نيوزيمن:
2025-04-26@11:05:43 GMT

مدرسة السلام.. نقطة فارقة في دمت الضالع

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

واجهت مدرسة “السلام” في قرية الحقب، إحدى قرى مديرية دمت في محافظة الضالع، ظروفاً تهدد استمرار العملية التعليمية، بعد ما تعرضت له من دمار إثر قصف الطيران عام 2015م.

وشهدت المنطقة تراجعاً كبيراً في العملية التعليمية منذ بداية الحرب مطلع العام 2015، حيث أُغلقت المدارس في كل من قريتي الرباط وكرش إلى جانب قرية المخطة، لتصبح مدرسة السلام وجهة يقصدها الطلاب من هذه القرى التي أغلقت فيها مدارسهم.

 

في ثمانينات القرن الماضي كانت مدرسة السلام تضم سبعة فصول يدرس فيها الطلاب حتى الصف الثاني من المرحلة الإعدادية، بعدها ينتقل الطلاب لاستكمال دراستهم في المدينة، واستمرت العملية التعليمية على هذا النحو قرابة 20 عاماً. 

مطلع العام 2001م بُنيت مدرسة أخرى على بُعد أمتار قليلة من المبنى القديم حمل ذات الاسم، ضمت المرحلة الأساسية والأول الثانوي، لتصبح فيما بعد واحدة من أبرز المدارس في المحافظة.

مع اندلاع الحرب في البلاد العام 2015م، تعرضت المدرسة لقصف طيران دمر المبنى الجديد، بالإضافة إلى فصلين من المبنى القديم. 

ولم يكن هذا الحدث هيناً على أحد، إذ شعر الجميع بانكسار آمال الغد المنشود، بسبب توقف العملية التعليمية لأشهر طويلة. 

“آيات” (16 عاماً)، إحدى طالبات المدرسة، عبّرت عن استيائها إزاء حال المدرسة، بالقول: ”كل يوم في الطابور الصباحي يتكلم الطلاب بالإذاعة عن الوطن، أشوف المدرسة المهدمة أمامنا وأحس الوطن مدفوناً تحت ركام المدرسة". 

من جانبه أوضح “أحمد ناصر الحقب” وكيل مدرسة السلام، الصعوبات التي تواجههم، قائلا: “نقص في كتب المنهج الدراسي والأسوأ نقص المعلمين الذين مارسوا مهنتهم لعقود طويلة"، مبيناً أن النقص في الكادر التعليمي ناتج عن انقطاع الطريق ما سبب صعوبة تنقلهم بين هذه المنطقة ومناطقهم الواقعة جنوبي المحافظة.

أبناء المدرسة وجدوا حلاً بديلاً لتلافي ضياع العام الدراسي، إذ وظفوا المساجد أماكن للدراسة، كما قام بعض الأهالي بفتح منازلهم ليدرس فيها الطلاب، حيث قسم الطلاب على دوامين وإلى مستويات مختلفة، صباحاً ومساءً. 

إلى جانب ذلك تطوع عدد من أبناء المنطقة من خريجي الجامعات لتغطية الفراغ الذي خلفه غياب المعلمين، واستطاع الطلاب بذلك استكمال عامهم الدراسي.

ومع مرور الوقت تمكن الأهالي، بجهود ذاتية، من ترميم المبنى القديم وبناء فصلين إضافيين، بالإضافة إلى ترميم سكن المعلمين وتحويله إلى فصول دراسية. إلا أن عودة الطلاب قابلتها تحديات جديدة تمثلت في نقص عدد المقاعد المدرسية، مع استمرار النقص في عدد المعلمين. 

مجدداً عمل الأهالي على توفير نفقات توفير المقاعد التعليمية حيث تمكنوا من توفير كراسي إضافية لتغطية النقص. 

وللتغلب على مشكلة أزمة نقص المعلمين في المدرسة، الذين بلغ عددهم 22 معلماً، 8 منهم موظفون في القطاع الحكومي لا يتقاضون رواتبهم، بينما يعمل 14 متطوعاً من أبناء القرية (خريجو جامعات من مختلف الأقسام)، في تغطية مواقع المعلمين المتغيبين وغير القادرين على الحضور تعاقدت معهم المدرسة بنفقة خاصة يدفعها الطلاب والأهالي كل عام. 

ولحل مشكلة نقص عدد الفصول ومواجهة الزيادة في عدد الطلاب، اضطرت المدرسة لتقسيم المرحلة الأساسية إلى شُعبتين، وإضافة فصل ثانوي تالٍ.

ووفق إحصائية أخيرة لإدارة مدرسة السلام فإن عدد طلاب المدرسة من الصف الأول اساسي وحتى الثاني الثانوي للعام 2021م، بلغ قُرابة 750 طالباً. 

ورغم ما تمر به مدرسة السلام، إلا أن سير العملية التعليمية يمضي دون توقف، ما مثل نقطة فارقة في حياة الطلاب وتطلعات الأسر.

القصة وبحلول مشابهة تكررت في منطقة بيت أبو عاطف وبني جلعة التي تضم أكثر من 7 قرى في مديرية الحدا بمحافظة ذمار، التي ظلت خارج نطاق التعليم على مدى عقود ماضية. 

هذه المنطقة الريفية التي يقطنها قرابة عشرة آلاف نسمة ظلت ولسنوات عدة تفتقر لمدرسة ابتدائية يتلقى فيها الأطفال تعليمهم الأساس. 

