موقع 24:
2024-07-05@22:21:12 GMT

فزع درنة... هل الآتي أفظع؟

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

فزع درنة... هل الآتي أفظع؟

بدءاً، ليست مدينة درنة تحديداً هي المقصودة في تساؤل عنوان المقال. كلا، يكفي إحدى أجمل مدن جبل ليبيا الأخضر، وأبهاها، كل هذا الذي حل بها، ونزل بأهلها، من فزع لم يكن في الحُسبان، وما ترتب على طوفان انهيار السدين، الذي أغرق قرى بأكملها، من دمار عِمران، وإزهاق أرواح بشر.


قصد التساؤل يذهب إلى مدى أوسع من ليبيا والليبيين، ومن كارثة زلزال المغرب أيضاً، وقبلهما زلزال تركيا مطلع هذا العام.

حقاً، الأرجح أن كل ذي عقل راجح، بين جموع المسؤولين عن الوضع المناخي للأرض، في أرجاء الكوكب كافة، لا يكف عن التساؤل عما إذا كان المختبئ في غياهب المجهول، من مآسي الفيضانات، الزلازل والأعاصير، انهيار السدود، انفجار البراكين، واشتعال حرائق الغابات، يحمل أفظع بكثير مما رأى بعض أنحاء المعمورة، خلال الخمسين عاماً الأخيرة.

هذا التساؤل ليس ترفاً على الإطلاق، ولا هو يُثار من قبيل المبالغة في التحذير من سوء المقبل من أخطار ذات صلة بالتغير المناخي عموماً. الاثنين الماضي، نقلت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية عن علماء مختصين في شؤون هذا التغير الحاصل، والمتطور إلى الأسوأ، قولهم إن التغيرات المناخية، خصوصاً لجهة ارتفاع درجات حرارة المحيطات، كان لها دور في وقوع كارثة فيضانات درنة. الصحيفة أشارت إلى أن العاصفة «دانيال» نتجت عن إعصار يُدعى «ميديكين» يمتد فوق البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأيوني، وساحل شمال أفريقيا. ونسبت «فايننشال تايمز» إلى كارستن هاوستن، عالم المناخ والأرصاد الجوية في جامعة لايبزيغ الألمانية، القول إن «المياه الدافئة لا تغذي تلك العواصف من حيث كثافة هطول الأمطار فحسب، بل تجعلها أيضاً أكثر شراسة»، وفق ما أورد موقع «بي بي سي» العربي.
ذلك في ما يتعلق بدور عوامل الطبيعة، التي أسهم الإنسان نفسه في كثير مما تسببت به من كوارث. زاد الأمر سوءاً على سوء، إذ اعتاد مسؤولون كثر، ليس في ليبيا وحدها، عدمَ أخذ أمور الصيانة جدياً، إضافة إلى التنبه لاحتمالات الأخطار قبل وقوعها فعلاً. كنتُ أتابع عبر إحدى محطات الإذاعة البريطانية تغطيتها لوقائع فاجعة درنة. في تلك التغطية، نُسِب إلى مسؤول ليبي القول إن كل من يثبت ضلوعه في تقصير أسهم في انهيار السدين، سوف يُحاسب بشدة. كلام مشابه تماماً قيل من قبل كثيراً، في ليبيا وفي غيرها. تُرى؛ هل يجب أن تقع المصيبة أولاً، لكي تبدأ المحاسبة، تالياً؟ ثم إنني تذكرت كذلك ما أوردت صحيفة «الغارديان» في عددها الصادر الخميس الماضي، لجهة أن السنوات التي تلت سقوط حكم معمر القذافي لم تشهد فقط إهمال البُنى التحتية في مختلف المرافق، بل جرى أيضاً نهبها، وحتى قبل انهيار حكم القذافي أشارت الصحيفة إلى تقارير أفادت بأن أحد السدين لم تجرِ صيانته منذ عام 2002.
كما هو واضح، ثمة أكثر من سبب يدعو حقاً للتساؤل، وبفزع فعلاً، عما إذا كان الآتي أفظع من كوارث الطبيعة التي يسهم فيها عبث تصرفات البشر. ثم، بعيداً عن التغيرات المناخية، أي حجم من الأضرار سوف يؤدي إليه انهيار سد النهضة، أو جزء منه، في كل من إثيوبيا والسودان ومصر، بل وماذا لو وقع أي خلل في عمل سد مصر العالي، ولم تستطع «بحيرة ناصر» أن تستوعب ما قد يترتب على الخلل من فيضان مياه؟ الأسباب كثيرة، والأمثلة كذلك، إنما لعل من الواجب أيضاً تذكر أهمية التفكير بإيجاب، والنظر إلى نصف الكوب الممتلئ، ثم استحضار مقولة هيرودوت، أبي التاريخ: «من ليبيا يأتي الجديد»، بأمل في أن تكون فاجعة درنة ناقوس خطر يفيد في تجنيب ليبيا، وغيرها، المزيد من الفواجع.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

بماذا تعهد حزب العمال قبيل وصوله لسدة رئاسة الحكومة البريطانية؟

حزب العمال البريطاني فاز بغالبية مقاعد مجلس العموم

بعد فوزه بغالبية المقاعد في مجلس العموم البريطاني، يتعين على حزب العمال الآن العمل على تنفيذ التعهدات التي وردت في بيانه الانتخابي.

