القضية الفلسطينية أولوية .. أكاديميون وحقوقيون لـ العرب: الخطاب السامي دعوة للوقوف بجوار الشعوب
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
وصف أكاديميون وحقوقيون، خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى خلال المناقشة العامة للدورة الـ 78 للأمم المتحدة بالشمولية.
وقالوا في تصريحات لـ «العرب»، إن صاحب السمو عرج في خطابه على كافة القضايا الإنسانية والأزمات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها دائما قضية فلسطين والتطورات في الدول العربية الشقيقة، معتبرين الخطاب يحمل عدة رسائل أبرزها دعوة الضمير العالمي للاستيقاظ والوقوف بجوار الشعوب.
وأشادوا بإلقاء صاحب السمو الضوء على قضايا ملحة وهامة مثل قضية التغير المناخي والتحديات التكنولوجية التي تواجهها دول العالم وتكرار الإساءة إلى القرآن الكريم وضرورة عدم الانشغال بها.
د. ثاني بن علي: رسالة قطرية لإيقاظ ضمير العالم
قال سعادة الدكتور ثاني بن علي آل ثاني عضو مجلس إدارة مركز قطر الدولي للتوفيق والتحكيم، إن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أمام الأمم المتحدة كان شاملا ويثلج الصدور وبمثابة دعوة قطرية لضمير العالم كي يستيقظ ويواجه المشكلات التي تعاني منها شعوب عديدة.
وأضاف أن صاحب السمو كعادته كان سبَّاقا في معالجة القضايا الدولية الشائكة والأزمات الإقليمية المستعصية، ولم ينس أيضا أزمة من أهم الأزمات التي تواجه العالم في الفترة الأخيرة وهي أزمة التغير المناخي، حيث أكد على الجهود التي تبذلها دولة قطر لمواجهة التغير المناخي. وأوضح أنه «أيضا تم التأكيد على القضية الفلسطينية والتقاعس الدولي عن حماية إخواننا في فلسطين، لافتا إلى حرص صاحب السمو على التطرق للأزمتين السورية واليمنية والتأكيد على ضرورة حلهما، وتشجيع فض المنازعات الدولية بالطرق السلمية وهو ما بدا من خلال استضافة قطر لجهود حل الأزمات الأفغانية وحل النزاع بين الولايات المتحدة وإيران، ودعم حق الشعوب في تقرير مصيرها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وأوضح أن الخطاب تطرق أيضا للجهود التي تقوم بها قطر على المستوى الدولي في مختلف القضايا، مشيرا إلى أن حديث صاحب السمو عن المساعدات الإنسانية التي تقدمها قطر للأمم المتحدة بيَّن أن قطر تسعى لإحلال الخير والسلام على المنطقة بأكملها.
واختتم حديثه قائلا إن خطاب صاحب السمو جاء واضحا فيما يتعلق بالموقف القطري من القضايا المهمة التي تشغل اهتمام جميع الأمة.
د. محمد سيف الكواري: القضايا العربية مركزية في سياستنا الخارجية
رأى الدكتور محمد سيف الكواري، نائب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، أن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بالأمم المتحدة جاء شاملاً ومتكاملاً، وقال «إن الخطاب تناول مستجدات الساحة العالمية لاسيما التطور التكنولوجي والتقني المتسارع بشكل كبير خلال الفترة الحالية، والذي يساهم في تطور البشرية والحاضرة الإنسانية بشكل غير مسبوق».
وقال الكواري إن القيادة الرشيدة تولي هذا التطور أهمية كبرى داخل دولة قطر، وذلك من خلال المدارس والجامعات التي تعمل على إخراج جيل جديد من الشباب متسلح بأحدث ما وصل إليه العالم من تقدم. وأضاف أن خطاب صاحب السمو لم يغفل عن التأكيد الدائم لموقف قطر الثابت في دعم قضايا أمتها العربية والإسلامية، حيث أكد صاحب السمو على عدالة القضيتين الفلسطينية والسورية، مشيرا إلى أن القضايا العربية تحتل مكانة خاصة في خطابات صاحب السمو في مثل هذه المحافل، وهو ما يؤكد على أن الأمة العربية والإسلامية هي العمق الثابت لدولة قطر.
