هذا المجال سجّل في لوزان في نهاية مايو الفائت، عندما تمكُّن شخص مُصاب بشلل نصفي في فقرات من رقبته، للمرة الأولى من استعادة السيطرة طبيعيًا على المشي من خلال التفكير، وذلك بفضل دمج تقنيتين تعيدان الاتصال بين الدماغ والحبل الشوكي.

وفي مايو أيضًا، طوّر علماء أمريكيون وحدة فك ترميز تتيح، من خلال تصوير الدماغ والذكاء الاصطناعي، ترجمة أفكار الشخص إلى لغة من دون التحدث، بعد تدريب الدماغ من خلال تمضية ساعات طويلة في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي.

وتركّز أبحاث التواصل بين الدماغ والآلات في الوقت الراهن على المصابين بالشلل. ويتم اختبار الأجهزة في الغالب ضمن بيئة طبية، مع أن بعضها بات يُستخدم أكثر فأكثر.

ويقول أستاذ علم الأعصاب في جامعة بنسلفانيا مايكل بلات «نستخدم (غرسات) + يوتا أراي+ (من شركة +بلاك روك+) في المختبرات، وهي تعمل. أعرف أشخاصًا يستخدمونها للتحكم بكراسيهم المتحركة».

دماغ متمرّد

لكنّه ينبّه إلى أن «الدماغ لا يستسيغ وضع أشياء فيه، لذا فإن جهاز المناعة يهاجم هذه الأجهزة (...) وبمرور الوقت تنخفض جودة الإشارة مما يتسبب بفقدان معلومات».

وكلما كانت الغرسات أقرب إلى الخلايا العصبية، زادت دقة الإشارة وكانت أغنى، لكنّ زرعها في مواقع كهذه يتطلب عمليات جراحية معقدة، تكون مُكلِفة ومُرهِقة ويقل احتمال استمرارها على المدى الطويل.

وتعوّل شركة «سينكرون» الأمريكية على دعامة يتم إدخالها في الدماغ عبر الوريد الوداجي بعملية جراحية باتت مألوفة في عمليات القلب، ولا تستدعي فتح الجمجمة.

بمجرد وضعها في مكانها، تتيح «الدعامة» للمريض استخدام تطبيقات المراسلة أو تصفح الإنترنت من دون استخدام اليدين أو الصوت، من خلال النقر بواسطة الفكر فحسب.

ويوضح الشريك المؤسس لشركة «سينكرون» توم أوكسلي أن الغرسات الدماغية للتحكم بالأجهزة بلغت «نقطة تحول» في الوقت الراهن. ويشرح أن التركيز في المرحلة السابقة كان على ما يمكن أن تحققه هذه التقنية، أما الآن «فالهدف هو جعل العملية قابلة للتكرار وبسيطة وفي متناول عدد كبير من الناس».

وحصلت «سينكرون» عام 2021 على موافقة من السلطات الصحية الأمريكية لإجراء تجارب سريرية. وزرعت دعامات من هذا النوع لعشرات المرضى الذين يعانون مرض «شاركو» (شلل العضلات التدريجي).

ويقول الدكتور ديفيد بوترينو من مستشفى ماونت سيناي في نيويورك: «كان الهدف هو التحقق من إمكان تسجيل نشاط الدماغ ومن أن لا آثار ضارة لذلك، حتى بعد عام».

ويؤكد أن هذه المهمة أنجزت، وبالتالي حصل المرضى على مكسب ثمين هو الاستقلالية مع أن «طباعة» رسالة أمر مرهق ويستغرق وقتا طويلا.

وبدعم خاص من جيف بيزوس («أمازون») وبيل غيتس، جمعت «سينكرون» 75 مليون دولار في فبراير.

كائنات نصف بشرية

وتأمل شركة «نيورالينك» التي أطلقها الملياردير إيلون ماسك في عام 2016، في تمكين المصابين بالشلل من المشي مجدداً، وفي إعادة البصر إلى المكفوفين، وتطمح حتى إلى علاج الأمراض النفسية مثل الاكتئاب.

ومن الممكن أيضاً للمرء أن يبيع غرسته لمن يحلم ببساطة بأن يكون «سايبورغ»، أي كائنا نصف بشري ونصف آلي.

ويرى الملياردير أن زيادة الإنسان قدرات دماغه على هذا النحو ستتيح للبشرية تجنّب طغيان الذكاء الاصطناعي عليها وهو ما يُعتبر «تهديداً وجودياً». كذلك أشار إلى إمكان حفظ الإنسان ذكرياته على الإنترنت وتحميلها إلى جسم آخر أو روبوت.

لا يستبعد رئيس «تيسلا» و«إكس» («تويتر» سابقا) أيضًا «التخاطر التوافقي» بين البشر لتبادل «أفكارهم الحقيقية» في حالتها الخام، من دون المرور بمصفاة الكلمات.

وتلقت الشركة الناشئة في مايو الفائت من إدارة الأغذية والعقاقير (الجهة المسؤولة عن القطاع الصحي في الولايات المتحدة) الإذن باختبار غرسات دماغية على البشر، وجمعت 280 مليون دولار للاستثمار في هذا المجال.

ويتولى روبوت إجراء عملية جراحية لزرع هذه الغرسة في الدماغ، وهي بحجم قطعة نقود معدنية.

