كشف مسؤولون أمريكيون عن أن "الولايات المتحدة تناقش شروط معاهدة دفاع مشترك مع السعودية من شأنها أن تشبه الاتفاقيات العسكرية مع اليابان وكوريا الجنوبية"، بحسب إدوارد وونج ومارك مازيتي في تقرير بصحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأمريكية (The New York Times).

وقال وونج ومازيتي، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "هذه الخطوة تقع في قلب دبلوماسية الرئيس (الأمريكي جو) بايدن عالية المخاطر لحمل المملكة على تطبيع العلاقات مع إسرائيل".

ومقابل صمت رسمي سعودي، تتواتر منذ أشهر تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية عن أن الرياض عرضت على واشنطن إمكانية التطبيع مع إسرائيل، مقابل توقيع السعودي معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة والحصول على أسلحة أكثر تطورا ودعم لبرنامج نووي مدني، بالإضافة إلى لفتات إسرائيلية على مسار إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وقال وونج ومازيتي إنه "بموجب مثل هذه المعاهدة، تتعهد الولايات المتحدة والسعودية بشكل عام بتقديم الدعم العسكري إذا تعرضت الدولة الأخرى لهجوم في المنطقة أو على الأراضي السعودية".

ولفتا إلى أن "المعاهدات (الدفاعية الأمريكية مع دول) في شرق آسيا تعتبر من بين أقوى المعاهدات التي أبرمتها الولايات المتحدة خارج اتفاقياتها الأوروبية".

ويسعى بايدن إلى الفوز بفترة رئاسية ثانية في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ويأمل أن يدعم حظوظه بتحقيق اختراق تاريخي في الشرق الأوسط عبر تطبيع العلاقات بين إسرائيل (حليفة الولايات المتحدة) والسعودية؛ لما تحظى به المملكة من مكانة دينية بازرة في العالمين العربي والإسلامي وإمكانيات اقتصادية هائلة.

ولا ترتبط السعودية بعلاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، وترهن ذلك علنا بقبول الأخيرة الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

اقرأ أيضاً

تكامل دون دفاع مشترك.. بايدن يغازل بن سلمان باتفاقية البحرين

العنصر الأكثر أهمية

وقال مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون إن "ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، يعتبر أن معاهدة الدفاع المشترك مع الولايات المتحدة هي العنصر الأكثر أهمية في محادثاته مع إدارة بايدن بشأن إسرائيل"، كما أضاف وونج ومازيتي.

وتابعا: "يقول المسؤولون السعوديون إن "اتفاقية دفاع قوية من شأنها أن تساعد في ردع الهجمات المحتملة من قِبل إيران أو شركائها المسلحين، حتى مع قيام الخصمين الإقليميين بإعادة العلاقات الدبلوماسية".

ولا تزال دول في مجلس التعاون الخليجي، في مقدمتها السعودية، تحمل مخاوف مما تقول إنها طموحات إيرانية توسعية في المنطقة، على الرغم من استئناف الرياض وطهران علاقتهما الدبلوماسية، بموجب اتفاق بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، ما أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج العديد من الصراعات في الشرق الأوسط.

و"يطلب الأمير محمد أيضا من إدارة بايدن مساعدة بلاده على تطوير برنامج نووي مدني، والذي يخشى بعض المسؤولين الأمريكيين أن يكون غطاءً لبرنامج أسلحة نووية لمواجهة إيران"، وفقا لوونج ومازيتي.

وكثيرا ما اتهمت عواصم إقليمية وغربية، لاسيما الرياض وتل أبيب وواشنطن، طهران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول إيران إن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.

اقرأ أيضاً

صفقة تطبيع السعودية وإسرائيل.. هل يكافئ بايدن الأطراف الخطأ؟

اعتراض متوقع بالكونجرس

وقال وونج ومازيتي إنه "من المؤكد أن أي معاهدة مع السعودية تشبه الاتفاقيات الأمريكية مع حلفائها في شرق آسيا ستثير اعتراضات قوية في الكونجرس (الذي يجب أن يوافق على المعاهدة)؛ إذ يرى بعض كبار المشرعين الأمريكيين، بما في ذلك كبار الديمقراطيين، أن الحكومة السعودية والأمير محمد شريكان غير موثوقين ولا يهتمان كثيرا بالمصالح الأمريكية أو حقوق الإنسان".

وزادا بأنه "من شأن الاتفاق أيضا أن يثير تساؤلات حول ما إذا كان بايدن يجعل الولايات المتحدة أكثر تشابكا عسكريا في الشرق الأوسط، فمن شأن مثل هذه المعاهدة أن تتعارض أيضا مع الهدف المعلن لإدارة بايدن المتمثل في إعادة توجيه الموارد العسكرية الأمريكية والقدرات القتالية بعيدا عن المنطقة ونحو ردع الصين على وجه التحديد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ".