ولفت نائب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، إلى أن قطر تعتبر دائماً وأبداً صوت الحق في الدفاع عن الإنسانيّة والشعوب المظلومة، وهو ما أشار إليه صاحب السمو بدور دولة قطر في تحقيق التقارب ما بين الشعوب، وحل جميع النزاعات عن طريق الحوار والحلول السلمية، مؤكداً أن سياسة قطر الخارجية تقوم على مبدأ بناء الجسور ما بين مختلف الثقافات بين الشعوب.
كما أشاد الدكتور سيف الكواري، بدعوة صاحب السمو لجميع المسلمين في ربوع الأرض، بعدم الالتفات للتصرفات المعتوهة بالإساءة للقرآن الكريم.
د. سالم النعيمي: صوت للإنسانية والأخوة
أكد الدكتور سالم بن ناصر النعيمي رئيس جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، أن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، في الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة يعكس التطور الفكري والعلمي والتكنولوجي الذي تتميز به دولة قطر.
وقال النعيمي «نستشرف من رؤية صاحب السمو الدعم الكبير الذي توليه الدولة للتطور التكنولوجي والتقني وأهمية الاستثمار في هذه الفرص وتنمية هذا المجال من أجل خير الإنسانية»، مؤكداً أن جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا تلتزم بالاستراتيجيات الوطنية الموضوعة لتطوير الأبحاث والدراسات العلمية التي تسخر القدرات التقنية والتطور التكنولوجي، وخدمة أهداف التنمية المستدامة وحماية البيئة ومكافحة التغير المناخي التزاماً بالدور الريادي الذي تلعبه قطر في هذا المجال.
وأكد أن خطاب صاحب السمو مثل صوت الانسانية والأخوة والتضامن حين ذكر مكانة قطر في تحقيق التقارب بين الشعوب والثقافات وكسر القوالب النمطية، وهو توجه اعتمدته جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا منذ اليوم الأول بتعزيز التنوع وبناء الجسور ما بين مختلف الثقافات في المجتمع الجامعي، ودعم التواصل البناء بحيث يضم الحرم الجامعي أكثر من 85 جنسية مختلفة و7200 طالب يجمعهم العلم والمعرفة والتعاون في سبيل تحقيق رؤية قطر 2030 وريادة المستقبل.
د. أحمد الساعي: مواجهة تحديات التكنولوجيا
قال الدكتور أحمد جاسم الساعي أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك في كلية التربية بجامعة قطر، إن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أمام الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة اتسم بالهدوء والشمولية والاتزان والصدق.
وأضاف الساعي أن الخطاب سمى الأشياء بمسمياتها بدقة خلال حديثه عن المناطق التي تشهد عنفا أو ظلما، معتبرا أن صاحب السمو طاف في خطابه بكل القضايا المحلية والعربية والدولية وبالتحديد تقديم التعزية لأهالي ضحايا زلزال المغرب والإعصار في ليبيا.
وأكد أن خطاب سمو الأمير عرج على التكنولوجيا وما تفرضه من تحديات تفرض مواجهة وإعداد جيل قادر على هذه المواجهة وتهيئهم لحماية وطنهم بالأمن السيبراني، وغيرها من التحديات التكنولوجية السريعة.
وتابع أن الخطاب تناول أيضا قضية العنف والظلم ورفض ما يواجهه الشعب السوري من ظلم، بالإضافة إلى تناوله القضايا العربية الملحة في اليمن وليبيا والسودان والتمرد ضد الجيش السوداني ودعوته لتوحيد الجيش في السودان ليكون جيشا واحدا.
