حادثة اثيوبيا: جرس انذار اخر داخل موسسة عتيقة تتصدع
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
منصة اقلام الامة على الفيسبوك التابعة لحزب الامة تعيد قبل اقل من ساعتين من الان اعتذارا منسوبا الى الصحفي عطاف عبدالوهاب كان قد نفاه بالامس
الاعتذار موجه – بحسب نصه المزعوم – من الصحفي عطاف الى السيد الصديق الصادق المهدي بشأن الخبر الذي كان عطاف قد فجره عن مصادر يبدو انه واثق من صحة معلوماتها بشأن حادثة ضبط سلطات الحدود والجمارك الاثيوبية لمبالغ مالية كبيرة ومشغولات وسبائك ذهبية كان السيد الصديق يحملها معه خلال رحلته من ام درمان الى وادي حلفا ومن هناك الى اثيوبيا ويبدو انه لم يعلن عنها عند نقطة دخول الاراضي الاثيوبية.
تعددت التصريحات المنسوبة الى موسسات حزب الامة وافراد من عائلة الامام المهدي والتي حاولت توضيح ما اورده الخبر ولكن في مجملها لم تنفي حادثة التوقيف ولا وجود مبالغ مالية وذهب في صحبة السيد الصديق وتركزت المحاولات على توضيح ان الذهب عبارة عن مشغولات زينة شخصية لاسرة السيد الصديق الصادق.
لكن اللافت هو هذا الارتباك الذي اصاب الحزب ومنسوبيه بسبب الخبر وسببه الظاهر المباشر هو حادثة توقيف احد قيادات الحزب في نقطة عبور وجمارك دولة اخرى وفشله في الاعلان عن اموال وذهب يحمله مما يوقعه تحت طائلة الاتهام بالتهريب حتى وان كانت الاموال والذهب املاك شخصية
لكن الارتباك الذي اصاب الحزب ومؤسساته ومنسوبيه يتجاوز السبب الظاهر، فالحادثة كشفت عن تحرك السيد الصديق والسيد البربر من ام درمان الى حلفا بصحبة اموال ومتاع شخصي كبير جدا وهو الامر الذي لم يتوفر للاخرين من الذين اخرجتهم الحرب من منازلهم بملابسهم التي عليهم وبعضهم دون اوراق ثبوتية ناهيك عن حمل امتعة واموال وحلي ذهبية ، كل الناس اضطرت الى اخفاء هواتفها النقالة عن اعين عصابات الجنجويد اما الساعات الثمينة والمشغولات الذهبية فلن تجد امراة واحدة خرجت من الخرطوم وفي اصبعها خاتم زواج ده عنك حلي ذهبية.
فالحادثة كشفت عن تحرك قيادات حزب الامة تحت حماية وبتنسيق تام مع المليشيا التي عاثت في الخرطوم فسادا ونهبا
وهنا مربط فرس الارتباك الذي سببه خبر الصحفي عطاف عبدالوهاب عن توقيف السيد الصديق ، فالحزب الذي عاش شبابه السياسي وكهولته يحاول التوفيق بين ميراث الثورة المهدية كحركة نضال وطني ويجتهد ان يحشر في بطن سيرتها ميراث الجهادية وكتلة المتمة وغيرها من المدن التي استباحتها ميلشيات الخليفة عبدالله التعايشي وما تركته من شرخ اجتماعي على صفحة الاجتماع الانساني ووجدان مجتمعات نيلية مستقرة بالكاد اصاب اي نجاح في مثابرته تلك ولولا سنن الاجتماع البشري التي اخرجت هجرات النزوح النيلي غربا خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي ولولا التغير المناخي الذي حاصر قطاعات المسير والرعي ودفع مسارات التجارة والعبور نحو النيل وسهل اتصال جماعات القبايل المتنقلة مع مجتمعات الاستقرار النيلي، ولولا تبادل منافع مواسم الحصاد مع مواسم التجارة المتنقلة عبر الحدود ، لولا ذلك لما تمتع الحزب باي قدر من السماحة والمسامحة الاجتماعية في مجتمعات نهر النيل والولاية الشمالية تحديدا.
وها هو تيار داخل الحزب يعتمر قلنسوة الخليفة عبدالله ويرى في حميدتي واخوانه عبدالرحمن نجومي جديد فيتخلى بذلك عن الدولة السودانية التي كان على راسها يوما ويوحد بذلك نضاله مع نضال تيارات علمانية ظلت تاريخيا تتعامل مع حزب الامة تحديدا بوصفه الحاضنة الاوسع للبرجوازية الانتهازية الصغيرة.
حادثة اثيوبيا لم تفعل سوى تسليط الضوء على ازمة عميقة داخل الكيان الذي كان في السابق يمثله حزب الامة وهي ازمة بلغت ذروتها بمجرد عودة الحزب من المعارضة الخارجية باتفاق جيبوتي في العام ١٩٩٩ اذ سرعان ما برزت تيارات الحزب المتعارضة بين التطرف الذي ينظر الى الانقاذ باعتبارها انقلاب اولاد الختمية داخل الحركة الاسلامية وبين تيارات تعاملت مع الانقاذ كحكومة امر واقع تسيطر على موسسات الدولة وهي موسسات عامة اوسع من الجبهة الاسلامية القومية ومنسوبيها. فشاهدنا تشققات الحزب وانقساماته التي لم تكتفي بخروج السيد مبارك المهدي على زعامة الامام الصادق المهدي بل اضطرار السيد الصادق نفسه للسماح لابنه الاكبر السيد اللواء عبدالرحمن بدخول قصر الرئاسة الانقاذ ولعب ادوار مفصلية في بعض تقلبات السياسة الانقاذية.
