تقرير: الانتقادات تلاحق سياسة بوريل تجاه إيران
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
قالت أنشال فوهرا، الكاتبة السياسية، إن برلمانيين أوروبيين من جميع أنحاء الطيف السياسي، وجّهوا الأسبوع الماضي، انتقادات شديد اللهجة لسياسة الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، معتبرين أنه "فشل" في تغيير سلوك النظام الإيراني، ودعوه إلى التخلي عن محاولات التقارب مع طهران.
بوريل لا يرى أي إلحاح لدى حكومات الدول الأعضاء لتغيير استراتيجيته
حتى الآن، كما كتبت فوهرا في مجلة "فورين بوليسي"، سيطرت على سياسة بوريل الإيرانية جهوده لإحياء الاتفاق النووي، بناء على إصرار من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة.
لكن مع مواصلة إيران قمع الناس في الداخل، بالرغم من الاحتجاجات الواسعة التي تدعو إلى التغيير، وبيع المسيّرات لمساعدة روسيا ضد أوكرانيا، والاستمرار في احتجاز سياح أوروبيين لانتزاع تنازلات سياسية واقتصادية، يقول ممثلون عن الشعب الأوروبي إنه حان الوقت لإعادة التفكير بهذه السياسة.
قطع التفاوض
قال المشرع السويدي من تجمع حزب الشعب الأوروبي المحافظ الذي دعا إلى النقاش ديفيد ليغا، إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يرفض "أي مفاوضات مع النظام الإيراني"، في إشارة مفترضة إلى ما يتعلق بوساطة بوريل لإحياء الاتفاق.
Europe’s Relationship With Iran Has Never Been Worse https://t.co/K678bq4gY2
— Mousavian (@hmousavian) September 19, 2023
تم إطلاق النقاش لإحياء الذكرى السنوية الأولى لمقتل مهسا أميني في حجز للشرطة. لكن البرلمانيين كانوا غاضبين بشكل خاص من الأنباء الأخيرة التي تم الكشف عنها والمتعلقة بكون المواطن السويدي، الذي احتجزته السلطات الإيرانية منذ السنة الماضية مسؤولاً حكومياً، وهو دبلوماسي أوروبي ينتمي إلى الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية التابعة لبوريل.
وعلمت فورين بوليسي أن بوريل لا يرى أي إلحاح لدى حكومات الدول الأعضاء لتغيير استراتيجيته الحالية. وقال مصدر مجهول من دائرة الشؤون الخارجية على دراية بالتطورات للمجلة: "إذا كانت الدول الأعضاء تريد تغييراً في السياسة، فيمكنها إثارته. لكن حتى الآن لا يوجد دافع حقيقي لإعادة التفكير".
تخضع سياسة بوريل بشكل متزايد للتدقيق العلني. رأى كورنيليوس أديباهر، زميل غير مقيم في كارنيغي، أنه منذ سبتمبر (أيلول) 2022 وهو تاريخ مقتل أميني، أصبح المزاج العام في أوروبا عاملاً حاسماً. وقال للمجلة: "لعقود من الزمن، تم وضع سياسة إيران خارج أنظار العامة"، ولكن قد يتم الآن أخذها في الاعتبار.
كان البرلمانيون في الاتحاد الأوروبي غاضبين من جسارة إيران على اختطاف دبلوماسي سويدي السنة الماضية، وكذلك جسارة سلطات الاتحاد الأوروبي على إبقاء الأمر قيد الكتمان لأكثر من 500 يوم. (ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق من هذا الشهر النبأ لأول مرة). كان يوهان فلوديروس، عضو الوفد إلى أفغانستان ضمن السلك الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي، عائداً من رحلة إلى إيران مع أصدقاء له في أبريل (نيسان)، حين تم توقيفه في مطار طهران بناءً على تهم زائفة. احتُجز الدبلوماسي في الحبس الانفرادي داخل سجن إيفين السيئ السمعة في طهران، مع السماح له بالخروج إلى الهواء الطلق لأقل من نصف ساعة يومياً، وبإجراء مكالمة هاتفية مرة واحدة شهرياً منذ فبراير (شباط). لقد أضاف اختطافه الزخم إلى دعوات إعادة تقييم وتعديل سياسة إيران في الاتحاد الأوروبي.
