إشادة اقتصادية بمنح القطاع الخاص «تسويق التمور»
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
الاقتصاد نيوز _ بغداد
رحبت أوساط اقتصادية بقرار منح القطاع الخاص عملية شراء وتسويق وتصدير التمور، وبينت أنها خطوة بالاتجاه الذي يعزز قدرات العراق التصديرية للمحاصيل الزراعية، ويجعلها متواجدة في مختلف الأواق العالمية، لاسيما مع تزايد الطلب على التمور العراقية.
وتوقعت وزارة الزراعة، زيادة في إنتاج التمور للموسم الحالي في البلاد، فيما حددت الجهات المسؤولة عن عمليات التصدير.
الخبير الزراعي جعفر ياسين قال: إن "الطلب يرتفع على التمور العراقية من عدة أسواق عالمية مهمة، ومن هنا يجب أن ننطلق للاهتمام بهذه الثروة المهملة منذ عقود بسبب تراجع الطلب عليها محلياً ودولياً.
وأشار إلى أهمية أن يعمل العراق على الاهتمام بصناعة التمور وتغليفها ومن ثم العمل على تصديرها، وهنا يجب أن تُمنح تسهيلات للقطاع الخاص لإنشاء مصانع متخصصة للتمور المحلية قرب مناطق إنتاج هذا المحصول. ولفت إلى أن المزارع العراقي لديه خبرة كبيرة في زراعة وإنتاج التمور بمختلف أصنافها، حيث توجد في العراق جميع أصناف التمور، ومن هنا يجب أن تتوجه البلاد إلى التوسع بزراعة هذا المحصول المهم، وأن يكون هناك تكامل بين المزارع ووزراة الزراعة التي يجب أن توفر الأصناف الجيدة وذات الإنتاجية العالية إلى المزارع الذي بدوره يتبنى عملية رعاية الأشجار وإنتاجها.
المختص بالشأن الاقتصادي د. حسن موفق قال: أشرنا خلال الفترة الماضية توسعاً في زراعة النخيل في أغلب مناطق البلاد، حيث وجدنا الكثير من أصحاب البساتين عادوا لإحياء زراعة النخيل من جديد بعد أن تراجعت كثيراً خلال العقود الأخيرة، وذهب الكثير منهم إلى البحث عن الأصناف الجيدة المرغوبة عالمياً والعمل على زراعتها. ودعا موفق وزارة الزراعة إلى دعم التوسع في زراعة الأصناف الجيدة من التمور من خلال التعاون مع المزارع على توفيرها بأسعار مقبولة وتوفير متطلبات نجاحها، مشيراً إلى أن الفترة الماضية شهدت توسعاً في إنشاء مزارع الإكثار من الأصناف الجيدة والعمل على عرضها في الأسواق المحلية أمام أصحاب البساتين الجديدة، وهناك طلب كبير عليها.
وقال مستشار وزارة الزراعة مهدي القيسي، إن" الوزارة تتوقع تطوراً وزيادة بالكم والنوع في إنتاج التمور للموسم الحالي، لأسباب عدة منها ما يتعلق بمكافحة الآفات الزراعية قبل الموسم في مسألة الدوباس والحميرة، وكذلك حفارات ساق النخيل" .
وأضاف أن" الوزارة منحت القطاع الخاص تبني عملية شراء وتسويق وتصدير التمور، من أصحاب البساتين، وتحديد الأسعار في الأسواق"،لافتاً إلى أن" عملية تصدير التمور تتم من خلال منح إجازة للتجار من قبل وزارة التجارة؛ ووزارة الزراعة يقع على عاتقها عملية تعفير التمور باعتبارها مُلزمة بموجب قوانين الصحة النباتية العالمية كجهة رسمية تشرف على عمليات التعفير وتصديره خالياً من الحشرات والأمراض" .
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار وزارة الزراعة یجب أن
إقرأ أيضاً:
«التين الإماراتي».. شغف الزراعة المستدامة
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
من أجل نشر ثقافة استصلاح الأراضي واستدامة المنتج الزراعي، يقدم هزاع الكتبي عبر مزرعة الفلج، خبراته في الزراعة من خلال نشر نصائح وإرشادات متخصصة في المجال الزراعي، مع تركيز خاص على زراعة أشجار التين.
ومنذ بدأ مشروعه في عام 2019، واجه تحديات كبيرة، منها كيفية نجاح زراعة التين في بيئة الإمارات، مع افتقار الأنواع المناسبة والعناصر الغذائية في التربة، من خلال استيراد أنواع مختلفة وتجربتها.
ونجح في تحديد الأنواع التي تتكيف مع المناخ المحلي، كما نجح في استصلاح الأرض، مستخدماً المواد الطبيعية.
هزاع الكتبي حاصل على الماجستير التنفيذي في الإدارة العامة، من كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، ويتابع دراسته للحصول على الدكتوراه.
شغفه بالزراعة جعله دائم البحث والدراسة والتعلم، وهو يتبنى نهجاً مستداماً في الزراعة، معتمداً على الأعداء الحيوية الطبيعية لتقليل الحاجة إلى المواد الكيميائية.
ويحوّل المخلفات الزراعية إلى سماد عضوي، «كومبوست»، مما يعزز الاستدامة الزراعية، حيث يسعى إلى نشر الثقافة الزراعية وزيادة الوعي حول أهمية توسعة الرقعة الخضراء والحفاظ على البيئة.
