أثارت صور اللقاء الذي جمع بين وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، ومسؤولين من بلاده مع الوفد الحوثي بالرياض، الكثير من الجدل وحملت دلالات مهمة بحسب مراقبين.

الضربة الأولى

تباهت قيادات ووسائل إعلام حوثية خلال الأيام الماضية بأن وفد الجماعة غادر إلى الرياض (الخميس الماضي) بالزي اليمني، ليخوض ما وصفوها بالمفاوضات الندية بين اليمن كطرف والسعودية كطرف آخر، لكن ما لبثت هذه الدعاية أن تبددت ببيان للخارجية السعودية في ذات المساء، قبل نشر صور اللقاء فجر اليوم.

فبعد ساعات قليلة من وصول الوفد الحوثي إلى الرياض، أصدرت الخارجية السعودية بيانًا أكدت فيه على دور المملكة كوسيط وارع للمفاوضات بين الأطراف اليمنية، وقالت إنها وجهت دعوة لـ"وفد صنعاء" للتناقش حول مبادرات سعودية سابقة قدمتها المملكة، باعتبارها وسيط في الحرب بين طرف الشرعية المعترف بها دوليًا، ومليشيات الحوثي الانقلابية.

اقرأ أيضاً خبير عسكري: السعودية استدرجت الحوثيين وبات موقفها وسيطًا بين أطراف الحرب اليمنيين وكالة أنباء السعودية تنشر الصور كاملة للقاء الأمير خالد بن سلمان بالوفد الحوثي بحضور السفير آل جابر عاجل: أول تعليق لجماعة الحوثي على نشر وزير الدفاع السعودي صور لقائه بالوفد في الرياض عاجل: وزير الدفاع السعودي ينشر صور لقائه بالوفد الحوثي في الرياض وما دار في الاجتماع الأيام القادمة حاسمة.. محلل سياسي عن عودة وفد الحوثي من السعودية: تصعيد عسكري محتمل بمناطق حساسة لماذا يرفض الوفد الحوثي الكشف عن نتائج مباحثات الرياض وتركز تصريحاته حول المرتبات ؟؟ عاجل: أول تصريح لرئيس الوفد الحوثي بعد عودته من العاصمة السعودية إلى صنعاء.. ماذا قال عن المرتبات؟ عودة الوفد الحوثي من الرياض إلى صنعاء بشكل مفاجئ تثير التساؤلات.. وقيادي جنوبي: المؤشرات لا تدعو للتفاؤل جماعة الحوثي تكشف في أول تصريح رسمي عن نتيجة المفاوضات في الرياض وفد المليشيا يغادر السعودية نحو صنعاء رفقة الوساطة العمانية رويترز: مفاوضو الحوثيين يغادرون الرياض بعد محادثات مع مسؤولين سعوديين الكشف عن مطالب الجانب الحكومي في مفاوضات الرياض.. وتمديد مهلة الحل إلى 5 سنوات بدلًا من عامين

ولم ترد جماعة الحوثي على بيان الخارجية السعودية الذي وصف فيه دور المملكة كوسيط، إنما خرج محمد عبدالسلام، رئيس الوفد الحوثي، بعد ذلك بساعات، ليقول في حديث لـ"صحيفة سعودية" إن اللقاءات مع المسؤولين السعوديين إيجابية وتمهد لتسوية سياسية شاملة بين أطراف الحرب.

الضربة الثانية

واصلت المملكة العربية السعودية التأكيد، على دورها كوسيط في حرب اليمن وعملية السلام في البلاد، إذ قال وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، إنه التقى "وفد صنعاء الذي زار الرياض لاستكمال الجهود الرامية لدعم مسار السلام في اليمن"،

وأكد خلال لقائه بالوفد "وقوف المملكة مع اليمن وشعبه الشقيق، وحرصها على تشجيع الأطراف اليمنية للجلوس على طاولة الحوار؛ للتوصُّل إلى حل سياسي شامل ودائم في اليمن تحت إشراف الأمم المتحدة".

