الجديد برس:

تتصاعد حدة المخاوف داخل أروقة المجلس الرئاسي المشكل من قبل السعودية، وجميع الفصائل الموالية للتحالف في اليمن، خلال الآونة الأخيرة، مع الأنباء التي تتحدث عن تقدم في المفاوضات القائمة بين صنعاء والرياض بوساطة عمانية.

وكان مسؤولون في حكومة صنعاء، قد أكدوا أن المحادثات مع الجانب السعودي تسير بإيجابية، وذلك عقب زيارة وفد صنعاء التفاوضي إلى الرياض، عقب دعوة سعودية رسمية، والتي تأتي بعد زيارات عديدة للوفد السعودي إلى العاصمة اليمنية، وبعد يومين من لقاء ولي العهد السعودي بمحمد عبدالسلام في سلطنة عمان.

ويبدو أن الحديث عن السلام في اليمن، يصيب فصائل التحالف السعودي الإماراتي بالجنون، حيث ترى أن إنهاء الحرب على اليمن، يعني توقف عداد الإستثمار في معاناة اليمنيين ونهب ثرواتهم، والأهم من ذلك إزاحتها من المشهد السياسي والعسكري خصوصاً بعد فشلها في تحقيق أي نصر يذكر على كافة الأصعدة.

بعد 9 أعوام من الفشل المتراكم، يمكن التأكيد على أن التحالف بقيادة السعودية، يسعى اليوم بشكل جاد للتخلص من أدواته، أو بالأصح للتخلص من أسباب الهزيمة، في محاولة للخلاص من لعنة الهزيمة والإنكسار التي باتت تتهدد وجوده الإستراتيجي، وهو ما يفسر استبعاد السعودية، المجلس الرئاسي وحكومة معين، من المفاوضات القائمة مع صنعاء.

هذا الجنون الذي يتشبث بفصائل التحالف تجاه السلام، هو ما دفعها اليوم لإثارة البلبلة هنا وهناك، بهدف عرقلة سير المفاوضات القائمة بين صنعاء والرياض، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال تصرفاتها الأخيرة على سطح المشهد، وعلى رأسها المجلس الإنتقالي، الذي سرعان ما ذهب للتصعيد ضد الفصائل الموالية للسعودية في المناطق الشرقية لليمن.

وقد عاود المجلس الإنتقالي، مؤخراً، تحشيداته العسكرية في تخوم معقل الفصائل الموالية للسعودية، في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، وجاءت الخطوة بإيعاز إماراتي أمريكي، ضمن مساعي لعرقلة المفاوضات أو على الأقل تثبيت واقع جديد في الهضبة النفطية، قبيل إعلان أي نتائج قد تفضي إليها هذه المفاوضات.

وهذا ما ينطبق تماماً على تحركات قوات الإصلاح في مدينة مأرب، والمتهمة باشعال الحرائق في آبار النفط والغاز، الخاضعة لسيطرتها؛ بهدف استمرار الحرب على اليمن، وقطع الطريق أمام محاولات صرف المرتبات من عائدات النفط والغاز اليمني، حيث تعد مصدر الدخل الأول لفصائله ومسؤوليه.

ناهيك عن حركة الاضطرابات التي تشهدها مناطق سيطرة فصائل التحالف السعودي الإماراتي، والاقتتال القائم بين الأخيرة، ضمن سباق السيطرة على المناطق الإستراتيجية والحيوية، لضمان الحصول على أوراق ضغط تؤهلها للبقاء في مستقبل المشهد السياسي اليمني، ناهيك عن حركة الفرار المالي لقيادات التحالف إلى الخارج، والتي تعكس حقيقة مخاوفها من الخروج من المشهد.

علاوة على ذلك، فإن تصعيد فصائل التحالف، يأتي انعكاس أيضاً للموقف الأمريكي الصريح الذي يدفع لتحريك أدوات التحالف في اليمن، لإطالة أمد الحرب على اليمن، بأي شكل من الأشكال، إذ تقود الولايات المتحدة ضغوطاً وحراكاً سياسياً وعسكرياً للحفاظ على أطماعها ومصالحها في اليمن.

