قال الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية خلال البرنامج الإذاعي “دقيقة فقهية” أن: سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو أشرف خلق الله ، وأحب خلق الله إلى الله ، وهو سيد الناس جميعا في الدنيا والآخرة ، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : " أنا سيد ولد آدم ولا فخر ، وأنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر ، ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر "[أخرجه ابن ماجة].

وأضاف عاشور  حث الشرع الشريف على التذكير بالأيام الفارقة والأحداث الكبرى التي تدل على سنن الله في خلقه ومننه العظمى عليهم ؛ فقال تعالى : (ولقد أرسلنا موسىٰ بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله ۚ إن في ذٰلك لآيات لكل صبار شكور)[سورة إبراهيم:٥].

ولا يختلف أحد من المسلمين فضلا عن فقهائها وعلمائهم حول شرف وأهمية يوم مولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وهو الرحمة المهداة للعالمين ، فنتج عن ذلك شرف التذكير بهذا اليوم العظيم وما برز للكون فيه من النور المبين .

وأوضح المستشار السابق للمفتي أن أول من احتفل بيوم المولد الشريف هو سيدنا محمد نفسه صلى الله عليه وآله وسلم ، حيث سئل عن سبب صيامه يوم الاثنين ، بل ورغب أمته في ذلك ، فقال : " ذاك يوم ولدت فيه ، ويوم بعثت، أو أنزل علي فيه "[رواه مسلم في صحيحه] .

واستدلالا بهذا الحديث قال جماهير العلماء بمشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ؛ بل باستحبابه لما فيه من معنى التذكير بهذه النعمة العظمى وشكر الله تعالى عليها . وعلى ذلك لا تتأتى مسألة " الترك " ، وهو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ترك الاحتفال بيوم مولده الشريف ، فيكون الاحتفال به بدعة ، وهذا مردود بما أوردناه في الحديث السابق الخاص بسبب استحباب صوم يوم الاثنين من كل أسبوع .. إذن فأصل الاحتفال فعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

وتابع : قد يشكل على البعض الحكم على طريقة الاحتفال ، وأن ما يحدث هذه الأيام ومنذ ما يقرب من تسعة قرون هو هيئة لم يفعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا الصحابة رضوان الله عنهم .. وهذا مدفوع بأن الأصل إذا كان مشروعا فلا حرج في الهيئة التي يفعل بها ما دامت من جنس المباح والمشروع ، ولا بأس باختلاف تلك الهيئة باختلاف البيئات والعادات ، ما دامت لا تشتمل على محظور .


وقال عاشور من الحفاظ والعلماء الذين قالوا بجواز عمل المولد واستحبابه : الحافظ ابن دحية ، والحافظ زين الدين العراقي ، والحافظ ابن حجر العسقلاني ، والحافظ السخاوي ، والحافظ السيوطي ،  والفقيه الكبير ابن حجر الهيتمي ،  والشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية الأسبق ، والشيخ العلامة محمد الطاهر بن عاشور التونسي المالكي وغيرهم كثير .


واختتم حديثه قائلا : أن أصل عمل المولد مشروع بل مستحب في أصله ، وأن طريقة الاحتفال به جائزة وتأخذ حكم الاحتفال نفسه في أنه مستحب ، خاصة أن الاحتفال يشتمل على طاعات شتى ؛ من قراءة قرآن وذكر ومديح وتذكير بشمائل سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسيرته العطرة ، والحث على حبه والاقتداء به ، مع إطعام الطعام وإخراج الصدقات .


وللحافظ السيوطي رسالة سماها (حسن المقصد في عمل المولد) بين فيها أن عمل المولد من البدع الحسنة - أي في طريقة وهيئة الاحتفال - التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاحتفال بمولد النبي اطعام الطعام النبی صلى الله علیه وآله وسلم عمل المولد

إقرأ أيضاً:

صلاة هى الأفضل بعد الفرائض.. لا تتركها كل يوم

تعد صلاة قيام الليل واحدة من أعظم العبادات وأقربها إلى الله -عز وجل-، حيث تحظى بمكانة خاصة في قلوب المؤمنين، لما فيها من إخلاص وسرٍ بين العبد وربه، فهي تعكس الطمأنينة في النفوس وتعد سببًا لجلب الرضا والنور على وجوه القائمين بها.

 

 وقد أكد النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه الشريف أن صلاة قيام الليل هي أفضل الصلوات بعد الفرائض: «أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ».

وقت قيام الليل وفضله

يبدأ وقت قيام الليل عقب صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر، إلا أن الثلث الأخير من الليل يعد أفضل الأوقات لقيام الليل؛ إذ ينزل الله -عز وجل- إلى السماء الدنيا في هذا الوقت ويقول: «هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من سائلٍ فأعطيه؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟».

عدد ركعات صلاة قيام الليل

ليس لصلاة قيام الليل عدد محدد من الركعات، حيث يمكن أداؤها بركعتين كحد أدنى، مع إمكانية الزيادة حسب استطاعة المصلي. والأفضلية تكمن في الالتزام بما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث كان يصلي 11 ركعة أو 13 ركعة في قيام الليل.

كيفية صلاة قيام الليل

يُستحب أن يبدأ المصلي بركعتين خفيفتين، ثم يتابع بالصلاة ركعتين ركعتين، مع ختمها بركعة وتر إذا كان يؤديها في نهاية الليل. وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي ما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلِّم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة".

حكم قيام الليل

قيام الليل سنة مؤكدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، حث عليها القرآن الكريم والسنة النبوية. فهي وسيلة لثبات الإيمان وزيادة التقرب إلى الله -تعالى-.

 وقد ورد في القرآن: "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا" (سورة المزمل: 1).

الدعوة للالتزام بصلاة قيام الليل

تعتبر صلاة قيام الليل فرصة لا تُعوض للحصول على رضا الله ونيل الأجر العظيم. كما أنها تعكس صدق التوجه والإخلاص لله -تعالى-، خاصة في زمن غفلة كثير من الناس عن هذه العبادة. فلنحرص جميعًا على اغتنام هذا الوقت الثمين في التقرب إلى الله، فهو وقت استجابة الدعاء ومغفرة الذنوب.

مقالات مشابهة

  • الضوابط المطلوبة في المؤذن للصلاة .. تعرف عليها
  • أقوى دعاء للتقرب إلى الله .. مُستجاب ومُجرّب اغتنمه
  • أستاذ شريعة بالأزهر يوضح كيفية المحافظة على الدين
  • حكم تفسير الرؤيا ومن أي علم تستمد
  • حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته
  • حكم تهنئة المسيحيين في عيدهم.. الإفتاء توضح
  • كيفية تمجيد الله والثناء عليه .. علي جمعة يوضح
  • صلاة هى الأفضل بعد الفرائض.. لا تتركها كل يوم
  • عضو بـ«العالمي للفتوى»: إطعام الطعام لأفراد العائلة له أجر مضاعف عند الله
  • اتحاد كرة السلة يقيم احتفالا باليوم العالمي للعبة بالتعاون مع NBA مصر