ويبدو الامر جليا الان بين اغلبية داخل تيارات حزب الامة لم تفقد عقلها ولا بصيرتها على النحو الذي يجعلها تركب تاتشرات الدعم السريع المنتحرة على بوابات المواقع العسكرية والتطورات السياسية، وبين اقلية تفعل بالضبط ذلك لانها تمارس السياسة بلا مرجعيات اجتماعية ولا مرتكزات فكرية …. تمارس السياسة كما مارسها الخليفة عبدالله الذي احرق العرش الذي بناه الامام المهدي باجماع قومي غير مسبوق في سبيل بناء عريش على مقاسه انتهى به الى تبروقة في الفلاة !!
صديق محمد عثمان
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: السید الصدیق حزب الامة
إقرأ أيضاً:
هزَّت أرض الصعيد.. نكشف أسرار حادثة "أبو الجود" الأقصر
لا تبقى الأمور على على حالها، فيين ثانية وأخرى تُزهق روح إنسان في مشهد جنوني، يظل علينا بلحظات الرُعب ذلك الخطر. لكنّ الخطر غيررالمُبرر حين يكون قتلًا، مجهولة أسبابه دوافعه.
هناك على أرض الأقصُر، تلك المدينةوالتي تغنّى بها العُشاق الرحالة، أرض الحضارة، ومقصِد السيّاح، تشْهدُ إحدى بلداتها، جريمة تهتز لها الأرض ليلًا، وتتنبه لها الأعيُن فلا تنام..
في حادثة مروعة أثارت صدمة كبيرة في الشارع المصري، وقعت جريمة بشعة في منطقة أبو الجود بمحافظة الأقصر، حيث أقدم شخص تحت تأثير مخدر "الشابو" على قتل رجل وفصل رأسه بطريقة وحشية، ثم تجول برأس الضحية في الشارع وشرب من دمه، في مشهد جنوني مثير للريبة والرعب.
تفاصيل الجريمة المؤلمة التي وقعت مساء الثلاثاء، تُبرز التهديد الخطير الذي تمثله المخدرات القاتلة على المجتمع المصري.
تلقى مدير أمن الأقصر، اللواء محمد الصاوي، إخطارًا عن وقوع جريمة غير مسبوقة في أبو الجود. وأفاد شهود العيان أن الجاني، الذي كان يتمتم بكلمات غير مفهومة، استغل مرور الضحية، الحاج حجاج، بالشارع لتنفيذ جريمته المروعة.
وقد تصاعدت حدة الفزع بعدما كتب الجاني بدماء الضحية على الجدران عبارات غير مفهومة، ما زاد من هول الواقعة.
أوضح شهود العيان أن المتهم مدمن لمخدر "الشابو"، الذي يُعرف علميًا بالـ "ميثامفيتامين"، وهو مادة تُسبب الهلاوس السمعية والبصرية وتجعل متعاطيها فاقدًا للسيطرة على تصرفاته. هذا المخدر، الذي أصبح شائعًا بسبب رخصه وسهولة تصنيعه، بات يمثل خطرًا متزايدًا، إذ يُدمر خلايا المخ ويحول المدمن إلى شخص عدواني قد يرتكب أفعالًا غير إنسانية.
انتقلت قوات الأمن إلى موقع الحادث فور الإبلاغ، وجرى القبض على الجاني. تم التحفظ على جثمان الضحية في مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة التي باشرت التحقيقات لكشف ملابسات الجريمة البشعة.
أكد المحامي العام لنيابات الأقصر أن الجاني يخضع الآن للفحص النفسي والجنائي لتحديد مسؤوليته القانونية.
انتشرت مقاطع فيديو تصور الجريمة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار جدلًا واسعًا وتساؤلات حول الأخلاقيات العامة وتأثير المخدرات على المجتمع. وأدان رواد مواقع التواصل تداول الفيديوهات مؤكدين أن انتشارها يسيء لحرمة الضحية وأسرته.
أحدهم قال: "هذه ليست الأقصر التي نعرفها، ماذا يحدث لنا؟ يجب التصدي لانتشار المخدرات فورًا".
آخرون أشاروا إلى أن تصوير الجريمة بدلًا من التدخل لإيقافها يعكس تغيرًا خطيرًا في السلوك المجتمعي.
بينما اعتبر آخرون أن الجرائم البشعة باتت من علامات الساعة، مستشهدين بأحاديث نبوية عن تزايد القتل في آخر الزمان.
أكد متخصصون أن مخدر "الشابو" يسبب تدميرًا كاملًا لخلايا المخ، ما يؤدي إلى تصرفات عدوانية وغير مبررة. وطالب الخبراء بضرورة شن حملة وطنية شاملة للتصدي لانتشار هذا المخدر القاتل الذي أصبح يُشكل تهديدًا حقيقيًا، خاصة في المناطق الشعبية والفقيرة.
إن حادثة أبو الجود هي جرس إنذار يدق بقوة، لتذكيرنا بأن تأثير المخدرات لا يتوقف عند تدمير الأفراد، بل يمتد ليهدد سلامة المجتمع ككل. وبينما ينتظر المجتمع العدالة، يبقى السؤال: هل ستتخذ الجهات المسؤولة الخطوات اللازمة لإنقاذ شبابنا من براثن هذه السموم قبل أن تتحول الجرائم البشعة إلى مشهد يومي مألوف؟