The EU's #Iran policy is a galactic dumpster fire based on faulty and outdated assumptions about the nature, motivations, and drivers of the Islamic Republic. And Borrell is only a symptom of a bigger problem.https://t.co/RbpNS3wQwD
— Jason Brodsky (@JasonMBrodsky) September 20, 2023
تشكك قلة في أن إيران تعتزم تبادل فلوديروس بالمسؤول الإيراني حامد نوري، الذي أدين في السويد السنة الماضية للعبه دوراً رئيسياً في عمليات قتل الآلاف عام 1988. وقد تمت محاكمته وفق صلاحية قضائية عالمية يسمح للبلدان بمقاضاة مواطنين أجانب بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
استسلمت الولايات المتحدة الشهر الماضي لدبلوماسية الرهائن الإيرانية. مقابل 5 أمريكيين احتجزوا كرهائن في إيران، لم تفرج الولايات المتحدة عن 5 سجناء إيرانيين وحسب، بل رفعت القيود عن بنوك دولية لتحويل 6 مليارات دولار من إيرادات نفطية محتجزة من كوريا الجنوبية إلى قطر ثم إيران. وقبل بضعة أشهر، استسلمت الحكومة البلجيكية وأفرجت عن الدبلوماسي الإيراني أسدالله أسدي الذي أدين بالتخطيط لضربة إرهابية في فرنسا ضد تجمع لمجاهدي خلق. أرادت الحكومة بالمقابل تأمين إطلاق سراح عامل إغاثة بلجيكي.
وقال ناستران بالفارسية: "لاحظنا جميعاً أنه تمت مقايضة أسدالله أسدي بالرهينة البلجيكي". وأضاف: "من الواضح أن النظام يريد استخدام الدبلوماسي السويدي الذي يعمل مع الاتحاد الأوروبي للحصول على حميد نوري".
ضمانة فارغة المحلل السياسي الإيراني محمد ماراندي، الذي رفض مناقشة حالات محددة، أقر بوجود سابقة لتبادل السجناء. "من الواضح أن نوري محتجز". وتابع: "إنه طريق ثنائي الاتجاه". ثم أضاف: "من الناحية الافتراضية، لقد سبق أن رأينا تبادلاً للسجناء، وقد يحدث الشيء نفسه في المستقبل. سيكون من الواضح أنه ممكن".
في خطاب أمام البرلمان قبل النقاش، اعترف بوريل بأن علاقات الاتحاد الأوروبي مع إيران كانت "عند نقطة منخفضة"، لكنه أكد أهمية الحفاظ على "انخراط مهم".
قال بوريل إنه كان يفعل كل ما بوسعه للإفراج عن فلوديروس، لكن من دون وجود تفاصيل، بدا الأمر أشبه بضمانة فارغة. قال بعض الخبراء إنه بدا كأنه يتنصل من المسؤولية، عندما قال إن السلطات السويدية، "تتحمل المسؤولية الأولى عن الحماية القنصلية".
تخيّلوا هذا
من بين هؤلاء الخبراء المدير التنفيذي لمنظمة إي يو ووتش غير الحكومية مايكل ثايديغسمان، الذي كتب رسالة مفتوحة إلى بوريل، توصي باستجابة أوروبية منسقة لتحرير جميع الأوروبيين المحتجزين في إيران، وهم على الأقل 22 شخصاً. "إذا قرأتُ بوريل بشكل صحيح، فهو يريد الحفاظ على قنوات مفتوحة مع إيران، لكن هذه القنوات ليست ضرورية لإنقاذ الرهائن، (و)حجته هي أن مهمة كل دولة أوروبية على حدة، أن تنقذ مواطنيها". وأضاف في حديث للمجلة: "فقط تخيلي أن أحد موظفيك قد تم احتجازه كرهينة وهذا هو ردك".
“There are two schools of thought in Brussels over how to deal with #Iran. One increasingly believes that the current policy has failed to deliver and that a more punishing approach is needed.” /1
Analysis by @anchalvohra in @ForeignPolicyhttps://t.co/h7YA3WRIUh
انتقد البرلمانيون بوريل بقوة، وطالبوا بعدد كبير من التدابير العقابية، حتى يتم إطلاق سراح جميع الأوروبيين المحتجزين بشكل غير قانوني وإعادتهم إلى وطنهم بأمان.
