موقع 24:
2024-11-16@12:38:45 GMT

صفحات مخفية لكلينتون في البيت الأبيض

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

صفحات مخفية لكلينتون في البيت الأبيض

كان عملي لسنوات مراسلاً في البيت الأبيض حافزاً لي على العودة إلى فتح صفحات منسية من فترة رئاسة بيل كلينتون، والعودة إلى تأمل موقف له، تجاوَز في جرأته ومصداقيته ما سبق أن فعله أيّ رئيس أمريكي آخر. أتحدث هنا عن قراره بشأن إيجاد حل نهائي سياسي وإنساني للقضية الفلسطينية.



حينئذ كنت في موقع المتابعة اليومية لمشروع كلينتون بفرض خطة أمريكية مكتملة لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، لدرجة أنه ترك موقعه الرسمي في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، لينتقل بالهليكوبتر إلى المنطقة الريفية «واي بلانتيشن»، ويمضي الأيام في مفاوضات ثلاثية مع نتنياهو وياسر عرفات.


بالنظرة الشاملة لهذا السلوك، لاحظنا أن خطة كلينتون لم تكن قفزة مفاجئة إلى دائرة الأزمة، بل سبقها بسنوات قليلة مشروع سياسي متكامل.
يومها قال صراحة: «إن السلام لا بد أن يتضمن الكثير من الأشياء، ومنها الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأيضاً الأمن الحقيقي لإسرائيل، لكن لا بد أن يكون الاعتراف المتبادل هو البداية لذلك».
وبشكل عام، وفي إطار رؤيته لمبادئ سياسته الخارجية، فإن نظرته للقضية الفلسطينية لم تكن تصرفاً قائماً بذاته، لكنها جزء مما وصف باستراتيجية عالمية مبنية على مبدأ إدارة الأزمات بشكل عام. ومن بينها تطبيق مبدئه السياسي في الشرق الأوسط. هنا يقول روبرت فريدمان، عالم السياسة بجامعة جون هوبكنز، إن كلينتون واجه صعوبات هائلة وضعت في طريقه، بهدف إثنائه عن استكمال الطريق الذي اختاره.
منذ اليوم الأول لتولي كلينتون الرئاسة عام 1993، فهو قد تيقن أن نجاح رئاسته للولايات المتحدة يتطلب سياسة خارجية تحمل رؤية تستوعب مجمل الأوضاع والأزمات الدولية والإقليمية، وصفها مستشاروه ب «مبدأ كلينتون» الذي يعني النظرة الأوسع مدى لحفظ السلام، والالتزام بالتدخل في الأزمات العالمية، بأقل الخسائر والمخاطر على أرواح الأمريكيين، والالتزام في الوقت نفسه بدعم حقوق الإنسان في المناطق الإقليمية، ومنها الشرق الأوسط.
بعد ذلك بسنوات، وفي عام 2011، كتب المؤرخ تومي وونغ أنه خلال فترة حكم كلينتون من 1993-2001، فهو قد عمل على تحسين علاقات أمريكا الخارجية بالدول الأخرى، باستخدام سياسات بعيدة عن العدوانية، وتقوم على التنافس الحر في التجارة العالمية، ودعم الديمقراطية، بأقل درجة من التدخل في شؤون الآخرين، مع احتفاظ أمريكا بدورها القيادي.
وهي المبادئ نفسها التي تحدث عنها أنتوني ليك، مستشاره للأمن القومي، في شرحه أمام كلية الدراسات المتقدمة بجامعة جون هوبكنز، حين قال إن كلينتون قد تعهد بالمشاركة النشطة في حل قضايا العالم.
وضمن مساعي التنظير لرؤية كلينتون الخارجية، يقول مجلس العلاقات الخارجية، إن بعض مؤسسات الفكر السياسي، ووسائل الإعلام حاولت تجاهل أفكار كلينتون وعدم إلقاء الضوء عليها. وركز مجلس العلاقات الخارجية اهتمامه على دور كلينتون تجاه النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وقال إن الولايات المتحدة حاولت طويلاً في عهود رؤساء سابقين إيجاد حل تفاوضي للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن سياسة هؤلاء الرؤساء كانت تتحرك على هامش النزاع دون الخوض في مضمونه، رغم علمهم بانعكاسات هذا النزاع على الأمن القومي الأمريكي، حتى وصل الحال في عهد الرئيس جو بايدن إلى الاكتفاء بإعادة التأكيد أكثر من مرة على تأييده لحل الدولتين، دون أي تحرك خطوة أبعد من ذلك لدفع الأمور نحو استئناف مفاوضات السلام، وفي الوقت نفسه كان التشبيه الذي نشرته مجلة «فورين بوليسي»، بقولها «إن نتنياهو قتل عملية السلام»، وأيضاً قول معهد بروكنغز «لماذا قتلت عملية حل الدولتين».
الآن أتذكر أثناء متابعتي اليومية لجهود كلينتون في القمة الثلاثية مع نتنياهو وعرفات، وتفرغه لمهمة إيجاد حل أمريكي للنزاع، بناء على المبادئ التي يؤمن بها، كيف أن جميع الأطراف الرافضة لسلام حقيقي تؤيده وتسانده أمريكا قد حشدت قواها في حملة وصفتها صحف أمريكية قليلة بإعلان تلك القوى الحرب على كلينتون.
تلك كانت صورة لرؤية شاهد عيان لكل ما جرى، وما انتهي إلى ضربة تآمرية مخابراتية ضد كلينتون ومشروعه.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