وأكد أن سموه لم ينس قضايا العالم مثل الحرب في أوكرانيا، ونبذ العنصرية وعدم إعطائها زخما كبيرا، ولا ينبغي اعتباره حرية رأي وهذا هو الكيل بمكيالين.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني القضية الفلسطينية التغیر المناخی للأمم المتحدة دولة قطر أن خطاب
إقرأ أيضاً:
متى شهدت جوائز الأوسكار دعم القضية الفلسطينية وانتقاد الاحتلال الإسرائيلي؟
تنطلق خلال ساعات جوائز أكاديمية الفنون وعلوم الصور المتحركة المعروفة اختصارا باسم جوائز "الأوسكار - Oscars"، لتتويج أهم الأفلام المنتجة في عام 2024، وهي تعتبر أهم جائزة تمنح في مجال صناعة الأفلام حول العالم.
وطوال سنوات سيطر اللوبي المؤيد لـ"إسرائيل" في الولايات المتحدة على إنتاجات هوليوود، مع تهميش أو إزاحة أي إنتاج يعتبر "معادٍ للسامية" أو "مناهض لليهود" أو حتى الاحتلال الإسرائيلي.
وتظهر السيطرة الإسرائيلية اليهودية على هوليوود في فاصل ساخر خلال جوائز "الأوسكار" في عام 2013، عندما قدّم الممثل مارك واينبرغ مع الدمية الشهيرة "تيد" بعض الممثلين المتواجدين في الحفل، لتقول الدمية إن "المثير للاهتمام أن هؤلاء كلهم يهود، وأنت يا مارك هل أنت يهودي".
ليرد الممثل واينبرغ: "لا أنا كاثوليكي"، فيرد عليه: "إجابة خاطئة جرّب مرة أخرى، هل لا تريد العمل في هذه البلدة؟، أنا يهودي، وأود التبرع بالمال لإسرائيل والعمل هنا إلى الأبد، شكرا".
خطاب غير مسبوق
شهد حفل الأكاديمية عام 1978، موقفا تضامنيا بارزا مع القضية الفلسطينية، وإدانة شديدة اللهجة لجرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وفي ذلك الوقت، أعلن الفنان الصاعد حينها، جون ترافولتا، فوز الممثلة المسرحية والسينمائية المرموقة والناشطة السياسية، فانيسا رديغريف، بجائزة أفضل ممثلة في دور مساعد عن فيلمها "جوليا - Julia" عام 1978.
وفي ذلك الوقت، صعدت فينيسا خشبة المسرح لتتلقى جائزتها، وهي التي كان فوزها مستبعدا، وذلك ليس لضعف موهبتها؛ بل بسبب القوة التي حملتها آراؤها السياسية المؤيدة لفلسطين.
وهذا الأمر الذي لم يعجب المنظمات واللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، مع العمل بشكل مكثف لحرمانها من الجائزة عندما جرى إعلان ترشجحها لنيلها.
وتعود قصة ذلك إلى وثائقي "الفلسطيني - The Palestinian" الذي أنتجته فينيسا قبلها بعام واحد، والذي يحمل وجهة نظر تدين الممارسات الإجرامية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وقادت منظمة "الدفاع اليهودية" حملة عنيفة ضد فوز رديغريف بالأوسكار في ذاك العام، وقد وصل الأمر إلى حرقهم لدمى على هيئتها ومحاولة تفجير إحدى السينمات، حيث كان يعرض فيلمها الذي يدين النازية.
ورغم ذلك، فازت رديغريف بالجائزة، وعندما وقفت فوق خشبة المسرح لتلقي خطابها اختارت المواجهة، ملقية خطابها الذي فتح عليها أبواب حملة تحريض وكراهية لا نهاية لها.
وفي خطابها بعد الفوز بالجائزة قالت رديغريف: "أنا أحييكم وأعتقد أنه يجب أن تكونوا فخورين للغاية بأنكم وقفتم بحزم في الأسابيع القليلة الماضية".
وأضافت "رفضت الخوف من تهديدات مجموعة صغيرة من السفاحين الصهاينة الذين يعتبر سلوكهم إهانة لمكانة اليهود في جميع أنحاء العالم ولسجلهم العظيم والبطولي في النضال ضد الفاشية والقمع".
