ما حكم جمع الصلوات في وقت واحد؟.. دار الإفتاء المصرية تجيب
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
يعمد البعض من المسلمين الجمع بين الصلوات في وقت واحد بسبب ظروف العمل أو ظروف الحياة التي تعيقهم عن أداء الفروض في موعدها، وتساءل البعض خلال الفترة الماضية عن حكم الجمع بين الصلوات في وقت واحد؟.
ما حكم الجمع بين الصلوات؟وتوضح «الوطن» خلال التقرير الآتي حكم الجمع بين الصلوات وفقا لما أعلنته دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني، حيث قالت إن الناظر في الشريعة الإسلامية يجد أنَّ مبناها على التيسير ورفع الحرج عن المكلفين؛ وفي ذلك رعاية لحالهم وتحقيق لمصالحهم؛ قال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، وهناك أمثلة كثيرة في الشريعة الإسلامية للتيسير ورفع الحرج عن المكلفين:
الإسراء والمعراجأضافت دار الإفتاء، منها على سبيل المثال: تخفيف عدد الصلاة من خمسين إلى خمس فقط؛ كما جاء ذلك في حديث الإسراء والمعراج، وجمع الصلاة الرباعية وقصرها إلى ركعتين في حالة السفر.
وقد ثبت أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوفٍ ولا مرضٍ ولا مطرٍ، وعندما سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن ذلك قال: «أراد أن لا يحرج أمته».
وروى الشيخان في صحيحيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما: «أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم صَلَّى بِالْمَدِينَةِ سَبْعًا وَثَمَانِيًا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاء»، وفي لفظ قال: «جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ»، قيل لابن عباس: ما أراد بذلك؟ قال: «أراد أن لا يحرج أمته».
قال العلامة الشوكاني في «نيل الأوطار» (3/ 257، ط. دار الحديث): [قوله: (أراد أن لا يحرج أمته).. ومعناه: إنما فعل تلك لئلا يشق عليهم ويثقل، فقصد إلى التخفيف عنهم] اهـ.
الجمع بين الصلوات بسبب الأعمال الشاقةوأوضحت دار الإفتاء، قد ذهب إلى جواز الجمع في الحضر مطلقًا للحاجة من غير اشتراط الخوف، أو المطر، أو المرض، جماعة من الأئمة؛ منهم ابن سيرين وربيعة وأشهب وابن المنذر والقفال الكبير وابن شبرمة وغيرهم؛ قال العلامة ابن حجر العسقلاني في «فتح الباري» (2/ 24، ط. دار المعرفة): [وقد ذهب جماعة من الأئمة إلى الأخذ بظاهر هذا الحديث فجوزوا الجمع في الحضر للحاجة مطلقًا.. وممن قال به: ابن سيرين وربيعة وأشهب وابن المنذر والقفال الكبير، وحكاه الخطابي عن جماعة من أصحاب الحديث] اهـ.
وقال العلامة ابن جزي الكلبي في «القوانين الفقهية» (1/ 57): [وأجاز الظاهرية وأشهب الجمع بغير سبب] اهـ، وقال الإمام النووي في «المجموع» (4/ 384، ط. دار الفكر): [(فرع) في مذاهبهم في الجمع في الحضر بلا خوف ولا سفر ولا مرض: مذهبنا ومذهب أبي حنيفة ومالك وأحمد والجمهور أنه لا يجوز، وحكى ابن المنذر عن طائفة جوازه بلا سبب، قال: وجوزه ابن سيرين لحاجة أو ما لم يتخذه عادة] اهـ.
وقال العلامة ابن قدامة في «المغني» (2/ 205، ط. مكتبة القاهرة): [فصل: ولا يجوز الجمع لغير من ذكرنا، وقال ابن شبرمة: يجوز إذا كانت حاجة أو شيء، ما لم يتخذه عادة] اهـ، بينما قال العلامة ابن قاسم في «حاشية الروض المربع» (2/ 396): [وأوسع المذاهب مذهب أحمد، فإنه نص على أنه يجوز للحرج والشغل] اهـ.
وقد أجاز فقهاء الحنابلة الجمع بين الصلاتين لأصحاب الأعمال الشاقة؛ كالطباخ والخباز ونحوهما؛ قال الإمام المرداوي الحنبلي في «الإنصاف» (2/ 336، ط. دار إحياء التراث): [قال أحمد في رواية محمد بن مشيش: الجمع في الحضر إذا كان عن ضرورة مثل مرض أو شغل. قال القاضي: أراد بالشغل ما يجوز معه ترك الجمعة والجماعة من الخوف على نفسه أو ماله.. واختار الشيخ تقي الدين جواز الجمع للطباخ، والخباز ونحوهما، ممن يخشى فساد ماله ومال غيره بترك الجمع] اهـ.