وتعهّد رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر "إعادة بناء" البلاد و"توحيدها" بعد تحقيق حزب العمال الذي يتزعّمه فوزا ساحقا في الانتخابات التشريعية.

 

اقرأ أيضاً: تعيين كير ستارمر رئيسًا لوزراء بريطانيا

وتعتبر هذه المرة الاولى منذ العام 2010 التي يحكم فيها حزب العمّال البلاد، واعتبر مراقبون أن التطور يطوي صفحة حكم المحافظين الذي استمر 14 عاما وشهد في السنوات الأخيرة.

وفيما يلي أبرز الأولويات التي تعهد بها الحزب:

توفير الاستقرار الاقتصادي

وضع قواعد واضحة بشأن الضرائب والإنفاق.

عدم زيادة معدلات ضريبة الدخل الحالية أو التأمين أو ضريبة القيمة المضافة.

تحسين الخدمات الصحية

زيادة عدد البدالات للعمل في عطلات نهاية الأسبوع والعمل المسائي.

تعزيز الأمن

إنشاء قيادة أمن الحدود بصلاحيات مماثلة لصلاحيات محاربة الإرهاب لوقف عصابات الاتجار بالبشر وتهريبهم.

اقرأ أيضاً: سوناك يستقيل من زعامة حزب المحافظين

الاستثمار في الطاقة النظيفة

إنشاء شركة طاقة نظيفة مملوكة للقطاع العام لخلق فرص عمل والاستثمار في الطاقة النظيفة.

معالجة السلوكيات المعادية للمجتمع

توظيف 13 ألف ضابط شرطة إضافي وضباط دعم مجتمعي في إنجلترا وويلز.

تحسين التعليم

توظيف 6500 معلم إضافي.

تقديم نوادي إفطار مجانية في كل مدرسة ابتدائية في إنجلترا.

تلتزم الحكومة العمالية المقبلة بتنفيذ هذه التعهدات لتحقيق الاستقرار والنمو في مختلف قطاعات الدولة، وتعزيز رفاهية المجتمع البريطاني بحسب البيان الانتخابي.

اقرأ أيضاً: بايدن يحدد موقفه من السباق الرئاسي

وعين ملك بريطانيا تشارلز الثالث رسميا زعيم حزب العمال كير ستارمر رئيسا للوزراء، الجمعة، خلال اجتماع في قصر باكينغهام.

ونشر القصر صورة تظهر الملك مصافحا ستارمر الذي حقق حزبه فوزا ساحقا في الانتخابات، حيث قبل الملك تشارلز استقالة ريشي سوناك.

وقال كير ستارمر بعد تعيينه رئيسًا للوزراء إن "التغيير يبدأ على الفور".

اقرأ أيضاً: إعلام أمريكي: بايدن يلمح بالانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية 2024

صعد ستارمر إلى موقع زعامة العمال قبل أربع سنوات خلفاً لجيريمي كوربن، وعمل على التحول بدفة الحزب من خط كوربن الذي مثل أقصى اليسار لجعله أكثر وسطية من جديد، من أجل أن يصبح أكثر قابلية للانتخاب من الناخبين في المملكة المتحدة.

وُلد ستارمز في 1962 وهو عضو في حزب العمال البريطاني، حيث شغل عدة مناصب في الحزب وخدم كوزير للإسكان والتنمية الحكومية في الحكومة البريطانية بين عامي 2009 و2010.

مقالات مشابهة

  • استمرار العمل في مشروع كوبري وادي الناقة 2 لتحسين البنية التحتية في درنة
  • مرض الجرب يهدد أهالي غزة بعد انهيار المنظومة الصحية
  • بماذا تعهد حزب العمال قبيل وصوله لسدة رئاسة الحكومة البريطانية؟
  • صيانة وتجهيز مجمع عيادات محمود الهريش في درنة
  • استمرار توسعة وتهيئة الطرق العامة في منطقة مرتوبة شرق مدينة درنة
  • مشعوذ إلكتروني يثير الجدل على مواقع التواصل في الأردن
  • الجامعة السعودية الإلكترونية تفتح التسجيل في برامج الدبلومات المهنية
  • الإعلام ومآلات حسم الحرب في السودان
  • كيف تصنع «وغدا»؟
  • "كوبا أمريكا": مواجهات كبرى مرتقبة في الأدوار الإقصائية