وأكدت "أنا أحيي هذا السجل وأحييكم جميعًا على وقوفكم بحزم وتوجيه ضربة قاضية ضد تلك الفترة عندما أطلق نيكسون ومكارثي حملة مطاردة ساحرات في جميع أنحاء العالم ضد أولئك الذين حاولوا التعبير في حياتهم وعملهم عن الحقيقة التي آمنوا بها".
ويذكر أن "مطاردة الساحرات" هو مصطلح يشير إلى محاولة للعثور على مجموعة معينة من الأشخاص ومعاقبتهم مع إلقاء اللوم عليهم بسبب شيء ما، وغالبا ما يكون ذلك ببساطة بسبب آرائهم وليس لأنهم ارتكبوا بالفعل أي خطأ.
وختمت رديغريف خطابها بالقول: "أحييكم وأشكركم وأتعهد لكم بأنني سأواصل الكفاح ضد معاداة السامية والفاشية، شكرًا لكم".
وبعد سنوات طويلة من هذا الخطاب، حافظت فانيسا رديغريف على دعمها للقضية الفلسطينية، وحيّت في 2009 أهل فلسطين لصمودهم في وجه العدوان الإسرائيلي، كما أكدت أنها لن تتراجع عن تصريحاتها ومواقفها، كاشفة أنه كلفها العديد من الأدوار والتعاقدات في هوليوود.
وقالت في ذلك الوقت في "لم أكن أدرك أن التعهد بمكافحة معاداة السامية والفاشية كان مثيرًا للجدل، كان عليّ أن أقوم بدوري، وكان على الجميع القيام بواجبهم لمحاولة تغيير الأشياء للأفضل والدفاع عن الصواب وعدم الشعور بالفزع".
وبعد هذه الموقف جرى قمع واستعاد أي حراك واضع يعدم القضية الفلسطينية حتى حفل العام الماضي الذي جاء خلال حرب الإبادة ضد قطاع غزة، بعدما ارتدى عدد من النجوم، بينهم بيلي إيليش ومارك روفالو ورامي يوسف وسوان أرلو، دبابيس حمراء ترمز لدعم وقف إطلاق النار.
وأفاد بيان صادر عن مجموعة "Artists4Ceasefire"، التي تقف وراء الحملة، بأن "الدبوس يرمز إلى الدعم الجماعي لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن وتوصيل المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين في غزة"، وفق ما نقل موقع "أكسيوس".
At the 1978 Oscars, the audience booed after a speech by British actress Vanessa Redgrave, winner of the Best Supporting Actress award, in which she criticized Zionism.
After 46 years, British director Jonathan Glazer stood at the same ceremony and condemned the occupying state… pic.twitter.com/WWa2ZB5s3S — Suppressed News. (@SuppressedNws) March 11, 2024
من جهته قال الممثل الكوميدي من أصل مصري رامي يوسف حينها: "ندعو أيضاً إلى السلام والعدالة الدائمة لشعب فلسطين".
وجاء ذلك فيما خرج مئات المتظاهرين حينها إلى شوارع لوس أنجلوس قرب مسرح دولبي لتوجيه أيضا دعوة لوقف إطلاق النار في غزة.
Billie Eilish, Ramy Youssef, Ava DuVernay and other celebrities wore red pins at the Oscars in support for a cease-fire in Gaza. The design featured a single hand holding a heart and was organized by the group Artists4Ceasefire. pic.twitter.com/sj6HBzsoYi — The Associated Press (@AP) March 11, 2024
يشار إلى أن Artists4Ceasefire، التي تضم أعضاء من صناعة الترفيه، كانت حثت الرئيس الأميركي حينها، جو بايدن، على الدعوة إلى وقف إطلاق النار بغزة، وذلك في رسالة مفتوحة وقعها عدد من النجوم، بما في ذلك المرشحان لجائزة الأوسكار لعام 2024 برادلي كوبر وأميركا فيريرا.