دليل زراعي
يقول الكتبي، إن حبه للزراعة وإيمانه بالعمل الجاد المدعوم بالعلم والمعرفة يسهمان في نجاحه، موضحاً أنه يقدم نصائح للمزارعين، ويشدد على أهمية التعليم الزراعي واستخدام التقنيات الحديثة التي تقلل من استهلاك الكهرباء والماء والعمالة.
ويركز أيضاً على تقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية عبر تعزيز الاستفادة من مخلفات المزرعة، ويؤكد أن نجاح أي مشروع زراعي يعتمد على الإلمام بجوانب الزراعة كافة، بما فيها النواحي السوقية واختيار المحاصيل التي تتناسب مع الطلب المحلي، ما يسهم في تحقيق استدامة اقتصادية وبيئية على المدى الطويل.
وكانت له عدة مشاركات داخل وخارج الدولة، حيث شارك في مؤتمر COP28، مما يعكس التزامه بقضايا البيئة والاستدامة على الصعيد الدولي، وقد جمع العديد من أشجار التين، عازماً على جعل هذه الشجرة من الأكثر انتشاراً في الإمارات، ويعمل على زيادة منتج التين في الإمارات واستدامته للأجيال.
المنتج المحلي
قام هزاع الكتبي بزراعة وتجربة أنواع كثيرة من التين في مزرعته بأم القيوين، بعدما عالج التربة وجعلها صالحة للزراعة، ويعمل على البحث عن أصناف أخرى تتحمل أجواء الإمارات وتناسب الفصول طوال السنة.
كما قرر المساهمة في زيادة المنتج المحلي من أشجار التين، بعدما لاحظ الإقبال الشديد على المنتج المحلي الذي يعتبر أكثر أماناً وأكثر جودة حسب ما صرح به، مؤكداً أنه يتبع نظام الزراعة المستدام الخالي من المبيدات الحشرية والتسميد الكيماوي، معتمداً على سماد الأبقار الطبيعي المعالج حرارياً.
ويعتزم جعل شجرة التين ثاني شجرة مثمرة بعد النخلة، مشيراً إلى أن هذه الشجرة لها قيمة جمالية وبيئية وثقافية واقتصادية وسياحية واجتماعية، واستُعملت قديماً كغذاء ودواء، ولها حضور في الذاكرة الجمعية لأهل الإمارات، مؤكداً أن إعادة غرسها سيحفظ هذه الأنواع من الانقراض، وسيغذي البيئة الإماراتية ويثريها بالتنوع، موضحاً أنها تُعتبر من الثروات الطبيعية والموروث الثقافي للدولة.
تحديات
يلفت الكتبي إلى أن فكرة زراعة التين، جاءت من حبه للزراعة بشكل عام، ودوره كمزارع في السعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي، حيث كان التحدي الأكبر الذي قد يواجهه، الارتفاع في ملوحة الماء وافتقار التربة للعناصر المهمة، وأن تكون الزراعة عضوية، ومن دون استخدام الأسمدة الكيماوية، أو المبيدات الحشرية، موضحاً أن بدايته كانت عبر إعداد الأرض ودراسة بيئة المشتل وتوزيعه، وذلك لضمان إنتاج التين طوال السنة، واختيار أصناف تتحمل الحرارة.
إكثار
أشار هزاع الكتبي، إلى أن نتائج الحصاد كانت مبشرة، وأنتجت ثماراً تمتاز بالقيمة الغذائية الموجودة بالأسواق، مضيفاً أن هذه التجربة رائدة على مستوى أم القيوين، ولاقت نجاحاً فاق توقعاته، حيث سيعمل على التوسع في زراعة التين ضمن مساحة أكبر، ليصل إلى مرحلة التصدير إلى الأسواق المحلية.
ويوفر شتلات تين مختلف الأصناف لإكثارها في الإمارات وتوزيعها على من يرغب في زراعتها، ومن أنواع التين الناجحة والتي يتوفر عليها: «البراون تركي»، «تين إسباني أصفر»، «جامبووتين أخضر»، «تين ديانا»، و«تين جاسم».
استصلاح
من النصائح التي يقدمها هزاع الكتبي للمزارعين على منصات التواصل الاجتماعي، استصلاح التربة بالعناصر بالسماد العضوي المعالج حرارياً، وتخصيب التربة بكمية مناسبة من السماد وإضافة البكتيريا الحية النافعة، من دون استخدام الكيماويات، وتجهيز التربة قبل الزراعة، حيث تنمو الأشجار بطريقة رائعة، واختيار الصنف المناسب والوقت المناسب وانتقاء الأشجار الخالية من الآفات الزراعية.
وأوضح أنه يركز على 5 أصناف، لافتاً إلى أن الإقبال على التين المحلي يشجع على العمل أكثر لتلبية حاجة السوق من هذا المنتج، موضحاً أنه يتوفر على ما يقارب 300 شجرة والعدد قابل للزيادة.
مزرعة رائدة
تأسست مزرعة الفلج للتين لتكون واحدة من المزارع الرائدة في الإمارات، ومتخصصة في زراعة أفضل أنواع التين التي تتناسب مع المناخ المحلي، وتعتمد المزرعة على البحث والتطوير في مجال زراعة التين خصوصاً، كما لها مشاركات عديدة في المهرجانات المحلية والإقليمية.
وتهدف إلى توفير مجموعة متميزة من أصناف التين الملائمة لمناخ دولة الإمارات، وتعزيز الزراعة المستدامة والاعتماد على الأساليب الحديثة، وتقديم الدعم والإرشاد الزراعي.