على أية حال، فإن كل هذه المتغيرات الطارئة في المشهد اليمني، هي نتاج للصمود الأسطوري الذي جسدته صنعاء وقواتها وجموع أنصارها من الشعب اليمني، وهو الصمود الذي أرغم قوى التحالف على الجلوس على طاولة المفاوضات اليوم، وسيرغمها غداً على الإعتراف بحكومة صنعاء كسلطة شرعية وحيدة لليمن.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: فصائل التحالف فی الیمن

إقرأ أيضاً:

على وقع استمرار تهاوي العملة.. الرئاسي اليمني يواصل مناقشاته للأوضاع الاقتصادية في البلاد

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

واصل مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، الأحد، عقد إجتماعاته لمناقشة الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد، في ظل تدهور العملة الوطنية إلى أدنى مستوى قياسي لها على الإطلاق.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن المجلس الرئاسي عقد اجتماع برئاسة رشاد العليمي، رئيس المجلس، لمناقشة تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية، والإدارية، والأمنية والعسكرية.

وأضافت أن المجلس استمع الى مراجعة موجزة لقراراته وأوامره السابقة، والإجراءات والمعالجات المطلوبة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، خصوصا فيما يتعلق بالتعاطي مع المتغيرات في سعر العملة الوطنية، والسلع الأساسية، والإجراءات المتخذة لضمان استمرار وفاء الحكومة بالتزاماتها الحتمية، والمضي في اصلاحاتها الشاملة المدعومة من المجتمعين الإقليمي، والدولي.

كما ناقش اللقاء تقارير حول أداء السلطة التنفيذية خلال الفترة الماضية، وتحديثا جديدا للمؤشرات الاقتصادية والمالية والنقدية، والتوصيات المقترحة لاحتواء تداعيات استمرار توقف الصادرات النفطية، وارتفاع أسعار الشحن البحري على الأوضاع المعيشية جراء الهجمات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.

كما بحث المجلس المستجدات العسكرية، والأمنية، على ضوء تصعيد جماعة الحوثي في عدد من الجبهات التي تكبدت فيها خسائر فادحة من عناصرها وعتادها الحربي.

وأشاد المجلس باليقظة العالية التي أظهرتها القوات المسلحة وكافة التشكيلات العسكرية في التصدي لاعتداءات جماعة الحوثي، واحباط محاولاتها المتكررة لإعادة الأوضاع الى مربع الحرب الشاملة، دون اكتراث لمعاناة الشعب اليمني التي طال امدها.

وحذر مجلس القيادة الرئاسي، من استمرار جماعة الحوثي في استغلال مظلومية الشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة لتحقيق مصالحها الضيقة، وتحشيد المزيد من المواطنين المغرر بهم لاستهداف ومهاجمة الاعيان المدنية، ومضاعفة المعاناة الإنسانية التي صنعتها بانقلابها على الاجماع الوطني في سبتمبر 2014.

وبحسب الوكالة، فإن المجلس سيواصل عقد اجتماعاته خلال هذا الأسبوع لاستكمال مناقشة القضايا المطروحة على جدول اعماله في ضوء التطورات المحلية والإقليمية، والدولية.

مقالات مشابهة

  • على وقع استمرار تهاوي العملة.. الرئاسي اليمني يواصل مناقشاته للأوضاع الاقتصادية في البلاد
  • قيادي حوثي: صنعاء والرياض قطعتا شوطا مهما على طريق السلام
  • اتفاق سلام وشيك.. صنعاء تكشف تفاصيل مهمة عن مستجدات المفاوضات مع السعودية
  • ورد الآن: هبوط جديد للريال اليمني أمام العملات الأجنبية في صنعاء وعدن
  • قيادي في انصار الله يؤكد تقدم بمفاوضات السعودية
  • تطور هام في ملف اليمن.. واشنطن تبلغ صنعاء قبول خارطة الطريق الأممية
  • تحذير من تصعيد المجلس الرئاسي: الفوضى وإعلان الطوارئ قد يكونان النتيجة
  • انهيار كارثي للريال اليمني أمام العملات الأجنبية.. الدولار يكسر كل الحواجز وهذا سعر الريال السعودي في محلات الصرافة
  • تجار: السعودية توقف استيراد الأسماك من اليمن
  • سياسيون وحقوقيون يفتحون النار على تقرير الخبراء الأممي بشأن اليمن