خبر مفرح لمرضى السكري.. تقنية جديدة قد تلغي حقن الأنسولين
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
سبتمبر 20, 2023آخر تحديث: سبتمبر 20, 2023 المستقلة/- ابتكر فريق من العلماء الأمريكيين جهازا جديدا قابلا للزرع قد يغني قريبا عن حقن الأنسولين لمرضى السكري من النوع الأول.
وهو جهاز زرع جديد يحتوي على “مصنع أوكسجين” مدمج يمكن أن يحل قريبًا محل حقن الإنسولين للأشخاص الذين يعانون من السكري من النوع 1..
قام باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بتطوير جهاز صغير الحجم يشبه العلكة ينتج إمدادًا لا نهائيًا من الأوكسجين الضروري لزرع خلايا تنتج الإنسولين في جسم الشخص المصاب بالسكري.
تم اختبار الجهاز على الفئران، وله الإمكانية للقضاء على حاجة المصابين بالسكري إلى مراقبة مستويات السكر في الدم باستمرار وحقن أنفسهم بالإنسولين.
ويقول العلماء، الذين يخططون قريبًا لاختبار الجهاز على البشر، إنه يمكن أيضًا تكييفه لعلاج الأمراض الأخرى التي تتطلب تسليم متكرر للبروتينات.
الجهاز الصغير حوالي حجم عملة ربع دولار. يعتمد على قدرته على تفتيت بخار الماء إلى مكوناته – الهيدروجين والأوكسجين. ثم يخزن الأوكسجين في غرفة لإمداد الخلايا المزروعة بالإنسولين الذي تنتجه.
الدكتور دانيال أندرسون، أستاذ هندسة الكيمياء في MIT وقائد في تطوير الجهاز، يقول: “يمكنك أن تفكر في هذا كجهاز طبي حي يتكون من خلايا بشرية تفرز الإنسولين، جنبًا إلى جنب مع نظام الدعم الإلكتروني.”
القدرة على إدارة السكري من النوع 1 بدون الحاجة إلى عمليات مملة ومؤلمة لفحص مستوى السكر في الدم وحقن الإنسولين مرة واحدة في اليوم ستمثل انتصارًا كبيرًا لحوالي مليوني أمريكي يعيشون مع هذا المرض.
لكن هذه العملية تفتقر إلى الاستجابة المعقدة التي تتمتع بها جسم شخص غير مصاب بالسكري ولا تعيد إنتاج قدرة الجسم الطبيعية على التحكم في مستوى السكر في الدم.
الدكتور أندرسون يقول: “معظم المرضى المعتمدين على الإنسولين يحقنون أنفسهم بالإنسولين، ويبذلون قصارى جهدهم، لكنهم ليس لديهم مستويات سكرية صحية. إذا نظرتم إلى مستويات السكر في دمهم، حتى بالنسبة للأشخاص الذين يكرسون أنفسهم للعناية، فإنهم ببساطة لا يمكن أن يتناسبوا مع ما يمكن أن تقوم به بنكرياس حي.”
واجه الباحثون مشكلة في كيفية توفير الكمية الكافية من الأوكسجين للخلايا المزروعة التي تنتج الإنسولين للتعامل مع انخفاض مستوى السكر في الدم، ولكنهم اكتشفوا طريقة لتفكيك بخار الماء في الجسم إلى مكوناته، الهيدروجين والأوكسجين.
الأوكسجين يذهب إلى الغرفة التخزينية في الجهاز التي تغذي الخلايا المزروعة التي تنتج الإنسولين والتي يمكنها الاستجابة لارتفاع مستوى السكر في الدم فورًا.
النظام الذي طوره باحثو MIT يقضي أيضًا على الحاجة إلى الأدوية المثبطة للجهاز المناعي، التي تهدئ جهاز المناعة في الجسم حتى لا يهاجم الخلايا المزروعة معتبرًا إياها غزاة أجانب.
تلقت مجموعة واحدة من الفئران الجهاز الذي يحتوي على غشاء تفتيت بخار الماء. الفئران الأخرى تلقت جهازًا يحتوي على خلايا إنتاج الإنسولين المزروعة دون أي أوكسجين إضافي للحفاظ على إنتاج تلك الخلايا.
الفئران التي تلقت الزرعة الإلكترونية حافظت على مستويات سكر الدم الطبيعية بالمقارنة مع الحيوانات الصحية، بينما أصبحت الفئران اللواتي تلقين الجهاز مفرطات في مستويات السكر في الدم خلال حوالي أسبوعين.