خلال العام 2017، سعى مجموعة من الشبان لتغيير هذا الواقع المظلم بإطلاقهم مبادرة لبناء مدرسة حيث بدأوا يجمعون تكاليف بنائها من الأهالي وبعض المتطوعين بعد أن تخاذلت السلطات الرسمية عن القيام بدورها في توفير مدرسة. 

مع بدء العمل في المشروع تفاعل جميع سكان القرى المستفيدة مع الشبان وعملوا بجد لإنجاح المشروع وإتمام بناء المدرسة التي ظلت حلماً يراودهم عشرات السنين، فجمعوا لها الأموال واقتطعوها من قوتهم الأساسي رغم الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، نتيجة استمرار الحرب الدائرة في البلاد. 

لم يقتصر دور الأهالي على الدعم المالي والمعنوي للمشروع، بل شاركوا في بنائه وتعاونوا منذ وضعت لبناته الأولى وحملوا ومعهم أطفالهم الأحجار على أكتافهم ومعهم أطفالهم.

أثمرت تلك الجهود المجتمعية بناء ستة فصول دراسية وإدارة مدرسية وسكن للمعلمين ومخزن للكتب، بتكلفة إجمالية بلغت أربعة ملايين ريال جمعت من الأهالي، وأطلقوا عليها اسم مدرسة الحوار الوطني. 

تم إنتاج هذه المادة بدعم من مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي

المصادر: 

. موقع الأنباء اولاين 

. منظمة  JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا

. موقع الشاهد نت 

. الاحصائيات المنشورة من قبل مدرسة السلام

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: العملیة التعلیمیة مدرسة السلام

إقرأ أيضاً:

ندوة المدارس العلمية والفكرية بمحافظة شمال الشرقية في معرض مسقط الدولي للكتاب

العُمانية / نظمت محافظة شمال الشرقية ندوة عن المدارس العلمية والفكرية بالمحافظة، وسلطت الضوء على أهمية المدارس التعليمية لصقل الكوادر المؤهلة.

وقال الدكتور خالد بن محمد العبدلي، أستاذ مساعد بكلية العلوم الشرعية:"يشهد العالم الإسلامي والعربي تحديات عظيمة تواجه الثقافة والانتماء وغياب المرجعيات وهجوم العولمة وآثارها، لذلك من المهم جدًا التحدث عن المدارس التعليمية. وسلطنة عُمان نالت نصيبًا وافرًا من المدارس التعليمية، حيث كان لها الأثر البالغ في المجتمع وتأهيل جيل من المتعلمين القادرين على حمل أمانة العلم."

وعن مدرسة الشيخ حمود بن حميد الصوافي، أكد أنها تُعد بمثابة علاج ناجح للتحديات العالمية المعاصرة للثقافة الإسلامية، وتعتمد في إدارة أنظمتها على الأنظمة التراثية التقليدية مع المنهج التربوي الحديث، حيث يتولى الشيخ حمود الصوافي إدارتها بمساعدة مجموعة من أساتذة المدرسة لمتابعة تنفيذ آليات انتظام المدرسة، كما تُسند إلى الطلبة مجموعة كبيرة من المهام كنوع من التعليم في المهارات الحياتية وتفعيل حقيقي للإدارة الذاتية.

وأوضح: "المدرسة تعد امتدادًا للمدارس الدينية في سلطنة عُمان التي بدأت منذ دخول سلطنة عُمان الإسلام ولا زالت مستمرة في رسالتها."من جانبه، قال الدكتور سلطان بن عبيد الحجري، باحث في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية: "الحركة الفكرية في ولاية بدية لها مظاهر يمكن أن تُدرس من خلالها، كحركة نسخ الكتب ووجود المكتبات في قرى الولاية ومجالس العلم والحلقات والمدارس، بالإضافة إلى وجود المتعلمين والمعلمين والعلماء الذين تزخر بهم الولاية والذين يزورونها باستمرار."

وأوضح أن أهم مدرسة في ولاية بدية هي مدرسة مسجد سلطان بن عبيد، حيث تزامن بناء المسجد مع رجوع طلبة العلم الذين تغربوا ودرسوا مع الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي، وهم سعيد بن عبيد الحجري ومحمد بن سالم الحجري.

ولفت إلى أن البيئة العلمية يصنعها المحسنون من الناس ممن يولون أهمية للعلم والعلماء ؛ فبإكرام العلماء وطلبة العلم يزدهر العلم والتعليم.

مقالات مشابهة

  • محمود جبر: الحوار الوطني نقطة تحول فارقة في مسار الحياة السياسية
  • والدة الطفلة المعتدى عليها داخل حمام مدرسة بالمرج: المتحرش ضرب بناتي
  • مابل ولف ومدرسة القابلات (1920): الاستعمار المضاد (1-2)
  • ندوة المدارس العلمية والفكرية بمحافظة شمال الشرقية في معرض مسقط الدولي للكتاب
  • ضمن حملة “حماة تنبض من جديد”.. يوم بيئي وحملة تشجير في مدرسة خالد السمك
  • مقتل طالب وإصابة 3 في هجوم بسكين داخل مدرسة فرنسية
  • "التعليم": تمكين المدرسة محور التحول في الحوكمة التعليمية
  • هجوم دموي في مدرسة فرنسية.. والشرطة تحقق مع طالب مشتبه به
  • حزب المؤتمر: ذكرى تحرير سيناء نقطة فارقة في تاريخ مصر الحديث
  • كواليس ومفاجآت بشأن واقعة التحرش بطالبة مدرسة المرج