وحتى اليوم، اختُبرت هذه الغرسات على حيوانات فحسب وخصوصا على قردة تعلمت كيفية «اللعب» بلعبة الفيديو «بونغ» من دون عصا تحكم أو لوحة مفاتيح.

وهذه التجربة مماثلة لتجارب عدة أخرى، كتلك التي أجريت عام 1969، عندما تولى الباحث الأمريكي إيبرهارد فيتز تعليم قرد تحريك إبرة على عداد من طريق التفكير، بواسطة أداة تَواصُل بين الدماغ والجهاز.

وكالة فرنس بريس العالمية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من خلال من دون

إقرأ أيضاً:

3 قرارات صحية قابلة للتنفيذ في 2025

تتطلب العناية بالنفس نهجاً متعدد الأوجه، يشمل صحة الدماغ، والقلب، والتمثيل الغذائي، وهو ما أظهره لنا بحث هام في عام 2024، أن تحسين الصحة يتلخص في 3 عوامل رئيسية هي، النوم، والتغذية، والرياضة.

ولكن كيف يبدأ المرء في اتخاذ إجراء بهذا القصد؟ وكيف يمكننا تقسيم مثل هذه التغييرات في نمط الحياة إلى خطوات يمكن إدارتها؟

بحسب تقرير لـ "مديكال نيوز توداي"، نحن جميعاً قادرون على النمو والتغيير، وربما يكون أحد أكثر أوقات العام تأثيراً على التحول وتهيئة المسرح للتغيير هو رأس السنة الجديدة.

الواقعية

وعندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات بشأن الصحة أو أي مجال آخر من مجالات الحياة، فقد نضع أهدافاً غير واقعية أو كبيرة جداً تجعلنا عرضة للفشل منذ البداية.

والمفتاح، وفق الخبراء، هو البدء بأهداف صغيرة، وأن تكون محدداً قدر الإمكان؛ سواء كان ذلك من خلال تحديد إطار زمني أو نتائج قابلة للقياس.

أدلة بحثية

واستناداً إلى بحث في وقت سابق من هذا العام، وجد الباحثون أن تجربة النوم المتقطع في سن 30-40 قد تؤدي إلى مشاكل في الذاكرة في وقت لاحق من الحياة. كما ربطوا بين قلة النوم الجيد وتسارع شيخوخة الدماغ.

وفيما يتعلق بموضوع التمرين، وجد العلماء أن أي شكل من أشكال التمرين يمكن أن يساعد في تجديد شباب الدماغ، ويمكن أن يؤدي نوع معين من النشاط إلى إطالة العمر.

كما وجدت دراسة أخرى زيادة في فشل القلب وخطر الوفاة بسبب الخمول لعدد معين من الساعات في اليوم.

التغذية

ولضمان نظام غذائي صحي ومتوازن، نشرت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة تقريراً جديداً هذا العام، يسرد مجموعات الطعام التي يجب على الناس تناولها بشكل أكبر ومجموعات أخرى يجب تجنبها للحصول على صحة مثالية.

وتتلخص التوصيات الجديدة في زيادة الخضروات والفاكهة والبقول، وتقليل الأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية.

لعمل ذلك، احذف وجبة خفيفة غير صحية من طعامك اليومي، وتحول إلى شرب الماء بدلاً من الصودا، وتناول حصة أكثر من الفواكه أو الخضروات.

وتدريجياً اعمل على زيادة كمية الأطعمة النباتية، كالبقول والخضروات والفاكهة.

النوم

من ناحية أخرى، ابدأ بتحسين النوم، بالذهاب إلى الفراش نصف ساعة مبكراً، وتهيئة الأجواء في المنزل للنوم، بإغلاق الشاشات وتقليل الإضاءة.

النشاط

ولزيادة النشاط البدني، ابدأ بالدقائق، أضف 15-20 دقيقة من المشي، أو الركض إن كنت تستطيع، أو تمارين الأيروبك أو المقاومة في البيت.

اصعد السلم بدلاً من استخدام المصعد، اركن سيارتك بعيداً لتضيف قدراً من المشي إلى مشوار التسوق، وإذا كنت تجلس إلى مكتبك كثيراً، قف بضع دقائق كل ساعة.

مقالات مشابهة

  • لم يكن بالإمكان الوصول إليه! عُثر عليه ميتًا في منزله ورأسه مهشّم
  • عطيفي والبشري يدشنان توزيع فراطات الذرة الشامية على الجمعيات الزراعية بالحديدة
  • دراسة تزف بُشرى سارة لمرضى الزهايمر (تفاصيل)
  • طبيب يُحذّر: إدمان وسائل التواصل يسبب تعفن الدماغ
  • نتفليكس تقاضي VMware في براءات اختراع الآلات الافتراضية
  • أغرب اكتشاف طبي في 2024: القلب له أدمغة صغيرة
  • دراسة تتوصل لعلاج محتمل لاضطراب طيف التوحد (تفاصيل)
  • 3 قرارات صحية قابلة للتنفيذ في 2025
  • دراسة: تباطؤ حاد في شيخوخة الدماغ خلال العقود القليلة الماضية
  • أغرب خبر طبي في 2024: القلب له أدمغة صغيرة