الجهاز الصغير لا يحتاج إلى أسلاك أو بطاريات، ويتطلب فقط جهدًا صغيرًا يبلغ حوالي اثنين فولت تُولد من خلال ظاهرة تعرف باسم “الارتفاق المغناطيسي الترددي”.
تقوم لفائف مغناطيسية مُضبَّبة خارج الجسم – والتي يمكن ارتداؤها كشريحة على الجلد – بنقل الطاقة إلى هوائي مرن صغير داخل الجهاز، مما يتيح لنقل الطاقة اللاسلكي.
قال الدكتور أندرسون إن فريقه متحمس للتقدم الذي أحرزه الجهاز، مضيفًا “نحن متفائلون حقًا بأن هذه التكنولوجيا يمكن أن تساعد في نهاية المطاف المرضى.”
عادةً ما يؤدي هجوم الجهاز المناعي عند زرع جهاز طبي في الجسم إلى تراكم نسيج ندبي يُسمى الفيبروز، والذي يمكن أن يقلل من فعالية الأجهزة.
شكل هذا النسيج الندبي حول الزرعات المستخدمة في الدراسة، لكن نجاح الجهاز في السيطرة على مستوى السكر في الدم يشير إلى أن الإنسولين كان لا يزال قادرًا على التشتت من الجهاز، والسكر داخله.
يمكن أيضًا استخدام هذا النهج الجديد المطور لتقديم الخلايا التي تنتج أنواعًا أخرى من البروتينات التي يجب تقديمها على مدى فترات طويلة، وأظهر باحثو MIT أن جهازهم يمكن أيضًا الاحتفاظ بالخلايا التي تنتج إريثروبويتين – بروتين يحفز إنتاج الكريات الحمراء.
قال الدكتور أندرسون: “نحن متفائلون بأنه من الممكن صنع أجهزة طبية حية يمكن أن تتواجد في الجسم وتنتج الأدوية عند الحاجة. هناك مجموعة متنوعة من الأمراض التي يحتاج فيها المرضى إلى تناول البروتينات من الخارج. في بعض الأحيان بشكل متكرر. إذا استطعنا استبدال الحاجة إلى الزرعات كل أسبوعين بزرعة واحدة يمكن أن تعمل لفترة طويلة، أعتقد أن ذلك يمكن أن يساعد حقًا العديد من المرضى.”
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: مستوى السکر فی الدم التی تنتج فی الجسم یمکن أن جهاز ا تنتج ا
إقرأ أيضاً:
معايير جديدة لتشخيص السمنة.. ماذا يقول الخبراء؟
شدد موقع "هيلث بوليسي ووتش" على ضرورة أن يتجاوز تشخيص السمنة، التي تتزايد بشكل أسرع بين الأطفال والمراهقين، ما هو أبعد من مؤشر كتلة الجسم (BMI) ليشمل مقاييس مثل محيط الخصر والأعراض الجسدية الشخصية.
وأشار الموقع في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا ما تقوله لجنة السمنة السريرية، التي تضم 58 خبيرا من مجموعة من المؤسسات الطبية والبلدان في مقال نُشر في مجلة The Lancet Diabetes & Endocrinology يوم الثلاثاء.
وبحسب التقرير، فقد كان هناك نقاش طويل في الأوساط الطبية حول ما إذا كانت السمنة مرضا في حد ذاته، أو سببا للمرض.
وقدمت اللجنة تعريفا للسمنة السريرية التي تصنفها كمرض، لكنها تحتج أن تشخيصها يجب أن يكون أكثر دقة من مؤشر كتلة الجسم. يجب استخدام مؤشر كتلة الجسم بدلا من ذلك للتعرف على حالات السمنة.
كما قدمت مصطلح "السمنة قبل السريرية"، والتي ترتبط بمستوى متغير من المخاطر الصحية، ولكن حيث لا يوجد مرض.
يقول رئيس اللجنة البروفيسور فرانشيسكو روبينو، إن "السؤال حول ما إذا كانت السمنة مرضا هو سؤال معيب لأنه يفترض سيناريو غير معقول إما أن تكون السمنة مرضا دائما أو لا تكون مرضا أبدا".