ترامب وبايدن يلتقيان في البيت الأبيض

عاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى واشنطن، يوم الأربعاء، عودة المنتصر، للقاء الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض، وأعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري.

وهبطت طائرة ترامب في قاعدة أندروز بولاية مريلاند، صباح الأربعاء.

والتقى ترامب الرئيس الأميركي جو بايدن بالمكتب البيضاوي، وهو إجراء تقليدي من عملية التسليم السلمي للسلطة - ورفض ترامب نفسه المشاركة فيه قبل أربع سنوات.

وبالنسبة لترامب، فإن العودة للبيت الأبيض مذهلة، بعدما غادره قبل نحو من أربع سنوات، كزعيم ضعيف ومهزوم سياسيا، عقب هجوم السادس من يناير 2021 على مبنى الكابيتول، لكنه يستعد الآن للعودة إلى السلطة، وهو ما يراه وحلفاؤه من الحزب الجمهوري تفويضا بالحكم.

وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون إن الجمهوريين "مستعدون لتنفيذ" أجندة ترامب، "أميركا أولا".

وفي وقت سابق الأربعاء، تحدث ترامب عن فرضية ترشحه للرئاسة الأميركية لولاية ثالثة رغم أن الدستور يمنعه من ذلك.

وخلال خطاب ألقاه أمام أعضاء من الحزب الجمهوري في واشنطن قال ترامب ضاحكا: "أظن أنني لن أترشح إلا إذا اعتبرتم أنني جيّد ولا بد إذن من التفكير في شيء آخر"، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.

يشار إلى أنه وفقا للتعديل 22 لدستور الولايات المتحدة، فإنه يحظر على أي شخص أن يخدم أكثر من فترتين كرئيس.

ما هو التعديل الثاني والعشرون؟

تم التصديق على التعديل الثاني والعشرون في 27 فبراير 1951، ويضع حدودا لفترات ولاية الرئيس المنتخب.

وفقا لمكتبة ومتحف رونالد ريغان الرئاسي، تنحى جورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة، بعد أن قضى فترتين رئاسيتين.

وقد احترم جميع الرؤساء بعد واشنطن هذا الحد غير الرسمي حتى فرانكلين روزفلت، الذي انتخب رئيسا أربع مرات من عام 1932 إلى عام 1944.

في عام 1947، بعد عامين من وفاة روزفلت، بدأ التعديل في مجلس النواب الأميركي كاقتراح للحد من فترة ولاية الرئيس إلى فترتين.

وبعد بعض المراجعات من قبل مجلس الشيوخ، تمت الموافقة على التعديل المقترح وإرساله إلى الولايات للتصديق عليه.

مقالات مشابهة