التغيرات المناخية تربك الزراعة وتقلِّص المساحات المستصلحة
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
الاقتصاد نيوز _ بغداد
اتسع بشكل لافت حجم المخاوف الناجمة عن التغيرات المناخية على القطاع الزراعي، الذي فقد مساحات واسعة جرَّاء آثار تلك التغيرات التي باتت تهدد مجمل نواحي الحياة في البلاد، وتنذر بمزيد من الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تلوث المياه والتربة واتساع المساحات الصحراوية الزاحفة بشكل سريع صوب المدن، الأمر الذي دعا العديد من المختصين في الشأنين الاقتصادي والبيئي، إلى المطالبة بضرورة إقرار قوانين يمكن أن تحد من آثار التغيرات المناخية، وتخصيص "موازنة بيئية" لتنفيذ مشاريع قادرة على الحد من من تلك الآثار.
وفي صورة توضح حجم المخاوف المتنامية جرَّاء التغيرات المناخية، تُبيِّن الإحصائيات الأممية، أن العراق سيخسر قرابة 400 ألف دونم من الأراضي المستصلحة سنوياً بسبب تلك التغيرات، وهو الأمر الذي أكده لـ"الصباح" المستشار في وزارة الزراعة، الدكتور مهدي ضمد القيسي، حينما أشار إلى حصول تغيرات واسعة بالخطط الزراعية جرَّاء التغيرات المناخية وما رافقها من تراجع في الإطلاقات المائية وارتفاع درجات الحرارة وندرة هطول الأمطار.
وقال القيسي: إن "القطاع الزراعي في العراق تأثر بشكل واضح بالتغيرات المناخية، لاسيما ارتفاع درجات الحرارة وقلة الإيرادات المائية من دول الجوار وتراجع نسب الأمطار، مشيراً إلى أن تلك العوامل لعبت دوراً كبيراً في التأثير في القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني" .
وأوضح القيسي، أن قلة هطول الأمطار وتراجع الإيرادات المائية، أثرا بشكل سلبي في توجهات التوسع بالخطط الزراعية، لاسيما الشتوية، التي تشهد زراعة محصول الحنطة، الذي يعد محصولاً ستراتيجياً يرتكز عليه الأمن الغذائي للفرد بشكل رئيسي، فضلاً عن تاثر الإنتاج الحيواني بالتغيرات المناخية، حيث أدت قلة المياه إلى تراجع نمو الأعشاب وبالتالي تأثر هذه الثروة بشكل كبير.
كما لفت المستشار في وزارة الزراعة، إلى أن مخاطر تراجع الإيرادات المائية لا تتعلق فقط بعمليات السقي، حيث أدى ذلك التراجع إلى حصول حركة في التربة والرمال، وبالتالي تزايد العواصف الترابية، مبيناً في الوقت ذاته، أن شحَّ المياه أدى إلى زيادة تراكيز الملوِّثات والملوحة فيها وبالتالي أثرت في طبيعة التربة، وأدت إلى تفاقم مشكلات الواقع الزراعي والثروة الحيوانية، مشيراً إلى أن التاثيرات البيئية في نشاطات القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، أثرت بشكل مباشر في سلسلة الغذاء التي يستفيد منها الإنسان، فضلاً عن تأثر الجوانب البيئية المرتبطة بها والمتمثلة بالمياه وتلوُّثها وزيادة تراكيزها لاسيما في مناطق الوسط والجنوب، وتحديداً البصرة.
من ناحيته، أوضح الصحفي البيئي الدولي، خالد سليمان، أن "آثار تغير المناخ على العراق تتمثل في تراجع تساقط الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وازدياد العوصف الترابية، فضلاً عن آثار سلبية أخرى تتمثل في السياسات الإقليمية على اقتصاد العراق، حيث تسببت تلك السياسات الإقليمية في تراجع واردات المياه لاسيما القادمة من تركيا" .
ويرى سليمان، أن واحداً من الأسباب المباشرة التي أدت إلى تفاقم آثار تغير المناخ وبالتالي انعكاسها سلباً على الواقع الاقتصادي، هي إدارة الموارد المائية، حيث مازال العراق يعتمد على أساليب الري القديمة، ولم يزل يعتمد عليها بشكل واسع في الزراعة، ولم ينتقل إلى استخدام الوسائل المتقدمة في هذا المجال بشكل كامل، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن أزمة المياه في البلاد رافقتها أزمة خطيرة أخرى تتمثل في تلوُّث المياه، لاسيما في ظل وجود مؤشرات واضحة على تفريغ المياه الآسنة في بعض الأنهر العذبة.