ويضيف روبينو، من كلية طب القلب والأوعية الدموية والتمثيل الغذائي والعلوم في جامعة كينغز كوليدج في لندن، أنه "ومع ذلك، تظهر الأدلة حقيقة أكثر دقة. يمكن لبعض الأفراد المصابين بالسمنة الحفاظ على وظائف الأعضاء الطبيعية والصحة العامة، حتى على المدى الطويل، في حين يُظهِر آخرون علامات وأعراض مرض شديد هنا والآن".
ويشير أيضا إلى أن "اعتبار السمنة عامل خطر فقط، وليس مرضا أبدا، يمكن أن يحرم بشكل غير عادل من الوصول إلى الرعاية الحساسة من ناحية الوقت بين الأشخاص الذين يعانون من سوء الصحة بسبب السمنة وحدها".
ويتابع بالقول "ومن ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي التعريف الشامل للسمنة كمرض إلى الإفراط في التشخيص والاستخدام غير المبرر للأدوية والإجراءات الجراحية، مع احتمال إلحاق الضرر بالفرد وتكاليف باهظة للمجتمع".
تعرف اللجنة "السمنة السريرية" بأنها مرتبطة "بأعراض ضعف وظائف الأعضاء، أو انخفاض كبير في القدرة على القيام بالأنشطة اليومية القياسية، مثل الاستحمام، واللباس، والأكل والتحكم في التبول، بشكل مباشر بسبب الدهون الزائدة في الجسم".
تحدد اللجنة 18 معيارا تشخيصيا للسمنة السريرية لدى البالغين و13 معيارا محددا للأطفال والمراهقين.
وتشمل هذه المعايير ضيق التنفس، وفشل القلب الناجم عن السمنة، وآلام الركبة أو الورك، مع تصلب المفاصل وانخفاض نطاق الحركة كتأثير مباشر للدهون الزائدة في الجسم على المفاصل.
تُعرف السمنة قبل السريرية بأنها "السمنة مع وظائف الأعضاء الطبيعية".
و"لا يعاني الأشخاص الذين يعيشون مع السمنة قبل السريرية من مرض، على الرغم من أن لديهم خطرا متغيرا ولكنه متزايد بشكل عام للإصابة بالسمنة السريرية والعديد من الأمراض غير المعدية الأخرى في المستقبل"، وفقا للجنة.
وعلى الرغم من أن مؤشر كتلة الجسم مفيد لتحديد الأفراد المعرضين لخطر متزايد من المشكلات الصحية، إلا أن اللجنة تؤكد أن مؤشر كتلة الجسم "ليس مقياسا مباشرا للدهون، ولا يعكس توزيعه حول الجسم ولا يوفر معلومات حول الصحة والمرض على المستوى الفردي".
يقول المفوض البروفيسور روبرت إيكل، إن "الاعتماد على مؤشر كتلة الجسم وحده لتشخيص السمنة أمر إشكالي حيث يميل بعض الأشخاص إلى تخزين الدهون الزائدة عند الخصر أو في أعضائهم وحولها، مثل الكبد أو القلب أو العضلات، وهذا مرتبط بمخاطر صحية أعلى مقارنة بتخزين الدهون الزائدة أسفل الجلد مباشرة في الذراعين أو الساقين أو في مناطق أخرى من الجسم".
ويضيف إيكل، من قسم الطب في جامعة كولورادو أنشوتز في الولايات المتحدة، "لكن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الدهون في الجسم لا يكون لديهم دائما مؤشر كتلة الجسم الذي يشير إلى أنهم يعيشون مع السمنة، مما يعني أن مشاكلهم الصحية قد تمر دون أن يلاحظها أحد".
ويتابع بالقول "بالإضافة إلى ذلك، يعاني بعض الأشخاص من ارتفاع مؤشر كتلة الجسم وارتفاع نسبة الدهون في الجسم ولكنهم يحافظون على وظائف الأعضاء والجسم الطبيعية، دون ظهور علامات أو أعراض للمرض المستمر".
من جهته، توضح الأستاذة المفوضة لويز باور من جامعة سيدني، أستراليا، أنه "سيمكن هذا النهج الدقيق للسمنة من اتباع مناهج قائمة على الأدلة ومخصصة للوقاية والإدارة والعلاج لدى البالغين والأطفال الذين يعيشون مع السمنة، مما يسمح لهم بتلقي رعاية أكثر ملاءمة، بما يتناسب مع احتياجاتهم. كما سيوفر هذا أيضا موارد الرعاية الصحية من خلال تقليل معدل الإفراط في التشخيص والعلاج غير الضروري".