اتهمت النائبة الأوروبية عن مجموعة الاشتراكيين والديموقراطيين ذات التوجهات اليسارية إفين إنجير بوريل بخوض دبلوماسية صامتة، أي بشكل أساسي عدم فعل أي شيء. وقالت: "إن الصمت هو أن تكون ممتثلاً. لا يمكن أن يكون الامتثال الطريق للمضي قدماً إذا كنا ندعم حقاً ما ندعي أننا ندافع عنه ونبشر به" في إشارة إلى وعد بروكسل بدعم حقوق الإنسان الأساسية.
"لا يخبروننا أي شيء" قال المتحدث باسم دائرة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو لمجلة فورين بوليسي إن السياسة الإيرانية في الاتحاد الأوروبي كانت بالفعل "أمراً بالغ الأهمية"، مضيفاً: "لقد فرضنا جولات عدة من العقوبات هذه السنة، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، والدعم العسكري الإيراني لعدوان روسيا ضد أوكرانيا. لكن أي تغيير في السياسة الحالية لا يمكن أن يحدث إلا بالإجماع بين جميع الدول الأعضاء السبع والعشرين".
كان أحمد رضا جلالي، مواطن إيراني سويدي، يقبع في سجن إيفين عندما تم إلقاء القبض على فلوديروس. وقالت زوجة جلالي، فيدا مهرانيا: "أستطيع أن أفهم آلامهم (عائلة فلوديروس). لا تخبرنا الحكومة مطلقاً أي شيء عما يفعلونه. أعتقد أنه إذا كنا متّحدين فسنستطيع الحصول على المزيد من الدعم، ومساعدة أحبائنا أكثر". كان جلالي وراء القضبان في إيران لأكثر من 2600 يوم وحُكم عليه بالإعدام من قبل القضاء الإيراني.
بوريل غاضب من الواضح أن السياسة التي تبناها بوريل ووزراء خارجية دول أوروبية بشكل منفرد لم تثبط إيران عن احتجاز مواطني الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، ثمة تردد في إعادة التفكير.
قال ثايديغسمان من إي يو ووتش: "بعض الدول لا تريد ذلك". وتابع: "إنهم لا يريدون أن تسقط إيران بين ذراعي روسيا والصين".
بوريل نفسه يبدو ساخطاً، حسب مصدرين في الاتحاد الأوروبي. هو يشير إلى أن الشكاوى المتعلقة باختطاف الدبلوماسي والسرية المحيطة بها يجب أن تستهدف السلطات السويدية، لا مكتبه. وقال المصدران إن الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية توجه أصابع الاتهام إلى مكان آخر، إلى مراسل نيويورك تايمز للكشف عن هوية المواطن السويدي المختطف، والدول الأعضاء التي يجب أن تتحمل مسؤولية إطلاق سراح مواطنيها، عبر صفقات ثنائية، وإلى كل من الولايات المتحدة وإيران من أجل عنادهما في إحياء الاتفاق النووي.
تياران.. من ينتصر؟ ثمة مدرستان للتفكير في بروكسل، حول كيفية التعامل مع إيران. الأولى، يمثلها برلمانيون ذوو أصوات متصاعدة في الاتحاد الأوروبي، تعتقد بشكل متزايد أن السياسة الحالية قد فشلت وأن هناك حاجة إلى نهج أكثر فرضاً للعقوبات. لا يزال مؤيدو المدرسة الأخرى متمسكين بأمل التمكن من إبعاد إيران عن الحضن الصيني، واستخدام الاتفاق النووي كدافع وراء ذلك. المجموعة الأخيرة تتضاءل، لكن لا يزال بوريل يبدو ملتزماً بها في الوقت الحالي، ختمت فوهرال.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الملف النووي الإيراني فی الاتحاد الأوروبی الدول الأعضاء فورین بولیسی
إقرأ أيضاً:
روسيا تردّ على عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة
قالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم السبت، إنها ردت على حزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة التي فرضها التكتل مؤخرا على روسيا.
وأعلنت الوزارة توسيع قائمة مسؤولي التكتل والدول الأعضاء فيه الممنوعين من دخول روسيا بشكل كبير.
وفرض الاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين، الحزمة الخامسة عشرة من العقوبات على روسيا، وشملت الحزمة تدابير أكثر صرامة تستهدف كيانات عدة والمزيد من السفن.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إنها ردت بإضافة المزيد من "ممثلي أجهزة الأمن والمنظمات الحكومية والتجارية في دول الاتحاد الأوروبي، ومواطني الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المسؤولين عن تقديم مساعدات عسكرية إلى كييف" إلى قائمة الممنوعين من دخول أراضي روسيا.