وتطلع الأمير أن تحقق النقاشات الجادة أهدافها، وأن تجتمع الأطراف اليمنية على الكلمة ووحدة الصف؛ لينتقل اليمن إلى نهضة شاملة وتنمية مستدامة للشعب اليمني الشقيق، في ظل استقرار سياسي وأمن دائم، يتكامل مع النهضة التنموية للمنظومة الخليجية.

الضربة الثالثة

وفي وقت لاحق من فجر اليوم، أصدرت الخارجية السعودية بيانًا أكدت فيه على دول المملكة كوسيط باليمن، حيث قالت إن النقاشات مع الوفد الحوثي، عقدها فريق التواصل والتنسيق السعودي برئاسة سفير السعودية لدى اليمن محمد بن سعيد آل جابر، بمشاركة سلطنة عُمان مع وفد صنعاء (الحوثيين)، برئاسة محمد عبدالسلام فليته، في مدينة الرياض، خلال الفترة من (29 صفر إلى 3 ربيع الأول 1445هـ الموافق 14 إلى 18 سبتمبر 2023م).

واضافت ان النقاشات جاءت استكمالاً للقاءات الفريق السعودي الذي أجراها في فترة سابقة مع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني، وفي صنعاء خلال الفترة من ( 17 إلى 22 رمضان 1444هـ), التي تم التوصل فيها إلى العديد من الأفكار والخيارات لتطوير خارطة طريق تتوافق عليها كافة الأطراف اليمنية.

الزي الإيراني بدلا عن اليمني

وفجر اليوم، نشر وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، وبعده نشرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، صورا للقاء الذي جمع الأمير ومسؤولين سعوديين مع الوفد الحوثي بالرياض، وظهر الأخير ببذلات رسمية، دون ارتداء ربطة العنق، على الطريقة الإيرانية.

وبشأن ذلك، علق المحامي محمد المسوري، بالقول: "‏‎حتى في ملابسهم يقتدون بالنظام الإيراني.
لا يلبسون ربطة العنق. لأنهم أداة إيرانية يسيرون على نهجها في كل صغيرة وكبيرة.

أما الإعلامي والناشط السياسي أحمد المسيبلي، فقال: "الوفد الحوثي يظهر بالزي الايراني في لقاء وزير الدفاع السعودي سمو الامير خالد بن سلمان، متخليا عن الزي اليمني لانه جاء الى الرياض ممثلا لايران ووفق توجيهات ايران ".

وأضاف في تدوينات رصدها "المشهد اليمني"، : "هذه هي الحقيقه وهذا هو الواقع انهم مليشيات ايرانيه يمثلون ايران ويحملون مشروع واجندات ايران وليس لديهم اي مشروع وطني واثبتت ذلك كل المواقف والظروف واخرها هذا اللقاء الذي يغلق الباب تماما امام كل اكاذيبهم على المساكين من ابناء الشعب".

من جانبه قال السياسي والإعلامي كامل الخوداني: "لو لم يكن من زيارة محمد عبدالسلام وعبدالملك العجري وحسين العزي وبقية المحجبات للمملكه الا خلعهم للثوب والعسيب والجنبيه فوق الطايره العمانيه قبل وصولهم مطار الرياض ولبسهم بنطلونات وشمزان برغم انهم غادروا من مطار صنعاء وهم لابسين لهن لكفت".

واضاف في تدوينة أخرى باللهجة العامية: "‏اشهد لله يا خلع الثوب والعسيب والجنبيه من فوق محمد عبد السلام والعجري اللي تسع سنوات والحوثيين يعايرونا انهم ما يخلعوا زي بلدهم الرسمي من فوقهم تعادل عندي تحرير محافظه لانه زينا وهويتنا وسرقوه مننا والمملكه خلعته من فوقهم مثلما عنخلعهم من فوق ارضنا اللي سارقين لها ان شاء الله".

غياب الوسيط العماني والتلميذ المؤدب

على الرغم أن بيان الخارجية السعودية ذكر أن الوفد العماني شارك إلى جانب الفريق السعودي في النقاش مع الوفد الحوثي، إلا أن الصور التي نشرتها المملكة حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تُظهر حضور العمانيين في النقاشات.

