نظمت مكتبة الطفل والشباب بتنيدة في إطار خطة أنشطة الهيئة العامة لقصور الثقافة، والتي تمت إشرافها من قبل عايدة عبد الرؤوف، ورشة عمل لرسم وتلوين حول موضوع "سحر الواحة". تم تنفيذ الورشة بالتعاون مع فرع ثقافة الوادي الجديد برئاسة ابتسام عبد المريد، وتندرج ضمن الأنشطة الثقافية التي تهدف إلى تنمية مهارات وإبداع الأطفال والشباب.

تمت المشاركة في الورشة من قبل مجموعة متنوعة من الأطفال والشباب الذين أبدوا اهتمامًا كبيرًا بعالم الفن والرسم. تعلم المشاركون تقنيات رسم مختلفة وكيفية استخدام الألوان بشكل إبداعي لتجسيد جمال الواحة. كما تعرفوا على مفهوم الواحة وأهميتها في حياة السكان المحليين والثقافة التي تحيط بها.

تهدف الورشة إلى تعزيز الوعي الثقافي للأطفال والشباب، وتشجيعهم على التعبير الفني والإبداع من خلال الرسم والتلوين. فالفن يعتبر واحدًا من وسائل التعبير الأكثر فعالية ومسلية، ويساهم في تنمية التفكير الابتكاري والتصور المبدع. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للفن أن يلعب دورًا هامًا في نشر الوعي البيئي وحماية الموارد الطبيعية.

تأتي هذه الورشة كجزء من الجهود المستمرة للهيئة العامة لقصور الثقافة في تعزيز النشاط الثقافي في المجتمع. بالتعاون مع الفروع المختلفة، يتم تنظيم مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة التي تستهدف شرائح مختلفة من الأطفال والشباب. ويساهم ذلك في تعزيز الوعي الثقافي والفني لدى الأفراد، وتثقيفهم حول مواضيع مهمة، مثل الثقافة والتراث والفن.

تجاوب الأطفال والشباب بشكل إيجابي مع ورشة الرسم والتلوين حول "سحر الواحة"، حيث تمكنوا من التعبير عن إبداعهم ومشاركة أفكارهم حول الموضوع من خلال الألوان والرسومات. وقد استفادوا من الجو الإبداعي الذي توفره المكتبة والتي تعد بيئة ملائمة للتعلم والتجربة الفنية.

يعتبر التفاعل مع الأعمال الفنية الخاصة بالمشاركين مؤشرًا إيجابيًا على نجاح الورشة وتأثيرها الإيجابي على الأفراد. يمكن أن تساهم هذه النوعية من الأنشطة في تعزيز الثقة في الذات والتعبير عن الذات، وتحسين المهارات الإبداعية والتعاونية، والتحفيز على استكشاف واكتشاف المزيد من الإمكانات الفنية.

في النهاية، تعد ورشة الرسم والتلوين حول "سحر الواحة" في تنيدة فرصة قيمة للأطفال والشباب للتعبير عن أنفسهم واكتشاف مواهبهم الفنية في بيئة مشجعة. ومن المهم أن نستمر في دعم وتنظيم مثل هذه الأنشطة التي تهدف إلى تعزيز الثقافة والفن في المجتمع، وتشجيع الأفراد على اكتشاف مواهبهم وتنميتها من خلال التعبير الفني.

"سحر الواحة" ورشة عمل لرسم وتلوين في مكتبة الطفل والشباب بتنيدة "سحر الواحة" ورشة عمل لرسم وتلوين في مكتبة الطفل والشباب بتنيدة "سحر الواحة" ورشة عمل لرسم وتلوين في مكتبة الطفل والشباب بتنيدة

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الوادى الجديد إقليم وسط الصعيد الثقافى إقليم فرع ثقافة ثقافة الوادي الجديد قصر ثقافة بيت ثقافة مكتبة ثقافة ثقافتنا في إجازتنا محافظة الوادي الجديد محافظ الوادى الجديد محافظة محافظ رئيس جامعة الوادي الجديد رئيس جامعة الوادى الجديد رئيس جامعة نائب محافظ الوادي الجديد نائب محافظ ديوان عام محافظة جامعة الوحدة المحلية مركز مدينة مركز ومدينة رئيس الوحدة المحلية الخارجة الداخلة بلاط باريس الفرافرة الأطفال والشباب

