قتلوهم بدافع السرقة.. حكايات جرائم ارتكبها متهمين وفضحتهم الأدلة
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
جرائم قتل ظهرت خلال الشهور الماضية عدة جرائم، كان دافعها السرقة، ولم يدر القاتل عقوبتها التى تصل إلى الإعدام، فى القتل العمد، ومن المتهمين أصدقاء لم يراعوا الصداقة التى بينهم، وقتل الجانى المجنى عليه بدم بادر، بغرض الحصول على أموال، ونرصد عدة جرائم ومنها :
-سقوط المتهم بقتل راعى أغنام بعد سرقته فى حلايب
قتل صديقه على الرغم من الصداقة التى بينهم ولم يراعى يوما سعيد قضاه الجانى مع صديقه وقتله بدم بارد وسرقه بعد الدخول فى مشاجرة فيما بينهم وتعدى عليه بسلاح أبيض وتمكن رجال المباحث من القبض عليه.
تلقى قسم شرطة حلايب بمديرية أمن البحر الأحمر، بلاغا من الوحدة الصحية بإستقبالها جثة راعى أغنام، مقيم بدائرة القسم) وبها جرح طعنى نافذ أعلى الصدر.
وبالفحص تبين حدوث مشادة كلامية بين المتوفـى و(طالب، مقيم بدائرة القسم، مصاب بجرح قطعى بالرأس) على إثر خلافات بينهما، قام بسرقته وعلى إثرها الأخير بالتعدى على المجنى عليه بسلاح أبيض "سكين" كان بحوزته فأحدث إصابته التى أودت بحياته.
وعقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطه وبمواجهته اعترف بإرتكاب الواقعة لذات السبب وأرشد عن الأداة المستخدمة.
-800 جنيه وراء قتل وفاة شخص على يد نجل شقيقه فى حلوان
اعترف عاطل بقتل عمه وسرقة 800 جنيه من داخل شقة المجنى عليه فى حلوان لشراء مواد مخدرة ولم يراعى أن العم أنه نسخة من والده وله قلب يحمل الحب تجاه أولاد أو بنات اخوه، وتعدى عليه بسكين وقتله.
وأضاف المتهم فى اعترافاته أمام رجال المباحث أنه كان يعتقد أن عمه يمتلك أموال كثيرة ولكن لم يعثر سوى على 800 جنيه فقط لشراء المخدرات منها وندم على قتله وتم القبض عليه واحالته للنيابة.
وكان رجال المباحث بالقاهرة، تمكنوا من كشف لغز العثور على جثة شخص داخل شقة سكنية فى حلوان، وتبين أن القتل بدافع السرقة وتم نقل الجثة إلى المستشفى.
تلقت غرفة عمليات النجدة، بلاغا بالعثور على جثة شخص داخل شقته فى منطقة حلوان، وعلى الفور انتقل رجال المباحث إلى المكان وتبين من خلال الفحص أن الجثة لشخص مصاب بالرأس بعد تعدى عليه أبن أخيه بعد سرقة 800 جنيه وتم التحفظ عليه ويقوم رجال المباحث بالتحقيق معه، للوقوف على ملابسات الواقعة.
-القبض على جار قتل مسنة لسرقتها فى أوسيم
اعترف المتهم بقتل سيدة أمام رجال المباحث بمديرية أمن الجيزة أن الدافع وراء ارتكابه لجريمة القتل هو الاستيلاء على مصوغاتها الذهبية فى أوسيم، حيث تبين أن جار المجنى عليها وراء ارتكاب الجريمة بدافع السرقة، وبضبطه اعترف بصحة الاتهام المنسوب إليه، وأخطرت النيابة المختصة للتحقيق.
ورد بلاغ لمديرية أمن الجيزة يفيد العثور على جثة مسنة داخل مسكنها فى أوسيم، انتقل رجال المباحث إلى محل الواقعة لإجراء التحريات، وتبين من خلال مناظرة الجثة وجود إصابات بها.
بتكثيف التحريات تبين لرجال المباحث أن عاطل من جيران المجنى عليها وراء ارتكاب الجريمة، وبإعداد كمين له تم القبض عليه، وبمواجهته اعترف بإنهاء حياتها لسرقة مصوغاتها الذهبية.
تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه المتهم، وتحرر المحضر اللازم، وأخطرت النيابة المختصة للتحقيق.
-عقوبة القتل تصل إلى الإعدام
ونصت الفقرة الثانية، من المادة 2344 من قانون العقوبات، على أنه "ومع ذلك يحكم على فاعل هذه الجناية (أى جناية القتل العمد)، بالإعدام، إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى"، وأن هذا الظرف المشدد يفترض أن الجانى قد ارتكب، إلى جانب جناية القتل العمدى، جناية أخرى وذلك خلال فترة زمنية قصيرة، ما يعنى أن هناك تعددًا فى الجرائم مع توافر صلة زمنية بينها.
وتقضى القواعد العامة فى تعدد الجرائم والعقوبات، بأن توقع عقوبة الجريمة الأشد فى حالة الجرائم المتعددة المرتبطة ببعضها ارتباطًا لا يقبل التجزئة (المادة 32/2 عقوبات)، وأن تتعدد العقوبات بتعدد الجرائم إذا لم يوجد بينها هذا الارتباط (المادة 33 عقوبات)، وقد خرج المشرع، على القواعد العامة السابقة، وفرض للقتل العمد فى حالة اقترانه بجناية أخرى عقوبة الإعدام، جاعلًا هذا الاقتران ظرفًا مشددًا لعقوبة القتل العمدى، وترجع علة التشديد هنا إلى الخطورة الواضحة الكامنة فى شخصية المجرم، الذى يرتكب جريمة القتل وهى بذاتها بالغة الخطورة، ولكنه فى نفسه الوقت، لا يتورع عن ارتكاب جناية أخرى فى فترة زمنية قصيرة.
* شروط التشديد:
يشترط لتشديد العقوبة على القتل العمدى فى حالة اقترانه بجناية أخرى ثلاثة شروط، وهى: أن يكون الجانى قد ارتكب جناية قتل عمدى مكتملة الأركان، وأن يرتكب جناية أخرى، وأن تتوافر رابطة زمنية بين جناية القتل والجناية الأخرى.
* ارتكاب جناية القتل العمد:
يفترض هذا الظرف المشدد، أن يكون الجانى قد ارتكب جناية قتل، فى صورتها التامة. وعلى ذلك، لا يتوافر هذا الظرف إذا كانت جناية القتل قد وقفت عند حد الشروع واقتران هذا الشروع بجناية أخرى، وتطبق هنا القواعد العامة فى تعدد العقوبات.
كذلك لا يطبق هذا الظرف المشدد إذا كان القتل الذى ارتكبه الجانى يندرج تحت صورة القتل العمد المخفف المنصوص عليها فى المادة 237 من قانون العقوبات حيث يستفيد الجانى من عذر قانونى يجعل جريمة القتل، كما لا يتوافر الظرف المشدد محل البحث ومن باب أولى، إذا كانت الجريمة التى وقعت من الجانى هى "قتل خطأ" اقترنت بها جناية أخرى، مثال ذلك حالة المجرم الذى يقود سيارته بسرعة كبيرة فى شارع مزدحم بالمارة فيصدم شخصًا ويقتله، ويحاول أحد شهود الحادث الإمساك به ومنعه من الهرب فيضربه ويحدث به عاهة مستديمة، ففى هذه الحالة توقع على الجانى عقوبة القتل غير العمدى، بالإضافة إلى عقوبة الضرب المفضى إلى عاهة مستديمة.
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: جرائم قتل اخبار الحوادث امن القاهرة وزارة الداخلية اخبار عاجلة رجال المباحث القتل العمد المجنى علیه جنایة القتل جنایة أخرى هذا الظرف
إقرأ أيضاً:
حكايات القوادم | شيخ العرب همام.. آخر ملوك الصعيد
آثار موضوع «المطاعنة» الذى نشرناه فى هذه المساحة من فترة قريبة الكثير من ردود الأفعال، وفوجئنا بسيل من الإشادة والآراء المشجعة على تخصيص مساحة أخرى لإضافة معلومات جديدة عن تاريخ هذه البقعة الأصيلة من جنوب مصر.