وهو ما دفع المسؤول الحوثي السابق المنشق عن الجماعة، أحمد العماد، للتساؤل عن سر غياب الوساطة العمانية عن اللقاء، حيث قال: "أين الوسيط العماني في الموضوع!!".

وعقّب على ذلك بالقول: "الخلاصة أن المملكة العربية السعودية بذكاء ودهاء استطاعت أن تقنع الحوثيين أنها وسيط وليست طرف في الحرب وقبل الحوثيين هذا الأمر مقابل بعض المكاسب" .

وأضاف: "وخلاصة الزيارة أن الحوثيين التقوا الوسيط السعودي لتقريب وجهات النظر مع الأطراف اليمنية الأخرى ،ولا صحة لما يروج له الحوثيين من مفاوضات مع الجانب السعودي".

وأتم قائلًا: "من يفاوض لا يقعد كتلميذ مؤدب أمام معلم ليشكوا له عن مشاكله وإخفاقاته وقصوره" .

من جانبه كتب الصحفي، عبدالسلام القيسي، قائلًا: "‏تراصوا أمام خالد بن سلمان، بكل أدب، لو هذا التأدب مع اليمنيين لما جلسوا هذه الجلسة كأطفال في حضرة الأب، ومع ذلك : الحرب هي الطريقة المثلى للسلام" .

أما الناشط المقرب من الحوثيين، علي فاضل فقال: "‏ما احلاهم وهم مؤدبين في حضرة العطوان" وأضاف ساخرًا من خلعهم للزي اليمني: "لايق عليهم الزي اليمني الأصيل" .

ومساء أمس الثلاثاء، غادر الوفد الحوثي العاصمة السعودية الرياض، بعد جولة محادثات استمرت خمسة أيام مع مسؤولين سعوديين بشأن اتفاق محتمل قد يمهد الطريق لإنهاء الصراع الدائر في اليمن منذ نحو ثماني سنوات؛ وفقا لوكالة "رويترز".

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: الأمیر خالد بن سلمان وزیر الدفاع السعودی الخارجیة السعودیة الأطراف الیمنیة مع الوفد الحوثی وفد الحوثی

إقرأ أيضاً:

ممارسات «الحوثي» تدمر القطاع المصرفي والمالي في اليمن

أحمد شعبان (عدن، القاهرة)

أخبار ذات صلة مصر: استقرار اليمن يمثل أهمية قصوى لأمن منطقة البحر الأحمر خطة أميركية جديدة لردع «المسيَّرات» الحوثية في البحر الأحمر

