أجلت روسيا المئات من سكان إقليم ناغورني قره باغ إثر العملية العسكرية التي أطلقتها أذربيجان وسيطرت خلالها على 60 موقعا للقوات الأرمينية، في الوقت الذي تواصلت فيه الدعوات لوقف إطلاق النار.

وقالت وسائل إعلام روسية إن قوات حفظ السلام الروسية في إقليم ناغورني قره باغ أجلت أمس الثلاثاء أكثر من 1800 من سكان الإقليم المتنازع عليه.

وأضافت المصادر أن القوات الروسية وفرت نقاط إقامة مؤقتة للمدنيين الذين تم إجلاؤهم من قره باغ، بالإضافة إلى الرعاية الطبية، وساعدت في علاج الجرحى والمصابين.

ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر محلية في إقليم قره باغ أن القوات الأذربيجانية قصفت أحياء سكنية في عاصمة الإقليم ستيباناكيرت.

صور نشرتها وزارة الدفاع الأذرية تظهر تدمير موقع عسكري أرميني في قره باغ (رويترز) السيطرة على 60 موقعا

وكانت وزارة الدفاع في أذربيجان أعلنت مساء أمس الثلاثاء أن قواتها سيطرت على 60 موقعا للقوات الأرمينية في إقليم ناغورني قره باغ بعد ساعات من شنها عملية عسكرية تستهدف نزع سلاح الانفصاليين بالإقليم.

كما قالت الوزارة -في بيان- إن قواتها دمرت عددا من نقاط إطلاق النار التابعة للقوات الأرمينية، مؤكدة أن العملية العسكرية مستمرة بنجاح.

وقبل ذلك، نشرت وزارة الدفاع الأذرية بيانا قالت فيه إن العملية تستهدف إخراج التشكيلات المسلحة الأرمينية من أراضيها.

وأضافت أن العملية العسكرية من شأنها ضمان وقف ما وصفته بالاستفزازات واسعة النطاق بالإقليم، ونزع سلاح القوات الأرمينية، وتحييد بنيتها التحتية العسكرية، وضمان سلامة المدنيين العائدين إلى أراضيهم، مشددة على ضرورة حل السلطات الانفصالية الأرمينية في قره باغ.

وأشارت وزارة الدفاع الأذرية إلى أنه تم استخدام أسلحة عالية الدقة على الخطوط الأمامية وفي الأعماق، وتحديد مواقع تشكيلات قوات أرمينية ونقاط إطلاق النار طويلة المدى، مؤكدة أن القصف لا يستهدف المدنيين.

في المقابل، نفت السلطات الأرمينية وجود أي وحدات عسكرية لها في الإقليم، وطالبت مجلس الأمن الدولي وقوات حفظ السلام الروسية باتخاذ إجراءات لوقف ما سمته العدوان الأذربيجاني والعودة للتفاوض.

وتحدثت أرمينيا عن "عدوان واسع النطاق" من قبل أذربيجان يستهدف التجمعات السكانية، ونفت أن يكون جيشها موجودا في قره باغ.

وأعلن المسلحون الأرمن في إقليم قره باغ أن الجيش الأذري نفذ قصفا عنيفا ويحاول اختراق دفاعاتهم، قائلين إنهم لا يزالون صامدين.

وأقرت قيادة الانفصاليين الأرمينية بمقتل 23 من عناصرها، بالإضافة إلى مدنيين اثنين، مشيرة إلى أن القوات الأذرية تستخدم الطيران الحربي والمدفعية والطائرات المسيّرة.

وفي باكو، أعلنت النيابة العامة مقتل مواطن جراء قصف أرميني باتجاه مدينة شوشي الواقعة تحت سيطرة أذربيجان، وتقع على مشارف قره باغ.

بدورها، أكدت وزارة الدفاع الأذرية إصابة جنديين جراء ما وصفته باستفزاز عسكري أرميني.


ردود دولية

وعلى صعيد المواقف الدولية، بحث وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن مع رئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان -في اتصالين هاتفيين منفصلين- التطورات الأخيرة في منطقة قره باغ.

وذكر بيان للخارجية الأميركية أن بلينكن دعا علييف إلى وقف العمليات العسكري على الفور والعودة إلى التهدئة.

وأشار بلينكن إلى أن الحل العسكري غير ممكن، ودعا باكو إلى حل المشاكل مع الأرمن في قره باغ من خلال الحوار. وأضاف البيان أن علييف أبلغ بلينكن استعداده لوقف الأنشطة العسكرية.

وأوضح أن بلينكن شدد على ضرورة عقد اجتماع بين الطرفين.

وقال الوزير الأميركي -في اتصاله الهاتفي مع باشينيان- "نتابع التطورات في قره باغ بقلق". وأبلغ بلينكن -حسب البيان- رئيس الوزراء الأرميني أنه دعا أذربيجان إلى الحوار، مضيفاً أن "الولايات المتحدة تدعم سيادة أرمينيا واستقلالها وسلامة أراضيها".

وكانت وكالة رويترز نقلت عن الخارجية الروسية دعوتها إلى وقف إراقة الدماء في النزاع بين أرمينيا وأذربيجان.

أما وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، فأكد لنظيره الأرميني أرارات ميرزويان -خلال لقائهما في نيويورك- ضرورة التزام باكو ويريفان بنص اتفاق وقف إطلاق النار في قره باغ، وحل القضايا العالقة عن طريق الحوار.

وأضاف عبد اللهيان -على منصة "إكس"- أنه ينبغي حل الخلاف بين الطرفين بالوسائل السياسية، وأكد أن إيران تعد قره باغ جزءا من الأراضي الأذربيجانية.