إقرأ أيضاً:

سيرة نضال تأسيس مكتبة قرّاء المعرفة

في زقاقٍ ضيّقٍ من أزقة العاصمة مسقط، وبعد منعطفات عدة في منطقة غلا، إحدى قرى ولاية بوشر، وُلدت الفكرة. كانت بذرة صغيرة في ذهن رجلٍ جرّدته الحياة من أمانها الوظيفي، وتركته في مهبّ الريح بلا مصدر رزق. لكنه كان يدرك أن الأمان لا يُشترى بالرواتب، بل يُكتسب بالإيمان بالفكرة وبالقدرة على تحويل الخيال إلى حقيقة.

عن رجل آمنت به عائلته، بدءا من والدته وزوجته رفيقة دربه، وانتهاءا بابنيه علي وعمر. فخلق من السقوط انطلاقه. ففي لحظة فارقة، حين أُغلق باب الوظيفة خلفه، لم يكن ذلك فقدان عمل فحسب، بل كان سقوطًا في هوّة مظلمة. ومواجهة منهكة أمام سؤال يتناوله كسكين بربرية حادة: «من أنا دون وظيفة وراتب؟! أين مكاني إن لم يكن بين جدران الوظيفة التي اعتدتُ عليها؟! كيف لي أن أواصل هذه الحياة دون شريان الراتب؟!»..

كانت أيامه الأولى في هذا التيه أشبه بملاحقة الظلّ؛ سبعة أشهر من الضياع واللهاث بحثًا عن استقرار وظيفي. ثم عمل مؤقتًا في شركة للدعاية والإعلان، استمر لبضع يوم! حتى اكتشفَ بأنها لم تكن أكثر من جسر مهترئ لا يوصل إلى شيء. وعاد من جديد لتبتلعه دائرة الإحباط الكبير.

لم يكن إبراهيم الصلتي مؤسس «مكتبة قرّاء المعرفة» رجلًا عاديًا. كان كيانًا مشبعًا بالكتب، يتنفس الورق، وينبض بالحبر. صنع من عثرته نجاحًا، حتى أصبحت اليوم الغرفة الصغيرة المتوارية خلف أزقة طويلة في قرية نائية هي مكتبة رائدة متخصصة في الإصدارات العمانية بمختلف مجالاتها العلمية والأدبية. يصل إلى المكتبة زوار كثر، من داخل عُمان وخارجها.

ومن هنا بدأت القصة. حين باع إبراهيم الصلتي أول كتاب، كانت لحظة اكتشافه لنفسه وشغفه الذي لم يجده قبل هذه اللحظة. ففي وسط الكتب، وبين عناوينها التي نزفت بحبر قلوب كتّابها، وجد ضالته. كان بوسعه أن يختار طريقًا آخر، أن ينحني للواقع ويشكو ويطالب كغيره أو ينتظر مترقبا تقطير يد سخيّة له بعطاء، لكنه اختار المقاومة الصامدة؛ بعناد مُبصر غير أعمى، وبيقين العارف أن الأشياء العظيمة تولد من الرهان على المستحيل.

إبراهيم الصلتي، رجل ذو رسالة سامية. يؤمن أن وطنه لا يكتمل إلا بمفرداته، وأن حضارته لا تزدهر إلا بسطورها. سار في الطرقات، جمع ما استطاع، حمل صناديق الكتب على كتفه كما يحمل المحارب درعه في الميدان، وتفاوض مع المؤلفين والناشرين كأنما يفاوض القدر نفسه. بدأ البيع بلا مقر، متنقلًا بين أصدقائه من القرّاء، يحمل المعرفة في يديه كما يحمل المتصوّف يقينه.

