العثور على مقبرة إسلامية جديدة في غرناطة
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
كشفت أعمال تنقيب في إسبانيا،عن مقبرة تاريخية بمدينة غرناطة جنوبي البلاد، وهي واحدة من أصل 8 مقابر إسلامية في المدينة.
وقال عالم الآثار أمجد سليمان -الذي يجري أبحاثا بشأن الحضارة الإسلامية الأندلسية- إن الكشف جاء خلال عمليات التنقيب على أرضية مبنى وسط مدينة غرناطة القديمة في المنطقة المعروفة باسم باب "الفخارين"، وأنهم اكتشفوا حتى الآن رفات أكثر من 40 مسلما في المقبرة هناك، من أصل 150 يُعتقد أنهم مدفونون في تلك المنطقة الصغيرة من غرناطة.
وأشار أمجد إلى أن هذه الأرقام توضح عدد المسلمين الذين عاشوا هناك في تلك الحقبة، وأن فحص طريقة الدفن والأشياء المحيطة بالرفات "تؤكد أن المدفونين مسلمون"، موضحا، أن أعمال التنقيب عثرت -أيضا- على عدد من القطع الفخارية التي تحمل نقوشا عربية مشابهة لتلك التي دُفنت في قصر الحمراء.
وسبق العثور على هذه المقبرة، اكتشاف مقبرة سهل بن مالك بوسط مدينة غرناطة، التي بدأت الحفريات فيها منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2021 على مساحة تبلغ ألف متر مربع وتضم أدلة أثرية عديدة، لحقبة مهمة من تاريخ المسلمين في الأندلس، حين كانت المدينة الملجأ الأخير للآلاف منهم قبل سقوطها في 1492.
ويعيش اليوم في غرناطة نحو 40 ألف مسلم، غالبيتهم من المهاجرين، وتشير الحفريات الأثرية إلى أن تاريخ المدينة يعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، وقد وصلها الفتح الإسلامي عام 711 للميلاد، وبها معالم وآثار إسلامية عديدة، أبرزها قصر الحمراء الذي بُني في عهد محمد الأول بن يوسف بن نصر "الأحمر"، الملقب بالغالب بالله في 1238، ويحتل القصر المرتبة الأولى في المعالم السياحية بإسبانيا، من حيث عدد الزيارات من الداخل والخارج.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
علي فوزي يكتب: سيناء.. بداية مقبرة الغزاة
تُعد سيناء عبر التاريخ أكثر من مجرد قطعة أرض؛ إنها بوابة مصر الشرقية، ودرعها الحصين، وصمام أمانها ضد الطامعين. فكل من ظن أنه قادر على عبور رمالها لفرض سلطته على مصر، انتهى به الأمر إما مهزومًا أو مدفونًا تحت رمالها الذهبية، لذلك، لم يكن من قبيل المصادفة أن تُلقب بـ "مقبرة الغزاة".
من الهكسوس إلى الصليبيين، ومن الاحتلال العثماني إلى العدوان الثلاثي، وصولًا إلى الاحتلال الإسرائيلي، كانت سيناء مسرحًا لمعظم محاولات الغزو. وفي كل مرة، كانت شاهدة على أن إرادة المصريين لا تُكسر، وأن من يطأ هذه الأرض بنية السوء لن يعود منها إلا محطمًا.
أبرز مشاهد التحرير في ذاكرة الوطن كان في عام 1982، عندما رفرف العلم المصري فوق طابا، ليعلن نهاية آخر شبر من الاحتلال الإسرائيلي.
ورغم أن النصر العسكري تحقق في أكتوبر 1973، إلا أن مصر خاضت أيضًا معركة دبلوماسية وقانونية لا تقل ضراوة، أثبتت فيها أن الكلمة الحقة يمكن أن تنتصر بالسلاح أو بالقانون، وهو ما تجسد في معركة استرداد طابا.
سيناء ليست مجرد أرض معركة، بل هي ميدان للصمود والتنمية، فعقب عقود من الإهمال، باتت سيناء الآن جزءًا محوريًا في خريطة الجمهورية الجديدة، بفضل المشروعات التنموية الكبرى، التي تشمل البنية التحتية، والزراعة، والاستثمار، إلى جانب دعم مستمر لتمكين أهلها ودمجهم الكامل في جسد الوطن.
اليوم، وفي الذكرى الـ43 لتحرير سيناء، لا نحتفل بالنصر فقط، بل نؤكد من جديد أن مصر قوية بإرادة شعبها، ومؤمنة بأن أمنها القومي يبدأ من بوابة سيناء. وستظل دائمًا مقبرة للغزاة، وقلعة للصامدين، ورمزًا لكرامة لا تُقهر.
تحيا سيناء.. وتحيا مصر.