الخطر يحدق بالتعليم الرسمي... والخاص أيضاً!
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
كتب ابراهيم حيدر في" النهار": ليس التعليم الرسمي وحده في دائرة الخطر. التعليم الخاص أيضاً يواجه أزمة لا تقل خطورة ويعاني من توتر العلاقات بين مكوناته في ضوء دولرة الأقساط وتفريخ العديد من الدكاكين وما سببه الانهيار العام في البلاد، والتي تنعكس على المستوى العام للمدارس.
المعوقات التي تواجه السنة الدراسية تشمل أيضاً الرسمي والخاص، رغم الاختلاف في الملفات بين القطاعين، فإقلاع الدراسة في شكل سليم مرتبط بحل المشكلات العالقة في الرسمي خصوصاً تأمين التمويل للعام كله ليتمكن الاساتذة من تأدية رسالتهم والدخول الى الصفوف وعدم المقاطعة في منتصف السنة أو في الفصل الثاني منها.
لكن الخطر الفعلي والأساسي هو على المدرسة الرسمية. الامر يعود إلى تراكمات مستمرة خلال الأعوام السابقة لم تستطع وزارة الوصاية حلها نتيجة عوامل عدة، أولها مرتبط بالإمكانات، وثانيها في غياب سياسة رسمية للسلطات تقارب ملف التعليم بطريقة مختلفة وتجعله من الأولويات. فالتمويل يجب أن يندرج ضمن سياسة لا ترى في التعليم الرسمي مجرد مكان للتنفيعات والمصالح الضيقة، أو للتوظيف وتسجيل مواقف شعبوية لا تصب في مصلحة التعليم، انما تتجاوز مشكلته الأساسية أي الأزمة البنيوية التي يعانيها وتحتاج إلى معالجة شاملة يدخل المال ضمنها، وذلك على الرغم من أن التمويل ودعم القطاع مالياً يشكل مدخلاً لسنة دراسية سليمة. وينسحب الامر أيضاً على الخاص، فلا إمكان لمنع المدارس من اعتماد الدولرة أو جزء منه في ظل الانهيار الشامل، لكن في الوقت نفسه يمكن اتخاذ اجراءات تنظم العلاقة بين مكونات المدرسة انطلاقاً من روح القانون 515، انما بتوزيع الخسائر في شكل عادل، مع تحميل الكلفة الاعلى للمدارس طالما أن الدولرة لا تنعكس زيادة فعلية على رواتب المعلمين.
الخطر مستمر على التعليم، لكن لا يعني ذلك أننا وصلنا إلى مرحلة اللاعودة أو الموت خصوصاً في الرسمي، إذ لا يزال هناك رصيد يمكن البناء عليه للإنقاذ. يمكن الرهان على السنة الدراسية الحالية للتعويض إذا سارت الامور في شكل طبيعي والتحق الأساتذة بمدارسهم وثانوياتهم بعد تأمين الحوافز الاولى وبدلات الإنتاجية التي اعلنها وزير التربية، وإن كانت لا تحقق مطالب القطاع ورابطاته ومتعاقديه كما رفعوها. انطلاق الدراسة يعطي مؤشراً لإمكان انقاذ العام الدراسي وتعويض القاقد التعليمي وحماية المدرسة واحتضان تلامذتها تجنباً لهجرتهم أو تسربهم.