ووفق دار الإفتاء المصرية فقال الإمام البهوتي في «كشاف القناع» (2/ 6، ط. دار الكتب العلمية): [في بيان أعذار الجمع بين الصلاة (و) الحال السابعة والثامنة (لمن له شغل أو عذر يبيح ترك الجمعة والجماعة) كخوف على نفسه أو حرمته أو ماله، أو تضرر في معيشة يحتاجها بترك الجمع ونحوه] اهـ. وممَّا ذُكِر يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دار الإفتاء الشريعة الإسلامية دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
حكم الحلف بالمصحف كذبا وهل له كفارة؟.. أمين الإفتاء يحسم الجدل
أكد الدكتور أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن وضع اليد على المصحف عند الحلف يُعد يمينًا منعقدة، موضحًا أن المصحف الشريف يُمثل كلام الله تعالى، وبالتالي فإن من يقصد أحكام الله بالحلف عليه يكون حلفه جائزًا.
وأضاف العوضي أن ثقافة الحلف بالمصحف ليست مستحبة ويُفضّل تجنبها، مشددًا على ضرورة ترسيخ ثقافة الصدق والبعد عن الشك والريبة.
واعتبر أن تكرار التحليف بالمصحف يعكس فقدان الثقة بين الناس، داعيًا إلى الاكتفاء بكلام الآخرين دون اللجوء إلى اليمين أو الاتهام، لأن الثقة المتبادلة هي أساس العلاقات السليمة في المجتمع.
أما بخصوص من يحلف على المصحف كذبًا، فقد أوضحت دار الإفتاء أن ذلك يُعد يمينًا بالله تعالى ويُعرف بـ"اليمين الغموس"، وهو من الكبائر التي لا تُكفَّر إلا بالتوبة الصادقة والاستغفار، لأنه يتضمن الكذب المتعمد في نفي أمر ماضٍ.
وأشارت الدار إلى أن هذا هو قول جمهور العلماء، ومنهم الأئمة مالك وأحمد والحنفية، مؤكدة أن اليمين الغموس تَغمس صاحبها في النار.
وناشدت دار الإفتاء كل من أقدم على هذا الفعل أن يتوب إلى الله توبة نصوحًا، ويُقلع عن هذا النوع من الأيمان، امتثالًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي عدّ اليمين الغموس من أعظم الكبائر التي لا كفارة لها سوى التوبة.
دعاء الستر من الفضيحة
1- اللهم خذ بأيدينا من المضائق، واكشف لنا وجوه الحقائق، ووفقنا لما تحب، واعصمنا من الزلل، ولا تسلبنا ستر إحسانك، وقنا مصارع السوء، والطف بنا في سائر تصرفاتنا، واكفنا من جميع جهاتنا، يا أرحم الراحمين.
2- «ربنا السر عندك علانية، الحلال ما أحللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، والأمر ما قضيت، الخلق خلقك، والعبد عبدك؛ أنت الله الرؤوف الرحيم، أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض، كل حق هو لك، وبحق السائلين عليك، أن تقبلني من عبادك الصالحين، وأن تجيرني من النار برحمتك».
3- «اللهم إني أعوذ بك من ملمات نوازل البلاء وأهوال عظائم الضراء فأعذني رب من صرعة البأساء واحجبني عن سطوات البلاء ونجني من مفاجآت النقم واحرسني من زوال النعم ومن زلل القدم واجعلني اللهم ربي في حمى عزك وحياك حرزك من مباغتة الدوائر».
4- «اللهم ربي وأرض البلاء فاخسفها وجبال السوء فانسفها وكُرب الدهر فا كشفها وعوائق الأمور فاصرفه وأوردنا حياض السلامة واحملني على مطايا الكرامة واصحبني إقالة العثرة واشملنا ستر العورة وجد عليّ ربي بآلائك وكشف بلائك ودفع ضّرائك وادفع عني كلاكل عذابك واصرف عني أليم عقابك وأعذني من بوائق الدهور وأنقذني من سوء عواقب الأمور واحرسني من جميع المحذور واصدع صفاة البلاء عن أمري واحلل يده مدى عمري إنك الرب المجيد المبدئ المعيد الفعال لما يريد».