وأشار سليمان، إلى أن قلة تدفق المياه وتلوثها وتراجع الإطلاقات من دول المنبع، عوامل ستؤدي إلى تناقص كبير في الأراضي الزراعية، وإلى مضاعفة مساحات الأراضي المتصحِّرة، مبيناً أن الاقتصاد العراقي سيتأثر بشكل كبير جرَّاء التغيرات البيئية الناجمة عن تراجع الواردات المائية، لافتاً إلى أن السياسات الاقتصادية تركِّز بشكل كبير على "الاقتصاد الريعي" يقابلها إهمال كبير لبقية القطاعات الإنتاجية، لاسيما الصناعية والزراعية.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار التغیرات المناخیة القطاع الزراعی إلى أن
إقرأ أيضاً:
مركز النيل للإعلام بأسيوط ينظم ندوة تحت عنوان التحول للأخضر والحد من التغيرات المناخية
نظم مركز النيل للإعلام بأسيوط اليوم الأحد، ندوة التحول للأخضر والحد من التغيرات المناخية بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة أسيوط.
واستهدفت الندوة التعرف على مفهوم التحول للأخضر وأثره فى الحد من التغيرات المناخية، رفع الوعى بجهود الدولة فى التكيف مع التغيرات المناخية ودمج المواطن فى مجابهتها وحماية البيئة.
وبدأت الندوة بالترحيب من أعضاء هيئة التدريس بكلية الخدمة الاجتماعية وهم الدكتور محمد محمد سليمان-وكيل الكلية، والدكتورة رندا محمد سيد وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والدكتور علاء فوزى استاذخدمة الجماعة بالكلية بالتعاون مع مركز النيل للإعلام بأسيوط فى تنظيم الأنشطة الاعلامية لتوعية الشباب بقضايا المجتمع المختلفة.
وافتتحت فعاليات الندوة سحر حسين محمد مدير مركز النيل للإعلام بأسيوط مشيرة إلى أهمية تلك الحملة الإعلامية فى رفع الوعى لدى المواطن بدوره فى الحد من التغيرات المناخية من خلال السلوكيات الإيجابية وحماية البيئة من كافة أشكال التلوث والحث على العودة إلى الممارسات الطبيعية للحد من التغيرات المناخية وآثارها السلبية.
أدارت فعاليات الندوة فاطمة أحمد حسين اخصائى إعلام أول بمركز النيل للإعلام بأسيوط.
وحاضر فى الندوة الدكتور محمد محمود أحمد استشارى بيئى معتمد من وزارة البيئة والمستشار البيئى بجامعة أسيوط موضحا أن التحول للأخضر فى الوقت الحالى أصبح ضرورة وليس اختيار، وهو جزء اساسى من اجندة التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 ويقصد به الانتقال من الاعتماد على الموارد الغير متجددة إلى استخدام الموارد المتجددة فيما يتعلق بعملية التنمية، يهدف التحول للأخضر إلى تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادى وحماية البيئة وبالتالى تحسين جودة حياة المواطنين وثم تحدث عن مفهوم البيئة، وانواعها: البيئة الطبيعية، الصناعية، الثقافية، الاجتماعية والصحية.
ولافتا إلى الأنظار إلى مسببات التغيرات المناخية ومنها الثورة الصناعية، الاحتباس الحرارى نتيجة الانبعاثات الضارة للغازات السامة، تلوث البيئة بمختلف اشكاله وأنواعها مشيرا إلى مجالات التحول للأخضر وهى الطاقة، المياة والنقل ويتم ذلك من خلال نشر وتطوير الصناعات الخضراء، تطبيق نظام العمارة الخضراء، الاتجاه للزراعة العضوية، استنباط سلالات زراعية تتحمل التغيرات المناخية الراهنة مما يضمن زيادة الإنتاجية، اتباع نظام الرى الذكى، الإكثار من زراعة الأشجار، تكثيف إنشاء محطات طاقة شمسية ورياح لتلبية احتياجات الطاقة والبعد عن استخدام الوقود الأحفورى، تعميم النقل المستدام، ترشيد وإدارة الموارد الطبيعية بما يضمن بقاءها للأجيال الحالية والقادمة،نشر مشروعات الهيدروجين الأخضر ورفع الوعى البيئى بين المواطنين لتغيير سلوكيات الأفراد نحو أساليب أكثر استدامة.
كما نوه سيادته لتنظيم الدولة لمبادرات بيئية تساهم فى الحد من التغيرات المناخية مثل اتحضر للأخضر وزراعة 100 مليون شجرة.
وقد شهد اللقاء تفاعلا ايجابيا كبيرا بين الحضور تجلى فى كثرة التساؤلات والاستفسارات والمداخلات وعرض وجهات النظر حول موضوع اللقاء وتم إطلاق لقب سفراء البيئة على الطلبة والطالبات المشاركين وتكليفهم بنشر التوعية البيئية بين اقرانهم والمحيطين بهم