واذا كانت المشكلة تختلف في الخاص، إلا أن الأزمات تأخذ التعليم في مركب واحد. الانهيار أدى الى هجرة اساتذة متخصصين في الخاص، كما دفع أساتذة الرسمي الى التعليم في المدارس الخاصة. الأزمة مترابطة ولا يمكن حلها برفع الشعارات التي تدعو إلى المقاطعة حتى تحقيق كل المطالب. مستقبل التعليم على المحك قبل الحديث عن الاصلاحات الضرورية التي يبدو أنها معلقة بفعل الأزمة والتدخلات السياسية السلطوية التي لا تريد فعلاً أن ينتقل التعليم الرسمي إلى مسار التعافي والحداثة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: التعلیم الرسمی
إقرأ أيضاً:
ترامب يقترح ميزانية 2026 بأكثر من تريليون دولار للإنفاق الدفاعي وخفض كبير بالتعليم والمساعدات والبيئة
كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، عن مسودة ميزانية عام 2026، تتضمن زيادة غير مسبوقة في الإنفاق الدفاعي تتجاوز تريليون دولار، مقابل خفض بقيمة 163 مليار دولار في مجالات التعليم والمساعدات الخارجية والطاقة وحماية البيئة.
وذكرت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية، أن الإنفاق التقديري غير الدفاعي سينخفض بنسبة 22.6% مقارنة بالمستويات الحالية، بحسب وثيقة صادرة عن البيت الأبيض، فيما يرتفع التمويل المخصص للبنتاجون بنحو 113 مليار دولار ليصل إلى 1.01 تريليون دولار.
كما تقترح الميزانية تخصيص 175 مليار دولار لتعزيز أمن الحدود، بما في ذلك استكمال الجدار الحدودي وتسريع عمليات الترحيل الجماعي.
وفي قطاع الصحة، تقترح الميزانية تخصيص 500 مليون دولار للجنة «لنجعل أمريكا صحيّة مجددًا» بإشراف وزير الصحة روبرت كينيدي الابن، لمعالجة قضايا التغذية ونمط الحياة وتأثيرات التكنولوجيا وجودة الغذاء والدواء.
وفي المقابل، تشمل التخفيضات نحو 1.8 مليار دولار من الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ ووكالة الأمن السيبراني وخدمات إيواء المهاجرين.
كما تُخفض الميزانية 8.3 مليار دولار من مساعدات التنمية الاقتصادية بوزارة الخارجية الأمريكية، بزعم أنها «تُموّل أولويات راديكالية ويسارية».
وتُبقي الخطة على دعم برامج مكافحة الإيدز والأمراض المعدية.
كما تُخفض 5.7 مليار دولار من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وبرامج دعم اللاجئين والمهاجرين، وتلغي 3.3 مليار دولار من مساهمات الولايات المتحدة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وبرامج التبادل الثقافي.
وفي مجال التعليم، تخفّض الميزانية 13.7 مليار دولار من وزارة التعليم، مع منح الولايات صلاحيات أوسع في استخدام التمويل الفيدرالي، وتعيد توجيه مكتب الحقوق المدنية.
وتُقلّص الميزانية نحو 3.6 مليار دولار من برامج وزارة الصحة التي وُصفت بأنها «مكررة أو غير ضرورية»، إضافة إلى نحو 2 مليار دولار خُصصت سابقًا لخدمات المهاجرين غير النظاميين.
ويخسر المعهد الوطني للصحة نحو 18 مليار دولار من تمويله، وسط انتقادات بأنه موّل أبحاثًا «محفوفة بالمخاطر» وروّج لـ «أيديولوجيات متطرفة تقوض الصحة العامة»، كما أشارت الوثيقة إلى فشل الوكالة في محاسبة المستفيدين من المنح، في ظل تقييمات استخباراتية ترجّح تسربًا مخبريًا كأصل محتمل لجائحة كورونا.
وعلى الرغم من خفض الموازنات البيئية، تخصص مسودة الميزانية 36 مليار دولار إضافية لوكالة حماية البيئة لدعم مشاريع مياه الشرب، خاصة في مناطق السكان الأصليين.
وفي هذا الصدد، قالت كبيرة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز إن الميزانية لا تزال في طور الاقتراح، بانتظار أن يضع الكونجرس خطته الخاصة، وسط مساعٍ من البيت الأبيض لتمرير أولويات ترامب خلال الأشهر الستة المقبلة.