كثفت جماعة الحوثي ممارساتها التخريبية ضد المصارف اليمنية خاصة الواقعة في مناطق سيطرتها، كما ضاعفت انتهاكاتها ضد القطاع الخاص، وسرقة موارد البلاد، ما أدى إلى إضعاف الاقتصاد، وأثر سلباً على معيشة اليمنيين في ظل استمرار الحرب منذ نحو 10 سنوات.
وكان البنك المركزي اليمني قد أصدر قراراً بوقف التعامل مع 6 بنوك ومصارف تجارية لعدم تنفيذها قراره بنقل مقراتها الرئيسية من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن.
وقال المركزي: إن «هذه البنوك لم تمتثل لمتطلبات مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، واستمرت في التعامل مع جماعة مصنفة إرهابياً، وتنفيذ تعليماتها بالمخالفة لقواعد العمل المصرفي وأحكام القانون وتعليمات المركزي، الأمر الذي يعرضها لمخاطر تجميد حساباتها وإيقاف التعامل معها خارجياً».
وذكر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اليمني، عادل الأحمدي، أن البنك المركزي يمد يد المساعدة ويحاول إنقاذ القطاع المصرفي، ويحرره من ضغوط الحوثيين، وتدخلاتهم التي ألحقت الكوارث باليمن منذ سنوات، وأن الجماعة حاولت فرض اقتصادين وعملتين ورفضت دفع رواتب الموظفين، والواقع أن البنوك جزء لا يتجزأ من القطاع الخاص الذي يخوض الحوثيون حرباً للسطو عليه وإضعافه.
وقال الأحمدي لـ«الاتحاد»، إن «المصارف تواجه تهديدات من الحوثيين، وبالتالي يتدخل البنك المركزي لتعزيز قدراتها على اتخاذ قرارات بنقل مقرات عملياتها إلى المناطق المحررة».
من جانبه، يرى المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، أن قرار البنك المركزي كان مطلباً ملحاً للحكومة اليمنية، لكنها راعت في البداية الظروف المعيشية للشعب اليمني، ومنحت «الحوثي» عدة فرص منذ 4 سنوات للتخلي عن تضييق الخناق الاقتصادي، وألا تدخل الاقتصاد في السياسة.
وقال الطاهر في تصريح لـ«الاتحاد»، إن جماعة الحوثي تمارس منهجية خاصة لإرهاق الحكومة اليمنية، وآخرها منعها تصدير النفط واستهداف السفن التجارية والملاحة البحرية في البحر الأحمر والسيطرة على الموانئ وخاصة الحديدة التي تصدر النفط إلى الخارج، وبالتالي كان على البنك المركزي أن يتخذ هذه الخطوات.
وأفادت منصّة تعقّب الجرائم المنظّمة وغسيل الأموال في اليمن، بأن «عبدالملك الحوثي، أنشأ شبكة مالية سرية تعمل على تبييض الأموال وغسلها، للتحكم كلياً بالاقتصاد اليمني والتهرب من العقوبات الدولية، وتتألف الشبكة التي يديرها جهاز الأمن والمخابرات، من 10 قياديين، وتنشط في قطاعات حيوية، منها العقارات، والأدوية، والمستلزمات الزراعية، والمواد الغذائية، والنقل، بالإضافة إلى الصرافة والمؤسسات المالية».
وحذر المحلل السياسي محمود الطاهر من أن الاقتصاد اليمني في تدهور مستمر بسبب انتهاكات الحوثي، وبحاجة إلى دعم خارجي، بالإضافة إلى استراتيجية من الحكومة لتنويع الموارد، والعمل على استعادة وضع اليمن ضمن الدول المصدرة للنفط، لتوفير العملة الصعبة والتخفيف من الأزمة الاقتصادية.
وقال الطاهر: «إجراءات البنك المركزي قد تخفف من التدهور الكبير للعملة المحلية، لكنها لن تؤثر بشكل حاسم، لأنه لا يوجد واردات ولا دخل بالدولار لعدم تصدير النفط، وعدم وجود سياحة، بالإضافة إلى أن السفن التي ترسو في موانئ عدن أصبحت تتجه إلى موانئ الحديدة بضغط من الحوثي، وبالتالي تذهب العملات الصعبة لصالح الحوثيين».

مقالات مشابهة

  • السعودية تعزز الاستخدام السلمي والمستدام للفضاء الخارجي
  • المملكة تختتم مشاركتها في اجتماعات لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي
  • مسؤول إيراني: موافقة السعودية على تصويت الحجاج الإيرانيين بالانتخابات الرئاسية جسدت عمق العلاقات بين البلدين
  • موقف حكومي غير واضح من مفاوضات مسقط القادمة
  • المملكة تختتم مشاركتها في أعمال الدورة الـ 67 للجنة الأمم المتحدة
  • سوسان يبحث مع نائب وزير الخارجية السعودي العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها
  • الاتحاد السعودي للتنس يكشف عن شعار بطولة نهائيات رابطة محترفات التنس (WTA)
  • صنعاء تخاطب وزير الحج السعودي بشأن حجاجها في المملكة
  • ممارسات «الحوثي» تدمر القطاع المصرفي والمالي في اليمن
  • الموديلز وعارضات الأزياء في اليمن.. ظهور يثير التحفظات ويصطدم بالسلطات والمجتمع (تقرير خاص)