لم تكن الأيام رحيمة، لكنه كان أقسى منها. كان ينام محاطا بالكتب بعد أن ينهكه إحصاء الديون وغلبتها على الأرباح، ورغم ذلك لم يتراجع. فقد كان يؤمن بأن كل كتاب يُباع بمثابة خطوة إضافية نحو الضوء وتحقيق الحلم المنشود.

وحين اشتد عوده، ولدت «مكتبة قرّاء المعرفة»، كيانًا يترجم نضاله. حتى أصبحت المكتبة اليوم له ولمرتاديها ولعًا خاصًا، ومساحة لاكتشاف الجمال الجدلي في الفكر. حيث اتسعت الرؤية لدى الصلتي. وأصبح ينظّم الأمسيات في صالون ثقافي بسيط. يجمع المثقفين من كل حدب وصوب.

يقول الصلتي: «إن النجاح ليس حتميًا للشغوف، بل لمن يقاتل». حيث كانت هناك لحظات فكر فيها بالاستسلام، لكنه لم يفعل؛ ليس لأنه لم يعرف الخوف، بل لأنه لم يسمح له بأن يكون سيد قراره. وتحوّلت المعاناة من عتبة للعقبات إلى أدوات صقل جعلته اليوم صاحب واحدة من أنجح المكتبات في سلطنة عمان ونقطة وصل بين الكاتب العماني والقارئ والناشر في الوطن العربي.

عن تجربة الصلتي في القراءة الأولى يقول: «إن الكتب لا تُختار، بل تقتنص قُرّاءها». تمامًا كما اختارته رواية «الخيميائي» لباولو كويلو، ليبدأ بحثه عن أسطورته الشخصية. وكما اختاره كتاب «الجمال الصوتي» للكاتب بدر العبري، ليكون أول كتاب يبيعه. لكنه يدرك اليوم تماما أن المكتبة وسيلة للخلود. ويريد لها بإصرار أن تبقى ما أراد الله لها أن تبقى من بعده، وأن تمتد لأبنائه وأحفاده، لتكون شاهدة على أن النضال من أجل المعرفة لا يموت. وعلى أن الفكرة تتحول إلى إرث سامق.

واليوم، بعد أن مضى على رحلته خمس سنوات، لم يعد يخشى السقوط. فقد تحصّن وصار يفهمه. وتيقن بأن هاجس القلق من الفشل الذي رافقه حتى كانت نبوّته عندما بلغ سن الأربعين، وأدرك أن ذاك القلق نفسه ما كان إلا محركًا يدفعه للأمام. فحين تعبر الزقاق المؤدي إلى «مكتبة قرّاء المعرفة»، لا تدخل مجرد متجرٍ لامع يبيع الكتب، بل تدخل سردابًا مقدّسًا لنضالٍ طويل، تدخل ملحمة مكتوبة على الرفوف، في كل صفحة بيعت، في كل قارئ وجد ضالته بين الأغلفة. مكتبة قراء المعرفة اليوم من أكثر المكتبات رواجًا في سلطنة عمان. فهي قصة إنسان رفض أن يكون رقمًا في جداول الباحثين عن عمل والمسرحين.

مقالات مشابهة

  • 4 أيام في سيوة المصرية هدوء وتراث متفرد بواحة الغروب
  • المصري الديمقراطي يعقد ورشة لمناقشة تعديلات قانون العمل
  • سيرة نضال تأسيس مكتبة قرّاء المعرفة
  • الصحة تستشرف مستقبل الكوادر الصحية في الدولة
  • "الصحة" تناقش خارطة طريق وطنية لاستدامة الكوادر الصحية
  • وزارة المالية تطلق الورشة التنويرية الأولى للتحصيل والسداد الإلكتروني
  • سويلم يتابع أعمال تطوير منظومة الري والصرف بواحة سيوة
  • ما مستقبل التكنولوجيا في المنطقة العربية؟
  • انطلاق الورشة التدريبية التابعة لبرنامج “أحلام مشبكة” للفنون الأدائية الدامجة
  • الأحساء.. خطة لتعزيز الأنظمة البيئية ودعم المزارعين في الواحة