و"تمحورت المناقشات الأمريكية مع السعودية وإسرائيل بشكل أساسي حول مطالب الأمير محمد من إدارة بايدن، ومن المتوقع أن تظهر هذه الدبلوماسية يوم الأربعاء (20 سبتمبر/ أيلول الجاري) عندما يجتمع بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وقد تحدث بايدن عن فوائد تطبيع الدول العلاقات مع إسرائيل في خطاب بالأمم المتحدة الثلاثاء"، بحسب وونج ومازيتي.

وأضافا أن "للجيش الأمريكي قواعد وقوات في كل من اليابان وكوريا الجنوبية، لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إنه لا توجد حاليا مناقشات جادة حول وضع  فرقة كبيرة من القوات الأمريكية في السعودية بموجب أي اتفاقية دفاعية جديدة".

ولفتا إلى أنه "لدى (وزارة الدفاع الأمريكية) البنتاجون ما يقل قليلا عن 2700 جندي أمريكي في المملكة، وفقا لرسالة أرسلها البيت الأبيض إلى الكونجرس في يونيو (حزيران الماضي)".

اقرأ أيضاً

واشنطن أم الرياض أم تل أبيب.. أين العقبة الأكبر أمام التطبيع؟

المصدر | إدوارد وونج ومارك مازيتي/ ذا نيويورك تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السعودية أمريكا معاهدة دفاع تطبيع إسرائيل الولایات المتحدة مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

باحث في العلاقات الدولية لـ«الأسبوع»: «مايك هاكابي» ينفذ الأجندة الأمريكية التي تخدم إسرائيل

يشكل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، حكومة جديدة تساعدة في اتخاذ القرار داخل إلادارة الأمريكية داخليًا وخارجيًا، وكان من ضمن تلك الاختيارات، ترشيح «مايك هاكابي» ليكون سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل.

في هذا السياق، قال الدكتور محمد ربيع الديهي، الباحث المتخصص في العلاقات الدولية، في تصريحات خاصة لـ«الأسبوع»، إن تصريحات «مايك هاكابي» حول الضفة الغربية ليست محض صدفة، فقد عبر ترامب أثناء حملته الانتخابية عن رغبته بتوسيع مساحة دول الاحتلال، مؤكدًا أن مساحة إسرائيل صغيرة ويجب أن تتوسع، ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية كما يصفها البعض بدولة مؤسسات إلا أن الرئيس الأمريكي يلعب دورًا مهمًا في عملية صنع السياسة الخارجية وتوجهاتها، إما بصورة مباشرة أو اختيار شخصيات تؤيد رؤية وتوجه قيادات مؤسسات الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح الديهي، أن ترشيح مايك هاكابي جاء لتلبية تطلعات ترامب في توسع رقة دولة الاحتلال، وهو ما قد يشغل المنطقة العربية والشرق الأوسط في المستقبل، ولن يكون عامل استقرار اقليمي، ولا شك في أن تلك التصريحات تؤكد توجه أمريكا في المستقبل لزيادة الدعم المقدم لدولة الاحتلال، وعلى ما يبدو أن عودة هاكابي للمنطقة وكممثل في فلسطين هو مجرد تمهيد لـ تغيرات جيوسياسية ستشهدها المنطقة، ومن ثم العالم وربما نحن سنكون أمام مشهد جيوسياسي مضطرب للغاية.

اقرأ أيضاًالخارجية الفلسطينية: الفشل الدولي في وقف حرب الإبادة شجع الاحتلال على إعلان مخططاتها لضم الضفة

8 شهداء بينهم 3 أطفال و3 نساء في قصف لقوات الاحتلال على دوحة عرمون بلبنان

حزب الله يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية

مقالات مشابهة

  • كاتب بريطاني: هناك خط أحمر لمحاسبة إسرائيل؟.. بايدن أجاب: لا
  • «إذاعة صوت أمريكا»: ما مصير أفريقيا فى ظل التنافس بين الولايات المتحدة والصين؟
  • صحيفة عبرية: أمريكا تعد خططا بالشراكة مع إسرائيل لإسقاط النظام بإيران
  • باحث في العلاقات الدولية لـ«الأسبوع»: «مايك هاكابي» ينفذ الأجندة الأمريكية التي تخدم إسرائيل
  • خبير سياسي يكشف لـ«الأسبوع» عن السبب وراء ترشيح «مايك هاكابي» لمنصب سفير أمريكا في إسرائيل
  • يوتيوب السعودية بث مباشر.. مشاهدة مباراة أستراليا والسعودية يلا شوت مجانا في تصفيات المونديال 2026
  • تراجع الأسهم الآسيوية والنفط وارتفاع الدولار مقابل السندات الأمريكية
  • وزير دفاع صنعاء: ستبقى حاملات الطائرات والبوارج الأمريكية تحت مرمى طائراتنا المسيرة وصواريخنا البالستية والمجنحة
  • رقم قياسي لعدد حكام الولايات الأمريكية من النساء.. كم عددهن؟ (إنفوغراف)
  • أمريكا تدرس فرض عقوبات على وزير اسرائيلي تتضمن منع سفره الى الولايات المتحدة