ومن نيويورك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تدعم خطوات أذربيجان للحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها، مضيفا أن قره باغ أرض أذرية ومن غير المقبول فرض وضع آخر.

وأضاف أردوغان أن أنقرة دعمت المفاوضات بين أذربيجان وأرمينيا، لكن يريفان لم تستغل هذه الفرصة.

من جانبه، استنكر الاتحاد الأوروبي التصعيد العسكري في قره باغ، داعيا أذربيجان لوقف التصعيد.

كما وصف المستشار الألماني أولاف شولتز الوضع بين أذربيجان وأرمينيا بالحرج للغاية، ودعا لوقف القتال.

واعتبرت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أن العملية العسكرية الأذرية "غير شرعية وليست مبررة وغير مقبولة". وذلك بالتزامن دعوة باريس لاجتماع فوري لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في قره باغ.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: العملیة العسکریة إطلاق النار على 60 موقعا فی قره باغ فی إقلیم

إقرأ أيضاً:

العراق.. إدراج 14 موقعاً على لائحة التراث العالمي

أعلنت الهيئة العامة للآثار والتراث، عن “إدراج 14 موقعا أثريا عراقيا على لائحة التراث العالمي”.

وقال، مدير دائرة التراث العالمي، مثنى عبد داود، لموقع “إرم نيوز”: “العراق تمتلك سبعة مواقع مدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وتتمثل في مدن أور وبابل وسامراء والوركاء والحضر، فضلاً عن قلعة أربيل والأهوار في جنوب البلاد”.

وأضاف: “دائرة التراث تسعى إلى إدراج مجموعة جديدة من المواقع الأثرية والتي سيبلغ عددها، 14 موقعا أثريا، حيث نعمل على إعادة ترميم تلك المواقع وتأهيلها بحسب المحددات اللازمة لإدراجها على قائمة اليونسكو”.

وبين مدير الدائرة أن: “هناك 10 معايير يجب أن تتوفر في المواقع الأثرية لإدراجها على لائحة التراث العالمي، أهمها أن تتعلق بتطور الهندسة المعمارية أو التكنولوجيا أو الصروح الفنية أو تخطيط المدن، وأن تمثل إحدى روائع العقل البشري المبدع”.

وأكد: “العراق استفادت كثيرا من إدراج المواقع السابقة على لائحة التراث العالمي، حيث شجع ذلك آلاف السياح الأجانب من زيارة العراق، والتعرف على تلك المواقع التي تمثل تاريخ وحضارة العراق القديم، والفنون التي كان يتقنها أبناء أرض بلاد الرافدين”.

وأشار مثنى عبد داود، إلى أن “زيادة المواقع الأثرية على اللائحة العالمية سيعزز من حضور العراق بين دول العالم، وسيؤدي إلى زيادة إقبال السائحين لزيارة البلاد، لا سيما مع اهتمام الحكومة بتلك المواقع وتوفير متطلبات الوصول إليها من تعبيد الطرق وإنشاء الفنادق القريبة من تلك المواقع”.

ها وتشير الإحصائيات إلى امتلاك العراق أكثر من 150 ألف موقع أثري موزعة على عموم البلاد من شماله حتى جنوبه، وتتركز غالبية تلك المواقع في مناطق الوسط والجنوب حيث قامت حضارات بابل وسومر.

وفي أبريل الفائت، أعلنت وزارة الثقافة، أن “العراق تمكن من إدراج 13 موقعاً أثرياً على القائمة التمهيدية، مؤكدة وجود خطط كبيرة لتأهيل المواقع المدرجة على لائحة التراث العالمي”.

وقال رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث، علي عبيد شلغم، لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن “هنالك تنسيقاً كبيراً مع المنظمات العالمية لإدراج المواقع الأثرية التي تحتوي على قيم استثنائية على لائحة التراث العالمي”.

وأضاف، أن “الهيئة لديها خطط كبيرة لتأهيل المواقع التي أدرجت على لائحة التراث العالمي، وأصبحت محط اهتمام العالم”، مؤكداً “وجود خطوات كبيرة حقيقية لتأهيل المواقع الأثرية كبنى تحتية”.

وأشار إلى، أن “هنالك بعثات تنقيبية من مؤسسات عالمية وجنسيات مختلفة تعمل في أغلب محافظات العراق، حيث تم  اكتشاف العديد من القطع الأثرية، واستلمت من قبل الهيئة العامة للآثار”.

وأوضح، أن “المتحف العراقي هو مدرسة كبيرة ويعتبر خامس متحف بالعالم بما يحتويه من نفائس وكنوز كبيرة تمتد لآلاف السنين”.

مقالات مشابهة

  • روسيا تسيطر على قريتين في شرق أوكرانيا
  • صدى فوز ترامب يتردد في الصين وروسيا
  • فصائل عراقية: استهدفنا موقعا حيويا إسرائيليا في إيلات بطائرات مسيرة
  • «الوطني» يبحث التعاون مع السعودية وروسيا وفنزويلا
  • تل أبيب تشتعل.. المئات ينزلون إلى الشوارع احتجاجا على إقالة غالانت
  • السليمانية.. إغلاق 13 موقعاً مخالفاً ومصادرة أطنان من المواد الغذائية الفاسدة
  • شراكة الغاز بين إيران وروسيا.. تمهيد لتجاوز العقوبات الدولية وعكس أثرها (مقال)
  • العراق.. إدراج 14 موقعاً على لائحة التراث العالمي
  • غارة إسرائيلية تستهدف موقعاً قرب السيدة زينب في دمشق
  • بعد وفاة المئات.. إجراء عاجل من إسبانيا بشأن الفيضانات المدمرة