كما أردنا التركيز أكثر على أسباب ملازمة شيخ العرب همام لهذه المنطقة قبيل وفاته، وما تواتر إلينا من ظروف رحيله، وأين بالتحديد يقع مدفنه.
كنا قولنا إن أبناء «المطاعنة» يتميزون بخفة الدم كما جاءتنا الكثير من الأدلة على أنهم برعوا منذ وجودهم فى النكتة، وما يطلق عليه اصطلاحا «قصف الجبهة» وهذا يعنى أن المتحدث يملك براعة الرد السريع والقاطع والمتميز بالسخرية فلا يترك مجالا لمحدثه ويفحمه إفحاما شديدا، بغض النظر عن العلاقة التى تربط بينهما، فمن الممكن أن يحدث هذا بين ولد وأبيه مثلا وهو ما توضحه هذه القصة..
إذ تقول: كان هناك ولد يربى الكثير من الماعز فوق بيتهم المبنى المرتفع.. فجاء ذات مرة لأبيه وقال له: «أنا هسافر وأرجع وخللى بالك م المعيز..» فسافر الولد فعليا لبلد، وفى اليوم اللاحق لسفره، قفز أحد جديانه من فوق البيت فتكسرت أقدامه..فقام الأب ليعجله بالسكين وذبحه وأكله هو وباقى البيت..ولما رجع الولد بعد فترة فأراد أن يطمئن على ثروته، فوجد جديا غائبًا، فسأل والده عن الأمر فقال له الأخير: «وقع من فوق وأكلناه».. فقال الولد: أنت تعلم أنى أحب أكل المخ، فكان لا بد أن تتركه لى لأتناوله، فرد عليه والده: «يا ولدى لو الجدى فيه مخ كان نط من الدور التالت؟».
هذا بالنسبة للنكتة أما فيما يتعلق بوجود شيخ العرب همام فهناك عدودة شهيرة قيلت خصيصا عنه، والعدودة يقولها النساء هناك لنعى الفقيد، وتقول العدودة:
«يابرج عالى كنا نضللوا تحتيه.. لما وقع فر الحمام منيه»
هذا مطلع عدودة نظمتها نساء المطاعنة وتم تريددها فى جنازة همام شيخ العرب.. وخرجت جنازة همام من منزله الكائن بمنفاه بالكوم الشرقى بكيمان المطاعنة وكان يقام بالقرب من دبة آل حرير وآل كراع، ولا يزال بقايا خدمه وحشمه موجودين فى إحدى عزب كيمان المطاعنة..
وكان شيخ العرب وآخر ملوك الصعيد قد فر من حدود مملكته فى قنا إلى أقاصى الجنوب بعد هزيمته على يد جيش المماليك بقيادة على بك الكبير، فاضطر للفرار ناحية إسنا، وهناك وجد حفاوة الاستقبال من أهل المطاعنة فاستضافوه بينهم، وهيئوا له الحياة التى تعود عليها، فظل معهم أمدًا كبيرًا إلى أن وافته المنية.
حكايات القوادمويتردد أنه عندما مات همام طلب أهل المطاعنة من ذويه أن يدفن بينهم، لكن أهله وأقاربه الذين كانوا معه قالوا إنه عظيم بلاد الصعيد ولا بد أن يدفن فى مسقط رأسه وبالفعل غسلوه المطاعنة وسكبوا عليه العطر ماء الورد وكفنوه فى ثوبين حرير أخميمى وخرجت جنازته من المطاعنة وركبت النيل فاصطف الناس على ضفتى نهر النيل من المطاعنة حتى فرشوط لكن المماليك قطعوا عليهم الطريق، وكانوا فى عز بأسهم، ورفضوا أن يدفن فى مسقط رأسه وكان قد وصل إلى جنوب قنا فحاول المطاعنة العودة بالجثمان لكن كانت العودة ستستغرق يوم ونصف اليوم وهو ما يعنى ضياع يومين فرأى الناس أن إكرام الميت دفنه وطلب أحد أصدقائه هو الشيخ محمد الجالس الكبير أن يدفن لديهم وبالفعل شاء عناية الله أن يدفن فى نجع الجالس بالغرب قامولا وهو أحد مراكز محافظة الأقصر حاليا وتقع غرب النيل.
وشيخ العرب همام هو همام بن يوسف بن أحمد بن محمد بن همام ابن أبو صبيح سبيه الملقب بشيخ العرب همام ولد عام١١٢١ هـ / ١٧٠٩ م فى فرشوط محافظة قنا وتوفى عام ١١٨٣ هـ / ٧ ديسمبر ١٧٦٩ م، من أشهر شخصيات الصعيد، وهو الابن البكر للشيخ يوسف زعيم قبائل الهوارة التى استقرت فى صعيد مصر وتمتعت بقدر كبير من الثروة والنفوذ وسيطر شيوخها على مقاليد الأمور فى الصعيد. تولى الشيخ همام الحكم بعد وفاة والده يوسف عام ١٧٦٧م ولم يمض قدمًا فى توسيع ومد سلطانه على كافة أقاليم الصعيد، من المنيا إلى أسوان.. حيث ما إن شرع فى ذلك حتى واجه حرب المماليك التى كانت تمسك مقاليد الحكم فى مصر آنذاك، ورفضوا تماما كل المحاولات للخروج عليهم، والاستئثار بحكم منطقة ما فى مصر ولو كانت فى أقاصى الصعيد.
وقام شيخ العرب همام حينها بتأسيس شبه دولة فأنشا الدواوين لإدارة شئون الأراضى الواقعة تحت سيطرته ولرعاية العاملين عليها وشكل قوة عسكرية من الهوارة والعرب ومن المماليك الفارين من حكم على بك الكبير فدقت أبواق الحرب بين دولة فى الجنوب يرأسها همام ولد يوسف أحمد الهوارى ودولة أخرى فى الشمال يرأسها على بك الكبير الذى كان حليفا للروس وكان يعدهم بأن يدخلوا مصر على جثه همام (أمير الصعيد) فأمدوه بأكثر الأسلحة تطورا فى هذا الوقت فبعث همام (شيخ العرب) جيشا كبيرا جمع فيه عدة جيوش من الصعيد ومن هوارة وعلى رأسهم (إسماعيل الهوارى) ابن عم الشيخ همام وزوج أخته وخال أولاده اختاره همام ليكون قائدا للجيش وبدأت الحرب وكانت الغلبة من نصيب أهل الصعيد وهوارة فى البداية ولكن بسبب مكر المماليك استطاعوا أن يخدعوا إسماعيل الهوارى ويجعلوه يخون ابن عمه وانتصر المماليك بسبب الخيانة ودخلوا فرشوط وجعلوها كوما من الرماد فاتجه همام إلى النوبة ليبنى جيشا آخر من الصعيد ولكنه لم يستطع بسبب الموت فتوفى فى الطريق.
ويرجع أصل كل الهمامية إلى جدهم همام بن ماضى (الملقب سيبيك) بن أحمد بن عياش بن بحير، المغربى نسبة لحكمه إقليم برقة بليبيا وتونس، حكم فيها على قبائل شمال إفريقيا ومنهم الهوارة والبربر وغيرهم، الحسيني، وقدم من المغرب الأدنى فى ١٥١٧م ليتولى إمارة الصعيد بعد انقضاء عهد أمراء بنى عمر بن عبد العزيز الهوارى البندارى، وتوالت الإمارة فى بنى همام وصولا لهمام بن يوسف بن أحمد بن محمد همام أبو صبيح همام بن ماضى (الملقب سيبيك) بن أحمد بن عياش بن بحير.
ورغم دفن جثمان همام فى منطقة قامولا إلا أن أهالى المطاعنة قرروا تحويل منزله إلى مقام رمزى ليعبر عن وجوده فى فترة ما بينهم، فتم تشييده فى المساحة التى كان يشغلها حيا فى آخر أيامه، وبقى شاخصا حتى الآن توفد له الزيارة من بلاده وذويه ومحبيه، ونالت قرى المطاعنة بعض الشهرة بسبب ذلك، كما عرفوا أيضا بالوفاء، وباتوا مضربا للأمثال بسبب هذه الواقعة.